×

صرعة لها عشاقها

التصنيف: Old Archive

2011-02-16  02:34 م  18294

 

 

فرح الحسن
انتشرت ظاهرة الوشم في مدينة صيدا في الفترة الاخيرة واصبحت تتطور بشكل يتلاءم مع الموضة والازياء حتى تحولت الى مسرحا للتعبير عن ارء اصحابها مستخدمين اشكال وزخارف وكتابات تتماشى مع شخصياتهم ومن هذه الرسومات ما يستقر على الاذرع او على الكتف ومنها ما يرسم على الرقبة او على الوجه ورغم ذلك فان هذه الظاهرة ليست حديثة او دخيلة على المجتمع ومن منا لم ير سيدة كبيرة في العمر تضع الوشم على وجهها لاعتباره جالبا للحظ او كونه رمزا للجمال كما يعتقدون وبانتشار الوشم في جيل الشباب الحالي اصبحت عملية تقليد كامله للفنانيين والرياضيين وغيرهم ممن تراهم على شاشات التلفزة حيث انتقل الشباب من رسوم الوشوم الصغيرة التي اعتدنا ان نراها الى حفر وشوم كبيرة ذات الوان مختلفة ورسومات عديدة فمنها النسر المحلق والنمر الغاضب بالاضافة الى حفر الرموز التي تعبر عن الانتماء الوطني كرسم علم دولة على الصدر او اليدين وكلمات وطنية اخرى.اما اعمار الواشمين فهي تتراوح بين 14 و50 عاما ويختلف الهدف من وضع الوشم من شخص لاخر فبعضهم يسعى الى التباهي به امام الجنس الاخر وللفت الانظار فيما اخرون يسعون لتقليد المشاهير واتباع الموضة وتحسين مظهرهم الخارجي هذا وتتراوح كلفة الوشم بين 30 و2000 دولار حسب الحجم والالوان وصعوبة الرسمة والوقت الذي تاخذه.
 
لماذا الوشم وما الفائدة منه؟
بالنسبة للفتيات يعتبر الوشم رمز للاغراء وابراز المفاتن ولفت الانظار اضافة لمعاني التمرد والتفلت والقوة وهن يملن الى الرسومات التعبيرية كالازهار والفراشات والاشكال الفنية الناعمة واكثر الاماكن تفضيلا هي الكتف واسفل الظهر والسرة والقدمين.
اما بالنسبة للشباب يمثل الوشم حالة التمرد والتحدي والعنف والقوة والرجولة فالرجل القوي يمكنه ان يتحمل الالم الناتج عن وخز ابر الوشم ومن ثم يمتلك جسده شكلا مميز وخاص فيه العنفوان والقوة التي تتمثل في اشكال كالتنين والجماجم والافاعي والعقارب وغيرها مما يخيف ويرعب الاخرين.والاماكن الاكثر اغراء للوشم عند الرجال هي الظهر والزند والفخد.
نظرة الدين..
للدين راي يخالف ويقول بحرمة الوشم بالاستناد الى ادلة من السنة النبوية والقران الكريم تدل على رجس هذا العمل ومنافاته للشرع والاخلاق الدينية فالوشم فيه تشويه لخلق الله والتصرف في وديعة هي الجسد بغير حق واستنادا الى قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام(لعن الله الواشمة والمستوشمة)
فيظهر جليا حرمة الوشم فقد طرد كلا من الواشم والموشوم من رحمة الله كما ان الوشم يحمل في طياته اسرار ابعد من الناحية الجمالية كالشعوذة والسحر والشرك فيما احل الله كثير من الاشياء التي تعوض عن الوشم كالتزين بالحنة والاكتحال دون اللجوء الى تشويه خلق الله.
نظرة الطب..
من الناحية الطبية فان الاطباء يقولون ان الوشم من اخطر التقليعات التي يؤذي بها الانسان نفسه خيث ان اغلب المواد الكيمائية المستخدمة في الحبر هي صبغات صناعية تستخدم في الاصل لاغراض اخرى كطلاء السيارات او احبار الكتابة فضلا عن تلوث دم الانسان عند ثقب الجلد واختلاط الدم بالتراب والملونات فيترك ندبة او اثر فيكون الانسان عندها عرضة للاصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي والاصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الابر المستخدمة في الوشم والتي قد تسبب هى الاخرى سرطان الجلد والصدفية والحساسية وكافة اشكال التقرحات والاورام بالاضافة الى انتقال عدوى بعض الاورام خاصة عند الكتابة بالوشم.
وبين اراء الموضة والطب والدين والتجميل احيانا لتغطية الاماكن المشوهة في الجسم يبقى راي الشباب فكان لجريدة صيدانت ان التقت بعض الشباب والشابات واستطلعت ارائهم حول هذه الظاهرة وعلى الرغم من رفض الشباب لذكر اسمائهم غير انهم افصحوا عن ارائهم وافكارهم بكل حرية وثقة.
اعتبر احد الواشمين وجه نمر على زنده ان للوشم معنى في نفسه لا يقتصر على اظهاره امام الناس بل تعبيرا عن شيء داخلي يطمح اليه مثل السعي الى امتلاك القوة التي بتجسيدها صورة على الجسد تدخل نوعا من الراحة النفسية كما قال ان راي الناس له غير مهم واضاف:انا من حقي التصرف بجسدي كما اراه مناسبا من دون اية اذية واجد في الوشم تعبيرا عن حريتي الشخصية التي اتمسك بها كسائر حقوقي.
في حين يختلف راي الشاب الثاني على العلم انه لفت نظري كثرة الوشوم والصور التي حفرها على جسده عندما قال (كانت غاطة عمري) حيث اعتبر الوشم هي الغلطة الكبرى التي ارتكبها في حياته في مرحلة مراهقته معبرا عن ندمه عليها ولكن الندم لا ينفع طالما انه غير قادر على ازالة الصور التي تملاء جسده كما اعتبر الشاب ان اكبر اساءة اليه تتم عندما يحكم عليه الناس من خلال الوشم الذي يحمله لانهم يربطون دائما بين الوشم وممارسات غير اخلاقية اخرى وهو بعيد عنها.
في المقابل تكثر في هذه الفترة ظاهرة الوشم في اوساط الفتيات اللواتي يسعين الى لفت انظار الشباب لهن او لاضافة جمالية الى صورتهن وهنا تقول احدى الفتيات المهوسات بالوشم ان الوشم بالنسبة لي هو جزء من الموضة التي اتبعها واحرص على مواكبة كل تطوراتها وهي تسعى من خلالها الى ان تصبح اكثر جمالا كي تكون على صورة نجمتها المفضلة هيفاء وهبي فهذه هي الموضة وتلك هي متطلبات العصر..
يبقى الجمال الجسدي مطلبا وحلما يبحث عنه الانسان..ولا بد من الرضى عن الذات والقبول بها ولا بد من تنمية الشخصية المتوازنة والمتكاملة والسعي الى تعديل نقاط ضعفها بشكل ايجابي مثمر ولا بد من الاهتمام بالاعمق والاروع وليس بالشكل على حساب المضمون.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا