×

الحريري لـmtv: إذا كان القرار بأن يحمل كلّ فريق سلاحه سأترك السياسة حينها... ولم ألتقِ أديب إلا مرة واحدة قبل سنوات من تسميته

التصنيف: سياسة

2020-10-08  09:45 م  464

 

أكد الرئيس سعد الحريري أن مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هي السبيل الوحيد ‏والأسرع لإيقاف الإنهيار وإعادة بناء العاصمة بيروت، مبديًا تخوفه مما يحصل اليوم من ‏تسلح وعراضات عسكرية، وسأل: "ماذا يعني اليوم ما يحصل في بعلبك الهرمل؟ هذا ‏انهيار الدولة".‏

في ما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجراها الرئيس سعد الحريري مساء الخميس 8 ‏تشرين الأول 2020، مع الزميل مارسيل غانم ضمن برنامج "صار الوقت" على شاشة ‏الـ"‏MTV‏":‏

سئل: هل لديك أي معطيات إقليمية جديدة ستسمح لك اليوم بتحديد اتجاه الحكومة؟ ‏وهل لديك أي متغيرات جعلتك تختار هذا التوقيت الليلة؟

أجاب: أنا ليست لدي أي معطيات، وحين تحدثت معك كان بسبب أنك أصريت عدة ‏مرات لإجراء مقابلة. وأنا لا أملك أي معطيات ولا أظن أن أحدا اليوم لديه أي معطيات.‏

سئل: ولكن قيل في الإعلام أنك غير موفق في التوقيت لأن أي هجوم على الثنائي ‏الشيعي أو التيار الوطني الحر سيصعب التفاوض معك، وأي إشارة إلى التعاون ‏ستحرجك أمام الرياض. ففي الحالتين، أعانك الله.‏

أجاب: أنا أقول أن كل من الأفرقاء السياسيين قالوا ما لديهم ما عدا سعد الحريري. كما ‏أن ما نراه اليوم في البلد من انهيار يفرض علينا أن نحكم العقل على أي كلام يدفعك إلى ‏مواقف من الصعب التراجع عنها. اليوم حزب الله وحركة أمل أقاموا متاريس معينة ‏وسيصعب عليهم الرجوع عنها. وأنا أرفض هذا الموضع لأن هذه المتاريس نقيمها في ‏النهاية على بعضنا البعض وعلى الشعب اللبناني.‏

سئل: جورج غانم قال أنه ساعد الله سعد الحريري لأنه يحكم الاعتدال في وجه ‏محاولات تحويل لبنان إلى اليمن. هل هذه هي البوصلة التي تحكم أداء سعد الحريري ‏اليوم؟ ‏

أجاب: ربما أنا أردت أن أتحدث اليوم لأنه بعد ما حدث في المبادرة الفرنسية، انكشف ‏البلد على كل الاحتمالات، الأمنية وعدم الاستقرار والانهيار الاقتصادي. واليوم كل ‏شخص يتحدث عن نظام وأن النظام "مش ماشي"، وكل هذا الكلام غير صحيح.‏

سئل: هل ترى أن النظام اليوم "ماشي"؟

أجاب: لا أنا أعتبر أن الأحزاب السياسية "مش ماشية". فأي دستور، دستور فرنسا أو ‏الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى، إذا وضعناه مع هذه العقلية التي تدار فيها البلد، لا ‏يمكن أن ينجح إن كانت هناك أحزاب تفرض الأمور بالقوة، لأن لديها سلاح ومشروع ‏وفائض قوة، ومن لديه اليوم فائض قوة يستخدم هذا الفائض لفرض معادلات على ‏اللبنانيين هم يرفضونها. واليوم، بما أن البلد انكشف، وكُشفت المواقف، باتت الأمور ‏واضحة. اليوم كل الأحزاب السياسية باتت واضحة. قبل ثورة 17 أكتوبر، كان لدينا نوع ‏من الاقتصاد، كنا نعيش ركودا اقتصاديا، وكان النمو يتراوح بين 0.5 أو 1%، إلا ما ‏قبل العام 2011. ما أحاول قوله أن كل الأحزاب اليوم، وخاصة حزب الله وحركة أمل ‏كشفوا موقفهم من المبادرة الفرنسية. ولكن ما كشف البلد وكل الأحزاب هو الانهيار ‏المالي الذي حصل. كل هذه الأحزاب، وخاصة بعض ممن كان يحاول أن يتحكم بالبلد،

كانت مستورة بسبب أن هناك عملة وعمل ونوع من اقتصاد في البلد. أما بعد 17 ‏أكتوبر، انهارت الليرة وبدأ الانهيار الاقتصادي.‏

الناس يقولون أن كل الأحزاب مسؤولة، بمن فيهم أنا. عم نحن مسؤولون. نحن خلال هذه ‏السنوات الـ16 كنا موجودين في هذا النظام الموجود وذلك الحكم. سعد الحريري كان ‏موجودا 4 سنوات، وفي السنوات الباقية كانت هناك أحزب أخرى، وعلى اللبنانيين أن ‏يحددوا من هو السبب الأكبر أو الأقوى الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. أنا لا أقول ‏أني لست مسؤولا. ولكن خلال هذه السنوات الـ16، استشهد رفيق الحريري، ودخلت أنا ‏إلى الحياة السياسية من هذا المنطلق وأكملت. لكن أن تحمل كل هذه المشاكل لسعد ‏الحريري، فكلا.‏

سئل: هل لا زالت هناك مبادرة فرنسية؟

أجاب: بالتأكيد هناك مبادرة فرنسية. ولكن اليوم في البلد مشروعان أو ثلاثة، المشروع ‏الذي يحمله حزب الله وحركة أمل والمرتبط بالخارج، هناك مشروع يريد أن يخرج البلد ‏من هذه الأزمة ويريد أن يتحرر من الأحزاب وهو يقوم على أن لبنان أولا، وهنا لا أريد ‏أن يتهمونني بأمور أخرى، لكن فعليا هو لبنان أولا، وهناك مشاريع أخرى من بعض ‏ممن يحاولون أن يزايدوا على أي طرف يسعى لإيجاد حلول، وهؤلاء لديهم مشاريع ‏أوصلتنا إلى هنا.‏

سئل: من هم هؤلاء؟

أجاب: جزء من المزايدين ومما يقولون لا تتفاوض ولا تتكلم.‏

سئل: هؤلاء هم جزء من فريقك السابق؟

أجاب: هم جزء من فريقي السابق وجزء من 14 آذار.‏

سئل: أنت هنا تتحدث عن سمير جعجع وعن آخرين؟

أجاب: سنصل إلى كل هذه الأمور. لكن البعض لا يريد أن يتكلم بأي شيء. والبعض يريد ‏أن يفرض كل شيء، وهناك فريق ثالث يقول: تعبنا طائفية ومذهبية، وعلينا كلبنانيين ألا ‏نتطلع إلى الخارج، فإمكانياتنا وإمكانيات الانتشار اللبناني كافية، وإذا عملنا بالمبادرة ‏الفرنسية فسنستطيع أن نخرج هذا البلد من هذه الأزمة. ولا يقولن أحد لنا أننا غير قادرين ‏على أن نخرج من هذا الانهيار أو أن نوقفه. هذا الانهيار سيقف أكيد بالمبادرة الفرنسية، ‏وبالتأكيد بيروت ستتعمر من جديد.‏

سئل: أنا لم أعرف أنت في أي مشروع تجد نفسك؟

أجاب: برأيك، لماذا أنا أضحي إلى هذه الدرجة. في كل مرة أقول أني سأتنازل أو ‏أضحي، بات المعروف عن سعد الحريري أن قلبه طيب أو أنه يتنازل دائما، لأنه يعتقد ‏دائما أنه "أم الصبي" والآخرون يستغلون ذلك. لكن في الحقيقة، أنا لماذا أضحي؟ هل من ‏أجل شعبيتي؟ لو كنت أبحث عن شعبيتي لكنت فعلت ما فعله الآخرون. كنت اكتفيت ‏بالصراخ دون تقديم أي مبادرات. ولما كنت رشحت الوزير سليمان فرنجية للرئاسة حين ‏كنا نعاني من الفراغ، ولما كنت ذهبت بعد ذلك إلى سمير جعجع الذي رشح ميشال عون. ‏كل ذلك فعلته لأني أرى دائما أن الفراغ هو الدمار. واليوم، ما الذي نعيشه؟ أليس الفراغ؟

سئل: ولكن كمثال أخير: ميشال عون اليوم تحدث عن المداورة ولكنك أنت رضخت؟

أجاب: أنا لم أرضخ ولكن ما فعلته كان من أجل لبنان والمبادرة الفرنسية والمواطن ‏اللبناني. ففي نهاية المطاف ما كنت أريده هو أن تنجح هذه المبادرة.‏

سئل: ما هو مشروع حزب الله وحركة أمل مع الخارج؟

أجاب: لا أعرف. اسألهم. من يعطل المبادرة التي يمكنها أن توقف هذا الانهيار، لا ‏أعرف ما هو مشروعه. والأسباب التي تم التذرع بها من وزارة المالية أو تسمية الوزراء ‏الشيعة، هل هي بالفعل سببا يستحق أن نوقف من أجلها المبادرة الفرنسية التي يمكنها أن ‏تضع حدا للانهيار وتعيد إعمار بيروت؟

سئل: ما هي مصلحتهم بتطيير هذه المبادرة؟

أجاب: لا تسألني، اسألهم. أنا لا أفهم حتى الآن ولا أعرف. ‏

سئل: هل هو مشروع إيراني؟ هل كانوا ينتظرون التفاوض حول ترسيم الحدود؟

أجاب: لا أعرف، ربما رؤوا أنها لحظة يجب استغلالها لأن الآخرون سيرضخون ‏ويمكنهم أن يستغلونها. ولكن حين وافقت على موضوع الوزير الشيعي في وزارة المالية ‏قلت أنها لمرة واحدة وأني مع المداورة. لكن المشكلة الحاصلة في البلد اليوم أن كل طرف ‏يحصل على شيء معين ثم يطالب بأكثر.‏

سئل: لماذا حملك الرئيس ماكرون المسؤولية؟ هل عاتبك على سذاجتك السياسية بأنك ‏صدقت هذه الأمور كما كانت مطروحة؟

أجاب: الرئيس ماكرون قال أنه حصل خطأ، ثم عاد وقال أن سعد الحريري أصلح هذا ‏الخطأ، لكننا في لبنان لا نفكر إلا بكلمة الخطأ. الرئيس ماكرون عاد وقال أن سعد ‏الحريري قام بمبادرة كانت شجاعة ونحن نقدرها. ولكني أريد أن أسأل: أليست المداورة ‏حق لكل طائفة؟ ‏

سئل: بالعودة إلى روح هذه المبادرة الفرنسية، من اختار مصطفى أديب؟ أنت أم ‏نجيب ميقاتي أم الفرنسيون؟

أجاب: أنا استقلت في 29 أكتوبر 2019، وربما كنا في المرحلة نفسها التي نمر فيها ‏اليوم، وطلب مني البعض أن أشكل حكومة، وقلت يومها أني إذا أرت أن أشكل حكومة ‏فإني لن أشكل إلا حكومة اختصاصيين. يومها، جبران باسيل وسمير جعجع ووليد ‏جنبلاط لم يسيروا بتسمية سعد الحريري.‏

سئل: لماذا؟

أجاب: لا أعرف، اسألهم، ربما لكل منهم أجندة. لكن هذا ليس همي. يومها كان الأساس ‏بالنسبة إلي أننا على مدى 15 سنة، اعتمدنا نفس النموذج في تشكيل الحكومات دون ‏إحداث أي نتيجة إيجابية. فإذا كان الاستنتاج أننا لم ننجز شيئا، فالأكيد أن الطريقة التي ‏كنا نعمل على أساسها هي طريقة خاطئة. لذلك قلت أن الطريقة الوحيدة لكي نخرج من ‏هذه الأزمة هي أن نخلط الأوراق ونقوم بأساليب مبتكرة.‏

سئل: هل سنغير النظام؟

أجاب: نحن لا نغير نظام، الموضوع أننا إذا قمنا بنفس العمل على مدى 15 سنة وبنفس ‏الطريقة، هل سنعيد نفس الخطأ؟

وحين قلت أن هذا هو موقفي، طُلب مني أن أعود وأسمي بعض الأشخاص، فسميت ‏الوزير محمد الصفدي والوزير بهيج طبارة والمهندس سمير الخطيب. ويومها حصل خلاف ‏مع رؤساء الوزراء السابقين وكان لهم أيضا موقف من هذا الموضوع، قلت أنه بما أن ‏الأمور لم تتم لا مع الصفدي ولا طبارة ولا الخطيب، فشكلوا الحكومة، وشكلوها على ‏أساس أنها حكومة أخصائيين.‏

عندما حدث ذلك وأعلنت عن موقفي طلب مني ان اسمي عددا من الأشخاص قسمين محمد ‏الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب ويومها حصل خلاف مع رؤساء الحكومات ‏السابقين الذين كان لهم موقف من هذا الموضوع، وقلت انا ان الأسماء التي طرحتها لم ‏يتم السير بها، شكلوا عندها حكومة على أساس انها حكومة اخصائيين، واذا نظرنا الى ‏شكل وأعضاء الحكومة فهم اخصائيين ولكنهم اخصائيين أتت بهم الأحزاب فاصبحوا بين ‏يدي هذه الأحزاب. فحتى هذا النموذج لم ينجح وقد راينا ما قام به خلال عام والى اين ‏وصلنا اليوم.‏

سئل: بعد الطائف الا يجب ان تكون الحكومات سياسية لكي تكون قراراتها محمية من ‏مجلس النواب؟

أجاب: اذا كانت النية موجودة وقالت الأطراف السياسية انها تريد ان تتعلم من ‏الاخصائيين وان يصار الى تشكيل حكومة اخصائيين لتطوير العمل في البلد في هذه ‏المرحلة التي تشهد انهيارا، نعطي من خلالها فرصة للبلد من خلال هؤلاء الأخصائيين ‏ومبادرة الرئيس ماكرون للوصول الى بر الأمان.‏

سئل: الم تكن لتتدخل انت بتسمية الوزراء؟

أجاب: في اللحظة التي اطلقت المبادرة الفرنسية وجاء الرئيس ماكرون الى لبنان وزار ‏بيروت بعد الانفجار الذي دمرها، اجتمعنا في قصر الصنوبر واتفقنا على ضرورة تشكيل ‏حكومة مهمة لمدة ستة اشهر تبتعد خلالها الأحزاب، وتكون لهذه الحكومة مهمة واحدة ‏وهي وقف الانهيار واعمار بيروت وانا اعتبرت ذلك فرصة للبنان ولبيروت والجميع ‏وافق على ذلك. وعندما وصلنا الى التسمية قال سمير جعجع انه لا يريد سعد الحريري ‏وكذلك وليد جنبلاط وجبران باسيل، عندها رأيت انني أصبحت العقبة فارتأيت ان ابتعد ‏عن الطريق.‏

سئل: اذا كانت الحكومة حكومة مهمة كيف ستتراسها وانت من الطبقة السياسية؟

أجاب: وهل رئيس الجمهورية ليس من الطبقة السياسية او ان الرئيس نبيه بري لم يترأس ‏المجلس النيابي على مدى 30 عاما. علينا ان نتكلم بالمعقول. اليوم سأتكلم بكل صراحة ‏لان اللبنانيين يستأهلون ان يعرفوا كل شيء وان يعرفوا ان الامل لا يزال موجودا وان ‏مبادرة الرئيس ماكرون لا تزال قائمة وباستطاعتنا تنفيذها. ‏

بالعودة الى ملف تشكيل الحكومة، عندما تنحيّت جانبا عاد الفريق نفسه الذي طلب مني ‏التنحي ليطلب مني ان اسمي شخصا لرئاسة الحكومة، أي فريق رئيس الجمهورية ‏وجبران باسيل، لان حزب الله وحركة امل يقولان من الأساس انهم يريدون سعد ‏الحريري لرئاسة الحكومة وذلك بهدف واحد وهو تنفيس الاحتقان السني الشيعي، فقالوا ‏انهم يريدون تسمية سعد الحريري ويتمسكون بالتسمية وبذلك لا يكونان هما من يرفض ‏سعد الحريري وهذه لعبة سياسية كلنا نعرفها، وقد يكون أيضا لأنني املك قليلا من ‏المصداقية عند الرئيس بري وعند الاخرين. وفي تلك اللحظة الذين رفضوا سعد الحريري ‏هم نفسهم الذين طالبوني بتسمية شخص لرئاسة الحكومة، عندها ولأنني تعلمت من درس ‏العام 2019، اجتمعت مع رؤساء الحكومة السابقين ونحن بعد الخلاف الذي حصل حينها ‏بتنا نجتمع أكثر لتقريب وجهات النظر فيما بيننا، فتوصلنا الى تسمية مصطفى اديب كما ‏طلب منا. اخترنا 3 أسماء واستقر الراي على الرئيس اديب، وكان الرئيس ماكرون يحثنا ‏على القيام بتسمية شخص ليحظى بالغطاء المطلوب. ولحظة ترشيحنا له بدا البعض ‏بانتقاده والقول بانه جرى اختياره لأنه متعاون مع الثنائي وما الى ذلك وهؤلاء هم أنفسهم ‏الذين رفعوا صوره مع العلم اللبناني عندما اعتذر عن تشكيل الحكومة. التقلبات التي ‏عشناها كبيرة لأننا اتخذنا قرارا بتسمية شخص شريف يتمتع بالمصداقية ولم يرض ان ‏يحرق أحدا خلال كل هذه المرحلة وخرج من هذه التجربة وعاد الى المانيا.‏

بعد ان طلبوا منا التسمية وقمنا بذلك اتهمت انا شخصيا باني أشكل الحكومة، اما انا ‏فأسديت الرئيس اديب نصيحة حينها واتفقت معه لأنه حريص جدا على هذا الامر بان لا ‏يسمي أي اسم يكون فيه استفزازا لأي فريق سياسي. وكمثل على ذلك، رئيس مجلس ‏القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود كان أحد الأشخاص الذين أرادها الرئيس اديب ‏وعندما أطلعني على الامر قلت له ان الاسم ممتاز وشريف الى اقصى حدود ولكنه يشكل ‏مشكلة مع فريق سياسي وهو التيار الوطني الحر. وظيفتي كانت فقط تحذير الرئيس اديب ‏من تسمية اشخاص مستفزة وهذا كان اتفاق من الأساس، وهذا كل ما قمت به.‏

قيل أيضا ان الخليلين زاروا الرئيس اديب الذي قال انه يريد مراجعة الرئيس الحريري، ‏ولكن باي موضوع؟ بموضوع المداورة لانه في هذا الموضوع أصبحت القضية فجاة ‏قضية مذهبية وطائفية واستراتيجية وتاريخية وأصبحت هي الأساس فمن دونها لا يمكن ‏للطائفة الشيعية الكريمة ان تستمر.‏

سئل: من اين اتيت بمسالة المداورة؟

أجاب: اتيت بها من الرئيس بري. فعندما شكل الرئيس تمام سلام حكومته كان هناك ‏مشكل في وزارة الطاقة قال حينها الرئيس بري بان افضل حل هو القيام بالمداورة، ‏ونحن بكل حسن نية سرنا بالمداورة لان الرئيس تمام سلام كان يريد ذلك حينها لكي لا ‏تكون أي حقيبة حكرا على احد. فاذا كان هناك حسن نية للقيام بالمداورة وان تأخذ ‏الطائفة الشيعية الكريمة وزارة المالية هذا لا يعني ان لحزب الله وحركة امل لهم الحق ‏بالتمسك بهذه الحقيبة.‏

يقولون ان ذلك ورد في اتفاق الطائف وان اول وزير مالية كان شيعي والثاني والثالث ‏أيضا، ولكن اول وزير مالية شيعي أيام الرئيس الحص كان وكيله الرئيس الحص،فاذا ‏كان التوقيع ميثاقيا كما يقولون فكيف يكون وزيرا سنيا وكيلا؟ وهذا حصل بعد الطائف ‏مباشرة . ومن ثم جاء رفيق الحريري وفؤاد السنيورة وجورج قرم وجهاد ازعور ومحمد ‏الصفدي وغيرهم. نحن لا نرفض بان تكون وزارة المالية للطائفة الشيعية بل نرفض ان ‏تحتكر أي طائفة او أي مكون لاي حقيبة.‏

سئل: لكن الخليلين يقولان عن الفرنسيين أنهم قالوا لهما أنهم لم يتحدثوا لا مع سعد ‏الحريري ولا مع مصطفى أديب، لا عن المداورة ولا أن وزارية المالية لا يجب أن ‏تكون مع الطائف الشيعية؟ ‏

أجاب: حزب الله وحركة أمل ذهبا إلى الفرنسي وقالوا له أن سعد الحريري يخترع أمورا ‏أخرى. ولكن هل الفرنسيون أجابوهم نعم الحق معكم؟

سئل: ماذا قال الفرنسيون؟

أجاب: قالوا نعم هذه مشكلة ولكن لا يجب أن تتوقف المبادرة. كل ما أقوله التالي: هل ‏هذه الحقيبة تستحق أن نطير المبادرة إنقاذية لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت؟ على ‏كل حال، بهذه المبادرة الفرنسية أنا تخطيتها ولم يقبل أحد.‏

سئل: ولكن أنت تعرف انها لن تنجح؟

أجاب: لا من قال ذلك، لماذا لا تنجح؟

سئل: انت تقول استثناء لمرة واحدة وتمننهم وتقول أن هذا ليس حقكم، أعطيكم إياه ‏ولكن بشرط ألا تضعوا الاسم انتم؟

أجاب: اتفقنا في قصر صنوبر أن تحيد الأحزاب السياسية عن هذه الحكومة ولا يكون لها ‏أي تدخل بها وهذه الحكومة سيكون فيها اختصاصيين يديرون هذه الاصلاحات التي ‏وضعها الفرنسيون خلال 6 أشهر.‏

سئل: بنفس الوقت، أتى الطاشناق وقال: أنا اريد أن أسمي، وطلال أرسلان قال: انا ‏اسمي مجموعتي..‏

أجاب: لا ليس هكذا، وحين حصلت المشكلة أصبح الجميع يريد أن يسمي.‏

سئل: رئيس الجمهورية قال أنا لدي الحق أن اسمي الوزراء المسيحيين، صحيح او ‏لا؟

أجاب: إذا كنا سنتكلم بهذا الموضوع، كنا نعيش المبادرة الفرنسية، كل الاجواء كانت ‏ايجابية وفجأة أتت العقوبات وتغيرت المواقف وتغيرت كل الإيجابية التي كانت موجودة، ‏بهذه اللحظة.‏

سئل: لماذا اتت العقوبات بهذا الوقت؟

أجاب: هل أنا أعرف ماذا يريدون الأميركيون؟

سئل: هنا أسأل من أطاح بالمبادرة؟ الداخل أو الاميركيون أو السعوديون؟

أجاب: لم يطح بها أحد، الذي أطاح بها هو التمسك بأمور. إذا كان الاميركي يريد ان ‏يطيح بالمبادرة الفرنسية نحن نساعده حزب الله او حركة امل او تسير مع الفرنسي؟

سئل: تقول بعد العقوبات تصلب الموقف؟

أجاب: تصلب موقف حركة أمل وحزب الله وبدأ حلفاؤهما يطالبون بأن يسموا، ولكن ‏قبلا، لم يكن أحد سيسمي، وبالنسبة لرئيس الجمهورية دائماً كان يقول ان الرئيس ‏مصطفى أديب عندما يذهب الى القصر الجمهوري لا يتكلم بالأسماء. ذلك لأن اديب منذ ‏البداية كان واضحاً وكنا جميعاً واضحين والمبادرة جداً واضحة أنه لا يوجد سياسيون ولا ‏تسمية سياسيين داخل الحكومة. وحين تغير المفهوم اصبح كل واحد يريد ان يسمي، ‏وعدنا الى معادلة حكومة حسان دياب، نفس الشيء، يعني أننا سنقوم بالأمور نفسها التي ‏لم تكن صحيحة؟ من هذا المنطلق وبكل محبة اقول انه في لحظتها وقت تغيرت المفاهيم ‏اتى الرئيس اديب وسألني وسأل الجميع هل نحن نواقف ان تتغير المبادرة بهذا الشكل؟ ‏حتى الفرنسي لم يكن يقبل.‏

سئل: انت تعتبر انه لا يوجد جو خارجي اطاح بالمبادرة من جهتكم او من جهة ‏الثنائي الشيعي. هناك كلام ان هناك من اطاح بالمبادرة، ربما سوء الادارة والتدبير ‏من قبل اللبنانيين او تجاذب أميركي فرنسي أو شروط سعودية غير معلنة، لماذا دائماً ‏نقول انه بين ليلة وضحاها تغير كل شيء. حتى الثنائي الشيعي يقولون كان الحريري ‏يسير بالأمور وفجأة غير رأيه؟

أجاب: بماذا غيرت رأيي؟

سئل: بأنك انت فخخت مطلب وزارة المال؟

أجاب: هذا تفخيخ؟ تحبون "السوندجات"؟ لتجروا استطلاع رأي حول هذا الموضوع ‏ولتسألوا كل الناس، هل توافقون أن تكون هناك حقيبة لأي طائفة؟ ‏

سئل: لماذا قلت أن من يعرقل تشكيل الحكومة سيأكلون أصابعهم ندامة؟

أجاب: لأنه فعلياً انظر اين أصبحنا.‏

سئل: انت تقول المبادرة لم تنته؟

أجاب: صحيح، ولكن انظر اين أصبح الناس وأين أصبح الانهيار؟ كل يوم نتأخر عن ‏السير بالمبادرة هو يوم خسارة للبنانيين، إن لم نر هذا الأمر نكون مكفوفين.‏

سئل: انت طلبت من اديب ان يخالف الأعراف التي كرستها انت ورؤساء الحكومات ‏السابقون مثلاً. كنت تتبلغ من عون بالرابية قبل لحظات من إعلان الحكومة اسماء ‏وزراء تكتل الاصلاح والتغيير، والرئيس السنيورة كان عون يقطف له الورد من ‏حديقة الرابية اثناء عملية التفاوض على الحكومة، والرئيس سلام اعاد عام 2014 ‏حقيبة المالية للشيعة للمرة الأولى منذ عام 92، عملياً ماذا؟ هل هذا النموذج لم يعد ‏صالحا؟

أجاب: "بطل ماشي".‏

سئل: ما الذي جعلك تقتنع ان هذا النموذج بطل ماشي؟ ثورة 17 تشرين؟ مطالب ‏الناس؟

أجاب: نعم

سئل: ولكن الناس قالوا نحن لا نريد سعد الحريري؟

أجاب: حسناً لا يريدون سعد الحريري، انا الوحيد سمعت وخرجت. لا يريدون سعد ‏الحريري اليوم ليقولوا، انا لا مشكلة لدي، ما يهمني هو ماذا نفعل بهذه المبادرة وكيف ‏نخرج من المشكلة وكيف ننقذ البلد وكيف نوقف الانهيار وكيف نعمر بيروت وكيف نتكلم ‏مع بعضنا البعض، لأن لا احد يتكلم مع الآخر، "حوار طرشان" اصبحنا نصرخ.‏

سئل: هل انت الليلة أتيت لكي تفجر الأمور مع الجميع؟

أجاب: لا أفجر، اقول الواقع. أنا أتيت لأقول أن البلد انكشف، ولكن لا يعني اننا غير ‏قادرين على الاتفاق مع بعضنا البعض. يجب ان نتكلم مع بعضنا البعض. انكشف البلد ‏وانكشفت كل المواقف وانكشف كل احد ماذا يريد. لا احد يمكنه الاختباء وراء اصبعه، ‏طالما وصلنا إلى هنا، لنجلس على طاولة أو نقول: هناك انهيار او البعض قد يعتبر أنه ‏ليس هناك انهيار، لا اعرف، ولكن هناك انهيار ويجب ان نخرج من هنا. لدينا مبادرة ‏فرنسية فإما أن نسير بها او أنا أقول صراحة أنا سعد الحريري لماذا سأعمل بالسياسة؟ ‏انا حينها افضل ان اترك السياسة واجلس في بيتي، وذلك أفضل من ان ارى ما يحصل ‏في البلد، إذا تركنا هذه المبادرة تفشل فإنها ستكون جريمة.‏

سئل: هل المبادرة لا تزال بنفس السياق، أي لا تزال حكومة اختصاصيين ولا يعينها ‏سياسيون؟

أجاب: اكيد

سئل: لكن الأمور لا تسير هكذا، نصرالله اتهم رؤساء الحكومات بإلغاء حق ودور ‏المكونات السياسية والنيابية في عملية الاستئثار بالحكومة واتهمكم بمصادرة اهم ‏صلاحية لرئيس الجمهورية وهي الاشتراك باختيار اعضاء الحكومة؟

أجاب: هذا رأي، وكل اللبنانيين يعرفون ان هذا الكلام غير صحيح او غير دقيق. نحن ‏نتكلم عن الغاء الدور والميثاقية، وعند كل مفترق يخرجون بالميثاقية، 3 حكومات تشكلت ‏غير ميثاقية وسكتنا واعطينا فرصة.‏

سئل: لماذا غير ميثاقية.‏

أجاب: لأننا لم نوافق عليها، ولكن هم يقولون انت لا يمكنك القيام بذلك لأننا غير موافقون ‏وإذا تتخذ أي إجراء "بدنا نعمل شي كبير بالبلد"، ولكن حين يتنحى سعد الحريري جانبا ‏ويقول لمصلحة البلد، ويقول: تفضلوا شكلوا حكومة، فهذه لا تعتبر غير ميثاقية، لأن سعد ‏الحريري آدامي، سعد الحريري لا يريد حرب.‏

سئل: لماذا انت لا تواجه؟

أجاب: لا اريد ان اواجه بالسلاح وأن أدمر البلد. المشكلة اليوم أن كل واحد يحمل ‏سلاحه. حصلت عراضات بالأشرفية اليوم وحيثما كان، هل يعقل ان نصل بالبلد الى ‏هنا؟ ألا يرى احد اننا نتجه الى مكان ليس فقط المجهول؟ نحن لا نتجه الى مكان نعرفه ‏ونراه بعيوننا.‏

سئل: بين ان تأخذ البلد الى فتنة اهلية وان تصبح رئيس حكومة ماذا تختار؟

أجاب: انا مرشح بدون منّية من أحد، لأن لدي كتلة نيابية ومعروف من انا، ولكن انا ‏لست كغيري، لا اهدد، والناس في الخارج او بعض من ينتقدوني ويزايدون علي يريدون ‏مني ان اهدد. انا لن أصبح كالآخرين.‏

سئل: لماذا؟

أجاب: لأني أنا ابن رفيق الحريري، أنا لبناني معتدل ثقافتي الاعتدال، أحب العلم وأن ‏يعيش الناس وأن يكون اقتصادنا حر، هذا سعد الحريري.‏

سئل: ولكن هذا يعتبر في مكان ما نوعا من الاستسلام وقد دفعت ثمنه؟

أجاب: هذا استسلام؟ هل إذا قام المرء بأمور من أجل بلده وليخرج البلد من الأزمة، هل ‏يكون "انبطاحيا"؟ هذا الذي اقوله، انا افضل ان اترك السياسة، من الان اقولها، اذا كان ‏القرار أن نصل إلى مكان ما يكون كل واحد حاملا سلاحا، حينها أترك.‏

سئل: لكنك خُونت سنيا وخليجياً؟

أجاب: خونت، ما همني.‏

س: خونت خليجياً ودولياً؟

أجاب: لا يهمني. وكل هدفي ان نصل لوقف هذا الانهيار. ومن يقول سعد الحريري يريد ‏السلطة، حين قلت أني سأتجرع كأس السم، هل كنت أنا رئيس حكومة؟ هل كنت انا من ‏يشكل الحكومة؟ هل كنت أنا في الواجهة؟ انا كنت أضحي من أجل شخص آخر لا دخل ‏لي فيه، كنت أتعرف عليه ورأيته مرة واحدة في ألمانيا وحين تم التجديد له في العام ‏‏2017 او 2016 لم أكن أعرف اديب.‏

سئل: هل انت ورؤساء الحكومات أردتم تنفيذ المبادرة الفرنسية وفق الشروط ‏الاميركية والسعودية لإبعاد حزب الله عن هذه الحكومة نعم ام لا؟

أجاب: دائماً هناك اتهامات انه هناك مؤامرات، وكأن هناك من يتآمر على حزب الله ‏وحتى صدر كلام أننا نريد ان نحمي ظهرنا. ولكن كيف تحمي ظهرك اذا كان ثلاثة ‏أرباع الشعب اللبناني يجوع؟ بسبب كل هذه الممارسات والمؤامرات هناك اقتصاد انهار، ‏والمؤامرة على الشعب. لا احد يعد مؤامرة على حزب الله والكل يعلم في لبنان والمجتمع ‏الدولي ان سلاح حزب الله موجود وهذا السلاح له تداعيات اقليمية ولكي تحل هذه ‏المشكلة عليك أن تحل المشكلة الاقليمية، هل كان أحد يطالب بنزع سلاح حزب الله؟ هذا ‏يعني أنه لم تكن هناك مؤامرة بل كانت هناك محاولة انقاذ بلد ونقطة على السطر. وكأن ‏طرح المداورة جريمة. ماذا يريد رئيس الجمهورية؟ طالب بالمداورة، ألم يطالب بها حين ‏وصل إلى رئاسة الجمهورية؟ ‏

سئل: يبدو أن هناك عودة تفاهم ممكنة بين سعد الحريري وعون وباسيل؟ على ماذا؟ ‏من أجل المداورة؟ ‏

أجاب: بداية، لا اتصلت بالرئيس عون ولكني اتصلت بجبران باسيل حين أصيب بكورونا ‏لكي اطمئن عليه، وأكيد سأتصل بأي شخص أعرفه إذا أصيب بالكورونا. لما لا. كما أننا ‏لم نتحدث مباشرة بل بعثت له برسالة ورد على الرسالة ونقطة على السطر. بتنا نتمنى ‏الموت لبعضنا البعض بسبب خلافاتنا السياسية وهذا مؤسف بالبلد.‏

سئل: هل صحيح أن الرئيس عون كان يريد أن يرسل لك رسالة بشكل غير مباشر ‏بعدم التنازل عن موضوع المداورة؟

أجاب: لم يتحدث معي أحد. ولكن هل أنت تقول أن الرئيس عون يريد أن يوصل لي ‏رسالة بعدم التخلي عن المداورة وأنا تخليت؟ لمصلحة من؟ لمصلحتي السياسية؟ هل ‏رأيت جمهور تيار المستقبل صفق لي؟ ولكن لماذا قمت بها؟ الطلب مشروط وأيضا لمدى ‏الحياة! ‏

سئل: هل صحيح أن اديب قال لهم اعطوني اسماء ولستم أنتم من تعينون وزراءكم؟

أجاب: نحن اتفقنا في قصر الصنوبر أن نأتي بحكومة اخصائيين، ونحن لدينا حكومة ‏اخصائيين قبلها بسنة وهي حكومة حسان دياب. هل فيها أي شخص حزبي؟ ليس فيها أي ‏شخص حزبي.‏

سئل: كم تحمل حسان دياب مسؤولية انهيار البلد؟

أجاب: المسؤولية تقع على كل الفريق الذي تسلم هذه المرحلة، لكنهم في هذه المرحلة كان ‏ممكنا بكل سهولة ان يصلوا الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي ويقوموا بمشاريع وكل ‏الاصلاحات التي كانت مطلوبة.‏

سئل: اذا توسطت لك للقاء الرئيس بري ما اول عتاب تعاتبه به في سبيل غسل ‏القلوب؟

أجاب: ليس لدي عتاب، لدي معالجة انهيار واعمار بيروت.‏

سئل: هو قال لك "بجبلك لبن العصفور"؟

أجاب: انا لا أريد لبن العصفور بل أريد أن نعطي هذا اللبن للشعب اللبناني. نريد أن ننقذ ‏ونوقف هذا الانهيار ونعيد إعمار بيروت.‏

سئل: لقد اتهم الرئيس بري بأنه هو من اسقط حكومة دياب فأين أخطأ معك؟

أجاب: من أسقط حكومة دياب هو الانفجار الذي حصل ب 4 آب ببيروت ومن دمر ‏بيروت وليس أي أحد آخر. لا نضحك على بعضنا البعض، ولا أحد يمنن الآخر، بعد ‏الانفجار استقالت حكومة دياب.‏

سئل: هل تربط بين ترسيم الحدود حين تم تركيب صفقة مع الاميركيين ورفض ‏المبادرة الفرنسية؟

أجاب: كتب الكثير من هذا القبيل ولكن لا أعرف هل هناك اتفاق أم لا. أما في موضوع ‏الخط الازرق والبحري فهذا أمر جيد جدا للبنان أن يبدأ، ولكن المؤسف أنه كان يجب أن ‏يبدأ قبل 3 سنوات.‏

سئل: لماذا لم يبدأ قبل 3 سنين؟

أجاب: لا أعرف، ربما لأننا أكثر بلد يضيع فرص بالعالم، قمنا بسيدر وأضعنا سيدر، ‏قمنا بباريس 3 وأضعنا باريس 3، وقمنا بباريس 2 وأضعناه.‏

سئل: ماذا كنت تفعل أنت؟

أجاب: من قام بباريس 2؟ وباريس 3 وسيدر؟ ومن عطّل؟ هل يعقل أن أبذل كل هذا ‏الجهد من أجل سيدر ثم أعود وأعطله؟! لكني اُتهم اليوم كغيري. كلا انا قمت بسيدر ‏وغيري عطّله وعطّل الاصلاحات بالكهرباء وعطّل الاصلاحات بالاتصالات وبكل شيء ‏فإما أنا مجنون أو أني لا اصلح ان اكون سياسيا. ‏

سئل: هل يمكن لمن يقيم تفاهما في لحطة من اللحظات مع العدو الاسرائيلي ليس ‏قادرا على أن يتفاهم مع الداخل؟

أجاب: لأنه حصلت عقوبات على البعض وكل شخص بات يريد أن يحمي نفسه.‏

 

س: والغائك أنت؟

ج:انظر الى اين وصلنا، والانهيار الذي وصلنا اليه.‏

س: هل هو مسؤول عن الانهيار؟

ج:لا اقول ان جبران باسيل مسؤول، ولكن الخلافات التي كانت دائماً تعصف بالحكومة ‏التيار الحر خرج كالبطل من الانتخابات النيابية ب 29 نائبا، القوات خرجوا بـ 15 ‏نائب، كان لديهم 8 او 9، هذا ربح وهذا ربح، وصلنا لتشكيل الحكومة فتخاصموا، لماذا؟ ‏

س: أربعة وزراء وربع لكل 5 نواب؟

ج:هذه المشكلة، لذلك قلت عام 2019 ان هذه الأسلوب بالتشكيل والتفكير والطريقة التي ‏نعمل من خلالها يجب ان تتغير.‏

س: اين حصل الضرر خلال السنوات الثلاث؟

ج: حصل بسبب الخلافات

س: اين انعكست؟ على الاسماء التي عينت بالإدارة؟ على الوضع الاقتصادي؟ على ‏اصلاح الكهرباء؟

ج:عندما لم نتمكن من تعيين هيئة ناظمة ومجلس ادارة لشركة الكهرباء مثلا، كلنا نتذكر ‏عندما عقدنا اجتماعا بعد 3 ايام من الثورة، وقدمنا في نهايته ورقة طويلة من ‏الإصلاحات وكان هناك اصلاح واحد نريد ان نقوم به يومها، وهو تعيين مجلس ادارة ‏كهرباء لبنان، ولكننا لم نتمكن، لأن التيار الحر لا يريد ان يعين درزي لجنبلاط، بل يريد ‏تعيين درزي لطلال أرسلان بعد كل ما حصل وبعد ما وصل اليه البلد من انهيار ‏وتظاهرات كنا لا نزال نتحدث بهذه الامور؟ يومها قلت ان لا شيء تغير. ‏

س: اليوم هل كنت لتتخذ القرار نفسه لجهة السير بالتسوية؟

ج:ما حصل قد حصل.‏

س: عملياً كنت سائق بوسطة اوصلت عون الى بعبدا وطردك منها؟

ج: كنت اريد اجراء اصلاح. في عهد الرئيس ميشال عون الم يعقد مؤتمر سيدر؟ عقد، ‏الا ان التعطيل الذي كان يحصل جراء المماطلة بتشكيل الحكومة وحادثة قبرشمون ‏والخلافات المسيحية وحزب الله الذي يقف دائماً مع التيار الحر على الرغم من وجود ‏خلافات بينهم أحيانا، ولكن المشكلة انهم كانوا دائماً يقفون معهم. البعض يقول ان سعد ‏الحريري لا يقف مع حلفائه، لماذا لا اقف مع حلفائي؟ عندما ارى حليفي على خطأ ماذا ‏اقول له هل امشي معه ولو كان على خطأ، هذا خطأ؟ لا اتكلم عن القوات او الاشتراكي ‏او اي فريق اخر.‏

س: هل تقول اليوم انك لن ترشح بعد اليوم أي مرشح حزبي لرئاسة الجمهورية؟

ج:لا يمكنني ان أقول ذلك، قد ينتصر حزب في الانتخابات وياتي رئيس معتدل منفتح ‏قوي يحمي الدستور. بعد سنتين هناك انتخابات رئاسية، ماذا نفعل؟ لا نذهب الى مجلس ‏النواب؟ نعود الى الأسطوانة نفسها؟ أي اما فلان او لا رئيس جمهورية؟

س: ما الذي قد يتغير بعد سنتين؟

ج:يمكن ان تتغير الكثير من الامور

س: الثوار؟ الأرض؟ الناس؟ الوعي؟ او ضربة ما؟

ج:لا، لا ضربة ولا شي، نحن نعيش ضمن منطقة فيها تغيرات، سألتني لماذا يزايد ‏البعض عليك؟ يقول البعض عن سعد الحريري قلبه طيب، ضعيف ويضحي وكلام من ‏هذا القبيل. سعد الحريري رأى ماذا حصل في سوريا حيث يوجد 23 مليون سوري ‏‏85% منهم سنة، اين هم اليوم؟ 10 مليون بالخارج، 8 مليون مهجرين داخل سوريا. ‏عندما ارى هذا المشهد هل مطلوب مني ان ادع هذا يحدث ببلدي بعد ان ار هذا المشهد؟

س: هذه ادانة لكل الاداء العربي وادانة لدعمك انت الثورة السورية

ج:لا ليس ادانة، انا دعمت الثورة وقت كانت سلمية وادعمها اليوم وسأبقى لأنها ثورة ‏محقة، هناك نظام قتل وذبح ناس وبشار الأسد ارتكب الذي لم يرتكبه احد، هذا موقفي ‏السياسي، تقول لي ان اعرض لبنان لهذا الموضوع؟ رأينا خطوط حمراء رسمت فجأة ‏انمحت، وقت الكيميائي وقع على السوريين.‏

س: لماذا لم يراها لك الثنائي الشيعي ‏

ج:انا لم اقم بها للثنائي الشيعي، لحركة امل وحزب الله، قمت بها ليكون هناك استقرار، ‏ان كنت شيعيا او سنيا او مسيحيا ومن أي طائفة كان. كلنا نريد الاستقرار والعيش ‏بكرامة وأمن، هل نعيش هذه الثلاثة؟ لا، اذا دخلنا بمشاريع اخرى التي هي مزايدة على ‏سعد الحريري سندخل بعدم الاستقرار وغيره، البعض الان سيجاوب المشكلة ليس نحن ‏بل حزب الله وسلاحه، نعم صحيح، وقلت نضع ربط نزاع ونضعه على جنب ونتكلم به ‏بعدين وقت تكون المنطقة جاهزة لتتكلم بهذا الموضوع، المشكلة المجتمع الدولي يريد ان ‏يلوم لبنان على فريق على حزب الله واللبنانيين ليس لهم دخل وهنا ألوم حزب الله لانه ‏كان يعلم انه اصبح مشكلة في العالم وهو لا يستطيع ان يحمل كل اللبنانيين المشكلة التي ‏يحملها في صدره. اللبنانيون ليسوا مسؤولين عن العقوبات ضد حزب الله ولا عن ‏المجتمع الدولي الذي وضعه على لائحة الإرهاب. هذا ليس مشكلتنا وهو يعرف ذلك. وهو ‏اذا أراد ان يريح اللبنانيين عليه ان يقوم بتضحيات في الداخل تسمح للشعب اللبناني ان ‏يعيش.‏

س: مثل ماذا؟

ج: التضحيات كما يحصل اليوم في الموضوع الحكومي. فهل المسالة مسالة مؤامرة؟ هل ‏احد مقتنع بان هناك مؤامرة؟ انا مقتنع ان هناك مشروعا يحاول اخدنا الى حرب اهلية ‏وانا ضده، ليس كرمى لحزب الله وامل وعون بل لانني ضد الحرب وضد السلاح مهما ‏كان نوعه ونقطة على السطر. انا اتعامل بواقعية ان هذا السلاح موجود واذا قلت غير ‏ذلك أكون اكذب على اللبنانيين ‏

س: لماذا جعجع لا يرى الأمور مثلك؟

ج: اسأله، لا تسألني عن أفكار الآخرين ‏

س: لماذا رفض جعجع ترؤسك الحكومة؟

ج: هذا حقه السياسي ولكن هل هذا موقف مشرف للقوات اللبنانية؟ لا اعرف هم احرار ‏يعتقدون انني تماهيت مع جبران باسيل، ولكن مثلا عندما قمنا بالتشكيلات الدبلوماسية ‏كانت بموافقة كل الاطراف السياسية والقوات حصلوا على الحصة التي طالبوا بها، بعد ‏الموافقة تحفظت القوات، ولكن على ماذا؟ كل هذا لعبة اعلامية وكل فريق سياسي يريد ‏ان يلعب، وانا لا ألوم القوات، واحب سمير جعجع ولا مشكل لدي في الكلام معه. المشكلة ‏اننا نجعل من انفسنا اسرى مواقف من خلال رفض التحدث الى الاخر. ‏

س: الا تعقد ان جمهورك يريد ان يراكم كما كنتم عام 2005 ؟

ج:لا اعرف اذا كان جمهوري الان يريد ذلك بعد كل الممارسات التي حصلت من قبل ‏القوات حلفائي هم اللبنانيون ومن يريدني سيصوت لي في الانتخابات وانا اقبل اذا ‏خسرت، وكما خسرت اول مرة مستعد ان اخسر مرة تانية واذا ربحت أكون قد ربحت . ‏هدفي وقف الانهيار والخروج من هذا المأزق.‏

س: لماذا الانتخابات المبكرة ليست الحل؟

ج: لأن هناك فريق سياسي كبير غير موافق عليها. عندما ذهبنا الى قصر صنوبر كان ‏النائب محمد رعد يجلس الى يميني أظن وعندما تكلمنا عن الورقة قال نحن موافقين على ‏‏90% من هذه الورقة فسأله الرئيس ماكرون ما هم ال 10% ؟ قال الانتخابات النيابية ‏المبكرة وهذا كان المشكل الاساسي بالورقة بالنسبة لحزب الله ‏

س: لماذا؟

ج: لا اعرف قال هذه ال 10% هي عدم موافقتهم على الانتخابات المبكرة فقال الرئيس ‏ماكرون اذا كان لدى احد اخر اعتراض على 10% على موضوع ثاني فالغي المبادرة. ‏هل من شيء غير الانتخابات النيابية المبكرة؟ قالوا لا، قال توكلنا على الله. انا طالبت ‏بالانتخابات المبكرة وبالتحقيق الدولي ولكن يجب ان نعلم ان هناك فريق آخر موجود ‏بالبلد لا يريد ذلك ولكنه ليس لوحده. ‏

س: واذا ذهبنا الى التمديد لمجلس النواب ‏

ج: اليوم هل ناخد الناس الى انتخابات في ظل هذا الانهيار؟ الناس تريد وقف الانهيار ‏وإعادة اعمار بيروت بعد القيام بذلك نتحدث عن انتخابات مبكرة على اي قانون ‏

س: كيف تصف استقالة ال 7 نواب؟

ج: برأيي غير مجدية لأنني كنت افضل صوت سامي الجميل داخل مجلس النواب الى ‏جانبي وكان صوته مسموع بمجلس النواب وكان آخر واحد يحكي هو سامي الجميل.‏

س: على من تضع فيتو أكثر للرئاسة بالأولوية باسيل، جعجع، سامي الجميل ‏وفرنجية؟

ج:لماذا اناقش موضوعا غير مطروح بعد .‏

س: لماذا لم تقدم استقالتك من مجلس النواب؟

ج: لأنني لم أرى ان هذا الامر قد يؤدي الى نتيجة ولا الى انتخابات نيابية مبكرة خاصة ‏مع وجود فريق لديه فائض قوة فاذا لم يسر بالموضوع ماذا نفعل؟ نجري انتخابات ‏فرعية بعدة مناطق توصل عددا كافيا لإجراء أي تعديل دستوري.‏

س: هل خيارات جعجع لأسباب ذاتية ام تنفيذا لأجندات خارجية وتحديداً السعودية؟

ج: خيارات جعجع يتحملها سمير جعجع ‏

س: تعتبره خذلك ‏

ج: على الناس ان تقول ‏

س: وليد جنبلاط؟

ج: الاتصال الأخير بيننا كان عاصفا وقد حصل عندما كان مجتمعا مع الفرنسيين، وقد ‏بدا وكانه يريد ان يقول لهم "شوفوا موقف سعد الحريري". اي موقف؟ الحريري ليس ‏عنده موقفين. موقف سعد الحريري انه يرفض ان تستلم أي طائفة اية وزارة الى ابد ‏الآبدين هذا الموضوع لن اقبل به لا اليوم ولا غدا ولا بعد 100 سنة ‏

س: ماذا طلب منك جنبلاط؟

ج: ان نوافق على الشيعة وزارة المال لمدى الحياة، وانا لن أوافق على هذا الامر ، ولكني ‏قمت بتضحية وتجرعت السم حتى قال البعض انني تجرعته 16 مرة لغاية الان ولم ‏امت. هل يريدونني ان اموت؟ الاعمار بيد الله . ‏

سئل: هل تخشى حربا أهلية نتيجة كل هذه الانهيارات؟

أجاب: نعم. لأن ما يحصل اليوم من تسلح وعراضات عسكرية في الشارع السني أو ‏المسيحي، حتى ما حصل في شارع الحمرا ومار مخايل وحيثما كان. وماذا يعني اليوم ما ‏يحصل في بعلبك الهرمل؟ هذا انهيار الدولة.‏

سئل: هل كانت الدولة تقف على قدميها سابقا؟

أجاب: كلا، لم نكن نرى هذه الأمور قبل سنوات. كل هذه الانهيارات التي نراها توصلنا ‏إلى مكان واحد، وكل واحد منا يخاف أن يتحدث عن ذلك، وكل واحد يرفض، لكن ‏التوجه كله هو نحو الحرب الأهلية. وكل الصحافة الأجنبية وحتى وزير الخارجية ‏الفرنسية يتحدثون عن "زوال لبنان"، ماذا يعني ذلك؟ هل سيختفي لبنان؟ لبنان هنا منذ ‏آلاف السنين.‏

سئل: لماذا لا نذهب إلى حياد إيجابي كما يدعو البطريرك الماروني؟

أجاب: أنا مع الحياد، وبالتأكيد أوافق البطريرك، لكن هل يمكن فرض هذا الحياد على ‏الناس وكل الأحزاب؟ أنا هنا مع الحياد وعلى رأس السطح.‏

سئل: بهاء الحريري رد لك التحية ويقول على تويتر: سعد الحريري أخي وأحبه أيضا ‏وهذا الأمر لن يتغير لأي سبب وسنبقى عائلة واحدة، حتى ولو اختلفت رؤيتنا ‏السياسية للأمور، فقط تربينا في منزل يؤمن باختلاف الآراء؟

أجاب: الحمد لله.‏

سئل: هلا توافق على رفع الدعم عن السلع الأساسية؟ أم تقبل بإطار معين كما يقوم ‏رياض سلامة لدعم جزئي لبعض السلع وصولا إلى بطاقات الدعم؟

أجاب: سؤالي: لماذا اليوم ندعم؟ لأنه ليس هناك دولار في البلد. أليس كذلك؟ المشكلة هنا. ‏أنا لا أريد أن أتحدث بتجزئة المشاكل. إذا كنا نريد حل المشكلة علينا الذهاب إلى ‏الأساس، والذي هو كيف سنأتي بالدولار إلى البلد؟ وذلك يكون ببرنامج مع صندوق النقد ‏الدولي. حين يكون هناك دولار في البلد لا تكون هناك هذه المشاكل التي يعيشها المواطن. ‏رياض سلامة لا يكون مضطرا للقيام بما يقوم به اليوم. لو كان هناك برنامج مع صندوق ‏النقد لا تكون لدينا كل هذه المشاكل، لأنه حين تتفق مع الصندوق على برنامج إطار وتبدأ ‏بتنفيذه فإن الصندوق يبدأ مباشرة بضخ الأموال للبلد، بحسب الإصلاحات التي نقوم بها. ‏وحينها لا يكون لدي رياض سلامة أو أي حاكم مصرف مركزي أي مشكلة. المشكلة ‏بالدولار وليس بالدعم.‏

بالتأكيد أنا مع الدعم، لكن المشكلة أني مع أن يترافق ذلك مع برنامج، فمبلغ الـ1800 ‏مليار سينتهي. ألم أقل كذلك في شباط الماضي؟ فماذا سنفعل بعد ذلك؟ هل "نرقّع" حتى ‏شباط؟ لماذا سنفعل ذلك؟ علينا منذ الآن أن نتفاوض مع صندوق النقد، علما أن حكومة ‏حسان دياب تجري مفاوضات ولا أعرف لماذا لم يصلوا إلى نتيجة؟

سئل: لأنه لم تكن هناك مقاربة صحيحة للأرقام؟

أجاب: شكرا.. شكرا أنك قلت ذلك.‏

سئل: ما الذي كان حزب الله يقوم به؟

أجاب: حزب الله يقول أنه لا يريد لا خصخصة ولا فرض ضرائب ولا صندوق النقد. ‏ولكن كيف ندعم؟ إن لم نفعل شئيا وأتى شباط، ماذا نفعل؟ هل نبيع احتياطي الذهب ‏لدينا؟ علينا أن نتفق مع صندوق النقد الدولي.‏

سئل: لكن كانت لدى الشباب خطة للاستيلاء على ودائع الناس؟

أجاب: هنا السؤال الأساسي بالنسبة إلي. مبادرة الرئيس ماكرون واضحة جدا في ما ‏يخص الإصلاحات الواجب القيام بها والمفاوضات مع صندوق النقد. لذلك، ليس عليك أن ‏تناقشني بشكل الحكومة إن كنت تختلف معي بالبرنامج. ‏

سئل: هل أنت توافق على مقاربة ماكرون للموضوع المالي في لبنان؟

أجاب: نعم أوافق. ‏

سئل: لكنها أقرب إلى مقاربة لازارد التي قلت أنها لم تنجح؟

أجاب: كلا، المشكلة مع هذه حكومة حسان دياب الموجودة، لأنه أي شخص حين يفاوض ‏مصرفا عاديا لسداد أي قرض سيقول له أنه ليس لديه مال، سيقول له المصرف حينها: ‏تعالى لنتفاهم على طريقة معينة للدفع. فيقول له المقترض: أنا أخذت القرض على خمس ‏سنوات مثلا، فهل يمكنك أن تجعله على عشر سنوات أو 15 أو 20؟ أما مع هذه ‏الحكومة، فكيف حصلت المفاوضات؟ الدين 243 ألف مليار وسندفعها كلها الآن. كيف ‏ذلك؟ هناك قروض يجب دفعها بعد عشرين سنة أو ثلاثين. هل يعقل أننا أوقفنا دفع ‏اليوروبوند منذ ثمانية أشهر وحتى الآن لم تحصل مفاوضة واحدة مع أصحاب الأسهم؟ ‏المشكلة التي وصلنا إليها اليوم بالدعم هي جريمة. وكل التصرفات بهذه الحكومة هي ما ‏أوصلنا إلى هنا. هذا لا يعني أن الرقم الذي وضعه لازارد صحيح أو غير صحيح، ليس ‏هنا الخلاف، بل الخلاف حول كيفية التفاوض مع صندوق النقد. وستحصل معركة ‏بالمفاوضات، لا يظنن أحد أن المفاوضة مع صندوق النقد الدولي ستكون سهلة.‏

نحن من نطلب صندوق النقد وهم مجبرون على أن يستمعوا لنا وأن يقولوا لنا هذه هي ‏الخطوات التي لدينا وهذا ما يمكننا تقديمه، وهذا ما سنتفاوض عليه.‏

سئل: أنت عمليا تقول: نحن نريد خصخصة وسنزيد ضرائب على الناس؟

أجاب: هذا الأمر وافق عليه الجميع في قصر الصنوبر. ولكن هنا السؤال: هل ما زلنا ‏موافقين على هذا البرنامج؟ هل حزب الله وحركة أمل وكل الأحزاب السياسية ما زالوا ‏موافقين على هذه الورقة؟ إن لم يكونوا موافقين يصبح المشكل في مكان آخر. تتحدثون ‏عن مشكلة في تشكيل الحكومة في حين أن المشكلة في البرنامج. من الآن، قولوا ما هي ‏المشكلة في البرنامج لكي لا يتم التفاوض على الحكومة ثم يأتي طرف ويقول أنه غير ‏موافق على هذا البرنامج.‏

سئل: إن شُكلت حكومة خارج جو المبادرة الفرنسية، هل تعتقد أن مساعدات خارجية ‏ستأتي إلى البلد أو هل سيساعد صندوق النقد أو هل ستأتي هبات خليجية؟ إن لم يكن ‏هناك ضوء أخضر من الخارج لحكومة خارج مواصفات المبادرة الفرنسية؟

أجاب: سأكون صريحا جدا، إن كانت حكومة لون واحد يدعمها حزب الله والفريق الذي ‏يدعم اليوم حسان دياب فلا أحد سيعطي فلسا واحدا بالتأكيد. نكون قد كررنا نفس ‏المشكلة. وأن هنا لا أقول أن الخطأ على حزب الله أو حركة أمل، هناك قرار دولي متخذ ‏بهذا المنطق.‏

سئل: الرئيس ماكرون أطاح بالمصارف والمصرف المركزي واتهمهم بالتواطؤ مع ‏السياسيين لإفلاس لبنان، فهل توافقه على هذه المقاربة؟

أجاب: المصرف المركزي يجري كل عام تدقيقين. واليوم هناك أمر جديد وهو التدقيق ‏الجنائي، وأنا لست ضده، لكن يقال أن صندوق النقد هو من طلبه، لكن للمعلومة، فإن ‏صندوق النقد لم يطلب يوما من أي دولة إجراء هذا النوع من التدقيق. إنها كذبة. وإذا ‏كانت من أجل محاربة الفساد فلا مشكلة لدي، حتى لو دخلوا إلى حسابات سعد الحريري، ‏ليروا ماذا كان لديه قبل 15 عاما وماذا لديه اليوم.‏

سئل: كم كنت تملك قبل 15 سنة؟

أجاب: ليس مهما، ولكن بالتأكيد أكثر بكثير من الآن. كانت لدي مليارات والآن لم يعد ‏لدي ولا أي مليار، بل أقل بكثير. هذا كله غير مهم. دائما هناك اختراعات لمحاربة ‏الفساد. ‏

سئل: يقال أن كل ذلك من أجل الوصول إليك؟ و

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا