سعد : جهات خارجية لها مصلحة بالوضع اليد على حقيبة الإتصالات

التصنيف: سياسة

2009-10-22 05:57 ص 1420

بخطى ثابتة يستند فيها إلى رصيد شعبي حيث بقي محافظاً على وجوده بالرغم من حيتان المذهبية وفقدانه مقعده النيابي فأبو معروف الصيداوي الولادة والوطني الهوى لا يزال ثابتاً على موقفه مستعداً لقيادة تياره لمواجهة المحطات التي تنتظره في خندق الدفاع عن لقمة عيش الفقراء ولكنه في نفس الوقت يبدي حرصه في نفس الوقت على أن تكون الحكومة المقبلة حكومة وحدة وطنية من أجل مواجهات التحديات ودرء المخاطر على الرغم من إعتراضاتاته على المحاصصة الطائفية . وبالتوازي مع ذلك يخشى من الدور الأميركي الذي يلعب دوراً أساسياً في التأخير في إعلان ولادتها عبر أدواتها المحلية في محاولة منها لنشر الفوضى في لبنان.

هذه المواقف للحكيم جاءت من خلال مقابلة أجرتها " البناء " مكتبه في صيدا والذي كان يعج بالمواطنيين من أجل معالجة مشاكلهم العالقة هنا وهناك وكأنه لم يفقد اللوحة الزرقاء .

وأكد سعد أن حقيبة الإتصالات لها أهمية كبرى كونها تؤمن تمويلاً كبيراً للخزينة .

ولفت إلى أن الوضع في المخيمات غير مريح والسبب هو أن العلاقة اللبنانية – الفلسطينية لم ترتق إلى المستوى السياسي والأمني المطلوب.

وأكد أن تنظيمه يعمد إلى مراجعة شاملة ، ويعد خطة مستقبلية، مشيراً إلى تحالفه المتين مع رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري.

رأى رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن الإعتبارات الخارجية والتي كانت من الممكن أن تكون سبب لتأخير ولادة حكومة الوحدة الوطنية. وتحديداً الإعتبارات التي تتعلق بالعلاقات العربية العربية وتحديداً منها السورية – السعودية قد تم إجتيازها. وبالتالي ليس هناك سبب خارجي إلا الإعتبار الأميركي وتحديداً لجهة عدم مشاركة المقاومة في الحكومة . وقال " إن شاء الله مايكون الموضوع أكثر من هيك ... وإن شاء الله المسروع الأميركي إدخال لبنان في الفوضى ".

وأضاف سعد أن من المؤكد أن هناك ضغوط تمارس من قبل الولايات المتحدة الأميركية لعرقلة تأليف احكومة وحدة وطنية في لبنان تكون المقاومة من ضمن مكوناتها . وبالتالي تعتبر الولايات المتحدة المقاومة في لبنان أنها تنظيم إرهابي وبالتالي هي لا تريد أن تكون في هذه الحكومة . مشيراً إلى أن هذه الضغوط هي التي تأخر تأليف الحكومة عبر أصدقائها في لبنان وهم كثر ومعروفين وطيلة الفترة الماضية يلعبون هذا الدور حيث يتقاطع موقفهم مع الموقف الأميركي وللأسف أيضاً مع الموقف الإسرائيلي في أكثر من قضية.

ويشير سعد إلى أن المطلوب من الحكومة المقبلة تحصين البلد في مواجهة الأوضاع الداخلية التي قد تنشأ بسبب السياسات الأميريكة التي تستهدف لبنان بسبب الأخطار الصهيونية. كما أنه لايتوقع منها أن تعالج أزمات البلد الإقتصادية والإجتماعية وان تحدث نقلة نوعية في عملية الإصلاح السياسي.

جهات خارجية

وعن الخلاف الذي يدور حول حقيبة الإتصالات وتعنت فريق السلطة للحصول عليها قال حسب مايقال عن وزارة الإتصالات لها أهمية كبرى كونها تؤمن تمويل كبير للخزينة وكونها مناسب للمتابعات الأمنية ليس فقط على المستوى الداخلي وإنما هناك جهات خارجية قد يكون لها مصلحة في وضع اليد على هذه الوزارة . ولكن ما أريد أن أقوله أيضاً أنه من المفترض على المعارضة أكثر أن توضح خياراتها السياسية و الوطنية والإقتصادية والإجتماعية وتحدد نقاط الخلاف التي هي على هذه القضايا وليس حول حصة هنا أو هناك .

و حول إنكفائه عن لقاءات المعارضة نوعاً ما يوضح أبو معروف القوى الحليفة الآن منشغلة في تشكيل الحكومة وأعتقد أنه في المرحلة المقبلة سيتم تسخين الإتصال معهم بعد إنجاز موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية ونحنا لنا مصلحة في تشكيل هذه الحكومة بغض النظر عن الحاصصة والطائفية ، وماذا سيكون برنامجها الإقتصادي والإجتماعي . ويضيف بأننا معنيون بأن تنجح المعارضة الوطنية اللبنانية في الوصول إلى تفاهم حول تشكيل الحكومة من أجل تأمين مظلة لإستقرار لبنان في المرحلة المقبلة في ظل الأوضاع المضطربة في لبنان والمنطقة . مؤكداً على أنه بعد الإنتهاء من التشكيل ستعود حرارة الإتصالات بين قوى المعارضة المتعددة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة .

على درء المخاطر

وتابع سعد أن حرصنا على موضوع تشكيل هذه الحكومة نابع من مبدأ ضرورة درء المخاطر في المرحلة المقبلة وخصوصاً أن هناك إستهدافات أميركية وإسرائيلية ضد لبنان وسوريا . فضلاً عن أن سياسات بوش مستمرة بطرق وأساليب مختلفة .

بوش وأوباما

ويقول سعد أن الإدارة الأميركية الجديدة تمتلك نفس أهداف سابقتها تجاه منطقتنا وهجومها يطال كل البلدان العربية والمنطقة ولكنه يوجد هناك دول عربية مستلمة بالكامل لهذا الهجوم المتعد الأهداف سواء كان على المستوى السياسي أو الأمني أو الثقافي أو الإعلامي أو العسكري.

وبالمقابل هناك دول عربية وغير عربية بمن فيها سوريا وإيران وبعض قوى المقاومة التي تنعتها الإدارة الأميركية بالقوى الإرهابية تواجه هذا المشروع منذ مدة طويلة حيث تمكنت في الفترة الماضية وتحديداً في عهد بوش أن تسقط العديد من أهداف الأميركيين في المنطقة.

تماد إسرائيلي

ويؤكد سعد أن العثور على أجهزة التنصت الإسرائيلية في وادي ميس الجبل الواقع بين بلدتي ميس الجبل وحولا على مقربة من خلة الجمل هو تماد من قبل العدو الصهيوني بخرق السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701 وأعتقد أن هذا الأمر سيستمربأشكال متعددة . وبالتالي لايمكن للبنان أن يستغني عن قدراته وعلى رأسها المقاومة بالإضافة إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني .

ويلفت إلى أن محاولة اليونيفل تبرير العمل الصهيوني لجهة القول بأن هذه الأجهزة مزروعة منذ 2006 ليست مستغربة كون تجربتنا مع الأمم المتحدة واليونيفل والأمم المتحدة لم تكون مشجعة ونحنا إنتظرنا 22 سنة لتطبيق القرار الدولي 425 " الذي ينص على إنسحاب الجيش الصهيوني من أراضينا " ولم يطبق هذا القرار ، وإنما فرض تطبيقه بفض تضحيات الشعب اللبناني ومقاومته.

وعن إمكانية إقدام الصهاينة على مغامرة عسكرية في الجنوب لبنان يجيب سعد الخطر والتهديد الصهيوني قائم ومستمر منذ إنشاء الكيان الغاصب وبالتالي نحن نتوقع هذا في أي وقت ولن يتردد عندما يكون جاهزاً والظروف مؤاتية ولكنه في نفس الوقت حالياً سيعد للألف قبل أن يقدم على هكذا عمل وخصوصاً بعد هزيمته عام 2006 .

المخيمات

ويصف أبو معروف الوضع في المخيمات الفلسطينية بالغير مريح والسبب يعود إلى أن العلاقة اللبنانية – الفلسطينية لم ترتقي إلى المستوى السياسي والأمني المطلوب . مشيراً إلى أن كل المعالجات الأمنية لن توصل إلى حالة إطمئنان وتبقى قاصرة وبالتالي هي لن تشكل مظلة واقية لعلاقات لبنانية – فلسطينية سليمة .

وعن إمكانية إحتمال أن ينتقل ما جرى في مخيم نهر البارد إلى مخيم عين الحلوة من أحداث أمنية يجدد سعد تأكيده على أنه طالما لم ترتقي العلاقة بين الجانبين اللبناني والفلسطيني إلى مستوى آمن فكل الإحتمالات واردة.

ويرى أن المشروع الأميركي - الإسرائيلي – الرجعي – العربي لا يريد أن يكون هناك علاقة لبنانية – فلسطينية على أسس نضالية وكفاحية تدعم نضال الشعب الفلسطيني وتحفظ حقوقه الوطنية . ويقول أن هذا المشروع هو لتفجير الأوضاع والنزاعات والصراعات في لبنان والمنطقة من أجل إحكام السيطرة على المنطقة ومن أجل أن يبقى الكيان الصهيوني هو المستفيد الأوحد من هذه الصراعات المتنقلة من هنا و هناك.

ويتابع بأن هناك شبكات إسرائيلية في المخيمات الفلسطينية وفي كل مكان تعمل من أجل تفجير الأوضاع في لبنان بين الفلسطينيين فيما بينهم من جهة وبين اللبنانيين والفلسطينية من جهة أخرى فضلاً عن اللبنانيين فيما بينهم .

وحول ما إذا كان هناك جدية بإعادة إعمار مخيم نهر البارد بعد مرور أكثر من عامين وخمسة اشهر على إنتهاء الحرب فيه يبدي سعد شكوك كبيرة وكثيرة حول جدية الحكومة ورئيسها بأنها تريد إعمار البارد ويتساءل أين التمويل وهل هذا التمويل موجود كما أنه يتساءل أيضاً هل هناك إرادة فعلية لإعادة الإعمار وعلى أي أسس ؟

ويتفهم سعد على أن مخيمات اللاجئيين على سوء أوضاعها تشكل دائماً رمزاً لإرادة الشعب الفلسطيني بالعودة إلى وطنهم فلسطين ورفضهم كل محاولات التوطين الذي يسوق رها عدة أطراف أقليمية وحتى محلية ولو بطريقة قاتمة.

العلاقة مع الفصائل

وبالرغم من بعض ممارسات بعض القوى الفلسطينية وإنحيازها لفريق 14 آذار على حساب العلاقة التاريخية مع التنظيم الشعبي الناصري إلا أن الحكيم يبدي حرص التنظيم على أن تكون علاقته مع الفصائل الفلسطينية بكافة تلويناتها سواء كانت في إطار منظمة التحرير أو التحالف الوطني أو حتى مع قسم كبير من القوى الإسلامية متوزانة . وأن لايكون مساهماً بأي شكل من الأشكال في تعزيز الإنقسام الداخلي الفلسطيني والعمل على تجنيب الساحة الفلسطيية في لبنان أي إرتدادات لما يحص من إقتتال بين الفلسطينيين أنفسهم في الداخل.

وفي المقابل يدرك أن الشعب الفسلطيني سيبقى رغم كل الظروف التي تمر بها القضية إلا أن الشعب الفسلطيني سيبقى مقاتلاً عنيداً من أجل إستعادة حقوقه الوطنية .

خطة للمرحلة الجديدة

محطة من المحطات النضالية مرت ونحن نستعد للقادم يجيب سعد عن سؤالنا حول ما إذا كان التيار الذي يمثله قد فقد بريقه وأصبح من الماضي في الشارع الصيداوي . إذ يشير إلى أن التنظيم الشعبي الناصري عمد في الفترة المقبلة إلأى إجراء مراجعة وقراءة شاملة للمرحلة الماضية كما أنه يستعد للإعلان عن خطته الجديدة للمرحلة المقبلة مصحوبة ببعض التغيرات على المستوى القيادي و الهيكلية التنظيمية . مضيفاً بأن الدروس والعبر المستفادة من الفترة الماضية وتحديداً الإستحقاق الإنتخابي ستأخذ في عين الإعتبار.

وبالتوزاي مع ذلك يؤكد على أن التنظيم لن يغيب عن أي محطة من هذه المحطات أكانت إنتخابية نيابية أو بلدية أو سياسية أو وطنية أو إجتماعية.

كما كان ولن يتغير

أما عن علاقته بالمواطنيين والشارع صيداوي به يؤكد سعد هو كما كان ولن يتغير مهما كانت الظروف وأن متابعته لهموم وشجون الناس . لافتاً إلى أن هذه العلاقة خضعت لعملية التطوير من خلال تعزيز بعض الهيئات والمؤسسات .

مقطوعة مع المستقبل

وينفي الحكيم بشدة شائعة القطيعة مع رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ويقول أن من يروج لمثل هذه الشائعة هو تيار المستقبل في محاولة منه النيل من هذا التحالف المتين . مضيفاً أن علاقته مع الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية ممتازة وهو يلتقي بهم بشكل أسبوعي بإستثناء الجماعة الإسلامية التي إختارات أن تكون في معسكر الآخر أي المستقبل . إذ يؤكد على أن العلاقة مع تيار المستقبل مقطوعة منذ فترة طويلة وستسمر...

عرقلة المستقبل

ويجيب سعد بصراحة مطلقة عن سبب عدم تنفيذ البلدية الحالية التي جاء بها تحالفه مع البزري وعودها لجهة معالجة مكب النفايات والحديقة العامة على أن هناك عرقلة في تنفيذ مشروع معالجة مكب النفايات شرحها رئيس البلدية في مناسبات عديدة من قبل الحكومات المتعاقبة وتحديداً من تيار المستقبل لإنجاز هذا المشروع بعدما تأمنت له هبة من مؤسسة الوليد بن طلال كانت كفيلة في حينها معالجة هذه المشكلة. وحال عرقلة مشروع المكب هو من نفس حال موضوع الحديقة العامة ولكنها لازالت مستمرة حتى الآن.

"ماحدا عم يشوفوا"

وعن تقييمه لأداء فؤاد السنيورة كونه نائباً عن مدينة صيدا يقول " فؤاد السنيورة إنتخب نائب عن هذه المدينة... وما حدا عم يشوفوا من المواطنيين ... وأنا عم شوفوا في سياساته الإقتصادية والإجتماعية ... والناس تعرف جيداً هذه السياسات وأين وصلت هي بسببها ... وكل الأسر اللبنانية بدون إستثناء ... المستور الذي أصبح فقيراً والفقير منها جمعيهم يعرفون وين بيشفوا ".