×

الشاطر يرفع ايده

التصنيف: Old Archive

2009-10-17  07:29 ص  3437

 

 

محمد صالح

تختلف معاناة المدارس الرسمية في مدينة صيدا بعض الشيء عن مثيلاتها في المناطق الأخرى. تقف إدارات المدارس في المدينة أمام تحدي استيعاب الهجمة الطلابية من الخاص نحو الرسمي. وتشير معلومات دائرة تصديق الإفادات التربوية المدرسية في المنطقة التربوية لعاصمة الجنوب عن «تصادق إفادات نقل وانتقال للتلامذة صادرة عن ادارات المدارس الرسمية والخاصة بشكل كثيف يصل إلى تصديق حوالى 500 افادة مدرسية يوميا»، ومناصفة ما بين الرسمي والخاص». وتؤدي حركة المناقلات هذه إلى أزمة استيعاب في عدد من المدارس تصل إلى ما بين ثلاثين إلى 35 تلميذا في الشعبة الواحدة الا ان هذه الازمة بقيت تحت السيطرة مبدئياً.. ويقف بعض الأهالي ومعهم إدارات بعض المدارس أمام مشكلة أخرى تتمثل بوجود نحو مئة تلميذ يعانون من الرسوب المتكرر لأكثر من سنة في المدرسة الخاصة ويريدون اعادة صفوفهم في المدرسة الرسمية فييخلقون ارباكا.. وتكمن المشكلة الثالثة في صيدا في غياب أو النقص الفادح في الكتاب المدرسي الرسمي الذي يطال معظم المراحل التعليمية. ويترك النقص في الكتب معاناة كبيرة للأهالي خاصة أن الدراسة في المدرسة الخاصة في صيدا انتظمت وسلكت وضعها الطبيعي من دون أي نقص لا في الكتب المدرسية المقررة ولا في الكادر التعليمي. ويخلق الأمر وضعا غير مريح بالنسبة للأهالي... إضافة إلى أزمة أخرى تتجسد في تراجع حاد في الإقبال على اعتماد اللّغة الفرنسية في معظم مدارس المدينة لتحل محلها اللغة الانكليزية بلا منازع.. وتبقى مشكلة تسجيل التلميذ الفلسطيني وإبقائه على لائحة الانتظار إلى أن يتم تسجيل قرينه اللبناني، مما يتسبب بمشكلة نفسية للأهالي والتلامذة في آن.
احتلت التوعية من فيروس انفلونزا الخنازير (اتش1 ان 1) صدارة اهتمام اليوم الدراسي الأول في صيدا من دون منازع . ويؤكد معظم مدراء مدارس المدينة أنهم اشرفوا سخصياً على التدابير الحازمة والجازمة على مستوى النظافة مع تحذيرات من مخاوف انتشار الفيروس. وخاضت إدارات المدارس يومها كأنها في حالة طوارئ صحية لتوعية التلامذة حول النظافة والغسيل الدوري وتعقيم الصفوف وصولا الى المراحيض.. ولم تحل حال الطوارئ المعلنة من شكوى العديد من إدارات المدارس من قلة المشرفين الصحيين.
ولا يزال التسجيل في مدارس صيدا ومنطقتها مستمرا وان بوتيرة اقل من السابق مع أن التأخير يخلق إرباكات لإدارات المدارس التي يقع على عاتقها تأمين انتظام العام الدراسي وبالوتيرة نفسها، مع الاستمرار بالتسجيل في ظل وجود حركة انتقال للطلاب بين المدارس الرسمية نفسها ومن المدرسة الخاصة تحديدا باتجاه المدرسة الرسمية او العكس ولكن بنسبة اقل..وهذا الحراك التربوي سوف يستمر لغاية 15 تشرين الثاني حيث تستمر المدارس الرسمية في تسجيل تلامذتها، حتى أن تلميذ المدرسة الرسمية بامكانه التسجيل قبل يوم واحد فقط من افتتاح العام الدراسي ومكانه محفوظ.
يوجد في منطقة صيدا 57 مدرسة ابتدائية بينها عشر مدارس في المدينة نفسها، ووصل عدد التلامذة في المرحلة الابتدائية فيها الى 15110 تلاميذ في خلال العام الدراسي 2008 – 2009 بينهم 2153 تلميذا في الروضات في حين وصل عدد تلامذة الحلقة الاولى الى 3777 تلميذاً، وتلامذة الحلقة الثانية إلى 5134 تلميذ، وتلامذة الحلقة الثالثة 4046 تلميذا، بينما استوعبت المدارس الثانوية في صيدا 5747 تلميذا بينهم 1756 تلميذا في المرحلة المتوسطة و3991 طالبا ثانويا.
وتنفي رئيسة المنطقة التربوية في الجنوب جمال بغدادي وجود صعوبات مستعصية او غير قابلة للحل بالمعنى الحرفي للكلمة في المدارس الرسمية في صيدا ومنطقتتها، ولا سيما لجهة البناء. وتؤكد بغدادي أن ما نسبته 95 في المئة من ابنية مدارس صيدا والجنوب بشكل عام حديثة وتعتبر ممتازة «اما الخمسة في المئة المتبقية فاننا نعتبر انفسنا «مضغوطين» فيها وهي تتركز في المدن الجنوبية وبعضها قديم وهذا طبيعي ونعالجها بطريقتنا»... وبالنسبة للكادر التعليمي في مدارس صيدا وصور وكل الجنوب «فهو متوفر وموجود – وفق بغدادي - إن من خلال اساتذة الملاك او من خلال التعاقد حيث يوجد ألفا أستاذ في الملاك و1500 استاذ في التعاقد خاصة»، مشيرة إلى أن وزيرة التربية بهية الحريري «أعطت أهمية كبيرة لتنظيم التعاقد في المدرسة الرسمية». وتشير بغدادي إلى وجود بعض الشواغر في معلمي المواد العلمية بشكل عام واللغة الانكليزية بشكل خاص الا ان هذا الامر يحل ونعالجه ضمن الاطر القانونية واسس التعاقد الجديد.
هجمة باتجاه الرسمي
وترد بغدادي حركة انتقال التلامذة من المدارس الخاصة الى الرسمية بشكل مطرد، لأن «المدرسة الرسمية أثبتت وجودها في المجالات كافة»، لافتة إلى «أن المدرسة الرسمية لم تعد محصورة بالفقراء فقط لان حركة الانتقال هذه شملت الاغنياء او الذين يعيشون بوضع مرتاح من الناحية المادية، وهؤلاء حجزوا لاولادهم مقاعد في المدرسة الرسمية في صور وصيدا».
وتعترف بغدادي بأن هذه «الهجمة» على المدرسة الرسمية تركت بصماتها على موضوع الاستيعاب في الصفوف والشُّعَب التعليمية، خاصة في المرحلة الابتدائية بحيث يتراوح عدد التلامذة في الصف الواحد في معظم مدارس صيدا ما بين 35 الى 36 تلميذاً في الصف الواحد، وأن الاستيعاب في مجمل مدارس منطقة صيدا وصل الى حدوده القصوى...
وتشير بغدادي إلى «أن الضغط على المدرسة الرسمية ليس فقط من قبل اهالي المدينة انفسهم بل من قبل تلامذة يأتون من الشوف ومن شرق صيدا او من محيطها»، معللة ذلك بـ «ثقتهم بمدارس صيدا الرسمية، حتى ان احدى المدارس في المدينة بدأت قبل أعوام عدة بثلاثمئة تلميذ، وأصبح عدد تلامذتها اليوم نحو 1100 تلميذ. وترى بغدادي ان هذا التهافت على مدارس صيدا غير مبرر «الا اننا نحل المسألة بوسائلنا المتاحة حيث نؤكد للاهالي ان لكل تلميذ مقعدا ولن يبقى اي تلميذ خارج صفه لكن اتركوا لنا مسالة اختيار المدرسة»، لافتة إلى أن حركة تسجيل التلامذة هذه السنة للعام التربوي 2009-2010 تشبه الى حد كبير حركة تسجيل العام الماضي 2008 – 2009 مع ارتفاع قد يصل الى ما بين سبعة إلى عشرة في المئة فقط عن العام التربوي الفائت.
تراجع اللغة الفرنسية
في المقابل، يؤكد معنيون في معظم مدارس صيدا خاصة التي تعتمد اللغة الفرنسية الى جانب العربية، «ان اللغة الفرنسية تعاني من تراجع مخيف وخطير في نسبة التسجيل»، وهذا يؤشر الى «ان اللغة الفرنسية في معظم مدارس صيدا الى زوال واضمحلال مع مرور الوقت الذي لن يكون بعيدا». ففي صيدا يصل عدد تلامذة صفوف الروضة في المدارس التي تعتمد اللغة الانكليزية الى جانب العربية الى ثلاثين تلميذا بينما يصل العدد في صف الروضة نفسه في مدرسة تعتمد اللغة الفرنسية الى خمسة تلامذة فقط ، مع العلم بأنها لا تبعد سوى خمسين مترا عن المدرسة التي تعتمد الانكليزية.
تقول بغدادي ان تدخل المنطقة التربوية في هذه المسألة محدودا، لان ذلك يعود إلى رغبة الأهالي في تعليم اولادهم اللغة الانكليزية «ونحن نحاول إقناعهم فقط لأنه لدينا مشكلة استعياب في مدارس اللغة الانكليزية وهذا سوف يتصاعد في المستقبل وبشكل تدريجي».
تذمر فلسطيني
وتبرز في صيدا من وقت لآخر مشكلة هي اقرب الى «التذمر». يقول الفلسطينيون المقيمون في المدينة ومخيماتها والذين يرغبون في تسجيل اولادهم في المدارس الرسمية في صيدا، ان بعض إدارات المدارس الرسمية ترفض تسجيل اولادهم مباشرة كما يحصل مع اللبنانيين وتضعهم دائما على لوائح الانتظار وتؤجل تسجيلهم وهذا يجعلهم في وضع نفسي صعب ويلجأون إلى «الوساطة» في كل اتجاه. وترد بغدادي على التذمر الفلسطيني بالتأكيد أن «تأجيل تسجيل الفلسطينيين يتم إلى ما قبل موعد بدء العام الدراسي بيومين وعندما ننتهي من تسجيل التلميذ اللبناني، عندها نوافق على تسجيلهم في حال لاحظنا بقاء مقاعد شاغرة لان الاولوية للتلميذ اللبناني، كون الفلسطيني لديه مدارس الاونروا ولا مشكلة في تسجيل الفلسطيني ولا نرفضهم بل نطلب منهم التريث في حال وجود مقاعد شاغرة».
مشكلة الرسوب المتكرر
وتعتبر بغدادي انه اذا كان هناك من مشاكل تربوية في صيدا «فان المشكلة الوحيدة التي تواجهنا ليست التلميذ الفلسطيني الذي نؤجل تسجيله انما التلميذ الذي يعاني من الرسوب المتكرر لاكثر من سنة في المدرسة الخاصة ويريد اعادة الصف في المدرسة الرسمية، ويصل عدد هؤلاء إلى مئة تلميذ». ويخلق الراسبون «إرباكا لان أعمارهم تكون كبيرة بين التلامذة وعلى صفوفهم، وقد يكون استيعابهم بطيئا ويعانون من مشاكل في السلوك وهم بحاجة لمعالجة خاصة، ومع ذلك تضطر المدارس الرسمية إلى استيعابهم وتوزيعهم بشكل عادل بمعدل أربعة إلى خمسة تلامذة في كل مدرسة وعلى كل مدارس صيدا.
الحريري ومدارس صيدا
تعتبر المدرسة الرسمية في صيدا «محضونة» بشكل كبير من قبل وزيرة التربية ونائبة المدينة بهية الحريري وكمسؤولة عن مؤسسة الحريري وكمشرفة على الشبكة المدرسية لصيدا ومنطقتها وجزين التي عبرت خلال لقاء مع «السفير» عن رضاها عن الوضع التعليمي في المدينة ومنطقتها وفخرها بما تحقق فيها حتى الآن. وتؤكد الحريري «أن وضع مدينة صيدا بالنسبة للتعليم الرسمي جيد جدا، لاننا عملنا ليكون التعليم الرسمي خيارا واختيارا لا تمليه الظروف الاقتصادية بل جودة التعليم»، مشيرة إلى أن الجهود في صيدا بذلت أيضا «على مستوى الشبكة المدرسية التي أسست عام 2001 كتجمع للمدارس الرسمية والخاصة والتي اصبحت مقوننة ومعممة على صعيد كل لبنان بحوالى 1400 مدرسة مربوطة بنظام مكننة وموصولة او يتم ربطها بالشبكة الالكترونية». وتعتبر الشبكة المدرسية لصيدا والجوار تجربة رائدة في العمل لتحسين نوعية التعليم لـ55 ألف تلميذ. وتتركز أنشطة الشبكة على تعزيز مستوى التلامذة والوقاية من التسرب المدرسي والعمل على معالجته لدى حدوثه والتدريب والتأهيل وفقاً لمبدأ «التربية من أجل التنمية المستدامة في المدارس والمناهج التربوية «، كما تخصص أنشطة ودورات وورش عمل خاصة برفع مؤهلات وقدرات الكوادر التعليمية في المدارس.
وأعلنت الحريري أنه من بين البرامج التي انطلقت من صيدا أيضاً مشروع مكننة المدارس SIS الذي طبق في مدارس صيدا والجنوب حيث قدمناه إلى الدولة واعتمدته لكنه يحتاج إلى تمويل لتنفيذه، وهذا الأمر سيتم من خلال المكرمة السعودية، وأصبح لدينا مجال لتطبيقه وينتهي في شباط، وهو يساعد في كيفية الحصول على المعلومات ومن شأنه أن يفعّل التعليم».
وكشفت الوزيرة الحريري عن ان مدرسة جديدة سيتم بناؤها في صيدا من الهبة العمانية بقيمة خمسة ملايين دولار، في أرض تابعة لحرم مهنية صيدا وان هذه المدرسة ستكون نموذجية وبمثابة مختبر لكل الأفكار الجديدة في التعليم من الروضة وحتى الثانوي، مشيرة إلى أن هناك حاجة في صيدا لمدرسة ثانية جديدة بدلا من متوسطة البنات الرسمية التي لم تعد تصلح من حيث الموقع والبناء.
وتنوه الوزيرة الحريري بـ «تميز صيدا بالتكامل بين القطاعين الأهلي والرسمي في الشأن التربوي»، وتعطي مثالا على ذلك المدرسة الجديدة التابعة لجمعية رعاية اليتيم في صيدا، مشيرة إلى «أن هذا التكامل بين الأهلي والرسمي سد الثغرة بالنسبة للتسرب المدرسي حتى ولو كان معظم المتسربين من غير اللبنانيين لكنهم جزء من المجتمع».
وتشير الحريري إلى أنه « تم في العام الماضي، بفضل الهبة السعودية إعفاء كل الطلاب في التعليم الرسمي والمهني الرسمي من الأقساط ، وتم صرف مبلغ أربعين مليون دولار على التعليم الرسمي»، مشيرة إلى وجود 15 مليون دولار متبقية من الهبات السعودية الثلاث التي قدمت حتى الآن، وهذا المبلغ كان تم تحويله الى الهيئة الوطنية لدعم المدرسة الرسمية، ثم ارتأينا أن الأولوية هي للأقساط فاتفقنا مع السفير السعودي ورئيس الحكومة على تحويل المبلغ لتغطية الأقساط في الابتدائي والمتوسط، باستثناء متوسطات الثانويات.
الامتحانات الرسمية
وترى الحريري أن «نقطة الضعف في المدرسة الرسمية هي صف البريفيه لأننا لا نعرف اذا كان الأستاذ متمكنا من المادة التي يعطيها، ولهذا السبب تم استحداث وحدة تنسيق على صعيد لبنان لكل المواد لصف البريفيه، وسيبدأ التدريب في دار المعلمين لكل المواد وعلى مدار السنة بدءا من تشرين الأول وحتى أيار»، مشيرة إلى «أنه سيتم إجراء امتحان قياس لمستوى الطلاب في صفي الثامن والتاسع كما سنشتغل على صفوف الروضات».
البلدية ومدارس صيدا
وبالإضافة إلى جهود وزيرة التربية، هناك دور آخر يبرز كداعم للمدرسة الرسمية في صيدا بدأ بالتمظهر مع المجلس الحالي لبلدية المدينة التي لطالما اعتبرت أن المدينة هي عاصمة تربوية وثقافية هامة بالنسبة لمحيطها، وان احدى نقاط القوة في المجتمع الصيداوي وفي دورته الاقتصادية هي كثرة المدارس والمعاهد والجامعات الخاصة والعامة، بما فيها المهنية التي تتمتع بمستوى عالٍ مقارنة بالمستوى الوطني ككل.
ويؤكد رئيس البلدية الدكتور عبد الرحمن البزري ان الهم الأساسي بالنسبة للمجلس البلدي مع انطلاقة لعام الدراسي سنوياً «إيجاد الأماكن الكافية لتلامذة المدرسة الرسمية وفي هذا الاطار شكلنا لجنة التربية المنبثقة عن المجلس البلدي والتي اعتمدت أسلوب عقد اجتماعات دورية مع مدراء المدارس الرسمية وزيارة بعض المدارس للكشف الميداني ودرس الاحتياجات على أرض الواقع. وذلك انطلاقا من قانون البلديات في المادتين 49 و50 الذي يعطي البلديات الحق في مراقبة النشاطات التربوية وسير العمل في المدارس الرسمية والخاصة وإعداد تقارير الى المراجع التربوية المختصة. ومن باب مسؤوليتنا القانونية والشرعية آثر المجلس البلدي الحالي أن يقارب الملف التربوي بكثير من الإيجابية والانفتاح ورغبة في التعاون مع جميع القطاعات الرسمية والخاصة.
ويشير البزري إلى بعض المعوقات التي تحول دون دعم المدرسة الرسمية والمتمثلة بالروتين الإداري حيث يصر المراقب المالي التابع لوزارة الداخلية على عدم صرف أي مبلغ لصالح أي مؤسسة تربوية قبل الحصول على موافقة مسبقة من وزير التربية، ولا يهمه ما نصت عليه المادتان 49 و50 من قانون البلديات، ولا تكفيه موافقة الدائرة التربوية في محافظة لبنان الجنوبي او المديرية العامة في وزارة التربية. ويتساءل البزري عن جدوى هذه السياسة المتبعة، وما إذا كانت تهدف الى التخفيف من روحية اللامركزية التي يتغنى بها البعض داعياً الى إزالة الحواجز التي تعيق العلاقة بين البلدية والمدرسة الرسمية مع ضرورة التأكيد على تنظيمها ووضعها في الأطر الصحيحة.
ويلفت البزري الى ما تقوم به بلدية صيدا سنوياً لدعم المدرسة الرسمية في صيدا كالمساعدة في تنظيف المدارس ورشها بالمبيدات وصيانة البنية التحتية وتأهيل الحدائق وزراعتها، وقبول طلبات إدارة المدارس الرسمية والمهنية لتأهيل بعض الأقسام فيها. فهي قامت مؤخراً بإنشاء مظلات وبرادي واقية لعدد من المدارس الرسمية وتأهيل بعض الغرف والساحات المتعلقة بالطلاب والهيئة التعليمية. وساعدت البلدية، وفق البزري، في طلاء بعض المدارس والمهنيات خصوصاً في أقسامها التي تحتاج الى ترميم سريع، كما قامت بالتعاون مع مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية بتجهيز عدد من المدارس الرسمية في المنطقة بأجهزة كمبيوتر، إضافة إلى لوازم أخرى متعلقة بتطوير قدرات المدارس مع قيام البلدية بالشراكة مع مجلس مقاطعة توسكاني في ايطاليا بدعم طلاب مدرستين ثانويتين وطلاب مدرسة شبه مجانية في الحصول على الكتب والقرطاسية بكلفة قاربت الثلاثين ألف دولار أميركي دفعت «توسكاني» حوالى سبعين في المئة منها، إضافة إلى تمويل مشروع صحة العين والبصر في المدارس الرسمية بالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية ونادي الليونز ورصدت مبلغ عشرين ألف دولار للمشروع. كما قامت البلدية بالتعاون تجمع المؤسسات الاهلية بدعم مشروع مكافحة الادمان داخل وخارج المدارس، وتنظيم أنشطة للصفوف الابتدائية تحت عنوان «تعرف على مدينتك» حيث تم اعداد جولات للتلامذة على أهم المواقع الأثرية والتاريخية في المدينة القديمة أو الواجهة البحرية، إضافة إلى فتح البلدية أبوابها للعديد من النشاطات التربوية اللبنانية والفلسطينية الرسمية والخاصة ، وتسهيل إجراءات الرخص القانونية المتعلقة بالابنية وتقديم جزء من الاراضي ذات الملك البلدي لإنشاء المدارس... مع العلم بأن معظم المدارس الرسمية في صيدا هي مبنية اساساً على أراضٍ قدمتها بلدية صيدا.
وكشف البزري أن البلدية ، بالنسبة للتلامذة الفلسطينيين، تعمل الآن بالتنسيق مع الأونروا على انجاز ملف كامل لإنشاء مدرسة جديدة للأونروا خارج مخيم عين الحلوة تكون مخصصة للطلبة الفلسطينيين في مدينة صيدا حيث يوجد تمويل قيمته مليون ونصف مليون دولار اميركي من قبل السوق الأوروبية المشتركة إضافة الى مساهمات مالية من الأونروا ومن البلدية، وذلك بهدف إلغاء نظام الدوامين المتبع في مدارس الأنروا في صيدا نهائياً، نتيجة كثرة الطلب وضيق الأمكنة وتخفيف الضغط عن المدارس الرسمية اللبنانية.
المؤسسات الأهلية في صيدا
يبدأ أمين السر لتجمع المؤسسات الاهلية في صيدا ماجد حمتو ببرامج مكافحة الأمية وتعليم الكبار والتربية الشعبية ومكافحة عمل الأطفال والتدريب المهني المعجل ومكافحة التسرب المدرسي، وقضايا الصحة والبيئة، في بداية سرده لعلاقة المجتمع المدني بالمدرسة الرسمية في صيدا.
وينطلق حمتو من استراتيجية الشراكة بين تجمع المؤسسات الاهلية مع بلدية المدينة، ليشير إلى افتتاح التجمع مكتب دائم في البلدية مجهز بكل التسهيلات اللوجستية ومشاركته بمتابعة قضايا الأولاد العاملين في المدارس، والمساهمة بمعالجة المدمنين من التلامذة وغيرهم، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، السيدا، إضافة إلى تنظيم ورش العمل التدريبية والندوات التربوية لمكافحة الإدمان من ضمن مشروع متكامل بلغت تكلفته 17 مليون ليرة لبنانية. أما في مجال مكافحة فيروس السيدا فيقيم التجمع المعرض الصحي السنوي للسنة الثالثة على التوالي والذي يتم التحضير له مع طلاب المدارس طيلة العام الدراسي وتتخلله ورش عمل وندوات تثقيفية وحوارية مع اختصاصيين ومصابين ورجال دين وتوزيع منشورات وإجراء مسابقات لطلاب المدارس وتوزيع جوائز.
ويعلن حمتو انه ضمن برنامج الصحة المدرسية الذي ينفذه التجمع سنوياً في المدار ستساهم البلدية عبر عامين بمبلغ ثلاثين مليون ليرة لبنانية للكشف الصحي ببرنامج سلامة العين والنظر وتأمين العلاج والنظارات الطبية

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا