عون: العرقلة لا تأتي من الحريري بل من المحيطين به

التصنيف: سياسة

2009-10-19 11:52 م 1022

أكد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أنّه لمس لدى الرئيس المكلّف سعد الحريري رغبةً في تخطي الصعوبات لتأليف الحكومة، وأنّه "من المرجح ألا يعتذر الحريري ثانيةً"، واعتبر عون أن "العرقلة لا تأتي من قبل الحريري بل من المحيطين به لأن تكتله يضمّ أناساً ذوي توجهات تختلف عنه"، مضيفًا: "هذا ما دفعني الى الإيحاء بجوّ من التفاؤل الذي يريح اللبنانيين والأصدقاء، فلقد اتفقنا مع الحريري على مواضيع عدة أهمها أنّه يجب ألا ننتهي إلى لا تفاهم، بسبب شعورنا بأهمية المرحلة التي نعيشها اليوم وضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية وهذا الأهم. أما الباقي فنتحاور أو نتفاوض حوله".

عون، وفي حديث إلى التلفزيون السوري، أشار إلى أنه لا يخبّئ مفاجآت، فيما لا يعرف إذا كان الحريري قطع وعوداً لا يمكنه التخلي عنها. وأوضح أن "التفاهم السعودي- السوري له تأثير إيجابي على الأوضاع لكن مشكلة تأليف الحكومة داخلية وعلى اللبنانيين حلّها". وحول الاتّهام الموجّه إليه بعرقلة التأليف بسبب مسألة توزير جبران باسيل، أكّد عون أن "المشكلة أكبر من ذلك بكثير وهي لا تتعلّق بشخص باسيل، بل بالخوف من نهج التيار الإصلاحي الذي قد يطال الكثير ممن يعارضونه"، معربًا عن اعتقاده في مجال آخر أن "اتفاق الدوحة جيد، لكن الفريق الآخر يأخذ منه ما يناسبه كحجز بعض الوزارات لأطراف معيّنة ويعطّل البنود الأخرى"، عازيًا "سبب الهجوم على التفاهم مع "حزب الله" إلى العدائية تجاه الوحدة الوطنية أكثر مما هي ضد أشخاص".

وعن طبيعة الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، قال عون: "ما من استراتيجية دفاعية رسمية، لكن الاستراتيجة فرضت نفسها في الواقع. فالقوى المسلحة من جيش وقوى أمنية تقوم بحفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، والمقاومة التي تقوم بحرب العصابات ضد الاحتلال هي في مرحلة هدوء لأن دورها يأتي إذا حصل احتلال أو دخل العدو أرض الوطن. اليوم كلٌ يبني ذاته وقواته ليبقى جاهزاً طالما أن اسرائيل تهدد، وأخيراً قالت إنها سترجع لبنان الى العصر الحجري إذا قام حزب الله بأي عمل عسكري، وهذا نوع من التعجرف". وعن علاقته بالسيد حسن نصر الله، أجاب عون: "شخصياً نحن في أقصى درجات الصداقة والثقة المتبادلة. قد يعتقد الناس أنني ألتقي السيد نصر الله دائماً لكن قد تمر شهور دون أن نلتقي، إلا أن فهمنا المشترك للقضايا التي نعيشها داخلياً وخارجياً مع اسرائيل يضعنا على نفس النمط من المواقف بدون أن نلتقي، إذ لا يتوفّر أحياناً حتى إمكان الاتصال بالهاتف. طبعاً ثمة أمور ضرورية نتبادل المعلومات حولها بشكل غير مباشر لكنها لا تحدد المواقف".

وإذ اعتبر أنه "الرقم واحد على لائحة الاغتيال الدائمة"، أشار عون إلى أن المحكمة الدولية "في الشق الأول منها كانت مسيّسة، لكن في الشق الثاني فالتمنّي أن تشهد تصرّفات قضائيّة وليست سياسيّة"، وأضاف: "من كانوا قيّمين على القضاء اللبناني ربما أجروا تفاهماً مع المحكمة وأعطوها كل شيء وهذا تنازل كبير. كما أنني لست مع أسلوب المحاكمة الحالي". وحول توقّعه أن يكون لدى اللواء جميل السيّد مفاجآت، رد عون: "اللواء السيّد يختزن معلومات كثيرة عن كل اللبنانيين بما فيهم نحن. وسيستعمل هذه المعلومات أم لا، لكن من حقّه ذلك لأنه دفع فاتورة أربع سنوات من عمره. فإمّا أن يكون عوقب لذنب اقترفه أو ظُلم من أناس، منهم من كانوا الأداة لسجنه ومنهم من كانوا القرار وضغطوا على الأداة لتسجنه".

وعن زعزعة المحكمة الدولية للعلاقة بين لبنان وسوريا، عبّر عون عن اقتناعه بأنها "لم تزعزع العلاقة، ومع الوقت ستكون لها ردة فعل إيجابية خصوصاً بعد أن يظهر عدم صحة الادعاءات السابقة"، وتابع: "لكن على المدى القريب نخشى من أن تُستَغلّ من قبل قصيري النظر وأن تكون النتائج أخطاء جسيمة توقع خسائر مادية ومعنوية وبشرية، لكن عندما تظهر الحقيقة سيكون مردودها إيجابياً وقد بدأت الارتدادات السلبية على من كانوا وراء شهود الزور"، وأردف: "إلى الآن كل الوقائع نفت الاتهامات التي وجهت إلى سوريا، ولا يبدو أن ثمة اتهاماً لسوريا من خلال ما نُشر حتى الآن