تتعدّد روايات مطلقي النار في الهواء، الذين مثلوا اليوم امام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن منير شحادة، الذي خصّص هذا اليوم، بعد توقف قسري للجلسات دام لاكثر من شهرين بسبب جائحة كورونا، لمحاكمتهم وإصدار احكام مشددة بحقهم "ستكون عبرة لغيرهم"وفق ما اعلن رئيس "العسكرية" الذي اعتبر ، خلال محاكمته لاكثر من ٣٠ شخصا اليوم معظمهم موقوفين بجرم اطلاق النار في مناطق مختلفة وبتواريخ امتدت من ليلة رأس السنة الماضية الى شهر شباط، ان"الحساب لمرتكبي هذا الجرم سيكون عسيرا ويشكل عبرة للجميع".
ويسعى رئيس المحكمة من خلال الاحكام المشددة التي ستصدر بحق هؤلاء والتي قد تصل الى السجن ستة اشهر مع غرامة مالية باهظة، الى إنهاء هذه الظاهرة من موقعه بتشديد العقوبة التي قد تساهم في عدم تطور هذه الظاهرة التي اصبحت من مكونات الثقافة اللبنانية.
وتختلف روايات المدعى عليهم والاسباب التي دفعتهم الى اطلاق النار، فمنهم من اقدم على ذلك تحت تأثير الكحول. وذهب احدهم الى القول الى انه اطلق النار بعد ان وضعت زوجته توأما وتوفي احدهما. وآخر روى انه اطلق النار في"جلسة مشاوي" احتفالا بعيد ميلاد صديقه. وقال احدهم انه اطلق النار "لتجربة بندقية" .
ويجمع المدعى عليهم على ان ما اقدموا عليه "غلطة" لن تتكرر، لكنهم لمسوا من رئيس المحكمة تشددا دفعهم الى ابداء ندمهم على فعلته، ندمٌ قابله رئيس المحكمة بالقول جازما:"ما في مزح.. خلصنا". فبعملية حسابية بسيطة وفي ظل الضائقة الاقتصادية، سأل رئيس المحكمة المدعى عليهم كيف انهم انصرفوا الى شراء الرصاص بدل شراء الطعام، ومن هنا"ما في سبب للرحمة" خصوصا وان" الصدفة" قد رحمت الناس بعدم سقوط ضحايا جراء افعالهم علما انه سجل في السابق سقوط ضحايا جراء اطلاق النار العشوائي.