×

لا انتخابات بلديّة في الفراغ الرئاسيّ

التصنيف: الانتخابات

2022-12-07  10:53 م  569

 

اساس

صعدت الانتخابات البلدية والاختيارية إلى الواجهة من باب ما يحصل من استعدادات في وزارة الداخلية ومن "استعداد نظريّ" عند الأحزاب والقوى السياسية لبرهنة أحجامها وأوزانها في القرى والبلدات.

يحصل هذا في لحظة انسداد سياسي عامّ معطوفة على اختلال دستوري جرّاء شغور الرئاسة الأولى وعدم انتخاب البديل، فكان أن أفضى هذا الأمر إلى جدل عريض في إمكان إجراء هذه الانتخابات فيما حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة مُقيّدة دستورياً بـ"تصريف الأعمال".

يأتي تصاعد النقاش في هذا الأمر مدفوعاً بما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة من تغييرات حملت "القوى التغييرية" إلى المجلس، وبما ستعكسه الانتخابات البلدية والاختيارية، في حال حصولها، من هذه التبدّلات التي حصلت منذ 17 تشرين الأوّل من عام 2009.

إنّ الانتخابات البلدية واحدة من المحطّات السياسية الأساسية التي تتطلّع إليها القوى على اختلافها. فالبلديّات سلطة تنفيذية يتمدّد من خلالها نفوذ الأحزاب. فكيف إذا جرت في هذا الزمن بالذات، وفي الوقت الذي يستعدّ فيه البعض لطرح مشروع "قانون اللامركزية الإدارية" مع ما فيه من دور محوري للبلديّات. غير أنّ السؤال الأهمّ اليوم: هل تُجرى في موعدها أم يحتّم الشغور الرئاسي التأجيل مرّة ثانية والتمديد للمجالس البلدية المنهَكة أصلاً بفعل أزماتها؟

تشكُّك في حصول الانتخابات البلديّة

على الرغم من بدء الاجتماعات بين المعنيّين بملفّ الانتخابات في وزارة الداخلية، يقول رئيس كتلة نيابية لـ"أساس" إنّه "لا انتخابات بلديّة في ظلّ الفراغ الرئاسي، وقبل انتخاب رئيس". ويشير إلى ما "يسمّيه شبه استحالة" لأسباب دستورية وقانونية قبل كلّ شيء. ويضيف أنّ "السجال اليوم لا يزال على مدى دستورية عقد جلسة لمجلس الوزراء في ظلّ الفراغ الرئاسي حتى لو كان ذلك تحت عنوان الملفّات الملحّة"، ويتساءل: كيف يمكن لهذه الحكومة "ومن ضمن صفتها الدستورية الراهنة" أن تجري انتخابات بلديّة واختيارية؟ ولذلك يستبعد حصولها ويرجّح تأجيلها والتمديد للبلديات حتى إنجاز الاستحقاق الدستوري المتعلّق بملء الشغور في الرئاسة الأولى وتشكيل حكومة جديدة.

يقول المصدر النيابي إنّه "إذا جرى انتخاب رئيس للجمهورية في آذار، فسيحتاج اتفاق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف على تشكيل حكومة جديدة إلى وقت، بالإضافة إلى العمل على البيان الوزاري والحصول على الثقة من مجلس النواب. وإذا افترضنا حسن نيّة المشترعين في انتخاب رئيس وسرعة تشكيل حكومة وإعطاء الثقة لها، فلا يمكن الانتهاء من ذلك قبل أيار، ولذا التأجيل التقني أمر محتوم. أمّا إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه حالياً فلا يمكن لهذه الحكومة التي تفتقر إلى شرعيّة ثقة مجلس النواب الجديد أن تجري أيّ انتخابات". وبذلك يكون تأجيل موعد الانتخابات في الحالتين أمراً لا بدّ منه بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية.

موانع عمليّة أمام الانتخابات البلديّة

يقول مرجع حقوقي لـ"أساس" إنّه "لا مانع نظريّاً قانونيّاً لإجراء الانتخابات في موعدها ولو كان ذلك في ظلّ فراغ رئاسي. غير أنّ التطبيق يختلف لأنّه سيحمل معه حتماً إشكاليّات تتعلّق بموقف القوى المعترضة على إجرائها تحت عنوان عدم جواز أن تصرف هذه الحكومة الاعتمادات اللازمة، على سبيل المثال".

يضيف المرجع: "السجال التطبيقيّ هذا يرافقه سجال في قانون الانتخابات البلدية الذي يضعه البعض على طاولة البحث من بوّابة التخوّف من اختلال التوازن الطائفي في عدد من البلديّات، ولا سيّما بلدية بيروت".

وإذا كان مبدأ المناصفة في المجلس البلدي في بيروت عرفاً ثبّته الرئيس رفيق الحريري، فما الذي يضمن اليوم الاستمرار بالمحافظة عليه في ظلّ ما يشهده لبنان من انقسامات؟

يشير المرجع الحقوقي إلى أنّه "من هذا المنطلق وضعت القوى المسيحية هواجسها على الطاولة وطرحت تقسيم بعض البلديات الكبرى، ولا سيما بلدية بيروت. وإن كان هذا الخيار مستبعداً فإنّ النقاش في القانون وهواجسه سيحضر قبل الانتخابات. وهكذا يستدعي إجراؤها نوعاً من الاستقرار السياسي غير الموجود حتى الساعة".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا