×

أبا العتمة يذوق ظلام السجن ويتجرع كأس ظلمه للناس في صيدا

التصنيف: كتب صيدا نت

2021-10-29  01:33 م  1701

 

هلال حبلي صيدا نت 

13 ساعة أمضاها داخل عتمة السجن وخلف القضبان الحديدية، مشوار طويل من التعاسة والرعب عاشها خلال هذه الساعات يراقب دقائقها التي توقفت عن الدوران، عقاب سيبقى محفوراً في عقله ووجدانه وقلبه الأسود، الذي ذاق جزاء ما اقترفت يداه، فالظالم حين يتجبر على الناس لا يشعر بمرارة الظلم الواقع عليهم، بل يعتبر نفسه قوياً، ولكن هذه المرة كسرت شوكته.
بعد 13 ساعة من الظلمة داخل غرفة الاحتجاز، لمس ما كان يذيقه للناس من ظلم، 13 ساعة مرت ثقيلة عليه، وابتدأ الإحساس بالندم منذ اللحظات الأولى لوضع الكلبشات في يديه وسوقه مخفوراً إلى المخفر، ذلك المكان الذي لم يتخيل يومياً أن يقاد إليه ظاناً أنه سيفلت من العقاب، ثم نقل إلى مخفر مغدوشة حيث بدأت الحكاية والشعور بالإنكسار.
ساعات الليل، حلت عليه ثقيلة وفكره مثقل معها، يضرب الأخماس بالأسداس وهو لم يفق بعد من هول الصدمة والتساؤلات حول المصير المنتظر، إلا مع انقطاع التيار الكهربائي عند الساعة 12 ليلاً عن المركز، ليذوق ما كان يعانيه الناس من انقطاع للتيار الكهربائي من مولداته التي تعمد إطفائها على المشتركين بحجج واهية،
لا تيار كهربائي ولا اشتراك، داخل غرفة مظلمة مع زملاء السوء، متعاطي المخدرات ومغتصبي الأطفال، شاركهم ما يعانونه، فرش اسفنجية يحاول النوم عليها ولكن الباعوض لم يتح له تحقيق غايته، لتزداد العتمة مع سوداوية قلبه وتثقلها التساؤلات حول المصير.
ساعات ودقائق مرت كدهر، حتى نور الشمس بأشعتها وشروقها عند الصباح لم تدخل إلى مكان حجزه، لتستمر العتمة حتى الساعة السادسة صباحاً، موعد تشغيل المولدات الكهربائية، ليعود التيار حاملاً معه النور، فيما الظلمة في صدره لا تزال حاضرة ومعها ثقل التساؤلات ونبضات القلب الخافقة على ما سيحل به في الساعات القادمة.
وتمضي الدقائق كأنها ساعات طويلة، حتى العاشرة صباحاً، بدأت التساؤلات تتحول إلى نداءات استغاثة، يسأل المعنيين في المخفر متى سأخرج؟، هل اتصل بي أحد؟، هل المحامي موجود، أين الناس والأشخاص الذين كنت أمدهم بالطاقة الكهربائية مجاناً والشبيحة الذين أمدهم بالمال، أين الخدمات المالية التي كنت أقدمها للسياسيين والذين أقدم لهم الخدمات، أين واين وأين؟
تساؤلات كثيرة لم يكن لها سوى جواب واحد: كلهم تركوه خلف القضبان، لا أحد أمامه أو خلفه، حتى جف ريقه من النداء، وحتى كوب الماء حصل عليه مكرمة من المسؤول عن المقر.
واقع لا بد أن يعيشه كل من أذاق الناس الأمرين، ليشرب من نفس الكأس ويتذوق معها المرارة تلو الأخرى، حتى تم الإفراج عنه ظهراً.
ولكن اسمع جيداً يا فلان الفلاني، يا أبا العتمة، إياك ثم إياك أن تفكر بأنك خرجت سليماً حتى لو قمت بتوقيع تعهد على عدم تكرار أفعالك، فالدولة والقضاء لا يزالون يراقبونك وأنا سأكون كذلك لك بالمرصاد، أبحث عن أي ايصال تكتبه بالعملة الأجنبية وتطالب الناس الدفع بالدولار!
ستعاد الكرة مراراً وتكراراً حين تخطأ وتظلم الناس، فالله لا يرضى بالظلم بل يمدك في طغيانك، وما ذقته عقاب صغير جداً وإنذار من الله بأنه عليك السير على الطريق المستقيم في معاملة الناس، وليبارك لك الله في كل قرش تأخذه بالحلال، أما أن تظلم الناس، وتغتصب أموالهم وتقطع الكهرباء عنهم، فهذا ظلم كبير لا يرضى الله ولا نرضى به.
وإن علمنا أنك قمت بقطع الكهرباء على مؤسسة خيرية اجتماعية صحية أو بيت فيه مريض أو مباني فيها كبار السن يعانون صعوبة الصعود والنزول في ظل إطفاء مولدك وفصله عن مصعد البناية، فالويل لك من هذا العمل. ونحذر زملائك في المصلحة، الذين يملكون المولدات الكهربائية من الاستمرار في اقتراف نفس الفعل الذي تقوم به، سيكون مصيرهم الإذلال والرعب في السجن والتجرع من الكأس المر الذي يعاني منه الناس والدخول إلى غيابات السجن وعتمه.
وسيستمر هذا المسلسل والفيلم الأميركي الطويل ومعها حالة الترصد والحكاية لها تتمة...

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا