تعرض طفل لم يبلغ بعد السادسة من عمره لمحاولة قتل حرقا بالمياه الساخنة، على يد زوج والدته، متسببا له بحروق بليغة في انحاء متعددة من جسمه، لتكتمل فصول اجرام الزوج بالتحرش جنسيا بالطفل.
وقد شهد على هذه الافعال شقيقي الطفل اللذين ما لبثا امام قاضي التحقيق ان بدلا اقوالهما بايعاز من والدتهما وزوجها.
وكانت ن.م. متزوجة من أ.ب. شقيق م.ب. ورزقت منه بثلاثة اولاد وبعد طلاقها منه تزوجت مجددا ثم انتهى زواجها بالطلاق لتعود وتتزوج بـ خ. ر. واقامت هي واولادها مع هذا الاخير في منزل واحد. وبتاريخ 13/1/006 ادخل الطفل م.ب. الى مستشفى حمود في صيدا بسبب عرضه لحروق اثناء وجوده في منزل والدته، وعند استماع مندوبة جمعية حماية الاحداث اليه صرح ان خ. ر. اقدم على صب المياه الساخنة على انحاء مختلفة من جسمه، وبأن هذا الاخير اقدم على التحرش به جنسيا، وقد عاين الطبيب الشرعي الدكتور عبد الحميد عزالدين حشيشو الطفل ونظم تقريرا طبيا افاد فيه بأن هذا الاخير يعاني من حروق بليغة عدة في جميع انحاء الجسم تتراوح من الدرجة الاولى حتى الدرجة الثالثة وبمساحات كبيرة وصغيرة، واوضح الطبيب الشرعي في تقريره ان هذه الحروق المتعددة غير المنتظمة والموزعة في اماكن عدة من الجسم ومن الجهة الامامية والخلفية ناتجة عن تعد وليس بطريق الصدفة او من جراء الخطأ الذي يحدث عند الاطفال بسبب عدم الانتباه بحيث تكون الحروق في منطقة محددة، وان طبيبة الحروق المتنوعة الدرجات من اولى الى ثالث انتشارها ناشئ عن التعرض للماء الساخن لمدة طويلة، كما ضمن الطبيب الشرعي تقريره ما مفاده ان الطفل اعلمه انه تعرض للاعتداء من قبل زوج والدته الذي ادخله بعنف الى الحمام وعرضه للماء الساخن على رأسه وجسمه ولم يستطع المقاومة وبقي تحت تأثير الماء الساخن مدة طويلة اثناء غياب والدته عن المنزل.
وبعد مباشرة فصيلة الشويفات التحقيق في الحادثة، جرى الاستماع الى شقيقي الطفل فافاد الاول انه يوم حصول الحادثة رافق ح.ر. زوجته ن.م. والدة الطفل الى العمل ثم عاد نحو الساعة الثانية وبرفقته عامل كهربائي كي يجري الاخير بعض التصليحات في لمنزل، ثم ادخل خ.ر. الطفل الى غرفة نومه وراح يضربه حيث علا صراخه وكان الباب مقفلا وبعد نحو نصف ساعة خرج زوج والدتهما حاملا الطفل وكان ملفوفا بمنشفة وقال شوفو هذا الهبيلة وقع بالمغطس وحرق حاله" ثم غادر مع العامل الكهربائي مصطحبا معه الطفل الى الصيدلية لمعالجته ثم عاد وراح يضم الكريم الابيض على جسمه واضاف انه بعد ان غادر خ.ر. المنزل لاحضار الوالدة من عملها اقترب الشقيقان من شقيقهم فقال لهما الاخير "شو صدقتوه انو انا وقعت بالمياه الساخنة مش مضبوط هوي حرقني".
وافادت الطفلة ي.ب. بما يتوافق مع افادة شقيقها م. واضافت ان خ.ر. ناداها وطلب منها احضار ملابس لشقيقها وعندما اقتربت من باب الغرفة الذي كان مقفلا سمعته يقول لشقيقها "اذا شاهدت والدتك الحروق ماذا تقول لها"، كما افادت انها شاهدت خ.ر. مرات عدة وهو يمسك م. من اعضائه التناسلية ويضغط بقصد ايذائه.
وبالاستماع الى الوالدة ن.ب. افادت انها اثناء وجودها في مركز عملها في بيروت تلقت عند الساعة الثانية والنصف ظهرا اتصالا هاتفيا من جارها في السكن ابلغها فيه انه سمع صراخا ينبغث من منزلها وان طفلها احترق فسارعت بالعودة الى المنزل لتشاهد ابنها مصابا بحروق وعارياً وابلغها انه اصيب بهذه الحروق بعد ان فتح حنفية المياه الساخنة في الحمام، وانها اتصلت بزوجها وبمحاميها وابلغتهما بالحادثة فحضر زوجها ونقله الى الصيدلي واحضر له دواء ثم صارت تصطحب ابنها يوميا الى مركز الاطفائية في الطريق الجديدة. اما الجار فنفى ان يكون هو من اتصل بها واكد انه علم بالحادثة من ناطور البناء في اليوم التالي لحصولها.
ولم يعثر في ذلك الحين على خ.ر. الذي كان متواريا عن الانظار.
وتقدمت جمعية حماية الاحداث باستدعاء الى القاضي المنفرد في بيروت الناظر في قضايا الاحداث لاتخاذ قرار بحماية الاطفال الثلاثة، وبالاستماع الى الطفل اكد ان زوج والدته قام بضربه ووضعه في المغطس وفتح عليه المياه الساخنة، وانه كان يقوم بضربه على عضوه التناسلي بعد ان خلع عنه ملابسه، كذلك ادلى كل من شقيقيه بافادة مطابقة لما ورد في التحقيق الاولي.
وفي التحقيق الاستنطاقي، انكر خ.ر. ما اسند اليه وافاد انه كان موجوداً في مكان عمله في اليوم الذي حصلت فيه الحادثة كما نفى ان يكون قد تحرش بالطفل.
كما انكرت ن،م ما أسند اليهاوافادت انها وضعت ابنها في المغطس كي يستحم وتركته بعض الوقت كي يلعب بالماء وبحسب اعتقادها فأنه فتح حنفية المياه الساخنة وفوجئت عندما احضرت ملابسه بأنه مصاب بحروق.
وبالاستماع الى الطفل مجددا ادلى بافادة متوافقة مع افادة والدته، وكذلك فعل كل من الشقيقين.
واصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان غادة ابو كروم قرارا ظنيا، طلبت بموجبه عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة لـ خ.ر. والسجن حتى 3 سنوات لـ ن.م. ومنعت عنها المحاكمة لجهة الاشتراك في محاولة قتل طفلها، واحالتهما امام محكمة الجنايات للمحاكمة.