×

القاضي ابو زيد : حول أسباب زواج الرجال السري من نساء من اجنبية في ‏صيدا؟

التصنيف: نسوان

2021-10-21  01:05 م  1417

 

هلال حبلي

الأصل في الشريعة الإسلامية هو إباحة تعدد الزوجات بشرط العدل فيما بينهن وعلم الزوجة الأولى وعدم ظلمها، وتجربة الزواج الثاني للرجل يتم اللجوء إليها بسبب مجموعة من الأسباب نناقشها في هذا المقال، متى يبحث الرجل عن الزوجة الثانية ..؟!

اسئلة  نقلتها صيدا نت إلى فضيلة قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد أبو زيد، وجاءت أجوبتها وافية لتضع النقاط على الحروف.

‏1) نجد في اغلب المجتمعات ظاهرة تعدد الزوجات سرّا، فلماذا لا ‏يكون تعدد علنا، بدلا من أن يكون سرّا؟


معلوم أن مشروع الزواج بشكل عام، وتعدد الزوجات بشكل خاص، ‏تتم مقاربته من عدة جهات... ‏
فتارة تكون المقاربة من جهة شرعية، باعتباره أمرا شرعه الله تعالى. ‏
وتارة تكون المقاربة من جهة شخصية باعتباره خيارا يتخذه الفرد ‏الراغب بالزواج.‏
وتارة تكون المقاربة من جهة أسرية وعائلية، باعتبار أن المقبلين على ‏الزواج ليسوا معزولين عن الأسر والعائلات التي ينتمون إليها، فضلا ‏عن كون الزواج ينشئ مصاهرة وقرابة وعلاقات بين عائلتي  ‏الزوجين.‏
‏ وتارة تكون المقاربة من جهة الاجتماعية، نظرا للتأثير القوي لثقافة ‏المجتمع على الزوجين، وخياراتهما، ونمط عيشهما...‏
تأسيسا على ما تقدّم، يمكن القول: إنّ خيار تعدد الزوجات باعتباره ‏أمرا مشروعا بنصّ القرآن والسنة، فضلا عن الإجماع... وباعتباره ‏خيارا شخصيا يتخذه الزوج الراغب بالتعدد، وتوافق عليه مَن ترتضي ‏لنفسها أن تكون زوجته الثانية... هما الأمران الأسهل في هذه المعادلة ‏المعقّدة!‏
لأن خيار التعدد لا ينتهي أمره عند هذا الحدّ، بل يتعداه ليكون أمرا ‏معرضا لتأثيرات وضغوطات من الأسرة والعائلة والمجتمع...‏
وكلما كانت الثقافة السائدة في المجتمع تدعم أو تتقبل أو-على الأقل-لا ‏تعارض مشروع التعدد، يكون التعدد هنا معلنا... لأن الزوجين لن ‏يجدا نفسيهما في مواجهة عائلتيهما ومجتمعهما...‏
وكلما كانت الثقافة السائدة في المجتمع تعارض أو لا تتقبل أو لا تدعم ‏مشروع التعدد، يكون التعدد هنا غير معلن... لأن الزوجين لا يرغبان ‏في جعل نفسيهما في مواجهة عائلتيهما ومجتمعهما...‏
والثقافة السائدة في مجتمعنا اللبناني تقر بالتعدد نظريا باعتباره أمرا ‏شرعه الله. لكنها من الناحية العملية تعارضه ولا تتقبله ولا تدعمه... ‏لذلك يشيع إخفاء أمر الزواج الثاني تجنبا للصدام مع المجتمع والعائلة.‏

‏2) لماذا التعدد السري يكون غالبا مع زوجات من جنسية اخرى في ‏صيدا؟


كون أكثر حالات الزواج من امرأة ثانية هي حالات غير معلنة! فمعنى ‏ذلك أنه لا يوجد إحصاء لعدد حالات الزواج الثاني من لبنانيات، مقابل ‏عدد حالات الزواج الثاني غير لبنانيات... ومن هنا يصعب التسليم ‏بهذه الفرضية دون وجود هكذا إحصاء... علما أنه من الشائع جدا في ‏صيدا أن يكون الزواج الأول المعلن من غير لبنانيات...‏
لكن لو سلمنا جدلا بصحة النظريّة القائلة: بأن الزواج الثاني غالبا ما ‏يكون من زوجة من جنسية اخرى! فلعل ذلك ناشيء عن التفاوت ‏الاجتماعي والاقتصادي وربما العلمي والثقافي بين المرأة اللبنانية ‏وغير اللبنانية – التي تنتمي في الغالب إلى مجتمع اللاجئين أو تكون ‏من العاملات الأجنبيات.‏
فالمرأة اللبنانية التي تعيش في بلدها ووسط أهلها وناسها ومجتمعها، ‏وتشهد في حياتها قدا من الاستقرار الذي يؤهلها لمتابعة الدراسة ‏الجامعية، وربما نيل وظيفة جيدة... يمنعها كبرياؤها أن تقبل لنفسها أن ‏تكون زوجة ثانية سريّة... لأنها ترى في ذلك تقليلا من شأنها، ‏وانحدارا في مستوى حياتها الشخصية التي تعيشها، وترغب في ‏تطويرها، الارتقاء بها.‏
بالمقابل، لعل تلك المرأة التي تعايش أوضاعا صعبة جراء التهجير ‏واللجوء وضيق ذات اليد والحرمان من التعليم الجيد والعمل الجيد... ‏ترى أن هذا النوع من الزواج –وإن لم يكن مثاليا- يؤمن لها حياة ‏أفضل... ويتعزز هذا متى كانت المرأة تنتمي في الأصل إلى مجتمع ‏يشيع فيه تعدد الزوجا.‏
‏3/ بحسب خبرتكم الشخصية والمهنية من خلال ترأسكم لمحكمة صيدا ‏الشرعية السنية، ومن خلال معايشتكم للواقع الاجتماعي والأسري ‏لمدينة صيدا، هل تلمسون نجاحا على صعيد تجربة الزواج الثاني ‏المعلن منه وغير المعلن؟
عودا على بدء، فقد ذكرت أن مشروع الزواج وإن كان أمرا دينيا ‏شرعه الله، وخيارا شخصيا يختاره الشخص المقبل على الزواج... ‏لكن، في الوقت نفسه، فإنّ مشروع الزواج واقع تحت تأثيرات ‏الأسرة والعائلة والمجتمع... والثقافة السائدة في مجتمعنا وبين ‏العائلات هي ثقافة عدم قبول الزواج الثاني. ‏
لذلك فإنّ الغالب هو فشل الزواج الثاني، وأحيانا يتسلل الفشل ‏ليطال الزواج الأول. ‏

 

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا