لمناسبة قرب مغادرته لبنان نهائيا كرئيس لممثلية منظمة التحرير الفلسطينية ، كرمت وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري السفير عباس زكي ، وذلك في حفل عشاء وداعي اقامته على شرفه في دارة مجدليون وحضره فاعليات رسمية وسياسية وروحية وأمنية وعسكرية وأهلية لبنانية وجميع الوان الطيف الفلسطيني في لبنان.

 

وتقدم الحضور : وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية ربيحة دياب، ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان، مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد مارون خريش، نائب مدير مخابرات الجيش اللبناني في لبنان العميد عباس ابراهيم، ومدير مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، ممثل المطران ايلي حداد الأب جهاد فرنسيس، ممثل المطران الياس نصار المونسينور الياس الأسمر، ممثل المطران الياس كفوري الأرشمندريت يعقوب خليل، ممثل محافظ الجنوب مالك عبد الخالق أمين سر المحافظة نقولا بوضاهر ، سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، السفير الجزائري ابراهيم حاصي، سفير السودان إدريس سليمان، القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية عبد الله الزهراني، القنصل في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة احمد المزروعي، رئيس محكمة جنايات لبنان الجنوبي القاضي أكرم بعاصيري، مدير مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في صيدا طارق بعاصيري، ممثل رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي زياد الصايغ ، ممثل وزارة الخارجية اللبنانية رئيس دائرة فلسطين في الوزارة سامي حداد، رئيس اتحاد غرف التجارة اللبنانية محمد الزعتري، وعدد من ممثلي سفارات الدول العربية المعتمدين في لبنان وممثلون عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية للفصائل والتحالف، ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات اهلية بالاضافة الى أركان السفارة الفلسطينية واعضاء اللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية في صيدا والجوار والمخيمات.

 

استهل الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ، ثم ألقت الوزيرة الحريري كلمة نوهت فيها بالجهود التي بذلها السفير زكي طوال فترة تسلمه للملف الفلسطيني في لبنان وقالت:إنّنا نحمّل الأخ عباس زكي كلّ حبّنا إلى كلّ الفلسطينيين وكذلك أحمّله حرص كلّ اللبنانيين على وحدة الشعب الفلسطيني كحرصهم على وحدتهم واستقرارهم .. وقالت: أرحّب بكم في هذا اللقاء الوداعي لمعالي الأخ الصّديق السفير الأستاذ المناضل عباس زكي وداعاً أخوياً وتكريمياً لجهوده في الحفاظ على حسن العلاقة الأخوية اللبنانية – الفلسطينية.. وهذا الوداع شخصياً بامتياز لأنّه ليس وداعاً لقضية الشّعب الفلسطيني التي تعيش في قلبنا ووجداننا وهي كتابنا الأول والأهم وقضيّتنا الأولى التي نعرف جيداً أنّ استقرارنا وازدهارنا لا يمكن أن يتحقّق إلاّ من خلال استعادة الشّعب الفلسطيني لحقوقه المغتصبة .. وعودته إلى أرضه وقيام دولته وعاصمتها القدس الشّريف هذه المدينة المقدّسة التي نشعر بآلامها وجراحها وتعرّضها لأبشع ما يصيب الإنسان والمقدّسات من انتهاك للمساجد والكنائس والعبادة والتي تطال أهلنا في فلسطين وكلّ المؤمنين .. المسلمين والمسيحيين في كلّ العالم ولقد عرفنا في الأخ الصديق عباس زكي رجل الحكمة

 

الحريص على الوحدة الفلسطينية التي نريدها الآن أقوى من أي وقتٍ مضى لتكون تجسيداً لنضالات الشّعب الفلسطيني العظيم الذي استطاع من خلال تضحياته وتمسّكه بحقوقه على مدى ستة عقود من الزمان فأصبح مثالاً ونموذجاً للشّعوب الحية والذي أبقى قضيته حيّة ولمّ شتاته وحافظ على هويّته الفلسطينية العربية وتعالى فوق الإنقسامات والتّصنيفات . فعلى مدى عقودٍ من الزمان لم نكن نعرف في الشّعب الفلسطيني مَن هو المسلم ومَن هو المسيحي  كانت الهوية الفلسطينية عنواناً لشعبٍ مناضلٍ رفض الظلم والتّشرّد والضّياع فرَصَّ صفوفه وعمل على استعادة أرضه وحقوقه وكلّنا ثقة بأنّ ما نشهده اليوم من انقسامات ليس إلاّ ظرفاً عابراً لأنّه لا يوجد في الشعب الفلسطيني من يفرّط في حقوق الشعب الفلسطيني وإنّنا توّاقون لنرى الوحدة الفلسطينية مجسّدة بأبهى صورها كما عرفناها وكما تعلّمنا منها العزيمة والوحدة والقوة والأمل . وإنّ اللبنانيين ، كلّ اللبنانيين الذين عاشوا مع الشعب الفلسطيني مسيرة نضاله وعودته وحلمه بإقامة دولته فإنّ اللبنانيين المتمسّكين بوحدتهم واستقرارهم وازدهارهم ومواجهة تحدياتهم القديمة والحديثة سيبقون وهم يعملون على استكمال مسيرة نهوضهم واستقرارهم وتحرير أرضهم وإقامة دولتهم العادلة والقادرة والحاضنة واستعادة دورهم في محيطهم إنّ هؤلاء اللبنانيين لم ينسوا ولن ينسوا واجباتهم تجاه الشّعب الفلسطيني وقضيته .. وإنّنا نتطلّع إلى تطوير هذه العلاقة لتطال كلّ ما يستحقّه الأخوة الفلسطينيون من خدمات ودعم وظروف حياتية تليق باستضافة لبنان لهم وتليق بتضحياتهم وعزيمتهم ونضالهم .. وإنّنا إذ نحمّل الأخ عباس زكي كلّ حبّنا إلى كلّ الفلسطينيين وكذلك أحمّله حرص كلّ اللبنانيين على وحدة الشعب الفلسطيني كحرصهم على وحدتهم واستقرارهم على أمل أن نلتقي قريباً في القدس الشريف بإذن الله لنهنئ الشّعب الفلسطيني باستعادة أرضه وقيام دولته وعودته إلى دياره ونصلّي لله تعالى في المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة شاكرين لله على ابتلائه وكرمه لعباده الصالحين ..

 

 

من جهته قال السفير زكي اننا  نغادر لبنان ولكن من الصعب وانه من السهل أن يأتي الناس ويذهبون ، من السهل أن يعملوا في هذا الميدان أو ذاك في اي بلد من البدان ، ولكن لبنان لم يأت لها كأنه يحمل ذاكرة أو كأنها الهم الوحيد أو الأمل الوحيد أو الهدف الوحيد حيث تختزن ما قبلها .. لأن سبحان الله في لبنان حالة من التفوق والتميز ، حالة من القيم ومن الحضارة ، وبالتالي لا استبعد أن تصوب السهام اليها كي لا تستقر .. وبالفعل أربع سنوات كانت منذ أن توليت مهمتي أن أعيد العلاقة بين فلسطين ولبنان على الصعيد الرسمي ، والحمدلله حلم تحقق ، ولولم يكتمل . لقد شعرت في جلسات الوداع وتجوالي أننا قطعنا ربما 70 في المائة. وفي هذا المجال أريد أن اوجه الشكر الى كل من ساهم في هذه العلاقة الطيبة الدافئة التي تبشر ابناءنا بمستقبل ، واخص بالذكر دولة الأخ فؤاد السنيورة الذي تولى الملف الفلسطيني بنفسه منذ اول يوم وبضغط من الفصائل ، وتمنيات مني عليه وحيث شكل في شهر تشرين الثاني 2005 لجنة للحوار اللبناني الفلسطيني برئاسة السفير خليل مكاوي ، فشعرت للمرة الأولى ان هناك احتضان ومشاركة لتخفيف هموم الفلسطينيين لأن أهل مكة ادرى بالشعاب ، فكانوا يعالجون الأمر أكثر بكثير من علاجاتنا نحن . لا أريد أن اذكر الانجازات التي تحققت والصورة التي تغيرت ، أعتقد أن هذا المساء يؤكد ان هناك شيئا جديدا طرأ على الصورة الفلسطينية وطريقة التعاطي معها .

 

نشتغل فلكل يتجاذبنا هنا وهنا .. مرة أخرى كل التحية وشكر للأخت بهية .

وفي الختام قدم زكي هدية تذكارية الى الوزيرة الحريري عبارة عن لوحة للقدس وزيتونها ، وبدورها قدمت له الحريري درعاً تكريمياً بإسم اللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية بمشاركة اعضاء اللجنة .