×

هل انتشار عقد زواج المسيار اصبح ظاهرة اجتماعية في مدينة صيدا عقد ‏زواج المسيار شرعي هل هو حلال او حرام الجواب مع القاضي محمد ابوزيد

التصنيف: نسوان

2021-10-25  02:06 م  1474

 

 هلال حبلي

 عقد ‏زواج  المسيار شرعي" تتوفر فيه سائر الأركان والشروط المعتبرة و سبب اقبال  الرجال علية  ازدياد العنوسة في صفوف النساء بسبب انصراف الشباب عن الزواج لغلاء المهور وتكاليف الزواج ، أو بسبب كثرة الطلاق ، فلمثل هذه الأحوال ترضى بعض النساء بأن تكون زوجة ثانية أو ثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها بجب على علماء المدينة صيدا مخاطبة المسلمين وافهام الناس عن طبيعة هذا الزواج رغبة الزوج أحياناً في عدم إظهار زواجه الثاني أمام زوجته الأولى لخشيته مما يترتب على ذلك من فساد العشرة بينهما .
 كثرة سفر الرجل إلى بلد معين ومكثه فيه لمدد متطاولة ، ولا شك أن بقاءه فيه مع زوجة أحفظ لنفسه من عدمه .
فهذه أبرز أسباب ظهور مثل هذا الزواج ومتى انعدمت الأركان والشروط -أو بعضها- خرج العقد من دائرة ‏الصحة، إلى حيّز "الفساد" أو "البطلان" وعليه، فإنّ تسمية الزواج بـ: "زواج المسيار" أو "زواج الونيس" أو "الزواج ‏الأبيض"....

 اسئلة  نقلتها صيدا نت إلى فضيلة قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد أبو زيد، وجاءت أجوبتها وافية لتضع النقاط على الحروف

 ينتشر في بعض البلاد ‏‎-‎من جملتها لبنان ومدينة صيدا تحديدا‎-‎‏ ‏ظاهرة "زواج المسيار".‏ فما هو "زواج المسيار" وهل يعتبر زواجا شرعيا؟

 قد أحكم الدين الحنيف علاقة الرجل بالمرأة من خلال "رابط ‏الزوجيّة"، الذي هو رابط فطريّ ينسجم مع الفطرة السليمة من جهة، ‏والي هو إطار شرعي تراعى فيه أحكام الشريعة الغراء.‏ وطريق تحقيق "رابط الزوجيّة" على الوجه المشروع هو إجراء "عقد ‏زواج شرعي" تتوفر فيه سائر الأركان والشروط المعتبرة.‏ بناء على ما تقدم، فليست العبرة في التسميات والتوصيفات التي ‏نسمعها ونقرأ عنها وسائل الإعلام، بل العبرة بالأركان والشروط، ‏فمتى توفرت الأركان والشروط المعتبرة، صحّ العقد بغض النظر عن ‏التسميا الرائجة إعلاميا... ‏ ومتى انعدمت الأركان والشروط -أو بعضها- خرج العقد من دائرة ‏الصحة، إلى حيّز "الفساد" أو "البطلان" وعليه، فإنّ تسمية الزواج بـ: "زواج المسيار" أو "زواج الونيس" أو "الزواج ‏الأبيض"... أو غيرها من التسميات المتداولة إعلاميا، ليست هي ‏الفيصل. بل الفيصل هو: الإيجاب والقبول، وموافقة الوليّ في حال ‏كانت المرأة بكرا، والإشهاد... وغيرها من الشروط.‏ بالعودة إلى سؤالكم عن ما يسميه الإعلام: " زواج المسيار"، فإن هذه ‏التسمية أطلقت إعلاميا على عقد الزواج الشرعي الصحيح المستوفي ‏للأركان والشروط المعتبرة... والذي يكون بين رجل وامرأة بالغين ‏عاقلين، وقد حصل بينهما التراضي على إتمام هذا الزواج مع تنازل ‏المرأة عن حقها في كامل نفقتها الزوجية –أو بعضها- وعن حقها ‏التسوية في القسم في المبيت‎ .‎‏ ‏ وقد تكلم العلماء المعاصرين في هذا النوع من الزواج.‏ فمنهم من قال بمشروعيته، نظرا لكونه قد توفرت فيه أركان عقد ‏الزواج الصحيح وشروطه.‏ وكرهه البعض-إما تنزيها أو حتى تحريما- بالنظر إلى كونه ينافي ‏المقاصد الشرعية والنفسية والاجتماعية التي شرع الزواج لأجل ‏تحقيقها وفي مقدمتها: تأسيس أسرة تنعم بحياة تسودها السكينة والمودة ‏ورحمة... فضلا عن نعمة الذرية التي بسببها يتحقق استمرار النوع ‏الإنساني...

 ‏ ما هي حقوق الزوجة في زواج المسيار وفي حال حصول حمل ‏من الزوجة في زواج المسيار، ما هو مصير ‏الطفل؟

 سبق أن ذكرت أن أبرز ما يميّز هذا الزواج –عند القائلين بجوازه- هو ‏تراضي الطرفين على الزواج مع تنازل الزوجة عن حقها في كامل ‏نفقتها الزوجية –أو بعضها- وعن حقها التسوية في القسم في المبيت‎ .‎‏ ‏ أما باقي حقوق الزوجة، كالإمساك بالمعروف، وحسن العشرة، وصحّة ‏إنتساب ولدها –حال حصول الحمل والولادة- إلى زوجها، وما إلى ‏هنالك من حقوق للزوجة... فثابتة، ولا مجال للنزاع حولها... ‏ وبالتالي فإنه في حال حصول حمل فالمولود شرعي ويتعين على ‏الوالدين تسجيل زواجهما في المحكمة الشرعية ليتمكنا من تسجيل هذا ‏المولود في دوائر النفوس باعتباره ثمرة هذا الزواج.‏

‏ لماذا مشايخ المدينة لا يتكلمون عن هذا الزواج، ومدى شرعيته ‏وتاثيره على الاسرة؟

 لعل تحرّج العلماء والدعاة - في مدينتنا- من الحديث عن هذا الزواج، ‏ناشئ عن عدم الرغبة بالترويج له نظرا للمآخذ -آنفة الذكر- التي تؤخذ ‏عليه، وللخلاف حول مشروعيته.‏ أو لعل ذلك مردّه إلى عدم شيوع هذا النوع من الزيجات في مدينتنا، ‏خلافا لما قد نجده في بعض الدول العربية، كمصر على سبيل المثال.‏ لكن، ومن باب بيان الواقع، فالجميع يعلم أنّ هناك كلام يدور هنا أو ‏هناك بين بعض المُستفتين وعلماء المدينة حول مشروعية هذا الزواج، ‏وما يتصل به من أحكام. لكن أكثر هذا الكلام يأتي قي سياق الفتوى ‏الخاصة التي يتم من خلالها إجابة المُستفتي سؤاله بشكل خاص ‏وشخصي بعيدا عن إثارة الموضوع على المنابر.‏ أما عن عدم الحديث عن تأثير هذا الزواج على الأسرة، فأظن أن ذلك ‏مردّه إلى عدم شيوع هذا الزواج كما يبق أن ذكرت... إضافة إلى كون ‏هذا الزواج هو "الأضعف" متى قورن بالتماسك النسبي الذي نجده في ‏الزواج الأوّل السابق عليه، وفي العلاقة الأسرية التي تربط الرجل -‏الذي يُقدم على هذا النوع من الزواج- بزوجته الأولى وأولاده وسائر ‏الأقرباء والأنسباء... إذ يبقى الزواج الأول –رغم الصعوبات ‏والتحديات والمشاكل والمعوقات- هو الأصل، بينما يكون الزواج ‏الثاني – طالت مدته أو قصرت- حالة عابرة لا ترقى لثبات ودوام ‏الزواج الأول

 هل يجوز ان نفتي للرجل بزواج المسيار، بدل الخروج الى ‏الحرام؟

 بداية، أنا لا أحب فرضيّة الخيارات الثنائيات: فإما الخيار الأول أو ‏الثاني، مع تجاهل الباقي الخيارت الحاصلة أو الممكنة... ‏ فالمعادلة الثنائية التي تضمنها سؤالكم: إما زواج المسيار، أو الوقوع ‏في الحرام... هي بالنسبة لي معادلة غير دقيقة...‏ لماذا لا نُسلّم بوجود خيارات أخرى خارج حدود هذه الثنائية، مثل: ‏خيار ترميم العلاقة مع الزوجة الأولى؟ ‏ أو خيار الاقتران بزوجة ثانية بالصورة العاديّة بعيدا عن الاستثناءات ‏التي تميز زواج المسيار؟

 أو غير ذلك من الخيارات...‏ وبالعودة إلى السؤال عن الفتوى بجواز "زواج المسيار"، فقد بينت ‏سبق أن بيّنت الخلاف الفقهي حوله...‏ لكن، على فرض الأخذ بقول القائلين بجوازه، فإني وبناء على معرفتي ‏بطبيعة المشاكل الأسريّة التي قد تدفع ببعض الرجال إلى الإقدام على ‏هذا النوع من الزواج... أقول: ‏ أنا لا أنصح بزواج المسيار، لأنّني أجده هروبا من مواجهة المشاكل ‏العالقة بين الزوج وزوجته الأولى، وربما أولاده أيضا... وغالبا ما ‏يؤدي هذا الهروب إلى تفاقم تلك المشاكل، وزيادة ذلك الشرخ في ‏العائلة... والأولى هو التصدي لهذه المشاكل والعمل على حلها، أو ‏على الأقل، الحدّ من تأثيراتها وتداعياتها. ‏ أضف إلى ذلك، فبناء على معرفتي بطبيعة المرأة، وكوامن نفسها... ‏أقول: ‏ إن الزوجة الثانية –سواء في زواج المسيار أو الزواج العادي- لا ‏تختلف عن الزوجة الأولى في كثير من الأمور... فكلتاهما ابنتا ‏مجتمعاتنا العربية، ومتأثرتان بسائر العادات والتقاليد والأعراف ‏السائدة فيها، وكلّ منهما لديها غيرة المرأة، وكذلك الرغبة بالاستئثار ‏بالزوج لنفسها... ‏ وبالتالي سيكتشف الزوج عاجلا أو آجلا، أن زواجه الثاني فيه من ‏التحديات والمشاكل والمعوقات ما لا يقل عن تلك التي يجدها في ‏زواجه الأول... وأنّ علاقته بزوجته الثانية –بعض انتهاء شهر العسل ‏وربما قبل ذلك- لن تخلو من متحديات ومشاكل...‏ وبالتالي فإن الزواج الثاني ليس حلا للمشاكل التي تعصف بالزواج ‏الأول، بل هو تأسيس لمشاكل مستجدة -على صعيد الزواج الثاني ‏نفسه- والتي بدورها ستزيد من تعقيدات وحدّة مشاكل الزواج الأول...‏ ‏

 ماذ يحصل إذا اقبل الرجل على الزواج الاول و الثاني المقصود ‏المسيار من النزوح المجتماعات الى صيدا مثل الفلسطينيات ثم ‏السوريات وثم من العاملات من الجنسيات غير العربية؟

 من حيث المبدأ، فإنّ الزواج ،في أحيان كثيرة، يكون عابرا للجنسيات ‏والمذاهب والطوائف...‏ وكثيرة هي الزيجات المسجلة في المحاكم الشرعية، وفيها اختلاف بين ‏جنسية الزوجين (الزوج لبناني والزوجة غير لبنانية)، أو مذهبهما ‏‏(الزوج سني والزوجة شيعية) أوطائفتهما (الزوج مسلم والزوجة ‏كتابية). ‏ لكنني أقول لمن يسألني عن ذلك:‏ لو أنّ رجلا تزوّج من ابنة عمه، فإنّ هذا الزواج لن يخلو من تحديات ‏ومشاكل! رغم أن الزوجين من البلد نفسه، ويتبعان الدين نفسه، ‏والمذهب نفسه، بل إنّهما من العائلة نفسها... ‏ فإذا كان الحال كذلك عند اقتران الرجل بابنة عمّه وهي من أقرب ‏الناس إليه... كيف سيكون الحال يا ترى بين لو كانت الزوجة من ‏جنسية مختلفة، ونشأت في مجتمع مختلف، أو كانت من مذهب أو ‏طائفة مختلفة؟ ‏ أقول، ستكون المشاكل أكثر، والتحديات أكبر، والمعوقات أصعب...‏ والله أعلم.‏

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا