×

إحجز تابوتك قبل نفاد الكمية

التصنيف: منوعات

2020-09-29  10:57 ص  274

 

زيزي إسطفان الوطن

عزيزي المواطن اذا كنت تشعر انك تكاد تموت فقعاً وقهراً وقرفاً من هذا البلد وما آلت إليه حاله، او تشعر ان سياسيينا يحفرون قبرك ويقودونك نحو الهلاك بأيديهم، فالفرصة متاحة أمامك اليوم للاستفادة من عروضات قد لا تتكرر ومن تحطيم أسعار يجعلك تموت راضياً مطمئن البال، بأنك أخيراً استطعت ان تتحدى الدولار وغلاء الاسعار وأنك اقتنصت فرصة لا تعوض، قد لا تتاح لسواك لتنعم بواسطتها بآخرة فاخرة يحسدك عليها كثيرون.قد تتساءل عزيزي المواطن ما الداعي لجلب سيرة الموت الآن في خضم محاولاتنا البائسة للخروج من إحباطنا وهزائمنا وبحثنا عن بصيص ضوء تعدنا به الأم الحنون؟ القصة وما فيها أن الفرصة سانحة امامنا جميعاً نحن الذين نتكوّى على نار الموت البطيء ان نستفيد من سحق أسعار على التوابيت الخشبية، التي ستضمنا حين يضمحل كل شيء من حولنا ويموت الجسد بعد ان ماتت الأحلام والآمال. نعم تحطيم اسعار في عرض مغر لا مثيل له أطلقته مؤسسة عازار للوفيات في زحلة، وقامت بتنزيلات كبيرة على الصناديق الخشبية لتتيح للجميع الحصول على صندوق العمر الضائع بأنسب الأسعار.  أسعار تشجيعية  هل هي تصفية نهاية الموسم؟ موسم الموت المجاني والقتل الجماعي؟ ام هو أوكازيون لتصريف بضاعة بات يصعب على المشترين اقتناءها رغم الحاجة الملحة إليها؟ الجواب عند جوزيف عازار صاحب مؤسسة عازار للوفيات الذي لم يجد حرجاً من نشر خبر على صفحته الخاصة على فيسبوك، يعلن فيه عن حرق اسعار الصناديق (وهي الإسم التقني للنعوش او التوابيت) وبيعها بالـ"رسمال" بدءاً من 800000 ليرة لبنانية للسطح العادي وصولاً الى 1،500،000 للذي يحمل رسم العشاء السري، مروراً بـ 1،200،000 لرأس المسيح او رأس العذراء... تشكيلة واسعة من الصناديق مع صورها يعرضها عازار على صفحته في حملة تسويقية اثارت الكثير من التعليقات الساخرة كما الشاجبة كان أبرزها "مع عازار موت وما تحتار، ما تخاف من الغلا، حرقنا الأسعار". كثر سألوا بسخرية إن كان بالإمكان حجز الصندوق اليوم ودفع ثمنه الآن في انتظار حلول الساعة، أو إذا كان من الأفضل ان يموت المرء قبل انتهاء العرض وتساءلوا حتى متى يبقى العرض قائماً لمعرفة كم لديهم من وقت للإفادة منه.  الموت حق، يقول عازار، وكلنا على هذا الدرب سائرون، صحيح ان الإعلان كان صادماً بعض الشيء لكنه اخذ ضجة كبيرة، والهدف منه كان إنسانياً بحتاً. ويشرح عازار ان أحد اصدقائه يملك كمية كبيرة من الخشب أراد بيعها بداعي السفر، فحصل هو عليها بسعر مناسب جداً واراد أن يعمم الخير على الجميع فلا يستفيد منه وحده بأنانية وطمع. لجأ الى تحويل الخشب صناديق بمساعدة نجار يتعامل معه عادة واستطاع بذلك توفير الكثير من كلفتها وبيعها بأسعار مخفّضة. نسأله هل حجز أحدهم منها مسبقاً ليستفيد من العرض؟ يضحك قائلاً: لا أحد "يتموّن" صناديق في لبنان لكن في أميركا حيث يعمل أخي في المصلحة نفسها، يتهافت الناس ما إن تجري محلات دفن الموتى او السوبر ماركت عرضاً خاصاً على حجز التوابيت ودفع ثمنها ليضعوها في المستودع، تخطيطاً لدفن قد لا يتواجد فيه إلا صاحبه في غياب "اللمة" العائلية التي تميزنا في لبنان.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا