×

على وقع طبول إضراب المعلمين يحتفل لبنان بعيد أمير التربية والتعليم … معلم الأجيال !!!

التصنيف: تربية

2022-03-05  11:32 م  574

 


بقلم : كامل عبد الكريم كزبر

المعلم كلمة ترددها الأفواه والألسن ، والناس عن حقيقة معناها غافلون.
إن المعلم هو السراج الوهاج الذي يدور في فلك الحرف والكلمة والكتاب والتعليم واللوح والطبشورة.
إنه العامل المعطاء والماهر البارع في صناعة وصياغة الأجيال والرجال فهو يعمل ليلا نهارا متنقلاً بين الصفوف، بين القلم والدواة، والدفتر والكتاب، واللوح والطبشورة. لا يعرف الكلل ولا الملل، لا يتأفف ولا يتذمر، ولا يرى مهنة التعليم بلوى إبتلاه الله بها وإنما هي نعمة وفن ولذة كما قال أحد علماء التربية.
المعلم دولاب الحركة الفكرية والأدبية والثقافية والعلمية، طبيب الأمة ومداوي أسقامها، باعث نهضتها وباني حضارتها. إنه الجواد المعطاء الذي يقدم للوطن البنات الصالحات والرجال القادة الذين يفتخر بهم الوطن ويعتز. غير آبه بالمتاعب والمصاعب. يعصر دماغه، ويحرق أعصابه، يشتغل ويذوب كالشمعة الوهاجة لتنير أمام السالكين دروب الحياة.  لقد أعطى المعلم بسخاء دون انتظار الثناء والإطراء وما يزال، أعطى العقل فأناره وأعطى النفس فزكاها، وأعطى الوطن فأنعشه، أعطى الطالب فعلمه وقومه وهذبه وأدبه، وأعطى البيت فسيده وأسعده، وأعطى الضمير فأراحه، وفوق كل ذلك أعد للجميع والوطن التربية الصالحة والآداب الرفيعة والأخلاق الفاضلة والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذا غيض من فيض من مآثر المعلم وفضائله وعظمته ولعظمة المعلم وسمو رسالته ودوره قال الرسول محمد (ص) "إنما بعثت معلماً"، وقال الغزالي رحمه الله "من أعظم أعمال البشر أن يكون الإنسان معلماً للناشئة"، وقال أحد ملوك العرب :"لو لم أكن ملكاً لكنت معلماً".
وطوبى للشاعر شوقي وهو القائل:
قم للمعلم وفيه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وهل أشرف وأجل
من الذي يبني أنفساً وينشيء عقولا
ولكن للاسف فإن كل هذه الصفات الحميدة في بلدي لم تشفع له، فلم يكرم من أهل السياسة وأصحاب القرار فلم يهتموا بمشاكله واحتياجاته وحتى بأبسط حقوقه…الكرامة ….انها ليست من صميم اولوياتهم .
…انها المرة الاولى التي أكون فيها بعيدا جسديا فقط عن زملائي المعلمين الذين أقل ما يقال عنهم انهم المجاهدون والمقاتلون الحقيقيون الذين يواجهون الحاضر ويحملون هم المستقبل لهذا البلد المسلوب .
السؤال الذي نطرحه متى يتحسن حال المعلم ؟
اين يكمن الخلل؟هل المعلم
هو المسوؤل نفسه ؟ أم المناهج التي براها الزمن ؟ أم اهل السياسة الذين شوهوا هذه المهنة واستصغروا قائدها؟
كيف يمكن للمعلم أن يعلم تلاميذه قيم الكرامة وعزة النفس وحرية الرأي لكي يعرفوا كيف يختاروا قياداتهم ؟
للأسف بتنا نسمع بعض المدارس تقوم بحملات استجداء العطف من أجل دعم رواتب المعلمين بسبب اهمال الدولة لهم وعدم تعديل لرواتبهم ودعمهم في مواجهة هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ، حتى بات المعلم محل شفقة ورحمة .الا يكفي المعلم ما يتعرض له من إذلال وتشويه لمكانته في وطن أصبح الذل فيه خبز المواطن اليومي؟!!!
ولكن معركة المعلم الشريف نحو الاصلاح والتغيير لن ولم تتوقف…. لك الله ايها المربي ….
في عيد المعلم لا يسعنا الا نتوجه بتحية إجلال وإكبار الى معلم الاجيال سائلين الله أن يبدل الحال الى أحسن مرددين عيد بأي حال عدت يا عيد؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا