برعاية وحضور راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد وبمشاركة رئيس جامعة القديس يوسف البرفسور الأب سليم دكاش ، احتفلت "ليسيه سان نيقولا – عين المير" التابعة للأبرشية بحفل تخرج طلابها وبإطلاق التحضيرات لإفتتاح المرحلة الثانوية بدعم من مؤسسة صاصي والجامعة اليسوعية من خلال برنامج لتدريب أساتذة ومعلمين ويتيح لخريجي ثانوية "سان نيقولا " لاحقاً متابعة دراستهم الجامعية في حرم الجامعة في لبنان الجنوبي او في بيروت بما يساهم في بقائهم في منطقتهم والتعلم فيها ويخفف عنهم مشقة وكلفة الإنتقال لمسافات بعيدة .
الحضور
حضر الحفل الذي أقيم في باحة المدرسة في عين المير: النائبان "الدكتور ميشال موسى والدكتورة غادة أيوب أبو فاضل" ، ممثل النائب أسامة سعد الأستاذ طلال ارقدان ، النائب السابق إبراهيم عازار ، ممثل رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري الدكتور أسامة ارناؤوط ، المونسنيور الياس الأسمر ، القاضي الأب وليد الديك ، الأب سليمان وهبي ، نائب رئيس اتحاد بلديات جزين الأستاذ فادي رومانوس ، رئيس بلدية عين المير السيد نادر مخول ، ورئيس رابطة مخاتير منطقة جزين السيد طوني عون، ومديرة المركز الفرنسي في صيدا صوفي جرجات ، ومديرة حرم لبنان الجنوبي في الجامعة اليسوعية الدكتورة دينا صيداني، رئيس مؤسسة صاصي السيد أنطوان صاصي ومديرة المؤسسة عقيلته السيدة نيكول وممثلة مديرة مؤسسة عودة الثقافية السيدة كريستيان عودة السيدة دانا موسى ، وممثلون عن عدد من المؤسسات الإجتماعية والأهلية وأهالي الخريجين وأسرة المدرسة يتقدمها مديرها الأب جهاد فرنسيس .
نيكول صاصي
بعد النشيد الوطني وترحيب من عريفة الحفل ، وكلمات للخريجين ، تحدثت السيدة نيكول صاصي باسم مؤسسة صاصي ، فتوجهت بالشكر للمطران الحداد والبروفسور دكاش والأب فرنسيس والحضور وقالت" السنة الماضية كانت صعبة جداً لكن كما وعدنا اهلنا في هذه المنطقة ألا نتركهم وحيدين ويرزحون تحت الأعباء وحدهم استطعنا تأمين النقل المجاني والكتب المجانية لكل طلاب ليسيه سان نيقولا وقررنا مع المطران والإدارة عدم زيادة الأقساط مع المحافظة على المستوى العلمي بالتعاون مع شبكة مدارس الجمهور وتأمين دورات مع الجامعة اليسوعية والتعاون مع المركز الفرنسي وكما كنا سنبقى مع أهلنا في صيدا وجزين".
البرفسور الأب سليم دكاش
وتحدث رئيس الجامعة اليسوعية البرفسور الأب سليم دكاش فقال"يسعدني جدًا بصفتي رئيسًا للجامعة اليسوعيّة في بيروت وصيدا أن أكون حاضرًا اليوم معكم في حفل تخرّج تلامذة شهادة الصفّ الثالث متوسّط في ليسيه سان نيكولا وأن أكون مشاركًا فرحتكم أيّها التلامذة وفرح الأهل والأساتذة بنجاحكم. نحن اليوم إذ نحتفل في نجاحكم وانتقالكم إلى مرحلة الصفوف الثانويّة في هذه الثانويّة الرياديّة، أتوقّف معكم عند بعض الأمور الأساسيّة :
1- الوضع الاجتماعي والمالي الذي يؤثر على البلد، ولا سيما على الآباء والأمهات المهتمين بتوفير التعليم لأولادهم. أنا على دراية بالصعوبات الماليّة التي تمر بها العائلات، اليوم، هذا الواقع المزري أصبح تحديًا حقيقيًا لكل من الآباء والمعلّمين لضمان هذه المهمة النبيلة لتزويد أطفالنا بتعليم جيد، وجواز السفر لا للخارج بل للمستقبل الأمين والمضمون. أمام هذه الحالة، اخترنا في الجامعة اليسوعيّة وفي مؤسّسة آل صاصي التربويّة الاجتماعيّة طريق التضامن والتكافل بيننا لدعم مؤسّساتنا ودعم المعلّمين والأساتذة ودعم العائلات وما هذه الثانويّة سوى البرهان القويّ على أنّ التضامن هو طريق الرجاء والنجاح.
2 وبالتالي أهنئ دور الأبرشية ومؤسسة آل صاصي الذين قرّروا مواجهة هذا التحدي والاستثمار في هذه المدرسة وهدفهم ذو شقّين:
- أوّلاً ضمان التعليم الجيّد في المنطقة لتلامذتنا الأحبّاء، وللأجيال الصاعدة من خلال تعزيز المسافة القريبة من المدرسة بالقرب من مكان الإقامة ومن خلال تقديم أفضل البرامج على يد أفضل الأساتذة،
- ثانيًا تدريب الموارد البشريّة في المنطقة من أجل التنمية المستدامة بهدف تجنب هجرة السكان في المناطق، وأنوّه في هذا المجال بأنّ الجامعة والأبرشيّة يعملان يدًا بيد في مجالات أخرى أساسيّة مثل الحوار الإسلامي المسيحي. منذ سنوات عديدة والجامعة مستعدّة لمديد التعاون في أي مجال ترى الأبرشيّة أنّه مفيد لـها ولهذه المنطقة العزيزة من لبنان.
3. ولهذا السبب، قررت جامعة القدّيس يوسف، في استمراريّة مهمتها الأكاديميّة، ومن خلال حَرَم جامعة لبنان الجنوبي وكليّة العلوم التربويّة، دعم هذا المشروع من خلال توفير تدريب المعلّمين لتلبية إرادة الآباء وأولادهم في الالتحاق بالمدرسة الثانويّة في هذه المؤسسة.
4. وأخيرًا إنّ العمل التربوي هو فعل شراكة بين فرقاء يؤمنون بذات الأهداف وبذات العقيدة الإنسانيّة من أجل خير الإنسان وتعزيز القِيَم والإيمان.فاليوم، تم توقيع بروتوكول بين مؤسّسة جامعة القدّيس يوسف الـ USJ ومؤسسة Sacy لإنشاء صندوق يحمل إسم أسرة Sacy. وسيسمح هذا الصندوق للتلامذة من هذه المنطقة والخريجين المستقبليين من ليسيه سان نيكولا بمواصلة دراستهم الجامعيّة في حرم جامعة لبنان الجنوبي، وبهذه الطريقة يظلون في مناطقهم وهي مهمّة من مهمّات حَرَم لبنان الجنوبي للجامعة اليسوعيّة.
5. أشكر الأهل على ثقتهم، أهنئ مؤسسة آل صاصي على التزامها النبيل، أحيي التلامذة على مثابرتهم وعملهم الجاد. أعزائي الخريجين، يجب أن تكونوا فخورين بشكل مضاعف: فخورين بالتخرج والحصول على هذه الفرصة لمواصلة تعليمكم الثانوي في هذه المدرسة الثانوية الرائدة. فخورين بأن تكونوا الدفعة الأولى في صفّ البروفيه من هذه المدرسة منذ أن عادت منذ العام 2015 إلى أسقفيّة صيدا للملكيين الكاثوليك ودير القمر. تهانينا على تدشين المرحلة الثانوية التي سوف تبدأ معكم وتنجح معكم بجهدكم ومثابرتكم على التعلّم والاكتساب" .

المطران ايلي بشارة حداد
ثم القى المطران ايلي بشارة الحداد كلمة توجه فيها بداية الى الخريجين بالقول "تتخرّجون من هذه المدرسة ولا غبار عليكم. لا شيء ينقصكم، معكم العلم والأخلاق وحسن التربية. معكم منهجية البحث وأصول التواصل. معكم سلاح السلام والنمو. فحافظوا على ما أنتم عليه وابتعدوا عن الذي أفسد لبنان. وبتّم تعلمون كيف يعيش اللبنانيون ضمن نظام فاسد مافيوي وطائفي لا يعرف الدين. لا يضحكن عليكم أحد بأن نظامنا هو الأفضل في العالم.يبدأ تغيير لبنان وكل المجتمعات من مقاعد المدرسة. فعليكم وعلى أمثالكم تقع مسؤولية هذا التغيير نحو الأفضل. وكم فرحت برؤية طلاب الـ ROBOTIQUE على جديتهم وإبداعهم وإلى الأمام".
أضاف " اليوم تتوجّه مدرستنا لتخطو خطوات جبارة عنيت فتح الصفوف الثانوية وهذا تحدّ كبير في مثل هذه الظروف. ولا أخفي سراً إذا ما قلت بأن مؤسسة صاصي قد وضعت لمساتها فينا بداخلنا وكل نمو يأتي من هذه المؤسسة الكريمة. فالشكر كل الشكر لنيكول وأنطوان وكافة أفراد العائلة. شكراً لما انتم عليه ولما تقدمونه. فشهادتكم للحياة الكريمة خير مثال على العائلة اللبنانية الأصيلة التي وإن كثر أمثالها عاش لبنان. واليوم تتوجّه مدرستنا ايضاً إلى homologation من خلال السفارة الفرنسية وهذا ما سيفتح لنا ولطلابنا آفاقاً واسعة في العلم والتطور. ومروراً بالجامعة اليسوعية وعلى رأسها البروفسور الأب سليم دكاش الحاضر بيننا. نرحّب بكم أبت وننطلق وإياكم في ورشة العمل على الذات وعلى المؤسسة التربوية هذه. وسنبقى ضمن شبكة الجمهور التي أعطتنا دفعًا نوعياً كبيرًا في التعليم والتدريب. وليست المرة الأولى التي نتعاون فيها، وكان لنا نشاطات مستمرة مع معهد الدراسات الإسلامية المسيحية وأعطت إرتياحاً كبيراً في الأوساط الصيداوية خاصة. ولن أنسى مسؤولة الجامعة اليسوعية في صيدا الصديقة دينا صيداني التي تمثل بتألق وأمانة ديناميكية وعمق جامعة القديس يوسف. ونمد يد التعاون معك حضرة المديرة بدون تردد أو سؤال. فأنت والجامعة تأمرون ونحن بثقة نمشي بركب حضارة جامعتكم العريقة".
وتابع " مع كل هذا الجديد لا بد من إدارة مواكبة وساهرة على التفاصيل وقادرة على التأقلم مع الحداثة. شكري الكبير للأب جهاد فرنسيس المربي المناضل إذا لم نقل المقاوم. أراك كيف تتعب بصمت لكن بحكمة. وبهذه الحكمة تتطوّر وتطوّر معك المدرسة. شكري للأساتذة الأبطال. أنتم في ثلاثية الأهل والإدارة والمعلّم أنتم من دفع الثمن الأغلى حتى الآن. يا ليتنا ننصفكم قريباً.الشكر للهيئات البلدية وتحديداً رئيس بلدية عين المير نادر مخول الساهر الجاد. والرئيس فادي رومانوس رئيس بلدية لبعا المساعد الأول في اقتناء هذه المدرسة.كلنا عائلة واحدة في المنطقة. شكري لأهالي صيدا وأخص جمعية الطفل المعوّق، ومؤسسات أخرى.ستبقى مدرستنا همزة الوصل اللبنانية بامتياز بين جزين وصيدا".
وختم المطران حداد بالقول " معكم يا أيها الفعاليات وبخاصة النواب الجدد وكل مسؤول في المنطقة، تعالوا ننقل إلى اللبنانيين نموذجاً جديداً قديماً تشوّه ربما، نموذج العيش المشترك الراقي، نموذج النمو رغم الأزمات، نموذج الطموح رغم الإحباط. معكم يا أهالي طلابنا الكرام نجدد العزم لمستقبل أفضل لطلابنا. نعدكم بعدم الدولرة في الأقساط علّنا نسهّل على بعضنا مهام الأعباء الإقتصادية.وأخيراً أمنياتي لطلابنا المتخرجين، أبقوا على ما نشأتم عليه. قلب نظيف، وعقل نظيف، ولا تدعو شيئاً يلطّخ مسيرتكم".
بعد ذلك قام المطران الحداد بمشاركة الأب فرنسيس بتسليم درع تكريمي الى الأب دكاش ، جرى بعدها تسليم الشهادات الى الخريجين ، والمنح الى المتفوقين منهم ، من بينها منحة تعليمية مقدمة من جمعية Ledura التربوية سلمها رئيس الجمعية الدكتور سعيد فاخوري لأحد الطلاب ، و5 منح تعليمية مقدمة من جمعية اعانة الطفل المعوق سلمتها رئيسة الجمعية السيدة اسمى البلولي الديراني لخمسة من الطلاب .
وسبق الحفل افتتاح معرض الـ" ROBOTIQUE " الذي يضم ابتكارات طلاب المدرسة في هذا المجال حيث جال الحضور على ارجاء المعرض منوهين بإبداعات التلامذة المشاركين.