×

قصصُ حبّ فاشلة نسجَت من الإحباط... قوّة

التصنيف: تقارير

2009-09-06  06:43 ص  1718

 

الياس قطار
eliaskattar@albaladonline.com

من لحظاتٍ خاطفةٍ في عمر المراهقة والنضج، يقطف شباب اليوم قصصاً خلدتها الأيّام في ذاكرة كلّ واحد منهم. ثلة قصص بُني عليها مستقبل الكثيرين منهم، فيما ذهب بعضها الآخر عند أوّل هبوبٍ لريح الزمان، فاحتفظ بها القلب حكايةً صادقة "طفوليّة" سرعان ما محاها النضج وطمستها

كان هناك. وصل كالمعتاد متشوّقً ا الى رؤيتها بعدما أضناه عمل النهار.
فهو شابٌ نشيطٌ أو هكذا يقول له الـ "" Boss يعمل ليعيش وليكمل دراساته العليا.
وصــل الــى الــســاحــة حيث اعتاد أن يلتقيها كلّ ليلة. راقب بعينيه المشبعتين بقلة النوم من بعيد، فلمح المارّة يتزاحمون على المقهى الذي جمعهما طــوال سنين. انتظر قرب الشجرة بعيدً ا كي لا يثير الشبهات، فتسلّطت عليه عيون سائقي الأجرة في تلك البقعة. "لوين واصل. تاكسي تاكسي". حفظت أذناه تلك العبارة السخيفة. مرّت دقائق فحلّ الموعد.
وكــأنّ قــوّة إلهية أزاحــت الناس عن مقعدهما الخاصّ. ذاك المقعد الذي سُجّل باسمهما يوم حفرا نفسيهما عليه حبيبين الى الأبد.
نــعــم. عــاهــدتــه أن تبقى معه.
ألاّ تــعــرف شــابً ــا ســـواه، وألاّ تفرّق بينهما الأيّام ولا حتى ممانعة أهلها وخناقهم عليها.
تقدّمت كالمعتاد فيما كــان هو يخفي الوردة الحمراﺀ في يده بعدما تناولها من حديقة الجارة ككلّ ليلةٍ وخبأها في شنطة ظهره حتى لا يبدو "" Démodé أمام رفاقه وأمام المارّة.
إنها العاشرة وقد حان الموعد. خلعت وزرتها وأطلقت العنان لشعرها بعدما وضعت مــا استطاعت مــن ماكياج.
أعــادت الكعب العالي الــى قدميها وخرجت من مكان عملها الذي يبعد أمتارً ا عن مغامرتها الليلية. عانقته وجلسا يتسامران، يتبادلان القبل دون خجل في تلك الساحة العامة الشاهدة على فصولهما على أنواعها.
فتح حقيبته الصغيرة وأعطاها الأمانة. أخبرها عن همومه اليومية.
وضعت رأسها على كتفه الأيسر كما اعتادت أن تفعل كــلّ ليلةٍ قبل أن يتناولا قهوتهما الليلية ويـــرحـــلا فـــي غــضــون ســاعــة قــبــل حلول مــنــتــصــف الليل حــتــى لا يــشــكّ أحدٌ بأمر الفتاة فيعكر عليها صــفــو هــنــاﺀٍ رافقها خلال ســـنـــتـــيـــن.
هــكــذا يــروي الشاب أو أقله هـــــكـــــذا كــــان يظنّ.
صديقته الجديدة بكلّ حذر واجتزاﺀ.
في كلّ ناصيةٍ قصصٌ محيّرة منها ما هو مأسوي ومنها ما هو مشجّعٌ على عــلاقــاتٍ قــد تــزول مــن دون أن تطبع أصحابها بإحباطٍ يلزمهم طوال العمر. فهنا تكتشف راشيل ابنة الـ 21 أن حبيبها الذي تعرّفت اليه عبر الإنترنت يتلاعب بمشاعرها ولا يبتغي ســوى علاقةٍ جنسيّة عابرة مع فتاة محافظة "بيتوتيّة مش بايس تمّا غير إمّــا "فيعلقها فيه ثم يتركها لنفسها ولإحــبــاطٍ يرافقها أشهرً ا دون أن تتخطاه حتى لحظة روايتها لهذه السطور. وهناك شابٌ يعشق الشقراوات وذوي العينين الخضراوين فيقع فــي شباك فتاة تنهش منه مــالــه وتــأكــل الكثير مــن وقـــاره لها ليكتشف لاحقاً أنها" بائعة هوى "تقصد الجامعة في منطقة مجاورة لتنتظر صاحب الـ" بي أم "السوداﺀ" المفيّمة "ليقلها الى أماكن مشبوهة.
وفي المقلب الآخر قصّة اعترضتها سلطة الوالد وأخــرى حالت الطبقيّة دون خاتمتها السعيدة.
إنه المال. ذاك السلطان الذي حشر نفسه بين جوني وصديقته ليفسخ عقدًا شفهيا قطعاه على نفسيهما بأن يكون أحدهما للآخر مدى العمر.
لم يستطع الشاب الجامعي تأمين ما تحتاجه الحبيبة المتأنقة. فغياب السيارة كان عائقاً بديهيّا حرمهما من لذة اللقاﺀ. وكرّت سبحة المطالب الى أن وضعت الخاتمة رحالها على شفتي الشاب قبل أن تلفظ الفتاة كلمتها الأخيرة وتلفظ معها شابها. "دمّرتُ العلاقة بنفسي عندما وجدتُ أنني غير قادر على إرضاﺀ من أحبّ".
مــن كـــلّ قــلــبٍ قــصّــة لــم يحصد أصــحــابــهــا مــا زرعــتــه الــعــشــرة في نفوسهم، فأقفل الموسم أبوابه على بيادر تعجّ بكلّ شيﺀ إلاّ بقمح ذهبيّ ينتظر مُلاّكُه بشائرَ الحصاد الذي لم يأتِ ذات ربيع.
فيما تكثر الأحاديث عن وسائل للتخلص من هاجس الحبّ الفاشل، يلمّح علماﺀ النفس الى 4 طرق فاشلة في دورها لنسيان الحبّ الفاشل وهي: إغاظة الشريك السابق ولكنّ ذلك ينعكس سلبً ا على صاحبه. ثانيًا البحث عن حبّ جديد وغالبً ا ما يفشل هذا الخيار أيضً ا بسبب رسوخ الحبّ الماضي. ثالثاً
كانت تعمل في مقهى مجاور لساحة ساسين البيروتية، وهو يعمل نادلاً بنصف دوام في أحد مقاهي العاصمة. بدأت قصتهما عندما التقيا في الجامعة، فجمعتهما الهموم والمشاكل الدراسية والعائلية. الشاب يتيم الــوالــد يحمل هموم العائلة بأفرادها الأربعة. وهي تلك الفتاة التي تعيش تحت رحمة ضغط الوالدين وخوفهما الشديد عليها. استمرّت القصّة سنتين ونيّفً ا كما يروي الشاب الى أن وصل يومً ا ولم توافِه بعدما أقفلت خطها. فكانت النهاية على المقعد نفسه مع وردة لم تجد من يحملها هذه المرّة. غادرت فتاته العمل كما غادرت قلبه بسرعةٍ مخيفةٍ وانتقلت كالفراشة الباحثة عــن قــلــبٍ يلفه الــثــراﺀ وتــهــتــف لــه قــوّة المال والذهب. أمّا الأسباب فيتركها الـــراوي لنفسه وللمرآة التي حـــادثـــهـــا طــويــلاً في حــضــرة غياب الحبيبة التي باتت اليوم ذكــرىً لا أكثر يرويها الى
الظروف. اليوم يروي بعض الشباب ما يُقال من هذه القصص، لتخرجَ الى النور فيكون بعضها عبرة لمن سبق ولمن سيلي. بعفويّتها وشرذمتها قصص شبان وشابّات يتخطّون عقدة الحياﺀ والأهل مكتفين بذكر الاسم الأوّل والخطوط العريضة لعمر حفر في نفوسهم الكثير الكثير.
الإنطواﺀ على الذات وهو ما يُعتبر ترسيخاً للفشل في حدّ ذاته. وأخيرًا الزواج الذي يعقب الفشل في قصة حب والذي هو زواج محكوم عليه بانعدام السعادة كونه مجرّد وسيلة هروبٍ لا أكثر. وعليه يبقى الحلّ للذكر كما للأنثى بالبحث عن حبّ جديد والزمن كفيلٌ بالباقي

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا