×

قاضي محمد أبو زيد:المجتمع يقول حقوق المرأة، فاين هي حقوق الرجل من ‏المرأة

التصنيف: نسوان

2021-10-13  12:19 م  936

 

 الأوضاع الاقتصادية الصعبة هل باتت خطرًا على الأسرة قد تصل بها إلى ما يحمد عقباه؟ وكيف السبيل للحد من هذه التحديات ومواجهتها؟
اسئلة كثيرة نقلتها صيدا نت إلى فضيلة قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد أبو زيد، وجاءت أجوبتها وافية لتضع النقاط على الحروف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ‏أجمعين
هلال حبلي صيدا نت

ما هو الفرق بين "المرأة" و"الزوجة" عند الرجل؟

المرأة في حياة الرجل: هي "الأم" بداية بما تمثله من حنان وعطف ‏ورعاية... ‏

وقريب من رتبة "الأم"، تكون الجدة والخالة والعمة...‏

وقريب من هؤلاء أم الزوجة، وعمّتها، وخالتها...‏

المرأة في حياة الرجل: هي الأخت الكبرى، بحبها وإشفاقها عليه وهو ‏صغير. أو هي الأخت الصغرى، بِحُبِّه لها وإشفاقِه عليها وهي ‏صغيرة.‏

المرأة في حياة الرجل: هي زميلة الدراسة، في سن الطفولة والمراهقة، ‏أو هي زميلة العمل في سن الشباب... وهي ذكرى تلك العلاقة البريئة، ‏ثمّ "شبه البريئة"... ‏

المرأة في حياة الرجل: هي الجارة التي تجاورُه في السكن، أو هي ابنة ‏هؤلاء الجيران... ‏

المرأة في حياة الرجل: هي ابنته التي أحبّها من كلّ قلبه، أو هي ‏حفيدته التي فاق حبُّه لها حبَّه لوالديها... وما أعز من الولد إلا ولد ‏الولد...‏

ووسط جميع هؤلاء النساء... تكون "الزوجة".‏

أعني "الزوجة" المُحبَّة لزوجها، القريبة منه. ‏

أعني "الزوجة" التي تختصر بروحها ونفسها وذاتها وكلّ كيانها جميع ‏نساء الدنيا.‏

فهي التي تعامل زوجها بمثل حنان الأم في لحظات ضعفه وانكساره...‏

بينما يُعاملها هو بمثل حنان الأب لبنته أو حفيدته في لحظات ضعفها ‏وانكسارها... ‏

‏"الزوجة" هي رفيقة الدرب، وصديقة العمر في رحلة الحياة. ‏

‏"الزوجة" هي تلك الحبيبة التي يعشقها ويتجلى عشقه وحبّه لها في تلك ‏اللحظات الحميمة...‏

نعم، إنّ "الزوجة" الحقيقية هي تلك "المرأة الواحدة" التي يرى زوجها ‏فيها "كلّ نساء الدنيا"، فلا يكاد يعدُوها إلى سواها...‏

ومتى وَعَت الزوجةُ ذلك، وأدركت أبعاده، وعَملَتْ على تحقيقه على ‏مستوى علاقتها بزوجها، وأتقنت ذلك وأجادته... وجدت من زوجها ‏مثل ذلك وأكثر...‏

 

‏ يتكلم المجتمع دائما عن حقوق المرأة، أين هي حقوق الرجل من ‏المرأة؟

هذا صحيح، حيث ظهر في القرن العشرين، وتاليا في القرن الحادي ‏والعشرين، الكثير من الجمعيات والمؤسسات والجهات التي دأبت على ‏إثارة مسألة "حقوق المرأة"، ولاحقا مسألة "حقوق الطفل" دون أن ‏ننسى مسألة "الرفق بالحيوان" عموما، ومنها مسألة حماية أجناس ‏الحيوانات المعرضة للانقراض...‏

ومع تسليمنا بمكانة المرأة والطفل، وتسليمنا بتكريس التشريعات ‏والأعراف للحقوق العائدة لهما... فإنّ الإنصاف يقتضي التوازن في ‏مقاربة مسألة "الحقوق" من جهتين:‏

الأولى: أن تُذكر "الحقوق" المكرّسة للمرأة والطفل مُقترنة بذكر ‏‏"الواجبات" التي على كلّ منها، بهدف تحقيق التوازن والانسجام بين ‏ما هو "حق" ينبغي صونه، وما هو "واجب" ينبغي أداؤه...‏

والثانية: أن يُنظر إلى المجتمع نظرة كلّية لا جزئية. فالمجتمع ليس ‏النساء والأطفال حصرا! فالرجل هو من أعمدة المجتمع، وكذا كبار ‏السن، ومثلهم أصحاب الاحتياجات الخاصة... ‏

وعليه، فإنّ النظرة الكلّية إلى المجتمع تُحتّم ذكر "حقوق" المرأة ‏والطفل و"واجبات" كلّ منهما، جنبا إلى جنب مع ذكر "حقوق" الرجل ‏و"واجباته"، وكذا "حقوق" كبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة ‏و"واجبات" كلّ منهم...‏

هذا على وجه العموم...‏

أما على وجه الخصوص، وتحديدا فيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة، ‏فقد اختصر القرآن الكريم القضية ببعض آية، قال تعالى:‏

‏﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ البقرة:228‏

فهي إذا علاقة تماثل، فكما أن "من حقّ المرأة على زوجها" أن: ‏يُحسن عشرتها، ويرعى صُحبتها، ويُهيِّء لها الحياة الطيبة الكريمة ‏على الصعيد المعنوي والعاطفي فضلا عن الصعيدين الجسدي[أي ‏العلاقة الزوجية] والمادي... ‏

فإنّه "يجب على المرأة تجاه زوجها" مثل ذلك... إذ من حقّ الزوج ‏على زوجته أن: تُحسن عشرته، وترعى صُحبته، وأن تُهيِّء له داخل ‏البيت الحياة الطيبة الكريمة على الصعيد المعنوي والعاطفي فضلا عن ‏الصعيدين الجسدي[أي العلاقة الزوجية] والمادي.‏

وإنّ تفريط أيّ من الطرفين بهذه الحقوق والواجبات – كلها أو بعضها- ‏يُمهِّد لخراب البيوت.‏

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا