المحاولات الالتفافية التي لجأ اليها  المسؤولون عن أزمة النفايات لم تمنع الأهالي من تنفيذ الاعتصام المقرر بعد ظهر الثلاثاء في "عبرا الجديدة". الأهالي المتضررون من جراء تراكم النفايات منذ أكثر من أسبوعين في شوارع وساحات ضواحي صيدا أعلنوا عن الاستمرار في التحرك احتجاجا على عدم مبالاة  المسؤولين كافة بمعاناتهم، ولعدم اكتراثهم بالنتائج الخطيرة للنفايات المكدسة على صحة أولادهم. وهم لم يستثنوا أحدا؛ من رئيس بلدية صيدا ونائبيها، الى المحافظ ورؤساء بلديات ضواحي صيدا، والى وزيري الداخلية والبيئة. وهددوا بتنفيذ خطوات تصعيدية في حال لم يقم المسؤولون بواجبهم في ايجاد حل سريع لمشكلة النفايات في ضواحي صيدا.

عند الساعة الخامسة بدأ الأهالي بالتجمع في عبرا (قرب فرن عبيد) وهم يضعون أيديهم على أنوفهم لاتقاء رائحة النفايات التي لم تعد محتملة. وقد أصروا على تنفيذ التحرك المقرر معتبرين أن لجوء الشركة المتعهدة الى جمع النفايات بشكل جزئي من بعض المستوعبات في المكان المحدد للتحرك، وفي الموعد المقرر له بهدف إجهاضه، هو إجراء بائس ومكشوف ، فضلا عن كونه غير كاف أبدا، فالمشكلة كبيرة جدا، وتشمل المنطقة كلها، لا شارعا واحدا فقط.

وقد حضر الى مكان الاعتصام أمين سر بلدية عبرا السيد "نعمان سلمان" ممثلاً رئيس البلدية، فشارك المعتصمين في تحركهم زاعما أن بلدية عبرا تعاني كالمعتصمين من مشكلة النفايات.
وقال:" نحن مع هذا التحرك، ونحن مع المعتصمين، وأنا أشارك في الاعتصام كممثل لرئيس بلدية عبرا.  نحن نشعر مع الناس، ولكن ليس بيدنا حيلة. ونحن ندفع يومياً أكثر من 4000 دولار من أجل نقل جزء من النفايات. أما بالنسبة لتشغيل معمل معالجة النفايات فقد ذكرسلمان أن المحافظ مع لجنة من البلديات، ومع بلدية صيدا، يسعون من أجل الوصول الى حل، مشيراً الى أن مشكلة النفايات لن تطول.
كلام ممثل بلدية عبرا لم يقنع أحدا من المعتصمين الذين أصروا على مواصلة التحرك وتصعيده. - - - السيدة منيرة الأتب من سكان عبرا الجديدة اعتبرت أن البلدية لم تقم بجمع النفايات من بعض المستوعبات الا عندما علمت بأننا سنقوم بتحرك، واستهجنت الوضع قائلة:"  لكي ننال حقوقنا العادية البسيطة يجب أن نقوم بتحركات واعتصامات!!! وأضافت وتعابير الغضب تملأ وجهها : "لازم نروح نحرق مكب صيدا ليجد لنا السعودي حل للمشكلة، بس شاطرين يقولوا نزلوا انتخبوا!!!" كما حملت  المسؤولية عن المشكلة للجميع: نائبا صيدا، ورؤساء البلديات، والمحافظ، والوزارة.
- محمد الأسير، وهو من سكان ضواحي صيدا، حمل أيضاً المسؤولية للجميع معتبراً أن "من واجبهم تجاه المواطن أن يفكروا في ايجاد حل للمشكلة"، ومضيفا أن" لا فائدة من مراجعة المسؤولين لأنهم على علم بكل ما يجري، فهم يرون جبال النفايات في الشوارع، ويشمون الروائح ولكنهم اعتادوا على التطنيش".