هلال حبلي: صيدا نت

منذ 3 أشهر تكلمنا عن زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى مدينة صيدا وما ينتج عنها من تداعيات على التحالفات الانتخابية.

وقتها تلقينا ملاحظات من السياسيين أن الأمر سابق لأوانه، ولكننا في صيدا نت كنا دائماً سباقين وصادقين في كل التقارير الإعلامية التي نكتبها، وجاءت الزيارة لتؤكد ما كنا نقوله.

زيارة النائب جبران باسيل بالشكل كانت ناجحة، فهو طرق أبواب المدينة من فاعليات سياسية ودينية، باستثناء من يمثل تيار الحريري في صيدا نظراً لتعليق العمل السياسي.

كانت الحفاوة التي حدثت للنائب باسيل والوفد المرافق له كبيرة، فهو يدل على أهمية هذه الشخصية التي زارت المدينة، فمنذ الانتخابات لم تأت شخصية سياسية كبيرة وازنة، وهي خرق للصمت السياسي بعد الانتخابات بين صيدا وجزين، وهل يعد ذلك خرقاً من قبل التيار الوطني الحر للساحة السنية في لبنان من خلال مدينة صيدا، بعدما كان الثنائي الشيعي حاضناً للتيار!

كان الاهتمام الإعلامي من قبل النواب ورجال الدين، والكل أراد معرفة تفاصيل هذه اللقاءات، أما في المضمون حتى الآن لم تنتج زيارته سوى الأمل.

ولكن كان لافتاً موقف المفتي سوسان وما يمثل من طائفة سنية وكلامه الإيجابي عن النائب باسيل، وكذلك المفتي عسيران وما يمثله من طائفة شيعية وكان الحوار في العموم.

 والزيارة للمطران حداد جمعت أبناء الطائفتين الكاثوليك والمارونية، وكان الحوار صريحاً مع أبناء الطائفة وبحضور المطران حداد.

وكنت موجوداً في هذا اللقاء وأقدر الكلام الإيجابي لأبناء صيدا من المسيحيين الذين تكلموا عن العلاقة الإسلامية المسيحية بأعلى مراتب الأدب والاحترام والعيش المشترك، فضلاً عن الكلمة الترحيبية للمطران حداد والمطالبة بعودة المسيحيين ومشاركتهم بالحياة السياسية، وكان الانصات من قبل النائب جبران لافتاً والاستماع للجميع دون مقاطعة.

وغاب عن بال السياسيين الذين التقوا النائب باسيل ملف موقفي أحداث عبرا والذين هم جزء أساسي من الحالة السنية في صيدا ولهم تأثير في مجتمعهم، والنائب باسيل له حضور في المحكمة العسكرية ووزارة الدفاع، وما هي الخدمات التي تم بحثها ولم يتم البوح بها، ولماذا غابت صيدا عن الملف البيئي والكهرباء، ولماذا جزين تحظى بالخدمات وصيدا لا، فلماذا سقط ذلك عن النواب والسياسيين أم كان مقصوداً؟ 

أما في السياسة فتداعيات انتخابات 2022 انتهت، كما عبر عنها النائب باسيل في جزين بأن العوائق السياسية انتهت.

ولكن هل الحفاوة التي تلقاها النائب باسيل عند النائبين والجماعة الإسلامية تشكل تحالفاً جديداً؟

بالمنطق السياسي كل شيء وارد، فلا عداوة ولكن مصالح سياسية، وصيدا لها نائبين حالياً سعد والبزري، وهناك أيضاً الجماعة الإسلامية وتيار الحريري.

والتساؤل البارز: كيف ستكون صورة التحالف في حال حصول الانتخابات، فهل الكل يريد أن يحجز مقعداً مع التيار الوطني الحر؟

وماذا عن موقف النائب الحريري في حال العودة للسياسة، كيف ستكون صورة التحالفات؟

هل سينتهي الزواج المؤقت بين النائبين سعد والبزري.

صورة التحالفات تتضح قبل فترة وجيزة من الانتخابات، ولكن الكل يعمل حساباته لهذه الانتخابات ويقوم بالتحضير لها.

ووفق مصدر سياسي ملم بمدينة صيدا قال لصيدا نت: اذا بدكم كهرباء ومياه متل منطقة جزين ومعالجة للملف البيئي بما فيه الصرف الصحي والنفايات تحالفوا مع جبران باسيل وما تزعلوه.

وفي المقلب المسيحي الوزير هكتور حجار منذ شهرين يقوم بزيارات متتالية لمدينة صيدا، ولكن غاب واستبدل بالمرشح السابق سليم خوري، وهذه لها دلالة سياسية، ولا نعلم من هو الأقرب منهما للتيار.

نعم كانت الزيارة محط أنظار، الكل أراد أن يراقب ويحلل ويبقى السؤال ماذا عن دور القوات اللبنانية مع من سيكون تحالفها مع صيدا، وهل سنشهد زيارة لممثل كبير للقوات لمدينة صيدا أم لا!

وغداً يذوب الثلج ويظهر المرج، وبانتظار ذلك يتساءل أبناء صيدا: هل سيكون لهذه التحالفات نتائج على صعيد الواقع الاقتصادي والاجتماعي والخدمات المقدمة لمدينة صيدا أم أنها ستبقى في إطار التحالفات السياسية!