×

خارطة طريق بيئية تنتظر التنفيذ تزيح عن صيدا كابوس المكب

التصنيف: Old Archive

2009-10-19  11:56 ص  991

 

رأفت نعيم
تقدم الملف البيئي في عاصمة الجنوب صيدا ومنطقتها الى الواجهة مؤخراً، بعدما وضع الاهتمام الرسمي بموضوع معالجة الكارثة البيئية المزمنة التي تعانيها مدينة صيدا، هذا الملف تحت مجهر المتابعة ورصد الواقع واستشراف الحلول، لكن هذه المرة بناء لخطة ودراسات وتشاور مع المجتمع المحلي من بلديات وهيئات في مقاربة شاملة للمعضلة البيئية تشمل الى جانب مشكلة النفايات في صيدا المدينة، واقع المكبات والمطامر العشوائية والصرف الصحي في منطقة صيدا ككل، وضمنا استكمال وتحريك مشروعي معمل معالجة النفايات ومحطة تكرير مياه الصرف الصحي في سينيق.
فصيدا التي حملت طيلة عقود عبئاً بيئياً ثقيلاً ناء تحت تأثيراته السلبية ساحلها وإنسانها، فتحول شاطئها الى مكب لنفايات وردميات المنطقة كلها وبحرها الى مصب لمياه الصرف الصحي، هذه المدينة التي دقت، أكثر من مرة على مدى السنوات العشر الأخيرة، ناقوس الخطر البيئي من أن جبل النفايات الرابض على رئتها البحرية وساحلها متنفسها على المتوسط، لن يعود بمقدوره استقبال المزيد من النفايات والردميات الوافدة اليه من معظم بلدات المنطقة، وبالكاد يستطيع تحمل نفايات المدينة ومخيمها.. هذه المدينة تستعد هذه الأيام لما يشبه " إعادة تموضع بيئي" يمهد لبدء واستكمال مشاريعها البيئية مع توافر التمويل الآتي لهذه الغاية ومجموعه " 45 مليون دولار " وهو متمثل بهبة المملكة العربية السعودية البالغة 20 مليون دولار، يضاف اليها المبلغ المرصود من الحكومة اللبنانية ضمن الموازنة وقدره ايضاً 20 مليون دولار، والهبة المقدمة من مؤسسة الوليد بن طلال وقدرها خمسة ملايين دولار. واذا كان اللقاء البيئي، الذي دعت اليه بلدية صيدا الأسبوع الماضي كافة المعنيين بالملف البيئي في صيدا وفي مقدمهم فاعليات المدينة، قد قارب بالشكل هذه المشكلة المستعصية ووضع الإصبع على الجرح وألمح الى بعض الحلول، فإن التحرك الذي كان بدأه الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرة بهية الحريري قبل الانتخابات النيابية على خط معالجة قضية المكب والمعضلة البيئية في صيدا عموماً، والذي استند الى توافر الهبتين السعودية والحكومية، والى ارادة واصرار من نائبي صيدا على تخليص المدينة من هذه المشكلة، يتركز على خطة بيئية متكاملة تشمل اقامة حاجز بحري في محيط المكب والبدء بمعالجة وفرز مكوناته واستكمال المراحل المتعثرة من مشروع معمل معالجة النفايات الصلبة، وانجاز المرحلة الثانوية من محطة التكرير في سينيق، واشراك بلديات المنطقة في استنباط الحلول وتأمين البدائل كونها شريكة لصيدا في الهم البيئي. فجاءت مقاربتهما لهذا الموضوع في المضمون أي في اساس المشكلة واسبابها، وبرؤية واقعية للحلول وكيفية ترجمتها الى واقع، وذلك وفقا لآلية محددة الخطوات تشرف عليها الحكومة وتتولاها وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار بالتنسيق مع البلدية، لا تقتصر على صيدا المدينة باعتبارها المكان الذي يتحمل كل هذا العبء البيئي، بل تشمل ايضاً ضواحي صيدا وجوارها القريب والبعيد شرقا وجنوبا وحتى شمالاً..باعتبار هذه المناطق شريكة لصيدا في تلقي الآثار السلبية للمشاكل البيئية التي تعانيها، وهي ضمنا النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي..
شهاب
ويقول المهندس عبد الواحد شهاب، الذي يتولى متابعة هذا الموضوع تقنيا وعلميا من قبل الوزيرة الحريري، وهو واكب كل مراحل التحرك الذي بدأته والرئيس السنيورة مع " البيئة " و" الانماء والاعمار " وحتى " البلدية "، ان الموضوع البيئي كان مطروحا ضمن المشاريع الـ 38 التي قدمتها فاعليات صيدا الممثلون في اللقاء التشاوري الصيداوي الى الرئيس فؤاد السنيورة أواخر العام الماضي، وتابعه الرئيس السنيورة والوزيرة الحريري حتى نجحا في تأمين التمويل له من المملكة العربية السعودية التي تبرعت مشكورة بمبلغ 20 مليون دولار لإقامة حاجز بحري لحماية المنطقة البحرية وسينشأ عن ذلك أرض تردم فيها الردميات الصالحة، ويتوقع أن تكون مساحة هذه الأرض 750 ألف متر مربع ستستفيد منها المدينة في مشاريع انمائية وخدماتية. وقد لزمت دراسات هذا الحاجز البحري من قبل مجلس الانماء والاعمار لشركة Best سليم حاتم وينتظر تلزيم الأشغال..
وبموازاة ذلك يتم البدء بمعالجة جبل النفايات عبر فرز مكوناته ونقل بعضها الى مكان آخر..وقد عقدت لهذه الغاية عدة اجتماعات بيئية مع الرئيس السنيورة والوزيرة الحريري ووزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار لبلورة الأفكار الكفيلة بإيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة البيئية والنظر اليها كمشكلة متعددة الوجوه والجوانب تتطلب حلا متكاملاً.. وبعد تداول مطول تم طلب تحويل الموضوع الى اجهزة الدولة : وزارة البيئة، وزارة النقل، مجلس الانماء والاعمار لتتولى مباشرة متابعة هذا الموضوع بالتعاون مع البلديات المعنية.
وأضاف: ان تأثيرات جبل النفايات السلبية تصيب ليس صيدا وحدها بل كل المنطقة المحيطة بها لأن الرياح تتوزع من الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي حاملة معها سموم المكب فتصيب المدينة والمحيط السكاني شمالا وشرقا.. وكذلك الطيور والحيوانات التي تغط في جبل النفايات تنقل البكتيريا الضارة الى المنطقة كلها، والنفايات التي تسقط في البحر وتغطي الطحالب البحرية ينقل ضررها السمك الذي يتغذى عليها. اذاً الضرر يلحق بالكل.. وفي نفس الوقت معظم بلدات وقرى منطقة شرق صيدا ومحيطها جنوبا وشمالاً توجد فيها مشكلة نفايات، وقد قامت وزارة البيئة بمسح وحصر وجرد كل الأماكن التي فيها نفايات في هذه المنطقة فتبين ان هناك الكثير من المطامر والمكبات العشوائية.. ولكن ما هي الخطوات المقبلة؟.. يشير شهاب الى أن الأفكار التي يتم تدارسها بهذا الخصوص من قبل المعنيين لترجمتها الى خطوات عملية هي:
- ايقاف رمي النفايات في الموقع الحالي للمكب وايجاد مكان خارج المدينة يكون صالحا لطمر النفايات فيه بالشروط الفنية والبيئية.
- تحديد المطمر البديل الفني والمنطقة التي سينشأ عليها بالسرعة المطلوبة بعد ان تجرى دراسة الأثر البيئي للمنطقة التي سيتم فيها هذا المطمر.
- متابعة وضع معمل النفايات المنزلية الصلبة الذي تنفذه شركة IBC واستشاريو شركة ألمانية في سينيق واستكمال ما يحتاجه وما هو ملتبس منه لجهة صلاحية ومدة تشغيله والمطلوب بيئيا ليكون صالحا للعمل.
- استكمال المرحلة الثانوية من محطة التكرير في سينيق والتي تربط فيها مجاري الصرف الصحي لأكثر من ستين بلدة وقرية في ضواحي صيدا وصولا الى جزين واقليم التفاح..
وخلص شهاب للقول : اذا ما نظرنا الى كل هذه الأمور نرى أن صيدا ستؤمن للمنطقة كلها حلولا عملية لكل مشاكلها البيئية ولا سيما تخليصها من المكبات العشوائية ومن الصرف الصحي وحتى من النفايات اليومية المستجدة والتي سيستقبلها معمل النفايات بعد انجازه.. وبالتالي كل هذا يتطلب بالمقابل تعاونا من كل المجتمع المحلي المحيط بصيدا لترجمة هذه الخطوات عملياً.
كرم
وكان وزير البيئة أنطوان كرم، وخلال اللقاء البيئي الذي دعت اليه البلدية مؤخرا وحضره ممثلان عن الرئيس السنيورة والوزيرة الحريري، تحدث عن خارطة طريق بيئية لمنطقة صيدا تشمل "المكب ومعمل المعالجة ومعمل التكرير والحاجز البحري" وقال: سيتم بالسير بكل هذه الخطوات معا. ففيما يتعلق بجبل النفايات يلزمه فرز واعتقد انه يمكن أن يفرز في مكانه ومواد التراب والردم تترك في الموقع لتردم لاحقاً. أما النفايات فيجب ايجاد موقع لها لوضعها فيه، ويلزمنا موقع خارج صيدا، ونحن اطلعنا على عدة مواقع، هنا موقعان او ثلاثة مرشحة من بينها، ولكن يجب اتخاد قرار بأحدها ليتم فورا اعتماد المطمر في أحد هذه المواقع بالطرق الصحيحة، ويلزمنا موقع اخر للردميات. وبالنسبة للمعمل، قال الوزير كرم اننا ننتظر رأي خبير الماني، وخلال شهر سيعطينا فكرة عن المعمل وكل الأسئلة المثارة حوله. أما بالنسبة لمحطة التكرير، فأشار الى أنها سيتم شبكها بعدة قرى وهذه القرى يفترض ان تساهم بكل هذا المجهود. وقال: النفايات الصلبة والمياه المبتذلة تعالج على شاطئ صيدا، عندها لا بأس اذا ساهمت هذه القرى بوضع مطمر للنفايات عندها فيجب ان نتعاون كلنا سويا. واضاف : الحل اذا بدأناه اليوم ننتهي خلال سنتين، ولكن نحن حين نوقف رمي النفايات فمعنى ذلك اننا بدأنا بالحل.
البلدية
الى ذلك، وفي جديد متابعة بلدية صيدا لمشكلة النفايات، علمت "المستقبل" أن رئيسها الدكتور عبد الرحمن البزري أوفد بعض مسؤولي البلدية الى بعض المناطق المحيطة بصيدا لاستكشاف المواقع التي ترمى فيها النفايات ومنها موقع كسارة- زغدرايا القديم ومكب عبرا، لمعرفة ما اذا كانت هذه الأماكن تستقبل نفايات ولأي بلدات المنطقة، واذا لا فأين تذهب نفاياتها، وما يذهب منها الى مكب صيدا.. حيث تبلغ موفدو البلدية أن مكب عبرا مقفل، وما كان يذهب اليه اصبح يرسل بشكل غير معلن الى صيدا، فيما لا يزال مكب زغدريا يستقبل نفايات البلدات المجاورة له " عين الدلب والقرية والمية ومية ودرب السيم".
وعلم في هذا الاطار أن رئيس البلدية البزري يحضّر لتحرك جديد هذه المرة مع بلديات اتحاد بلديات صيدا الزهراني، وأنه بصدد ابلاغهم قرارا من بلدية صيدا بوقف استقبال أي نفايات تأتي من خارج المدينة في مكبها

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا