×

الطلاب السوريون: لا عودة عن طلب العودة

التصنيف: Old Archive

2011-02-24  09:38 ص  1771

 

 

محمد محسن
طال الاجتماع الذي جرى أمس بين الطلاب السوريين في لبنان، ونائب رئيس الاتحاد الوطني للطلبة في سوريا.
3 ساعات في إحدى قاعات كليّة الحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، أتقن الطلاب فيها تصوير مشهد يومياتهم في الجامعات اللبنانية، بصورة سوداوية. إهانات، تهديدات متواصلة، نشل أموال، وتمييز يتعرّض له هؤلاء الطلاب. الوضع بالغ السوء بالنسبة إليهم، لدرجة لا تحتمل. خلاصة يخرج بها كل من حضر الاجتماع. في المقابل، ثمّة رأي تتبناه فئة أخرى، لا ينفي المضايقات التي يتعرّض لها الطلاب السوريون «الذين يضخمون حجم المعاناة ليصلوا إلى مطلبهم الوحيد: القبول بهم في الجامعات السورية، حيث ينتفي هذا الأمر بسبب تدني معدلاتهم هناك» تقول مصادر طالبية. ثمّة وضع جديد، وعد نائب رئيس اتحاد الطلاب العام في سوريا كنج فاضل بأنّه سيوصله بحذافيره إلى المعنيين في سوريا. لطلاب بلاده همّ واحد يبدو أنّهم مصرّون عليه: النقل إلى جامعات سوريا. مطلب تكرّر أكثر من 100 مرّة في الاجتماع على ألسنة طلاب وقفوا أمام فاضل ليشرحوا معاناتهم عبر قصص عايشوها شخصياً. هكذا، واجه فاضل والقنصل السوري بجانبه سيلاً من الشكاوى، تخلّلته شعارات سياسية أطلقها الطلاب مستنجدين بالرئيس السوري بشار الأسد كـ«بالروح بالدم نفديك يا بشار» و«وا أسداه».
«ليل أمس، نمنا 30 طالباً في غرفة واحدة، ينام 10 ويخرج 10 آخرون لحراستهم، فقد تعرضنا لتهديدات بالقتل، حتى بعد اجتماعنا أمس مع القنصل» يقول أحد الطلاب. يشير آخر إلى أنه «قبل ما نفوت عالمحاضرة، تعودنا ناكل لسعة كهربا من الزعران بالكلية، منجي بجيوبنا قلم، بينما الزعران في جيوبهم سكاكين. نريد إجازة في الحقوق لا في الذل». يخلع طالب قميصه أمام زملائه ليريهم ضربة سكين تعرّض لها في إشكال أول من أمس. خلال تعريفهم عن أنفسهم، استعمل الطلاب كثيراً عبارة معيد، للدلالة على قضائهم أكثر من سنة أو سنتين على مقاعد السنة الأولى، ولتوضيح ما عدوه «تعمّداً في ترسيب الطالب السوري، وتمييزاً ضده أثناء الامتحانات».
أمّا في كليات الجامعة الإسلامية، فقد اشتكى طلاب منها أمام فاضل من أن «الوضع أسوأ، لكن لا يوجد من يتجرّأ ويتكلّم في الموضوع، كتر خير حرس الأمير طلال أرسلان في خلدة، يساعدوننا في بعض الأحيان». غيّر أحد الطلاب شكله، كما قال، ليتمكن من الوصول إلى الجامعة «بعدما هددوني بالقتل أمس». روى طالب آخر تجربته الشخصية مع سمسار طلب منه المال لإنهاء معاملاته سريعاً، وحين رفض التعاون معه «خبّأ اسمي وحرمني التسجيل لولا إداري شريف ساعدني وسجّلني على الفور». وعندما قال أحد الطلاب إنّه ينجح بشكل طبيعي ولا يعتدي عليه أحد، استُفزّ الحاضرون، ورد عليه أحدهم قائلاً: «أقسم بالله إنك نجحت بسبب الفوضى. الدليل هو طالب كتب الأسئلة من دون الإجابات ونجح».
في المحصلة، أبدى فاضل تجاوبه واهتمامه بشؤون الطلاب وأكّد لهم «أن أي مساس بطالب سوري هو مساس بكرامتنا لن نقبل به إطلاقاً». لكنّه في الوقت نفسه، رفض تحركاً دعا إليه أحد الطلاب «للمبيت في السفارة والتظاهر أمامها ما لم تتحقق مطالبنا». وأكّد أن أي شيء من هذا النوع «مرفوض جملة وتفصيلاً، وهذه الأمور تحدث أمام سفارات دول رؤساؤها عملاء لأميركا وإسرائيل، لا أمام السفارة السورية». مساءً، عقد اجتماع بين فاضل والقنصل السوري من جهة، وممثلي المنظمات الشبابية في قوى 8 آذار، إضافة إلى الحزب الشيوعي والتيار الوطني الحر، في مقر الحزب السوري القومي ببيروت، فيما غاب ممثلو 14 آذار بسبب عدم توجيه الدعوة إليهم. وبحسب عميد التربية في القومي صبحي ياغي، اتفق المجتمعون على أمور أهمها: إنشاء الاتحاد الوطني لطلاب سوريا إطاراً تنظيمياً للطلاب السوريين في لبنان، مهمته التنسيق مع الاتحاد، وضع ورقة مطالب مشتركة بين الطلاب اللبنانيين والسوريين، كالبطاقة الجامعية وتسريع معادلات التسجيل. أما ميدانياً، فقرر المجتمعون رفع الغطاء عن أي معتد على الطلاب السوريين في الجامعة وأمام القضاء اللبناني، فيما وعدت إدارة الجامعة اللبنانية باتخاذ إجراءات بحق المعتدين في الإشكالات التي حصلت. لكن، ماذا عن طلب السوريين نقلهم إلى سوريا؟ يجيب ياغي: «ردّ فعل عصبيّ منهم بعد ما تعرضوا له خلال الأحداث الأخيرة».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا