×

4500 لبناني

التصنيف: إقتصاد

2011-03-27  10:27 ص  1787

 

دوللي بشعلاني
قضيتان إنسانيتان قد يكون لهما أبعاد سياسية، شغلتا أمس الدوائر الديبلوماسية في وزارة الخارجية والمغتربين، التي تنتظر مثلها مثل سائر الوزارات في لبنان خبر تشكيل الحكومة الجديدة من قبل الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي لمعرفة مسارها المستقبلي. وترتبط هاتان القضيتان، الأولى ببلد عربي شقيق هو البحرين والخوف من توتّر العلاقات السياسية والديبلوماسية بين بلدين شقيقين، والثانية ببلد أجنبي هو آستونيا (إحدى جمهوريات البلطيق الثلاث وإحدى جمهوريات الإتحاد السوفياتي والتي انضمت الى الإتحاد الأوروبي في العام 2004)، وخشية عودة مسألة اختطاف الأجانب في لبنان، على نحو ما كان يجري أيام الحرب.
القنصل الفخري لجمهورية آستونيا في لبنان سامي قموع زار بالأمس وزارة الخارجية، ووضعها في إطار تحرّكه واتصالاته بقيادة الجيش، كما جال على الرؤساء والمسؤولين اللبنانيين كونه كُلّف من قبل رئيس جمهورية آستونيا والحكومة فيها لمتابعة موضوع اختطاف المواطنين الآستونيين السبعة الذي حصل يوم الثلاثاء في 23 آذار الجاري على طريق عام المدينة الصناعية المؤدّي الى دير زنون بالقرب من مزارع فريجي، بحسب «نصّ البرقية العادية» التي وجّهتها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الى وزارة الخارجية. وإذ ذكرت أنّه «لأسباب مجهولة تعرّض سبعة أجانب يُعتقد أنّهم من الجنسية الآستونية على متن درّاجات هوائية للخطف من قبل مجهولين، وبقيت الدرّاجات في مكانها وفرّ الخاطفون الى جهة مجهولة، وبتفتيش أغراضهم تبيّن أنّهم من الجنسية الآستونية، أوردت كذلك أسماء هؤلاء وتاريخ ميلاد كلّ منهم، وهم:
- KALEU KAOSAAR تولّد عام 1974.
- MADIS PALUOJA تولّد عام 1970.
- JAAN JAGOMAGI تولّد عام 1975.
- AUGUSTO TILLO تولّد عام 1970.
- PRITT RATSTIK تولّد عام 1972.
- ANDRE PARIK تولّد عام 1977.
- MARTIN METSPALU(لم يتمّ ذكر ميلاده).
والذين دخلوا بتاريخ 23 الجاري عبر نقطة المصنع الحدودية قادمين من سوريا برّاً، ولهذا يُرجى إعلام السفارة المعنية».
وقال قموع لـ «الديار» إنّه كُلّف من قبل الرئيس الآستوني توماس هندريك إيلفس، والحكومة الآستونية بمتابعة الموضوع مع السلطات اللبنانية، وإنّه زار منطقة عنجر للإطلاع على ما حصل. وقد علم أنّ المواطنين الآستونيين قد جاؤوا الى لبنان في 15 آذار الجاري، وأقاموا في فندق «واكيم» في برمانا، ثم اشتروا درّاجات هوائية وغادروا الأراضي اللبنانية في 18 منه، وعند عودتهم من سوريا في 23 الجاري بحوالى نصف ساعة تمّ اختطافهم في بلدة دير زنون عند الحدود اللبنانية، من قبل ملثّمين ومسلّحين مجهولين جاؤوا بسيارة مرسيدس وفان، بحسب ما أظهرته بعض الكاميرات.
وأكّد أنّ الجيش اللبناني في بحث مستمر عن المخطوفين الآستونيين وهو يستخدم في تفتيشه الهليكوبتر، كما يواصل البحث عن كاميرات أخرى في المنطقة المذكورة، وهو يضعه في أجواء البحث والإستقصاء، إلاّ أنّ مصيرهم لا يزال مجهولاً حتى الآن. وأشار الى أنّ وزير الخارجية قد اتصل بنظيره الآستوني أورماس بايت ووضعه في إطار الجهود التي تبذلها القوى الأمنية من أجل الكشف عن مصير هؤلاء وإعادتهم سالمين الى ذويهم، لا سيما وأنّ أعمارهم تتراوح بين 24 و41 سنة.
ولفت القنصل قموع الى أنّها المرة الأولى التي يتعرّض فيها سيّاح آستونيين الى حادثة من هذا النوع في لبنان، علماً أنّ عدداً كبيراً منهم يأتي الى لبنان ودول المنطقة بهدف السياحة بشكل مستمر، كما أنّ لبنانيين عدّة يزورون آستونيا للسياحة أيضاً.
في المقلب الآخر، تابعت الدوائر الديبلوماسية في الخارجية باهتمام موضوع دولة البحرين لا سيما بعد ردّة الفعل من قبلها على خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي أيّد الإجتجاجات، التي عبّرت عنها من خلال التحذير الذي وجّهته الى مواطنيها بعدم السفر الى لبنان خوفاً من اعتداءات محتملة، على ما ذكر بيان الحكومة البحرينية، كما نصحت المتواجدين فيه بالمغادرة فوراً.
مصدر ديبلوماسي في الوزارة أفاد بأنّ الوزارة تتابع مع سفير لبنان في البحرين عزيز القزّي موضوع الجالية اللبنانية هناك، والتي يبلغ عددها نحو 4500 شخص بينهم شخصيات مهمة من رجال أعمال وسواهم، فضلاً عن وجود كبير للعائلات اللبنانية هناك، مشيراً الى أنّ عدداً كبيراً منهم يتنقّل من البحرين الى السعودية بشكل متواصل. كما قال إنّ الجالية اللبنانية في البحرين تضمّ الطوائف كافة، كما سائر اللبنانيين في دول الإنتشار.
ونفى أن يكون اللبنانيون في البحرين قد تعرّضوا لأي مضايقات، لافتاً الى أنّ شائعات كثيرة تحدّثت عن منع بعض الناس من الدخول الى البحرين.
وشدّد على أنّ لبنان بشكل عام حريص على العلاقات الطيّبة والجيّدة مع بلد شقيق مثل البحرين، وأنّ البحرينيين مرحّب بهم دائماً في لبنان.
هذا، وينتظر بعض المراقبين السياسيين أن يتمّ استدعاء سفير البحرين في لبنان (المقيم في دمشق) الى بيروت لتوضيح بعض الأمور مثل أنّ كلام السيد نصرالله هو كلام مسؤول موجود على الساحة اللبنانية، وله الحقّ بالتعبير عن رأيه، وقد يدخل من ضمن العتب الأخوي، إلاّ أنّ رأيه هذا لا يمثّل الموقف الرسمي للدولة اللبنانية خصوصاً وأنّ لبنان مع عدم تدخّل أي بلد في الشؤون الداخلية لأي بلد آخر. ويضيف هؤلاء «مع ضرورة التذكير بأنّ لبنان لا ينسى أفضال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ولا الشعب البحريني ولهذا هو يرسل لهم دائماً رسالة ودّ ومحبة».. وما الى ذلك من توضيحات تحافظ على العلاقة الجيدة القائمة بين لبنان والبحرين منذ زمن طويل، لا سيما وأنّ الوضع الحالي في سائر الدول العربية التي تشهد الثورات الشعبية لا يدعو الى الكثير من التفاؤل على صعيد مستقبل منطقة الشرق الأوسط ككلّ.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا