×

مجدليون: بلدة الفيلات.. والإخضرار والسكن الهادىء

التصنيف: Old Archive

2011-02-09  09:36 م  2008

 

ثريا حسن زعيتر

 يتغنى أهالي مجدليون ببلدتهم، ولا يتورعون عن وصفها بأنها قطعة من الأرض معلقة بالسماء، لهدوئها وطيب الإقامة فيها، يزيّنها الجمال العمراني وتنظيمها المدني، حيث تشتهر بالقصور والفيلات، وأبرزها التي شيّدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إضافة إلى زيدانية مجدليون ومشروع الحريري - الزيباوي الجديد، والتي تتكامل مع طبيعتها الخضراء لتجعل منها بلدة مميزة وسط جيرانها..
ونظراً لأهمية الموقع الجغرافي، فقد ركزت البلدية على تقييد قوانين البناء في سبيل المحافظة على التنظيم المدني والبناء وقمع المخالفات، فعملت على خفض عامل الإستثمار

وتعتبر من البلدات القليلة المنظمة، إذ يقسمها ثلاثة شوارع متوازية، واللافت هذا العام نشاط حركتي البناء وافتتاح المحلات التجارية، لتجعل البلدة في حركة لا تهدأ، بينما تمضي البلدية في تنفيذ سلسلة من المشاريع الإنمائية والخدماتية، أبرزها المشروع الرائد في بناء مبانٍ سكنية لجيل الشباب وبأسعار مخفضة، بهدف حثهم على العودة إلى البلدة والإقامة فيها..
وإلى جانب موقعها، تُشكل بلدة مجدليون نموذجاً للعيش المشترك فيها، إذ يقطنها مسلمون ومسيحيون، وتعتبر نقطة تلاقي بين المدينة وقرى منطقتها، فهي ثالث بلدة بعد الهلالية وعبرا، وتمتاز بسهولة الوصول إليها..
 «لـواء صيدا والجنوب» جال في البلدة، واطلع من رئيس البلدية إلياس المعماري على الخدمات التي تقدمها والمشاريع المستقبلية..
موقع مميز
تقع بلدية مجدليون على تلة مطلة على صيدا وترتفع ما بين 250-300 متر عن سطح البحر، تبعد عن العاصمة بيروت 47 كلم وعن عاصمة القضاء صيدا 4 كلم، يحدها شرقاً: بلدتي «الصالحية وكفرجرة»، وغرباً: حارة صيدا، وشمالاً: عبرا، وجنوباً: بلدتي «عين الدلب والقرية». أما البلدات المجاورة المرتبطة بالطرق المؤدية إليها فهي: «الهلالية، عبرا، بقسطا، الصالحية، كفرجرة، حارة صيدا، عين الدلب والقرية».
يعود أصل التسمية إلى لفظة سريانية تعني: حراس البرج والقلعة، الأمر الذي يدل على عراقتها في التاريخ، وعلى أنها كانت مأهولة منذ أقدم العصور، وقد تعني «البرج الصغير»، بينما يروي أحد كبار السن طانيوس الفاخوري، بأن إسم البلدة «أطلق نسبة إلى شخص يُدعى ليون، وكان له مجداً كبيراً أيام الفرنسيين وما قبله، وربما أقام في البلدة فأطلق عليها إسم مجدليون - أي (مجد - ليون)».
تبلغ المساحة الإجمالية للبلدة 165 هكتاراً، معظم أراضيها ممسوحة، وأكثر من نصفها ما زال أخضر يُميزه الزيتون. وتمتاز بثلاثة شوارع متوازية تقسم البلدة بطريقة منتظمة، أما عدد سكانها المسجلين وفق القيود الإنتخابية فيبلغ نحو 3500، المقيمين منهم نحو 1500 نسمة، بينما عدد المقيمين الإجمالي أكثر من 10 آلاف نسمة.
يسكن بلدة مجدليون الهدوء، وليس فيها مورد رزق محدد، إذ أنها ليست صناعية أو زراعية، بل تعتمد على بعض المحال التجارية التي بدأت تنمو بشكل مطرد، وخصوصاً على الطريق العام، وتُساهم في تنشيط الحركة الإقتصاية، بينما يعوّض ذلك أنها سكنية بإمتياز بسبب الفيلات الفاخرة الموجودة بها.
 وتفتقر البلدة إلى المرافق العامة والرسمية منها والخاصة، إذ لا يوجد فيها أي من المدارس أو المستشفيات وسواها، فيها كنيسة واحدة للموارنة والكاثوليك معاً، ومسجدان، وبئران إرتوازيان يغذيان البلدة بالكامل، وهما بإشراف «مصلحة مياه نبع الطاسة».
إلياس المعماري
ولا يخفي رئيس بلدية مجدليون إلياس المعماري عتبه على غياب المرافق العامة والرسمية في البلدة، ويقول: ليس عندنا أي مدرسة خاصة، كان هناك «مدرسة صيدون» الوطنية» وأقفلت أبوابها منذ سنوات، وكان عندنا مدرسة رسمية وحيدة وقد تم دمجها في عهد وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري مع مدرسة عبرا الرسمية، وليس لدينا مستشفى ولا مستوصف.. ولكن كل ذلك ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لقرب البلدة من مدينة صيدا، إذ لا تفصلها سوى دقائق معدودة، مما أتاح لنا الإندماج معها ومع القرى المجاورة.
ومقابل هذا العتب، يعتز المعماري «أن البلدة واحدة من البلدات القليلة التي ما زالت تُحافظ على نمط الجمال العمراني والإخضرار». ويؤكد «أن أكثر من نصف مساحة البلدة ما زالت خضراء، وقد قسمنا البلدة إلى منطقتين: التحتا للمباني السكنية، والفوقا لبناء الفيلات الفاخرة، قصر آل الحريري، زيدانية مجدليون ومشروع شفيق الحريري وعدنان الزيباوي، وهذا جعل البلدة مقصداً لأبناء الجوار، الذين يفضّلون الإقامة فيها نظراً لهدوئها والجمال الطبيعي والإخضرار الموجود فيها.
وأوضح أن لدى البلدية عدة مشاريع، أبرزها:
- إنشاء الحديقة العامة في المنطقة العليا من البلدة، وتحديداً في «مشروع الحريري – الزيباوي»، ومساحتها نحو 3800 متر، لقد أنجزنا الدراسة والكلفة المالية، وسنبدأ بها قريباً بعدما رصدنا ما يستحق لنا من أموال في «الصندوق البلدي المستقل»، والبالغة نحو 94 مليون ليرة لبنانية، لكنها غير كافية، وننوي إكمال التكلفة من صندوق البلدية.
- مشروع إفتتاح المكتبة العامة في الطابق الأرضي من البلدية، بهدف تعميم الثقافة والمعرفة بين جيل الشباب من أبناء البلدة والمنطقة، وإقامة قاعة كبيرة للإجتماعات واللقاءات من أفراح وأتراح وأعياد الميلاد والمناسبات، بحيث يجتمع أبناء البلدة فيها بدلاً من أن يحتفل كل واحد منهم في منزله، وندرس إمكانية تأجيرها ليعود ريعها إلى صندوق البلدية لدعم المزيد من النشاطات.
- مشروع فريد ونوعي، يهدف إلى مساعدة جيل الشباب على الزواج والعودة إلى البلدة، ويقوم على إنشاء 5 مبانٍ سكنية في عقار كبير تبلغ مساحته 6 آلاف متر مربع تابع للبلدية، ويقع تحت مبناها، لقد قمنا بعملية الفرز، وسوف نسجله لوحده كي نتمكن من إصدار سندات التمليك، وما زال الأمر يحتاج إلى موافقات إدارية، ومنها من محافظ لبنان الجنوبي. وهذا المشروع حيوي وهام لمساعدة جيل الشباب على الزواج في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة، حيث أن الكثير منهم غير قادر على البناء أو شراء شقة سكنية أو حتى الإيجار، فسعر المتر الواحد في البلدة يصل اليوم إلى نحو 1200 دولار أميركي، ونفكر في طريقة التوازن بين سعر هذه الشقق - أي أن نقدمها بأسعار مخفضة، مثل الإسكان وبدون فوائد، مع مراعاة تمويل المشروع لجهة ثمن الأرض والبناء فيها - أي أن لا نخسر شيئاً، وبسعر الكلفة فقط من أجل تقديم المساعدة قدر الإمكان، لحث أبناء البلدة على العودة والإقامة فيها، أينما كان مكان عملهم في العاصمة بيروت أو منطقتها، أو صيدا أو حتى أي منطقة لبنانية أخرى.
وشكا من قلة الموارد المالية، إذ «أن البلدة لا تعتمد على أي انتاج، ولم نحصل على حصتنا من «الصندوق البلدي المستقل» حتى الآن مما يعيق تنفيذ الكثير من المشاريع الإنمائية والخدماتية».
وختم المعماري: أن التعاون موجود بين أعضاء المجلس البلدي، ونحن في خدمة المواطنين سواءً منهم أبناء البلدة أو المقيمين لتوفير أفضل الخدمات ومعالجة أي مشاكل تطرأ، وقناعتنا واضحة أننا لا نميز بين مواطن ومقيم، بين مسلم ومسيحي، الكل سواء في الحق بالخدمات، ولا فرق عندنا بين انسان وآخر أي كانت طائفته أو مذهبه او إنتمائه السياسي أو العقائدي، الكل سواء في نيل خدمات البلدية.
th@janobiyat.com

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا