×

ما الذي يخيف الرجل من الالتزام بعلاقة جدية مع المرأة؟

التصنيف: أمن

2009-10-18  05:49 ص  1578

 

 

للإلتزام بأي شيء قواعد وأصول يتوجب مرعاتها واحترامها، فكيف اذا كان الالتزام يتعلق ‏بالعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة.
وأكثر من ذلك فان الالتزام يعني المسؤولية التي منهم ‏من يستطيع تحملها ومنهم من يتهرب منها، وكل ذلك يعتمد على المواقف الشخصية وطبيعة ‏الفرد وقوة ارادته في قيادة الأمور الى بر الأمان.
وعند الحديث عن العلاقات الجدية بين ‏الرجل والمرأة فان هناك أمورا تخيف الرجل وأخرى تخيف المرأة.‏
في دراسة حديثة لمعهد الدراسات الاجتماعية العليا في مدينة ساو باولو البرازيلية ‏‏/اينسينو آوتو/ قال باحثون اجتماعيون برازيليون ان للرجل بشكل عام علاقات صداقة أكثر ‏من المرأة، وهو يعتاد عليها ويصبح تواجد الأصدقاء في حياته مهما جدا للاستمرارية.
وعلى ‏عكس المرأة التي عادة ما يكون لها صديقة واحدة مقربة أو صديقتان على الأكثر في البرازيل ‏ودول غربية أخرى، فان للرجل دائرة أوسع من الصداقات.

وقالت الدراسة ان تأخر سن الزواج عند الرجل يساهم بشكل كبير في الدخول في شبكة واسعة ‏من الصداقات.
فالرجل الذي يتزوج وهو في الخامسة والثلاثين أو في الأربعين يملك عادة حلقة ‏واسعة من علاقات الصداقة التي تصبح جزءا هاما من حياته لايستطيع التخلي عنها بسهولة من ‏أجل انسانة واحدة يمكن أن تبعده عن هذه الدائرة.
واضافت الدراسة بأن خشية الرجل من ‏فقدان الأصدقاء تحول بالفعل الى حاجز يبعد الرجل عن العلاقات الجدية مع النساء وبالتالي ‏يجعله يعزف عن فكرة الزواج من أصلها للحفاظ على الحياة التي اعتاد عليها مع الأصدقاء ‏خلال عشرات السنين.

قالت الدراسة ان ظاهرة أخرى تساهم في ابعاد الرجل عن الارتباط الجدي بامرأة وبالتالي ‏تتحول خسارته الى خساريتن، فقدان المرأة التي هجرته وفقدان دائرة الصداقات.
ومما هو ممكن ‏الحدوث هو أن العودة للأصدقاء بعد انقطاع طويل عنهم ليست سهلة في البرازيل بسبب الثقافة ‏التي تقول ان من يتخلى عني أتخلى عنه ومن يبيع صداقتي أبيع صداقته.
هذا الموقف قد يبدو ‏متطرفا بعض الشيء لكنه الواقع.

وأضافت الدراسة بأن الاستقلالية الكاملة للمرأة يمكن أن تشجعها على هجران زوجها حال ‏شعورها بأن العلاقة ليست ضمن الاطار الجدي الصحيح.
الرجل عادة لايدرك ذلك بسهولة لأن ‏آلية حياته وتفكيره لاتنصب في اعطاء العواطف حقها ، وعدم امتلاكه للحاسة السادسة التي ‏تعتبر أقوى عند المرأة منها عند الرجل تعتبر من الأمور المحيرة للرجل.

فالكثير من الرجال الذين لاتصل شجاعتهم الى الحدود المقبولة يتصورون أحيانا حتى من دون ‏أسباب واضحة بأن الالتزام بامرأة في علاقة زواج جدية قد تفشل وقد يفوته الأوان للدخول في ‏علاقة أخرى بسبب التقدم في العمر فتتشكل عنده عقدة الخوف من الفشل فيعدل عن فكرة ‏الالتزام مجددا.
ولهذا أيضا علاقة بدائرة الصداقات، فمن يخاف من الفشل في الزواج سيخاف من ‏احتمال فقدان الأصدقاء.
وبشكل عام فان الخوف من الفشل عامل مشترك بين الرجل والمرأة، لكن ‏الفارق هو أن المرأة تملك شجاعة اكبر للدخول في مغامرة عاطفية جادة اذا شعرت بأنها قد ‏عثرت على الرجل المناسب.

النمو ان كان عند الرجل أو المرأة لايقتصر على النواحي الجسدية ، بل أن النمو الحقيقي ‏مرتبط أيضا وبشكل اساسي بالنمو الذهني والعاطفي.
وقالت الدراسة في هذا الصدد صحيح بأن ‏لكل بالغ جانبه الطفولي لكن هناك أناس لاينمون ذهنيا وفكريا وعاطفيا مهما تقدمت بهم ‏السنين.
ومثل هؤلاء بعيدون تماما عن فكرة الالتزام الجاد بعلاقة زواج مع امرأة ذلك لأن ‏الجانب الطفولي يجعل الانسان غير مستقر تماما في قراراته فيصبح الجانب البالغ من الشخصية ‏أسيرا مكبلا بالسلاسل للجانب الطفولي.
وهنا، كما توضح الدراسة، يمكن الافتقار لاتخاذ ‏المبادرات والتهرب من المسؤليات الموجودة منها والمحتملة.

أكدت الدراسة بأن هناك رجال، وبخاصة الناجحون منهم مهنيا، يفضلون حياتهم المهنية ‏وتكريس كل الوقت لها.
وبحدوث ذلك تخف أو تنعدم الرغبة في الالتزام بعلاقة زواج جدية مع ‏امرأة خوفا من الفشل المستقبلي في الحياة المهنية أو تأثير مثل هذا الالتزام على مكانته ‏المهنية.
اذن، فالحرص على النجاح المهني أهم بكثير من الالتزام بعلاقة جدية مع المرأة.
الخوف ‏هنا يمكن أن يكون مبررا ولكنه لايمكن أن يكون عائقا أمام التفكير في الاستقرار العاطفي.

وقالت الدراسة انه بالنسبة لمثل هؤلاء الرجال الحريصين على حياتهم المهنية فان الخوف مبرر ‏ويقف عائقا أمام التفكير في الالتزام بعلاقة جدية مع المرأة.
هذه الناحية، بحسب الدراسة، ‏تتضمن الأنانية الشخصية لأن المصالح الشخصية بالنسبة لهذا الصنف من الرجال تأتي في المقام ‏الأول وليس هناك مجال لديهم لأي تضحية أو تنازل.

الديار

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا