×

قلعة صيدا البرية بحلّة ودور جديدين بعد اعادة ترميمها بتمويل ايطالي

التصنيف: ثقافة

2021-10-12  03:54 م  486

 

افتتح وزير الثقافة محمد وسام مرتضى والسفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومبارديري قلعة صيدا البرية بعد إعادة ترميمها بتمويل من الحكومة الإيطالية عبر وكالة التعاون الإنمائي (ACIS ) الإيطالية بقيمة 650 ألف يورو بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار وتحت اشراف وزارة الثقافة - المديرية العامة للآثار، وذلك في إطار برنامج التراث الثقافي والتنمية الحضرية الذي يتولى التعاون الإيطالي بشكل أساسي تمويل مشاريع الترميم فيه.

شارك في حفل الافتتاح : النواب " بهية الحريري، أسامة سعد وإبراهيم عازار " ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي ، ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ، ومدير عام الآثار سركيس خوري ، ومدير وكالة التعاون الإنمائي (AICS) لوكا مايستريبيري ومديرة الوكالة في بيروت اليساندرا بيرمايتي ، والمسؤول السياسي للجماعية الإسلامية في الجنوب بسام حمود ومسؤول حزب الله في منطقة صيدا زيد ضاهر .

السعودي

بعد جولة تفقدية داخل القلعة اطلع خلالها الوزير مرتضى والسفيرة الإيطالية والحضور على اعمال ترميم والتأهيل والتنقيب التي أنجزت ، كانت كلمة ترحيب بإسم مدينة صيدا من رئيس البلدية محمد السعودي الذي اعتبر انه لو قدر لحجارة قلعة صيدا البري ان تتكلم لتحدثت عن صلابة اهل المدينة بوجه غزاة قهرتهم عند اسوارها وكان اخرهم العدو الإسرائيلي الذي استهدفها طيرانه بصاروخ في اجتياح العام 82 . وقال " ولعلها كانت لتتحدث عن كثير من أيام الخير التي عاشتها المدينة ولكنها كانت أيضا للتحدث عن سنوات من الإهمال الذي عانت منه على المستوى الرسمي .. وان مناسبة اليوم ما كانت لتتحقق لولا هبة إيطالية كريمة بقيمة 849 ألف دولار .. واننا نتطلع الى مزيد من الاهتمام الرسمي بالمدينة والمزيد من الإضاءة على قيمتها التاريخية خاصة وان صيدا على أبواب الانتهاء من الكثير من المشاريع السياحية الحيوية ولا سيما المتحف التاريخي على مقربة من هذا المكان . ولا يسعني امام القلعة البرية بحلتها الجديدة ورغم ضبابية المشهد اللبناني اقتصاديا وماليا وعلى كافة الصعد ، الا ان أتطلع ببصيص امل الى مستقبل لبنان وكلي ثقة اننا ان عقدنا العز على اصلاح امورنا فلا بد ان يستجيب القدر ".

خوري

وكانت كلمة لمدير عام الآثار سركيس خوري الذي اعتبران هذا المشروع ما كان ليتم لولا جهود جبارة بذلها جنود مجهولون في فريق عمل المديرية العامة للآثار ومجلس الانماء والاعمار والوكالة الإيطالية والمتعهد ولولا الرعاية والمواكبة والدعم الدائم من قبل رئيس البلدية المهندس محمد السعودي ، منوها بهذا التعاون اللبناني الإيطالي لإنجاز هذا المشروع وهو عبارة عن تمكين اساسات القلعة البرية والأبراج والحفريات الأثرية التي واكبتها مع السور الخارجي والمدخل اللائق والساحة التي جهزت لاستقبال نشاطات ثقافية ليكون هذا الموقع جزءا من المسار السياحي للمدينة" .

الجسر

وتحدث رئيس مجلس الانماء والاعمار سمير الجسر فقال اننا نحتفل اليوم بإنجاز اعمال ترميم قلعة صيدا البرية الشاهدة على تاريخ مدينة من اقدم مدن العالم .. هذه الأعمال هي جزء من مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية الذي استهدف مدن التراث العظيم في لبنان " صيدا وصور وجبيل وطرابلس وبعلبك ". وقد ساهمت في تمويله جهات عدة " البنك الدولي ، الوكالة الايطالية للتنمية ، الوكالة الفرنسية للتنمية والصندوق الكويتي والصندوق العربي.ولقد خلق هذا المشروع الظروف الملائمة لتحقيق تنمية اقتصادية محلية بالاضافة الى الحفاظ على الإرث الذي تركه لنا الأجداد. وكان لإيطاليا بصمة خاصة في هذا المشروع فساهمت في التمويل وفي نقل الخبرات الفنية عبر المهندسين والمعماريين الايطاليين .وتكاملت مساهمة إيطاليا في مجال الإرث الثقافي مع مساهماتها سواء عبر الهبات او القروض الميسرة في مختلف القطاعات التنموية وابرزها المياه والصرف الصحي وفي القطاعات الاجتماعية والاقتصادية . متوجها بالشكر الى الدولة الإيطالية ومنوها بالتعاون مع وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار وبلدية صيدا .

السفيرة الايطالية

وتحدثت السفيرة الإيطالية فشدّدت على أن "لبنان بلد له تاريخ عظيم وهو مدعو اليوم لمواجهة تحديات وصعوبات كبيرة. ويمكن أن يشكل غنى تراثه الثقافي أحد الأسلحة للتغلب على هذه التحديات". وقالت" يتعلق الأمر بقطاع كغيره من القطاعات التي تشهد على التزام إيطاليا الدائم إلى جانب بلد الأرز لبناء مستقبل من التنمية والنمو المستدام". وشكرت السفيرة الايطالية لكل من وزارة الثقافة ومديرية الآثار ومجلس الانماء والاعمار وبلدية صيدا تعاونهم من اجل انجاز هذا المشروع الذي قالت انه هام لإيطاليا كما هو هام للبنان ولصيدا.

الوزير مرتضى

وتحدث الوزير مرتضى فقال اننا " اليوم ندخلُ بوّابةَ الجَنوب لإفتتاح هذا المعلمِ التاريخيِّ الأثريِّ الذي يعودُ بناؤه إلى العهود الفينيقية الأولى، وإن سمَّتْه بعضُ الكتبِ مرةً قلعةَ القديس لويس ملكِ فرنسا وقائدِ الحملةِ الصليبيةِ السابعة، ومرةً أخرى قلعةَ المـُعِزِّ لدينِ الله الخليفةِ الفاطميّ. فإنَّ ما قامَ به هذانِ لا يعدو تشييدَ برجٍ هنا أو ترميم سورٍ هناك؛ والقلعةُ أقدمُ عهدًا من كِلَيْهما كما تُثْبِتُ الدراساتُ التاريخيةُ الموثوقة، وتدلُّ عليه الآثارُ الباقيات. ولأنَّ التاريخَ يعيدُ نفسَه كما يُقال فإن هذا المـَعْلَمَ التاريخيَّ الأثريَّ الذي بناه الرومان دلالةً على استراتيجية موقع هذه المدينة وأهميتها الاقتصادية والعسكرية، يُبْعَثُ اليومَ مجدَّدًا إلى النورِ في أبهى حلَّةٍ بفضلِ الدعمِ الذي قدمتْهُ الدولةُ الإيطاليةُ مشكورةً، فكأنَّ روما تعودُ إلينا في هذا اليومَ من بوابةِ البناء لإحياءِ ما بيننا من تراثٍ مشترك".

وأضاف " لقد أعيدَ تأهيلُ هذه القلعة وتدعيمُها بإشرافِ المديرية العامةِ للآثار، وبالتعاون والتنسيق مع مجلس الانماء والإعمار، وأُنشئَ لها مدخل ذو مسارات سياحية، ورمِّمَت صالةٌ في داخلها خُصِّصَتْ معرضًا للُّقى الأثرية المستخرجة من حفريات الموقع، و ذلك بغرض إبراز القلعة البرية بمعالمها التاريخية وسراديبها الدفينة، ما يؤدي كما نرتجي إلى تنشيط الحركة الثقافية والسياحية في هذا المكان، مع واجب المحافظة على إرثنا الثقافي كنزًا للأجيال المقبلة".

وقال"لا تحيا أمةٌ تتنكَّرُ لماضيها. ولا مستقبلَ لأبنائها، ما لم يفهموا تاريخَهم المضيءَ والمظلمَ على السواء ويتَّعظوا به لأجل البنيان الحسن؛ ولن يكونَ ذلك لهم إلا بالتعمقِ في الوعيِ المعرفي. وهذا ما نسعى إليه في وزارة الثقافة، مؤمنين بمواهبِ كلِّ لبنانيٍّ خلاقٍ مقيمٍ أو مغترب، لكي نُبْرِزَ للعالم بأسرِه وجهَ لبنانَ الحضاريَّ النيّر الذي سينهض من كبوتِه مهما كانت الصعاب. ولا أكتمُكم أنه، خلال هذه المدة الوجيزة من عمر الحكومة، لا تكادُ تُشْرقُ علينا شمسُ نهارٍ إلّا وَيَرِدُنا خبرٌ عن إنجازٍ حضاريٍّ أسْداهُ للإنسانية نابغةٌ لبنانيٌّ مغترب، أو جائزةٍ عالميةٍ حازَها مبدعٌ من بلاد الأرز، أو سَبْقٍ ثقافي أو رياضي أحرزَه بطلٌ من عندِنا. ما يحملُني على الثقةِ بأن العافيةَ الثقافيةَ التي ما زلْنا نتنعَّمُ بها ستكونُ مدخلَنا الأكيدَ إلى استرداد عافيتِنا الإجتماعية والاقتصادية والمالية، قريبًا بإذن الله.

وختم الوزير مرتضى بتوجيه الشكر الى الحكومة الايطالية والسفيرة بومبارديري وأعضاء السفارة للدعم الثقافي الذي تقدمه الدولة الإيطالية للبنان والى بلديةِ صيدا وفعالياتِ المدينةِ لتعاونهم الوطيد.

في متحف صيدا وخان القشلة

بعد ذلك قام الوزير مرتضى والسفيرة الايطاية بمشاركة الحضور بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لافتتاح القلعة ، ومن ثم تفقدا برفقتهم حفرية الفرير الأثرية ومبنى متحف صيدا التاريخي الذي لا يزال قيد الانجاز بجانب الموقع ، ومن ثم توجهوا الى خان القشلة في محلة البوابة التحتا في سوق صيدا القديم لتفقد أعمال ترميمه علما ان هذا المشروع ايضا مموّل من قبل الحكومة الإيطالية في إطار برنامج التراث الثقافي والتنمية الحضرية بقيمة مليوني يورو.

 

قلعة صيدا البرية

إشارة الى ان مشروع ترميم القلعة البرية والمنطقة المحيطة بها في إطار برنامج التراث الثقافي والتنمية الحضرية الذي يتولى التعاون الإيطالي بشكل أساسي تمويل مشاريع الترميم فيه.ونفذَت وكالة التعاون الإنمائي بالاشتراك مع مجلس الإنماء والإعمار والمديرية العامة للآثار أعمال ترميم الموقع الأثري والمنطقة المحيطة به وتسليط الضوء عليها. جمع هذا المشروع الخبرات الإيطالية للحفاظ على التراث الثقافي. جرى أوّلا مسح للمباني المتبقية وتشخيص للبنى وللمباني التاريخية للقلعة ومحيطها. حُدّدت الأعمال في المنطقة المعنية بالمشروع بناءً على نتائج المسح المذكور. أُنجزت أعمال ترميم وتدعيم وصيانة المباني الرئيسية التي تعود للحقبة الرومانية وللقرون الوسطى والتي هي جزء من الممر الذي يؤدي إلى المسرح الروماني الموجود داخل القلعة، والبرجين المتبقيين والجدران المحيطة. أخيرًا، جرى تنظيف الموقع بالكامل وتشييد جدار إسمنتي وأسوار وفتح مدخل جديد ومكتب تذاكر وانشاء مراحيض للزوار.

خان القشلة

اما خان القشلة الذي يقع في سوق صيدا القديم وهو مبنى يعود للقرن الثامن عشر فقد خضع لتغييرات وتحولات على مر القرون لحين هُجِر بالكامل. ونظرًا لقيمته الثقافية والتاريخية، يخضع اليوم لأعمال الترميم والتدعيم والتطوير بتمويل إيطالي ايضاً ليصبح مركزا للحرف اليدوية مع مساحات مخصصة للتدريب وتسويق المنتجات أبوابه مفتوحة للجمهور. ومع انتهاء أعمال الترميم ستتولى منظمة من المجتمع المدني في صيدا ضمان استمراريته وفقا لخطة عمل تشغيلية ستُزوّد بها.

رأفت نعيم

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا