مقعد رئاسي للإيجار والاستثمار

التصنيف: أقلام
2023-08-04 06:34 م 204
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
عرف العبد المدن
تمكن رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، في أن يتحول إلى محور أساسي في الحركة السياسية الراهنة، في مرحلة ما بعد رئاسة ميشال عون وما قبلها.
فقد نجح باسيل حتى الآن بأمرين اثنين. الأول، أنه وضع طوال ست سنوات رئاسة عمه مفتاح أبواب العهد في جيبه، فسجن الرئيس وسيد القصر بإرادته وموافقته في الغرفة التي اختارها، وطوقه بالبرنامج الذي قرر اعتماده في أي اتجاه كان.
فالعماد عون، ولأسباب متعددة وخاصة به شخصياً، أورث وسلم باسيل كل الحالة العونية والقرار في التيار الوطني الحرّ، بالرغم من الأثمان الكبيرة التي دفعت على أكثر من مستوى تنظيمي وشخصي، والتي كان أفدحها فشل العهد بشكل كامل في تحقيق أي خطوة ناجحة تسجل له، يمكن أن يعتد بها كرئيس للدولة.
صحيح أن بعض غلاة التيار العوني، يتمسكون بمقولة تسجيل إدخال لبنان إلى عالم الدول النفطية كإنجاز، لكن ما من أحد قادر على الدفاع عن أن لبنان الدولة والوطن والشعب، شارف على التلاشي خلال عهده الميمون.
بمعنى آخر، إذا طرح السؤال عن إنجازات الرؤساء في لبنان، فلكل واحد منهم نصيب إيجابي ما، أو إنجاز يسجل باسمه، إلا العماد عون لم يسجل له سوى الفشل والخراب والتدمير والانهيار والتنقل في غرف وأجنحة فندق جهنم.
يجب الاعتراف بفطنة وحيوية جبران باسيل، الذي استكمل مد قوته وقدرته التعطيلية والاعتراضية على فترة ما بعد خروج عمه من الرئاسة. وحتى الآن، تقدمت حظوظ مناورته الاعتراضية في تعطيل وإعاقة من يخاف منهما في الرئاسة، وهما سليمان فرنجية والعماد قائد الجيش جوزف عون.
في المحصلة، يبدو أن ألعاب السحر والخفة قد انتهى أوانها. فقد أعاق باسيل طويلاً وأزعج مسيرة مرشح الثنائي أمل وحزب الله، الوزير السابق سليمان فرنجية، لكن ليس إلى حدود إقفال الباب عليه وإخراجه من المعادلة.
لقد بدأ باسيل رحلة العودة إلى أحضان حزب الله، ومرحلة إعادة تصليب وتدعيم وإعادة تفعيل تفاهم مار مخايل، عبر محاولة فتح الطريق لوصول فرنجية إلى الرئاسة الأولى.
وإذا كان اتفاق مار مخايل بنسخته الأولى قد حقق ما أريد منه بالنسبة للعماد وصهره، أي إيصال الجنرال إلى رئاسة الجمهورية، فلماذا لا يكون مار مخايل بنسخته الثانية وسيلة لإعادة تصليب التحالف مع حزب الله، وفتح الطريق أمام باسيل نفسه عبر إزالة العراقيل أمام مرشح الحليف أي فرنجية أولاً، تمهيداً لحجز الدور لباسيل نفسه إلى ما بعد مرحلة فرنجية؟!
ماذا يعني قول باسيل خلال عشاء هيئة قضاء المتن في التيار الوطني الحر: "ثمن مرشحهم لرئاسة الجمهورية بالنسبة لنا، لن يكون أقل من لامركزية موسّعة مدفوعة سلفاً بإقرارها بقانون، وصندوق ائتماني مدفوع سلفاً بإقراره بقانون، وبرنامج بناء الدولة.. إلخ".
التامل في المطالب التي رفعها باسيل بوجه حزب الله، كشرط للقبول بمرشحه، أي فرنجية، يؤدي إلى الاستغراق في نوبة ضحك لا حدود لها. باسيل وضع في وجه حزب الله شروطاً محققة سلفاً وممكنة الإنجاز في لبنان خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً أن أغلبية القوى السياسية باتت مقتنعة، ومنها حزب الله، بضرورة تحقيق وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، كما نص عليها اتفاق الطائف.
يوهم باسيل بمطالبه وشروطه للاقتراع لفرنجية، البيئة المحيطة به، أي البيئة المسيحية، أنه سيقدم على التنازل مقابل مكاسب. أولها تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة، ويضيف عليها المالية، لمحاكاة المزاج المسيحي العام المتبرم من صورة تسلط وتكبر المسلمين بشكل عام و"الثنائي الوطني" بشكل أخص في الحكم والتحكم، ويضيف إليها الصندوق الائتماني موحياً برئاستها لمسيحي.
عملياً، فإن باسيل قد فتح الطريق أمام نفسه للنزول عن شجرة مواقف ومطالب رفض فرنجية، ونسْفِ جسور العلاقة مع حزب الله.
الطرفان حزب الله والتيار الوطني الحر لم يصلا إلى مرحلة الفراق سابقاً والافتراق، بالرغم من توتر وتراجع العلاقة.
حزب الله الذي ينظر إلى "ولدنات" باسيل بانزعاج والقليل من الحنق، وجد أن استعادة باسيل أمر ضروري الآن، أمام عدم وضوح انعكاسات التموضع الإقليمي في بكين. وبعد حملة مساعٍ من بعض الموفدين والشُراح، أرسل حزب الله لباسيل رسالة ود عبر المجاهرة برفض تعيين حاكم أصيل لمصرف لبنان من قبل حكومة ميقاتي. فانفتحت الأبواب، ورد باسيل التحية بأحسن منها، فأعلن شروطه الممكنة والسهلة التحقق، أي تحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة والصندوق الائتماني. وهي شروط لا تشكل ضغطاً على الحزب، بل مكسب له.
عملياً، إن باسيل بهذا الكلام أو الشروط المنفوخة والمضحكة، وهذه المقاربة المناوراتية، يكون قد تقدم خطوات للتفكك من التقاطع الذي انعقد حول جهاد ازعور.
حين احتدمت الأمور بين باسيل وحزب الله على ترشيح فرنجية، وتباعدت المواقف قال أحد الشُراح المعتمدين بين الطرفين: "باسيل ليس مجنوناً".
لكن، إذا كان باسيل قد مهد الطريق للانفصال عن المعارضة التي تقاطعت معه على ازعور، وبالتالي فتح الباب أمام الاقتراع العوني لسليمان فرنجية، ماذا سيكون رد المعارضة المتقاطعة؟ وهل ستتمكن من إحباط المناورة الباسيلية وقطع الطريق عليها؟ وهل ستقوم للقوى المعترضة قيامة سياسية جدية؟ أم ستبقى الحلبة تحت سيطرة تحالف الثامن من آذار، حلف الممانعة؟
أخبار ذات صلة
خمس عشرة سنة في العمل البلدي…من موقع المسؤولية إلى موقع الدعم
2025-05-07 03:36 م 368
عبد الرحمن شريف الأنصاري : تجربة العزيز الغالي على قلبي هو الدكتور حازم خضر بديع في بلدية
2025-05-04 12:38 م 319
من وهم الحماية الأمريكية إلى فجيعة المساندة الإيرانية
2025-05-02 10:48 ص 128
في صمتهم قوة، وفي إنكار حقوقهم عار"
2025-05-01 01:50 م 127
سعد الحريري… وثقل الغياب عن بيروت!
2025-04-28 07:46 ص 142
الحزب سلّم مخزناً فوق صيدا… شمال الليطاني
2025-04-24 11:53 م 243
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

أردني يطلق زوجته بسبب راغب علامة
2025-05-10 04:32 ص

فشل مفاوضات تشكيل اللائحة الموحدة في صيدا... المدينة تتجه نحو معركة انتخابية
2025-04-28 08:22 ص

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد