×

لماذا على الحريري العودة عن قراره؟

التصنيف: أقلام

2024-02-04  11:05 ص  164

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

محمد نمر لبنان الكبير

 الوضع اللبناني يحتاج الى صيغة جديدة وهو ما توافق عليه الجميع في طاولة قصر الصنوبر. ليطل في مقابلته الأخيرة عبر قناة “الجديد” معلناً رفضه أن يكون جزءاً من الفراغ، قائلاً: “لا أؤمن بالفراغ… اعتذرت كي يتابعوا رحلة تشكيل الحكومة”.

 

اليوم أيضاً يشهد لبنان مرحلة أقل ما يقال عنها انها خطيرة، فالحرب أكلت جزءاً من البلد، والفراغ أكل الجزء الآخر، ما انعكس مزيداً من التأزم لناحية الاقتصاد والوضع الاجتماعي.

 

وطوال سنة و٤ أشهر لم تستطع القوى السياسية أن تطبخ تسوية توافقية تكون لمصلحة البلد، وهنا للمصطادين في الماء العكر فان الصفقة شيء والتسوية شيء آخر. فالتسوية تكون لمصلحة لبنان واللبنانيين فيما الصفقة تكون لمصلحة أطراف الصفقة.

 

يعيش لبنان اليوم حالة فراغ وشلل، ولم يستطع الفرقاء صناعة توليفة تمرر الاستحقاق وتؤدي الواجب المطلوب. وفي الوقت نفسه تشهد المنطقة بعد العدوان على غزة تغييرات، ما يؤشر الى امكان حبك تسوية كبيرة، سيكون لبنان جزءاً منها، فهل من المعقول أن يكون السنّة خارجها؟

 

وبالحديث عن أبناء الطائفة الكرام، كانت لدى المعترضين على سياسة الحريري سنتان كاملتان لفرض سياستهم، أو صناعة زعامة تجمع على الأقل مجموعة من النواب على موقف واحد، لكن بدلاً من ذلك راحوا الى التلهي بمحاولات تصفية الحسابات وضرب العين على رئاسة الحكومة بحكم أنها باتت “مبهبطة” بعد تولي حسان دياب رئاستها. وبات مختار الحي ينام ويحلم بالاستيقاظ رئيساً للحكومة (مع كامل الاحترام للمختار ودوره).

 

بات السنة غائبين عن المشهد، وعن أي تسوية سيكون فيها حضور لزعماء شيعة ومسيحيين ودروز على الطاولة، فيما السنة مفتتون، الى حد ضياع الكثير من الديبلوماسيين حول الشخص الملائم الذي يمكن أن يمثل الجميع أو حتى يحضر مشاورات باسمهم. ولا شك في أن عمامة سماحة المفتي تجمع، لكن لا توحد الموقف السياسي فلكل نائب هواه وغير مستعد للمضي خلف نائب مثله… الا أن دار الفتوى تبقى دارة الجمع ووحدة الصف. اما الحريري فلا يمكن حصره بالسنة بل طائفته الوطنية.

 

أما ما هو أخطر، فيرتبط بالمزاج السني الذي يتم التلاعب به، خصوصاً ممن يستغلون أحداث غزة، لدفع الشباب الى تنظيمات أو جماعات بعيدة عن نهج الدولة الذي أرساه الرئيس الشهيد رفيق الحريري “الداعم السري” لكل معاني المقاومة الفلسطينية في وجه الاسرائيلي مع الحفاظ العميق على فكرة الدولة ومرجعيتها وسيادتها واستقرارها وفكر الاعتدال في الموقف بعيداً من التطرف، فكان ولا يزال المسيحي المعتدل أقرب الى هذه المدرسة من المسلم المتطرف.

 

حقائق ثابتة باتت توثق فكرة أن لا بديل عن الحريري وأن كتفيه الوحيدان القادران على رفع السنة والوطنيين الى موقع وطني لا حدود فيه للطوائف، يشرف على استحقاقات وطنية عنوانها انقاذ لبنان.

 

فهل يرد الحريري على أنصاره ويعود عن قراره؟ الجواب بالحشد أمام الضريح… اما أن يختار السنة أن يكونوا متفرجين أو يكونوا مشاركين في حماية البلد.

 

فلننتظر ونرى… والأهم فلنشارك كحريريين وتعوا ننزل ليرجع.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا