×

انتخابات بلدية صيدا… ليست كالعادة ،   و لا تشبه نفسها مرتين !!"

التصنيف: الانتخابات

2025-04-17  05:38 م  147

 

 

دكتور محمد حسيب البزري

 صيدا هي المدينة التي اعتادت أن تعيش على إيقاع الحدث، أخبارها لا تهدا و في كل صباح قد تجد احتمالاً جديداً، و في كل مساء قد يختتم على مفاجأة! 

 الان دقت ساعة البلدية و انتخاباتها و لكن ليس كعادتها ، فلا النواب و لا المرشحين و لا الناس، ولا حتى موظفون البلدية الذين كانوا في الماضي يتهامسون في الممرات عن “مين جايي؟” و”شو سمعِت؟”، اليوم يكتفون برفع الحاجب مع نظرة تقول: “شو بعرفني؟”.

 

النواب؟

زمان كان نائب المدينة يدخل على الخط ويبدأ برسم خارطة التحالفات " بالمسطرة" يرفع هذا ويقصّ ذاك، ويقول كلمته التي" تمشي " ، اما اليوم و ليس كالعادة صمتٌ مريب ! كأنهم قرروا أن يراقبوا من بعيد، أو ربما ينتظرون مفاجأة، أو يتمنّون أن تُلغى الانتخابات بـ”سحر ساحر”.

 

المرشحون؟

أين هم؟ كانوا في الماضي يملؤون الشوارع صوراً ووعوداً، يزورون الناس في البيوت، يوزّعون ابتساماتهم مثل المعمول في العيد. اليوم؟ بعضهم ما زال يبحث عن صورته القديمة ليعيد استخدامها، وآخرون ينتظرون إشارات من عند الغيب ، حتى الوجوه الجديدة، وإن ظهرت، تبدو كأنها في اختبار تجريبي غير واثقة القدم . 

 

الناس؟

الجمهور الصيداوي كان يشتبك انتخابياً، يعلّق ويحلل ويتحمّس، أما اليوم، فبين اليأس من الواقع و من التكرار، والريبة من كل جديد، يقف في المنتصف: لا بارد ولا ساخن ، يقول البعض: ما بدنا ننتخب؟ شو تغيّر من آخر مرة؟ ويجيب آخرون: “ماشي الحال، بس خلينا نشوف مين جاي ! 

 

حتى البلدية نفسها؟

يا سبحان الله، موظفوها – الذين كانوا يتحولون في موسم الانتخابات إلى نُقّاد سياسيين ومحللين ميدانيين – باتوا اليوم أكثر انشغالاً بالقهوة من الانشغال بـ”مين جايي رئيس؟ " الحكاية فقدت إثارتها، أو كأنّنا في فيلم قديم يُعاد للمرة العاشرة.

 

أين الصور؟ و الشعارات … “نحن لها” ولا “القرار بين يديك”. صيدا اليوم خالية من الحملة، كأنها بلدة و ليست مدينة، وكأنّ الموسم لا يُهمها، أو كأنّ الجميع بانتظار أن يُحسم أمرٌ ما… من جهة ما.

ننتظر أن يخرج أحدهم من صمته ويقول: “أنا مرشح ولدي مشروع”، ننتظر أن تعود روح المنافسة و أن تُطرح برامج لا شعارات و أن تكون هناك معركة جدية لا استراحة محاربين ! 

 

فلنقلها بصراحة: لا أحد يملك حتى الآن مفاتيح اللعبة. البعض قوي بالاسم وضعيف بالواقع، والبعض الآخر طموح ولكن بلا غطاء. اللعبة آلان يبدوا و كانّها تُطبخ على نار خفيفة، و”الشيف” ما زال مجهول الهوية.

 في النهاية ، الكل اقل من العادة و يبدوا ان لا أحد فوقها. والمشهد، برمّته، يحتاج إلى “هزّة بلدية” تعيد للمدينة وهجها، وللاستحقاق وزنه، وللسياسة طعمتها… لأن صيدا لا تليق بها انتخابات باردة، ولا وجوه رمادية.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا