إستقبل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي السفير الفلسطيني في لبنان الدكتور عبد الله عبد الله يرافقه قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان العقيد محمود عبد الحميد عيسى (اللينو) ومسؤول حركة فتح في مخيم عين الحلوة العقيد ماهر شبايطة ومدير شؤون المخيمات الفلسطينية في لبنان السيد سليم قاسم أبوخضرا وذلك بحضور عضو المجلس البلدي في صيدا السيد محمد القبرصلي حيث جرى إستعراض مختلف الاوضاع والعلاقات اللبنانية الفلسطينية .

السفير عبد الله قال إثر اللقاء: زيارتنا للاخ والصديق المهندس محمد السعودي تأتي باعتبار أن مدخلنا إلى المخيمات يمر من مدينة صيدا ومن خلال رئيس بلديتها الاستاذ محمد السعودي .

نحن نؤمن بالعيش المشترك والتفاعل بين المخيمات وبين مدينة صيدا وجوارها وهذا هو العنصر الاساسي الذي جعل الهدوء والاستقرار موجودا في هذه المنطقة، لأن كلانا معني بالحفاظ على هذا الاستقرار والتعاون المشترك في تأمين سيادة القانون اللبناني وفي تخفيف معاناة الفلسطينيين ليعيشوا بكرامة مع جوارهم الى أن يعودوا لوطنهم السيد الحر المستقل فلسطين .

وحول الوضع الامني في المخيم وما شهده بالامس من توترات وعودة لمسلسل التفجيرات قال :
مخيم عين الحلوة هو جزء موجود على الأرض اللبنانيه والتوترات موجودة في أكثر من مكان، ولكن نحن مطمئنون . قد تكون هناك أيادي تريد العبث بأمن المخيم وأمن الجوار، ولكن كلنا ثقة بأن القوى الأمنية الفلسطينية وأخواننا المناط بهم حفط الامن داخل المخيم لديهم الكفاءة وسرعة الرد على أي حادث وضبط الامور ووضعها تحت السيطرة. وهذا ما يجعل من يفكر في المستقبل بالعبث مجددا بأمن المخيم أن يعيد مرة أخرى حساباته .
ونحن مطمئنون للوضع وعلى ثقة تامة بكفاءة إخواننا القادة الأمنيون في المخيم .

السعودي

من جهته رحب السعودي بالسفير عبد الله والوفد المرافق في بلدية صيدا وقال : أنا أطمئنكم على الوضع في مخيم عين الحلوة ، ونحن وعين الحلوة منطقة واحدة والدكتور عبدالله جاء الى مكتبه في بلدية صيدا والبلدية هي مكتب للدكتور عبدالله ولكل إخواننا في مخيم عين الحلوة، ونحن وعين الحلوة منطقة واحدة وسنبقى في تضامننا مهما الى الابد ان شاء الله .

ويشارك في إفتتاح مقر الصحة النفسية في عين الحلوة

وكان السعودي شارك مع السفير عبد الله في إفتتاح مقر الصحة النفسية في مخيم عين الحلوة الذي أنشأته جمعية أطباء بلا حدود حيث القى كلمة بحضور شخصيات وقيادات لبنانية وفلسطينية جاء فيها :

تشكل الرعاية الصحية في المجتمعات الركيزة الأساسية لضمان أمن المواطن الاجتماعي، والذي من دونه يبقى الفرد أسير الخوف من أن يحتاج في يوم من الأيام إلى الاستشفاء ولا يجده. والرعاية الصحية الحديثة لم تعد تقتصر على الرعاية الجسدية، بل أصبح للرعاية العقلية حيز مهم يتزايد مع تزايد الوعي الاجتماعي لدى الأفراد .

ولعل نسبة الحاجة الى الرعاية العقلية موجودة بنسب متفاوته في كل المجتمعات وعند كل الأشخاص، وتصل هذه النسبة في لبنان الى 17 % وللأسف يفتقر معظمهم إلى العلاج إما عن عدم وعي لحالتهم، أو لعدم القدرة المادية لتكاليف العلاج، أو للشعور بوصمة العار والخجل من طلب العناية النفسية .

ان ارتفاع نسبة الحاجة للرعاية الصحية النفسية في لبنان بشكل عام والمخيمات الفلسطينية بشكل خاص ليس أبدا مدعاة خجل للبنانيين والفلسطينيين، بل الخجل لمن قصر ويقصر في ايلاء همهم المعيشي ورعايتهم الصحية الاهتمام المطلوب. ومع أن لبنان على قمة بلدان المنطقة في قطاع الاستشفاء، لكن للأسف في بعض الاحيان يقف المقيم فيه لبنان كان أو فلسطينيا على باب المستشفى عينة بصيرة ويده قصيرة. ونستذكر هنا من خسرناهم مؤخرا ونسأل الله لنا ولهم الرحمة .

من مخيم عين الحلوة، اسمحوا لي أن استغل وجودي هنا اليوم لتجديد المطالبة بالحقوق المدنية لكل إخواننا الفلسطينيين في لبنان، ولكي نكرر ما قلناه سابقا أنه من واجبنا القومي والعربي والإسلامي أن لا نقف على الحياد في هذه المسألة، بل أن ننحاز حتى ينال الفلسطينيون في لبنان حقوقهم الانسانية والمدنية، وحتى لا تبقى رعايتهم بشكل عام والصحية بشكل خاص رهن المساعدات .

اخيرا، نوجه التحية الى أطباء تجاوز عطاؤهم حدود الجغرافيا وتجاوزت رعايتهم الجسد لتصل الى رعاية النفوس، ولم تقف في تعاملها الانساني عند حواجز الهوية، لتستحق عن جدارة ان تسمى "أطباء بلا حدود" ونتمنى لكم الاستمرارية في تقديم الرعاية الصحية الى الجميع دون استثناء.

من جهته أكد السفير عبد الله على متانة العلاقات المشتركة التي تربط الشعبين اللبناني والفلسطيني لافتا إلى أن أمن المخيمات الفلسطينية هو من أمن لبنان ولا بد من عدم السماح لأحد بأن يعكر صفو الأمن في المخيمات.

كما كانت كلمة لمسؤول بعثة جمعية أطباء بلا حدود في لبنان السيد فابيو فورجوني الذي عرض لمساهمات البعثة وتقديماتها للبنانيين وللفلسطينيين .