بقلم: د إسماعيل الصياد: بين الأمل والواقع: ملف بلدية صيدا في مهبّ التجاذبات

التصنيف: الانتخابات
2025-05-11 10:57 م 177
بقلم: الدكتور إسماعيل الصياد
منذ تشرين 2019، خرجت مدينة صيدا من صمتها، كما سائر المدن اللبنانية، ووقفت بقوة في وجه المنظومة السياسية والفساد الإداري. كان الشباب في الساحات هم العمود الفقري لحراكٍ رفع شعارات التغيير الحقيقي، لا التجميل الشكلي. وكان من بين أبرز المطالب: إصلاح البلديات، باعتبارها خط الدفاع الأول عن الحقوق اليومية للمواطن.
كنت حينها في قلب المشهد، ناشطًا و داعما، أحلم مع كثيرين بمدينة حديثة، شفافة، تليق بأهلها وتاريخها.
لكن بعد سنوات من التعب والمطالبة، اضطررتُ للسفر لأسباب أكاديمية ومهنية وعائلية، ككثير من شباب هذا البلد.
ابتعدتُ عن الميدان، لكن شيئًا من الشوق والحنين لصيدا لا يغادرني.
الغربة تُعلّمك الكثير، لكنها تتركك أيضًا أمام شعور العجز، حين ترى مدينتك تتخبّط في ملفات لم تكن مستعصية، لكنها أُهملت عمدًا أو سقطت في فخ الحسابات الضيقة.
وبقيت هذه المدينة في القلب، حاضرة في كل التفاصيل، في الذاكرة والوجدان، مهما بعدت المسافات.
ومع اقتراب الانتخابات البلدية، نرى مشهدًا متنوعًا:
بعض اللوائح تطرح برامج انتخابية واضحة، قابلة للنقاش والتطبيق. وبعضها الآخر يقدّم رؤى نظرية تفتقر إلى الواقعية أو تكتفي بالشعارات، في حين تعتمد لوائح أخرى على الأسماء أو "الشخصيات" فقط، دون أي رؤية مكتوبة أو تصور مستقبلي.
لكن الأهم أن نُدرك أنّ الإصلاح الحقيقي لا يتحقّق من خارج الهيكلية البلدية، بل من داخلها.
وهذا يعني أن الملف البيئي، بما يشمله من تلوّث، نفايات، وحماية للواجهة البحرية، يجب أن يصبح جزءًا عضويًا من الهيكل التنظيمي، لا قضية مؤجلة أو موسمية.
كذلك، التحديث الإداري عبر المكننة والحوكمة الرشيدة، يجب أن يكون في صلب بنية البلدية، لضمان الشفافية والكفاءة والاستمرارية.
ولا بد من التذكير أيضًا بأن البلديات اليوم تواجه تحديات مالية كبيرة، في ظل الانهيار الاقتصادي وغياب الدعم المركزي، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في كيفية إدارة الموارد المحلية وتوزيعها بشكل عادل وفعّال.
وهذا الإصلاح يبدأ من الفرد، ومن التزام كل مرشح بأن يكون ممثلًا حقيقيًا للناس، لا مرآةً لمصالح ضيقة.
ورغم التباينات، فإن ترشّح الشباب وتنوّع اللوائح يعكس نبضًا متحرّكًا، ورغبة في التغيير.
واللافت أن العديد من هؤلاء الشباب توزّعوا على أكثر من لائحة، ما يؤكد أن لا جهة واحدة تحتكر تمثيل الشارع أو تمثيل الشباب.
لكن الدور لا ينتهي عند صندوق الاقتراع، بل يبدأ بعده.
على الشباب الذين خاضوا التجربة، سواء فازوا أم لم يفوزوا، أن يستمروا في المبادرة والعمل، لأن التغيير لا يأتي دفعة واحدة، بل يتطلّب نفسًا طويلًا واستمرارية في العمل الإجتماعي.
نتمنى الخير للجميع، وثقتنا أن أهل صيدا سيختارون ما هو الأفضل لمدينتهم، بتعقّل ومسؤولية.
أخبار ذات صلة
رئيس لائحة " سوا لصيدا" المهندس مصطفى حجازي يجول وأعضاء اللائحة في السوق التجاري للمدينة
2025-05-11 10:24 م 468
عامر معطي يعلن ترشّحه لعضوية مجلس بلدية صيدا ضمن لائحة “سوا لصيدا”
2025-05-11 04:22 م 165
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

أردني يطلق زوجته بسبب راغب علامة
2025-05-10 04:32 ص

فشل مفاوضات تشكيل اللائحة الموحدة في صيدا... المدينة تتجه نحو معركة انتخابية
2025-04-28 08:22 ص

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد