هلال حبلي صيدا نت

تعيش مدينة صيدا والشارع الصيداوي إرباكاً في المشهد الانتخابي، وحديث وتساؤلات المقاهي والصالونات من سيترشح للانتخابات؟ فهل ستعود النائب بهية الحريري للترشح مع ما يرد من أخبار عن إحجام الرئيس سعد الحريري عن خوض المعركة الانتخابية، أم سيتم تبني شخصية أخرى مقربة من تيار المستقبل لخوض غمار المعركة الانتخابية، وحتى هذه الساعة لم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
والتساؤلات عن دور نجل النائب الحريري أحمد تطرح بقوة، وإن كانت النائب الحريري ستفتح المجال لنجلها أحمد لخوض هذه المعركة؟، رغم غياب المؤشرات لذلك، ليكبر التساؤل ومعه الخطوط المتداخلة.
أما النائب أسامة سعد، فإن التصريحات الصادرة عن بعض المقربين من التنظيم الشعبي الناصري، تشير إلى أن النائب سعد لن يتحالف مع أهل السلطة ويفضل أن يكون منسجماً مع سلوكه ومواقفه وبالتالي لن يتحالف مع حركة أمل وحزب الله، مما يعني خسارة الصوت الشيعي له في منطقة جزين.
يبقى الصوت الشيعي في مدينة صيدا منقسماً بين النائبين بهية الحريري وأسامة سعد، الذي يعرب الأخير عن رغبته بخوض الانتخابات بعيداً عن أهل السلطة وخوضها بمن يتناسب مع قناعاته من المستقلين، وربما الإنسحاب من المشهد الإنتخابي للإنسجام مع مواقفه الداعمة لمطالب الحركة الثورية بتغيير الطبقة السياسية، أو خوضها منفرداً، أم سوف يستجيب سعد للضغوط من بعض كوادره في التنظيم الناصري بتغيير رؤيته وموقفه والعودة عنه، والتحالف مع النائب ابراهيم عازار في منطقة جزين والرئيس نبيه بري للنجاح في الانتخابات المقبلة كون خروج النائب سعد من المشهد الانتخابي سيكون له تداعياته السلبية أقله مغادرة النيابة.
بدوره الصمت يخيم على الدكتور عبد الرحمن البزري باستثناء مواقفه المنددة بأداء الحكومة والتركيز على معالجة جائحة كورونا، فيما تنشيط التحركات بينه وبين المرشحين المستقلين في منطقة جزين وفق المصادر المقربة من تيار البزري التي تؤكد سير هذه الاتصالات للعمل على تأمين التحالفات المستقبلية، وتؤكد هذه المصادر رفض تيار البزري التحالف مع التيار الوطني الحر إن أصر التيار على ترشيح النائب زياد الأسود، وفي حال ترشيح أمل أبو زيد بصفة مستقلة أو حزبية للتيار الوطني الحر، فإن موقف البزري ستكون دراسة خيار هذا التحالف، وإن كان أخرون في المدينة يرون الكثير من الالتباسات في تموضعات البزري السياسية، فتارة هو ثورة وتارة مغازلاً لقوى السلطة وتارة مرشحا عنه بعض من اجوائه للسعي إلى منصب أو موقع.
أما صيداوياً فتغيب الاتصالات بين البزري وفاعليات المدينة بانتظار صدور القانون الذي سيرتب العملية الانتخابية، ولكن بعض الحركات الثورية المعنية بثورة 17 تشرين، تجري الاتصالات المشكوك بجديتها مع البزري لتقريب وجهات النظر لإعادة ترشيحه للانتخابات المقبلة.
على مستوى الجماعة الاسلامية تنشط تحركات الماكينة الإنتخابية بالتنسيق مع المكتب السياسي لبيروت للجماعة، وتسعى لمغادرة أثقال المعركة الانتخابية السابقة في صيدا والتموضع على أسس جديدة ومختلفة ووفق المصادر القريبة من الجماعة تطرح أفكاراً بإجراء مقايضة بين الجهات السياسية في مدينة صيدا في حال عزوف الجماعة عن خوض الانتخابات ودعمها لأحد المرشحين الأقوياء في المدينة في مقابل حصة أكبر بانتخابات المجلس البلدي للمدينة.
ووفق نتائج الانتخابات الماضية والصوت التفضيلي، يبدو هذه المرة القلق والإرباك سيد الموقف، ويسود جميع المرشحين في المدينة بسبب النقمة على الطبقة السياسية في لبنان، في ظل تردي الوضع الاقتصادي في لبنان والمدينة، ومعه ترتفع حالة القرف من الطبقة السياسة وفق أحاديث الناس، الذين لا يرغبون بدعم السياسيين الحاليين ويرون في العملية الانتخابية إعادة للمشهد السابق وعودة ترشح الطبقة الحالية، وسط تساؤل عن ماهية الوعود التي يمكن أن يقدمها المرشح للناخبين للأدلاء بأصواتهم وأمام معضلة غياب البديل المقنع وصعوبته، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية وارتفاع تكاليف الحياة، وما هي التقديمات التي يمكن أن يقوم بها النواب الذين لم ينجحوا في لجم مافيات المولدات في رفع تسعيرة المولدات.
ويبدو أن المرشح عن المقعد الانتخابي سيجد صعوبة كبيرة في اقناع الناس بالإدلاء بأصواتهم تحت تأثير العوامل الاقتصادية وربما المناخية في حال هطول الأمطار التي لن تقنع كبار السن والمواطنين من ممارسة هذا الدور الانتخابي وصنع التغيير المرتقب!