قال رئيس ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي ان الأمن الفلسطيني لن يكون ثغرة في جدار الأمن اللبناني . داعياً الفلسطينيين في لبنان الى  أن يكونوا على مسافة واحدة من الجميع وبعيدا عن التجاذبات اللبنانية . وأمل زكي أن يأخذ الوضع الانساني والاجتماعي للوجود الفلسطيني في لبنان أولوية من قبل الحكومة المقبلة وأن تُسن قوانين من البرلمان تؤمن الوضع الطبيعي للمهاجرين الفلسطينيين الذين هم ضيوف مؤقتين على قاعدة حقهم في العودة .

زكي كان يتحدث خلال جولة قام بها اليوم على فاعليات مدينة صيدا مودعاً لمناسبة مغادرته لبنان نهائياً ، فالتقى وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري في مجدليون يرافقه القنصل في سفارة فلسطين محمود الأسدي وأمين سر منظمة التحرير في منطقة صيدا قاسم صبح . وكان اللقاء مناسبة للتداول في الأوضاع العامة على الساحتين الفلسطينية واللبنانية .

وقال زكي اثر اللقاء : نحن أولاً في جولة وداع ..تناولنا ما يجري في داخل فلسطين على كل الصعد وأيضاً كل ما يمكن أن يخفف معاناة الفلسطينيين ، وأنا اشعر أن صيدا الوفاء ، بوفاء بهية الحريري قادرة ان شاء الله أن تستمر الحالة الفلسطينية بأمان وطمأنينة وأن يتبدد القلق الذي يشاع بين فترة واخرى أن هناك ما يهدد الأمن،  سواء الفلسطيني أو اللبناني ، والأخت بهية كانت على مدار الأيام الماضية خير نصير وخير سند للفلسطينيين وقامت بجملة من الأشياء التي سواء على صعيد الشباب وعلى صعيد الحوارات والتشاور بما يحيد الفلسطينيين التجاذبات اللبنانية – اللبنانية .

وردا على سؤال حول الحوار الفلسطيني – اللبناني قال :كافة المسؤولين بمختلف اتجاهاتهم أجمعوا الآن على أن لا يبقى الفلسطيني في حالة بؤس وأن يأخذ الأولوية في الاهتمام وان شاء الله يتم تشكيل الحكومة ويكون هناك قوانين يسنها البرلمان لما فيه الوضع الطبيعي للمهاجرين الفلسطينيين الذين هم ضيوف مؤقتين على قاعدة حقهم في العودة .

من جهتها نوهت الوزيرة الحريري بالتطور الايجابي والفعال للعلاقة اللبنانية الفلسطينية خلال الفترة التي تولى فيها السفير عباس زكي هذا الملف وحيت جهوده في هذا المجال آملة أن تتوج الايجابيات التي تحققت بإستكمال بنود الحوار اللبناني الفلسطيني من اجل مقاربة كل القضايا المشتركة .

وكان زكي التقى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في مكتبه بدار الافتاء ، وبحث معه في الشأن الفلسطيني عموماً ولا سيما ما تتعرض له القدس والأقصى من اعتداءات وممارسات اسرائيلية وسبل مواجهتها ، وكان تطرق الى وضع الفلسطينيين في لبنان .

وقال زكي اثر اللقاء : هي زيارة وداعية لسماحة المفتي وتثمين دوره في تخفيف معاناة الفلسطنيين كمرجعية روحية ، وكان التركيز على ما يجري في مدينة القدس من حيث الهجمة الصهيونية الغاشمة التي تحاول تهويد القدس وتدنيس المسجد الاقصى واقتطاع القدس من جسمها الفلسطيني عبر سور الفصل العنصري. ولقد وجدنا كل تفهم من سماحة المفتي وطمأناه الى اننا نسعى بكل جهد ممكن الى وحدة الصف الفلسطيني وايضا متابعة كل ما يخص القضية الفلسطينية ، وطلبنا من سماحة المفتي ان يولي اهتماما لقضايا اللاجئين وبخاصة هذه المدينة الطيبة التي تحتضن مخيماتنا التي تعترف بان هذه المدينة كانت حاضنة امينة للفلسطنيين .

وردا على سؤال حول ما اذا كان مرتاحا للوضع الأمني في المخيمات قال : الارتياح نسبي لأن الفلسطيني يعيش حياة استثنائية وحياة بؤس ودون قوانين سارية لتحقيق انسانيته وتوفير احتياجاته . ويبقى الرهان على وعي ابنائنا في المخيمات ، وعلى اللجان الشعبية والفصائلية ولجان المتابعة وان شاء لله الأمن الفلسطيني لن يكون ثغرة في جدار الأمن اللبناني .

وعن النصيحة التي يوجهها لمن سيخلفه في ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان قال : النصيحة هي ان يكون على مسافة واحدة من الجميع، وان لا يخضع للشحن الطائفي او التجاذبات اللبنانية.. بل ان يسعى يكون فلسطينياً اولا ، لأن فلسطين معشوقة وتسكن ادمغة وضمائر كل اللبنانيين،  وبالتالي أن يحسن التصرف كفلسطيني بعيدا عن التجاذبات .. ونحن نعمل الآن كمؤسسة ولسنا افراداً ، واعتقد ان الاستراتيجية التي وضعناها هي ملزمة لكافة الفلسطينيين .

من جهته قال المفتي سوسان : في هذه الفترة تمر القضية الفلسطينية بظروف دقيقة لجهة وحدة الصف الشعب الفلسطيني والذي هو حصانته الاولى وقوته الاولى اما لجهة القدس والأقصى والمحاولات المتكررة للكيان الإسرائيلي المجرم في هدم الأقصى وما يمثله بالنسبة للعرب والمسلمين ، .. نشعر في هذه الايام وهو يودعنا هذا الصديق الاخ عباس زكس اننا نحمله امانة التحية والموقف لكل اطفال فلسطين لكل امهات الشهداء واخوات الشهداء في فلسطين،  نحمله تحية الى الأقصى الى مآذنه وباحاته،  الى القدس بساحاتها .. نحن في صيدا نحمل هذه القضية منذ ان تكونت ونعيش مع الأخوة الفلسطينيين و نؤمن بأحقية هذه القضية، ونطلب ان يتحقق الموقف الوطني الفلسطيني من خلال القرار الوطني الفلسطيني الواعد للشعب الفلسطيني. وستبقى هذه المدينة في موقفها مع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة ورفض التوطين والتهجير ومع الحقوق المدنية والانسانية ، ليشعر هذا الشعب بكرامة الحياة وبوجوده كإنسان على هذه الأرض في ضيافة هذا البلد..  ولعلها مناسبة ان نذكر من جديد ان هناك اناسا قد تركوا بيوتهم وهجروا وهدمت دورهم في مخيم نهر البارد وهم يرفضون ما حصل في ذلك المخيم ،  ولا ذنب لهم الا انهم من سكان نهر البارد.. واننا نناشد كل المسؤولين وكل القائمين على هذا الأمر في لبنان وخارج لبنان ان يعملوا سريعا من اجل عودة الناس الى بيوتهم ودورهم،  والاسراع والتسريع في هذا العمل وقبل الشتاء البارد.  أما الأخ عباس زكي فان كان قد نجح في لبنان فلا شك انه سينجح في مكان آخر،  وسنبقى نحمل في عيوننا وفي قلوبنا امانة هذا الحق للشعب الفلسطيني الذي نامل ان ياتي وعد الله قريبا ويعودوا الى بلادهم وديارهم وقدسهم واقصاهم .