ما هي طبيعة المعلومات المتعلقة بالمفقود المهندس جوزف صادر، ابن بلدة مغدوشة، الذي اختطف قبل ثمانية أشهر من أمام مركز عمله في مطار بيروت الدولي حيث يعمل في شركة طيران الشرق الأوسط؟
السؤال منبعه ما كان أعلنه راعي أبرشية طائفة الروم الكاثوليك في صيدا والجنوب، المطران الياس حداد قبل يومين، ومن مقر كاتدرائية طائفة الروم الكاثوليك في صيدا، فأكد خلال اجتماع المجلس التنفيذي للطائفة في مطرانية صيدا، أن المخطوف جوزف صادر على قيد الحياة.
وقد دعت، أمس، لجنة أهالي مغدوشة ولجنة أهالي بلدة درب السيم المجاورة في منطقة صيدا إلى إقفال المدارس والمحلات في البلدتين وفي الجوار، وذلك لتكون «دعوة لاعنفية لتحريك قضية جوزف صادر ولفت انظار المسؤولين إلى أن هناك انساناً لبنانياً ما زال مفقوداً منذ نحو ثمانية أشهر» كما جاء في نص الإعلان عن الإقفال.
ويؤكد المطران حداد لـ «السفير» أن مطرانية صيدا تتلقى بين الحين والآخر»معلومات تفيد بأن جوزف صادر ما زال على قيد الحياة، ويُطلب منا أن نخبر أهله ونطمئنهم عليه.. وبإنه إذا ثبت عليه شيء، أو دليل بالعمالة، فسيسلم للدولة كي تحاكمه، وإذا لم تثبت عليه العمالة فسيتم إطلاق سراحه». ويلفت حداد إلى أنه «جاء الوقت لنكشف عن هذه المعلومات، لأن ما يثير القلق هو أن الخاطفين لم يبتوا بوضعه حتى الآن».
وعن الجهة التي تزوده بالمعلومات يقول المطران حداد إنها «مرجع إسلامي يتصل بي ويبلغني بأن جوزف على قيد الحياة وأن مسألة الإفراج عنه هي مسألة وقت»، مضيفاً أنه لا يستطيع الافصاح أكثر عن هوية هذا المرجع، ولا عن منطقته، ولا أين يقيم، لسلامة قضية جوزف صادر، لافتاً إلى أن «علاقة شخصية متينة تربطنا بالمرجع الديني الإسلامي الذي اتصل بنا بدافع ديني وبدافع الضمير، مشدداً على انه «علينا أن ننقل إلى أهل جوزف خبر أنه على قيد الحياة ونطمئنهم على وضعه».
ويشدد المطران حداد على أنه يثق ثقة كبيرة بالمرجع الإسلامي الذي نقل وينقل إليه أخبار جوزف صادر منذ نحو ستة أشهر، أي بعد فقدانه بنحو شهرين، واصفاً إياه بأنه «شخصية كبيرة ومعروفة في البلد، ويعتبر شخصية نافذة ومرجعية، وآخر مرة أخبرني عن جوزف كانت قبل أقل من شهر، وكل مدة يحصل اتصال بيننا، ويؤكد لي أنه لا يستطيع تزويدي بتفاصيل أكثر، وكان يطلب مني ألا ألح عليه، ويكتفي دائماً بالتأكيد أن خاطفيه لن يقدمواعلى أذيته».
ويصر المطران حداد على القول إنه لا يعرف الجهة التي تحتجز صادر، ولا مكانها، ولا هويتها، «ولا حتى المرجع الإسلامي أبلغني شيئاً عنها، فهو نفسه لا يعرف لماذا لم يسلم إلى الدولة حتى الآن».
في المقابل، ولدى استفسار «السفير» عددا من المراجع العسكرية والامنية، شككت بالمعلومات المنقولة وافادت أن هذه المعلومات تفتقد الدقة والمصداقية ولا علم لها بها.
يذكر أن بياناً وزع أمس من قبل لجنة اهالي مغدوشة ودرب السيم، يوجه الدعوة للمشاركة في الإضراب العام اليوم في البلدتين، إضافة إلى الاعتصام أمام مبنى إدارة شركة طيران الشرق الاوسط (ميدل إيست)، على طريق المطار، عند الحادية عشرة من قبل الظهر، مضيفاً أن «هذه الدعوة موجهة الى جميع المخلصين والمناصرين للعدالة والسلام وبعد انتظار طويل دام لأكثر من ثمانية أشهر مريرة، وذلك من أجل كشف مصير المخطوف جوزف صادر