شدّد رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الاستاذ محمد فايز البزري في حديث صحافي على "احترام حق الأهالي في التعبير عن رأيهم ورفع الصوت إزاء ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، والتي أرخت بظلالها على المؤسسات لا سيما منها التربوية والتعليمية، ونحن نتفهم معاناتهم لأننا جزء من المجتمع الصيداوي، ونعاني كما يعاني الناس، غير أن مسؤوليتنا كبيرة وقراراتنا دقيقة". وأكّد أن "التواصل مع الأهالي لم ينقطع يوماً باعتبارهم شريكاً أساسياً ومكوّناً لا يتجزأ من أسرة المقاصد وعائلتها التربوية"، منوّهاً إلى استقبال رئيس وأعضاء المجلس الإداري قبل أيام لوفد من الأهالي، حيث "جرى شرح المعايير والأسس التي بُنيت عليها الأقساط المدرسية، كما استمع إلى ملاحظاتهم وتحسس معاناتهم، وكان اتفاق على ابقاء الاجتماعات مفتوحة". 

واعتبر البزري أن "الشارع ليس المكان المناسب للحوار. فالجمعية لم تصمّ آذانها يوماً عن أي استفسار أو نقد أو دعوة حوار. كما أنها ترحّب بالأهالي لمناقشة أي مسألة وفق الأسس العلمية التي جرى تبيانها والتي تقوم على معادلة دقيقة في الموازنة بين أوضاع الأهالي ومطالب المعلمين المحقّة". 

أضاف البزري، "المجلس الإداري لم يقرر تعديل الأقساط اعتباطاً، بل إن الزيادة المقررة على الاقساط جرى دراستها بدقة خلال الشهرين الماضيين، وهي أرقام واقعية ومنطقية لتغطية كلفة الحفاظ على كوادر تعليمية وادارية ومتطلبات الحد الأدنى من حاجات المدارس التطويرية والتقنية. وقد تم ابلاغ لجان الاهل خلال اجتماعنا الاخير معهم ان الجمعية مستعدة لعقد اجتماعات أخرى معهم لشرح الوضع العام للجمعية وبالارقام التفصيلية للإطلاع على كلفة الطالب في كل مدرسة والتي بنيت على أساسها الاقساط للعام الدراسي المقبل". 

واعتبر البزري أن "الوضع العام في البلاد سيء، والظروف قاسية على الجمبع، ونحن نعيش في ظروف استثنائية ووضع غير طبيعي. وأن الجمعية ممثلة بمجلسها الإداري ومن منطلق حرصها على جودة التعليم ومستوى الكادر التعليمي والاداري، اضطرت لاتخاذ قرارها برفع الاقساط لأننا لا يمكن ان نمول رواتب المعلمين والموظفين من التبرعات. ولا نرضى ان تظل الجمعية تعاني سنوياً بعجز بآلاف الملايين". 

واشار إلى أن "المقاصد" جمعية لا تبتغي الربح كما أنها لا تبنغي الخسارة. فالخسارة إن وقعت لا سمح الله ستطال الجميع وسيكون لها تداعياتها السلبية على العائلة المقاصدية كلها". 

ورداً على سؤال قال: "المقاصد تعدّ واحدة من أكبر وأهم المؤسسات الأهلية التربوية في صيدا والجنوب، تضمّ 4 مؤسسات تعليمية، يُسيّرها 700 موظف، وتخدم آلالاف التلاميذ. وهي تعاني ما تعانيه في ظل هذه الأزمة التي لم تبق ولم تذر. وعلينا كمجلس إداري مؤتمن مسؤولية المحافظة على الجمعية وإرثها". أضاف، "اننا نتفهم وجع الاهالي ونتحسس أوضاعهم، ولكن بالمقابل يجب أن نتفهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا. ونحن لن نرضى لابنائنا بمستوى تعليمي اقل مما تعودوا عليه في مؤسسات المقاصد، ولهذا علينا ان نحافظ على الكفاءات التي لدينا حتى لا تتسرب الكوادر التربوية الجيدة ويتراجع المستوى التعليمي".

وختم البزري منبّهاً أن "المقاصد لجميع أهالي صيدا، وهم شركاء في المسؤولية، وعلينا جميعاً المحافظة عليها والعمل على تحسين ظروفها كي تتمكن من تأدية رسالتها التربوية والاجتماعية و الانسانية". واعدًا انه في حال تحقق فائض بنتيجة زيادة الإيرادات ودعم الخيريين وتخفيض المصاريف وضبطها، فإن الجمعية على استعداد لدراسة الوضع واعادة نسبة من الاقساط وهو ما نطمح اليه"، مستدركاً أن "الجمعية ومدارسها والعاملين فيها أمانة في اعناقنا... كما أن أبنائنا أمانة وقلوبنا مع وجع الناس بسبب غياب الدولة.. وضميرنا لا يحتمل ان نفرط بمسؤوليتنا تجاه الواجب الملقى علينا كمجلس إداري... كان الله في عوننا.. وعون الناس الموجوعة.. وعون لبنان.. وحسبنا الله ونعم الوكيل".