أوقفت "المنظمة دفع المساعدات المالية الصحية التي كانت تقدم لاسر الشهداء 100%

التصنيف: سياسة

2009-10-22 05:55 ص 929

محمد دهشة

تنتظر الساحة الفلسطينية في لبنان جملة من الاستحقاقات الهامة على وقع تأجيل إبرام اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة، وتترقب القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية باهتمام بالغ تعيين بديل عن ممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" السفير عباس زكي الذي أنهى مهامه الرسمية من جهة وتعيين مفوض عام لحركة "فتح" من جهة اخرى.. لرسم صورة المرحلة المقبلة.

واذا كانت القيادة الفلسطينية لم تحسم بعد أي من التعيين، فإن الثابت ان الساحة الفلسطينية ستشهد جملة من التغييرات التنظيمية والعسكرية في حركة "فتح" على ضوء نتائج المؤتمر الحركي السادس الذي انعقد في بيت لحم بدأت اولها بانهاء مهام زكي على اعتبار أنه لا يجوز لعضو اللجنة المركزية ان يجمع بين مهمته الحركية ومنصب رسمي، فيما يتردد اسم زياد بندك كبديل عنه مع حديث متنامي عن رغبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" بإبقاء المنصب شاغرا حتى إشعار آخر واستمرار تكليف أشرف دبور مهامه بالوكالة ريثما تتضح صورة العديد من الاستحقاقات المقبلة ومنها تتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة ومصير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات تحديدا.

تغييرات ومناقلات

أما فيما يتعلق بالمفوض العام لحركة "فتح"، فإن انظار عضو اللجنة المركزية اللواء سلطان ابو العينين شاخصة اليه، وقد ساهم انتقال زكي الى مهام جديد والمصالحة الاخيرة التي جرت بينهما في افساح المجال امامه ليعود اقوى ويمسك بزمام الامور، حيث يتوقع ان يتم تعيينه مشرفا على الساحة اللبنانية بعدما تبين ان طرح اسم المسؤول الامني توفيق الطيراوي مجرد "بالون اختبار" او "مفرقعة تخويف" لحركة "حماس" اذا بقيت الامور متوترة بينهما ولم يحسم الامر بعد.

وفيما تتوقع اوساط فلسطينية، ان تتبلور الصيغة النهاية للتشكيلات والتغييرات والمناقلات خلال اسبوع وتحديدا بعد عودة اللواء ابو العينين وعدد من اعضاء المجلس الثوري من رام الله، يدور داخل أروقة "فتح" احاديث عن تغييرات في اوساط القيادة قد تفاجأ بعض المخضرمين وتفسح المجال امام الجيل الجديد لتولي مهام قيادية مع الحفاظ على بعض التوازنات السياسية والامنية في المخيمات وفق ما يؤكد مسؤول فتحاوي بارز.

نتائج القمة

على أن اللافت ما كشفه مسؤول فلسطيني لـ"صدى البلد" عن الشق الفلسطيني للقمة الثنائية السعودية ـ السورية بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الدكتور بشار الاسد والتي تناولت أربعة نقاط منها ما يتعلق بفلسطيني لبنان أولاها ضرورة إنهاء الخلافات الفلسطينية وتوقيع اتفاق المصالحة وثانيها الوقوف بوجه كل محاولات تدنيس الاقصى وتهويد القدس وثالثها ضرورة منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والاجتماعية ورابعها اعادة اعمار مخيم "نهر البارد" على قاعدة رفض التوطين والتهجير معا، توازيا مع الحديث عن السلاح الفلسطيني بحيث يتم سحبه خارج المخيمات وتنظيمه داخلها وتشكيل "لواء العودة" ويكون مرتبطا بقيادة الجيش اللبناني.

إحالة ضباط

هذا وكشفت مصادر موثوقة، ان السلطة الفلسطينية إتخذت قرارا بإحالة كل الضباط الكبار سنا من رتبة عقيد وما فوق على الساحة اللبنانية المدرجين على لوائح "قوات الامن الوطني" على التقاعد إبتداء من العام القادم بعدما نفذت القرار ذاته في ساحتي الاردن وسوريا هذا العام، على ان يبقوا يتقاضون رواتبهم كمتقاعدين دون اي مهام.

وفي خطوة لافتة، تهدف الى تنظيم القضايا المالية، فقد بوشر دفع رواتب عناصر "الكفاح المسلح الفلسطيني" وكل القوات العسكرية المنضوية في إطار "منظمة التحرير الفلسطينية" عبر طريق احد المصارف في صيدا على ان يحذو حذوها عناصر "فتح" لاحقا الذين ما زالوا يتقاضون رواتبهم عبر موازنة مالية تدفع لهم نقدا.

وقف المساعدات

وأشارت المصادر، أن عصر النفقات طال أسر الشهداء والمرضى الفلسطينيين معا، حيث أوقفت "المنظمة" دفع المساعدات المالية الصحية التي كانت تقدم لاسر الشهداء 100% وللمدنيين 30 %، واقتصر الامر على العسكريين فقط، وقد لاقى هذا القرار استياءا كبيرا في صفوفهم في ظل عجز وكالة "الاونروا" عن تحمل نفقات المرضى الفلسطينيين كاملة، ما يفتح الباب على معاناة جدية ستظهر اثارها قريبا.

تكريم زكي

يحل السفير عباس زكي ضيفا مكرما على وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري التي تقيم له حفلا تكريما مساء اليوم (الاربعاء) في دارة العائلة في مجدليون وقد دعت اليه مراجع وقيادات لبنانية وفلسطينية، على ان تقيم سفارة فلسطين حفلا مماثلا له مساء (الجمعة) في "غراند حبتور" في بيروت قبل ان يغادر لبنان ويصبح مفوضا للعلاقات العربية منتدبا من اللجنة المركزية لحركة فتح".