مرعي أبو مرعي: عرّاب هزيمة "العونيين" و"الجماعة الإسلامية" والبزري

التصنيف: سياسة
2025-06-03 11:37 ص 93
سامر زريق نداء الوطن
تكتسب نتائج الانتخابات البلدية ولا سيما في الحواضر الثلاث الكبرى ذات الأكثرية السنية، بيروت وطرابلس وصيدا، أهمية تتجاوز سياقاتها الكلاسيكية، لما تحمله من دلالات سياسية في لحظة تحولات كبرى. ما بين صعود قوى وشخصيات وترنح أخرى، أثبتت نتائج صيدا أن رجل الأعمال مرعي أبو مرعي يشكل حالة سياسية أسهمت في خلخلة المعادلات التقليدية، وتتجه باقتدار وثبات لفرض إيقاع جديد على الاستحقاق النيابي في "عاصمة الجنوب" الربيع المقبل.
وفيما أرادت القوى والشخصيات التي تشكل أركان المعادلة التقليدية في صيدا استثمار الاستحقاق البلدي لقياس نبض الرأي العام، فإن نتائجها أثبتت حضور وتأثير مرعي أبو مرعي كلاعب سياسي يشكل رقماً صعباً، يرتكز نهجه على مفهوم "قوة التوازنات" وليس الغلبة، من خلال صياغة تحالفات متينة بين القوى والشرائح الاجتماعية والتيارات الفكرية، بما يضمن مشروعية تمثيلية واسعة تعضد مسيرة استنهاض الدولة، مما قاد إلى توافقات بلدية ناجحة وخصوصاً في "الهلالية".
مد اليد إلى المزاج الحريري لتخفيف "مظلوميته" عبر لائحة "سوا لصيدا" التي كان له الدور الأبرز في فوزها بالنصف زائداً واحداً، وتالياً رئيس البلدية ونائبه، رغم الدعاية السلبية التي مارستها أوساط دينية سنية ومحاولة تصويرها بأنها "إسرائيلية"، في مواجهة "نبض البلد" المدعومة من النائب أسامة سعد ورجل الأعمال محمد زيدان، و"صيدا بدها ونحنا قدها" المدعومة من النائب عبد الرحمن البزري، و"صيدا بتستاهل" المدعومة من "الجماعة الإسلامية". في حين اختار "الثنائي الشيعي" تشكيل خليط مرشحين من مختلف اللوائح لإثبات قوته التصويتية بالإتكاء على أرصدة هذه اللوائح.
قوة حضور أبو مرعي لم تنبع من فراغ، بل عبر تراكم تجارب واختبارات عززت ثقة القواعد المجتمعية به. دخل ميدان السياسة المعقد منذ قرابة عقدين، عبر أنموذجه الخاص الذي يعكس طبيعة ما يتسم به نهجه من انفتاح على مختلف المكونات ضمن "الموازييك" اللبناني، فأطلق عام 2007 "تجمع 11 آذار" الذي حمل طابعاً اقتصادياً طغى على السياسة، في محاولة لإيجاد مساحات مشتركة تكسر حدة الانقسام العمودي بين 14 و8 آذار، وما أدى إليه من تعطيل عجلة الدولة ونتائجه السلبية على المصالح الاقتصادية.
ومذاك راح يراكم في حضوره السياسي، وينسج علاقات مع القوى والتنظيمات والشخصيات وقادة مؤسسات الدولة، في موازاة فتح مسارات مع مختلف مراكز القوى المجتمعية والدينية، ساعياً إلى توظيفها لدعم نهج الدولة والمؤسسات بمعزل عن هوية أركان السلطة.
يحسب لأبو مرعي تثبيت دعائم العلاقة مع "القوات" منذ عام 2018 ومواجهته بشجاعة كل الحملات القاسية التي طالته. فحينما سعى "التحالف الجحيمي" بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل"، ومن خلفهما "الثنائي الشيعي"، إلى عزل "القوات اللبنانية" في الانتخابات النيابية لإخراجها من المعادلة السياسية، كان له جرأة خوض تحدي كسر هذا الطوق عبر لائحة "قدرة التغيير"، التي جمعت بين مرشحي "القوات" و"الكتائب" في جزين وابن شقيقته في صيدا، الشاب سمير البزري، في خطوة أراد من خلالها منح الفرصة للشباب التواق إلى التغيير.
ومع أنها لم تنجح في بلوغ العتبة الانتخابية، إلا أن مرعي بو مرعي عمل على تطوير التحالف في انتخابات 2022 النيابية، فمد اليد إلى "الجماعة الإسلامية"، وضم رئيس الماكينة الانتخابية لـ "تيار المستقبل" في صيدا، يوسف النقيب، من أجل جذب المزاج الشعبي إلى اللعبة الانتخابية وإخراجه من دائرة الشعور بالتهميش وتأثيره السلبي على مشروع الدولة. فحقق مفاجأة مدوية تمثلت بإخراج "التيار الوطني الحر" صفر اليدين نيابياً في "حصنه الانتخابي"، لا يزال طعمها "علقماً" تحت "أضراس" رئيسه جبران باسيل، حسبما يظهر تموضعه الانتخابي وخطابه في جزين.
بكافة الأحوال، إذا كانت معركة الأحجام في صيدا ثبتت مرعي أبو مرعي كقوة مؤثرة ومقررة، وأفضت إلى مساع حريرية للتحالف معه نيابياً، في موازاة احتفاظ النائب أسامة سعد بقوة تأثيره، فإنها كشفت هشاشة حضور "الجماعة الإسلامية" على وقع التأثير السلبي لخياراتها السياسية، ومحدودية حضور النائب عبد الرحمن البزري، ومثله رجل الأعمال محمد زيدان.
وعليه، كان من الطبيعي أن يتعرض مرعي أبو مرعي إلى هجمة مرتدة منظمة من المتضررين من حضوره من التقليديين بعدما صار يمثل خطراً جدياً على نفوذهم، فحاولوا منع انتخاب مرشحه وصهره أحمد عكرة نائباً للرئيس، وهو الذي حصل على رقم يحمل دلالات واضحة، حيث نال أكثر من 8.091 صوتاً بلا جميلة "الثنائي الشيعي" أو "الجماعة الإسلامية".
لكن الأرضية التمثيلية الصلبة التي يتوكأ عليها مرعي أبو مرعي أفشلت الهجمة المرتدة للمتضررين، والتي اشتملت على جذب أعضاء من "سوا لصيدا" بإغراءات مالية، وابتداع مرجعية سياسية صيداوية فكرة نائبين للرئيس، ونجحت في تقريب الأعضاء الثلاثة الفائزين من لائحة محمد مرجان "صيدا بدها ونحنا قدها"، وقادت إلى فوز عكرة بالإجماع في معركة شبيهة بيوم تكليف الرئيس نواف سلام. طوى بعدها الصفحة ليبدأ الاستعداد للمنازلة النيابية الكبرى بالتحالف مع "القوات" معززاً بثقة المشروعية الشعبية التي يتمتع بها.
أخبار ذات صلة
يعتذر الدكتور أسامة سعد عن استقبال المهنّئين
2025-06-04 06:29 م 59
بهية الحريري تهنىء بالأضحى المبارك وتعتذر عن عدم استقبال المهنئين بالعيد
2025-06-03 03:12 م 70
المتحدث السابق للخارجية الأميركية: إسرائيل ارتكبت جرائم حرب
2025-06-03 04:41 ص 69
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم
2025-05-31 04:56 ص

هل خسر ام ربح الصيدلي عمر مرجان؟
2025-05-27 04:44 ص

اليوم باتت اللعبة مكشوفة:الله يحمي صيدا من الكيدية السياسية والشخصية.
2025-05-26 09:54 ص

النتائج النهائية في صيدا بعد فرز جميع الأصوات:*
2025-05-25 11:07 ص

د صلاح أرقه دان : قالت صيدا كلمتها وأعطت صوتها للجميع ولم تصغ للخارج
2025-05-25 09:26 ص

هادي هلال حبلي عقب اقتراعه: نسعى لإحداث التغيير الحقيقي الذي تحتاجه صيدا