الجنوب هدوء حذر: اطلاق الصاروخ مجهول ام "رسالة

التصنيف: سياسة

2009-10-28 10:50 م 1169

محمد دهشة

خطفت التطورات الامنية في الجنوب الاضواء عن الاهتمام السياسي الداخلي بتشكيل الحكومة العتيدة، بعدما أطلق مجهولون صاروخا من نوع "كاتيوشا" من واد يقع بين بلدتي ميس الجبل وحولا، باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة فسقط على بعد 300م من مستعمرة كريات شمونة دون وقوع اصابات، فيما قصفت "اسرائيل" المنطقة بقذائف من العيار الثقيل.

ورغم ان هذا التطور كشف على هشاشة الوضع الامني في الجنوب الذي ييدو وكأنه يغلي كالجمر تحت الرماد"، على ضوء المناورات العسكرية الاسرائيلية ـ الاميركية المشتركة والتي تحمل نوايا عدوانية، وارتفاع لغة التهديد الاسرائيلي، الا ان مصادر مطلعة رأت بأنه "رسالة رد بالنار" على زيارة "عرض العضلات" التي قام بها وزير الدفاع الاسرائيلي يهودا باراك الى المنطقة الشمالية، حيث اكد ان الجيش الاسرائيلي يستعد لاي مواجهة عسكرية قد تندلع على الحدود الشمالية مع لبنان"، مشيرا الى "ان اسرائيل جاهزة للتعامل مع كل حالة بما فيها امكانية حدوث مواجهة جديدة، وان كان قد اشاد بالهدوء السائد وهو من مصلحة الجميع"، وكان اللافت ان عملية الاطلاق تمت بالقرب من المنطقة ذاتها التي تم تفجير جهاز تجسس اسرائيلي بعد اكتشافه قبل اسبوعين.

وفي التفاصيل، فقد عاش الجنوب حالة من الهدوء والترقب الحذرين، وسط اعتقاد الاهالي بن الامور لن تنفجر على اعتبار ان الحادث محدود ومشبوه ـ وفق وصفهم ويهدف الى ايجاد الذرائع لعدوان اسرائيلي محتمل في المرحلة المقبلة.

وبقي التوتر مسيطرا على الطرق المحاذية للحدود الجنوبية، وسط استنفار للقوات الاسرائيلية، وقد سيرت دورياتها المؤللة على مقربة من السياج الشائك عند الحدود الدولية، وهي تتحرك ما بين مستعمرة المطلة غربا، ومزارع شبعا، وتلال كفرشوبا شرقا، مرورا بقرية الغجر المحتلة، وموقع الضهيرة، ومزرعة النخيلة اللبنانية ومغر شبعا.

تفكيك صواريخ

وقد عثر الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية ـ "اليونيفيل" على اربعة صواريخ اخرى من نوع "كاتيوشا" بالقرب من منزل رئيس بلدية حولا فيصل حجازي والتي كانت معدة للاطلاق باتجاه المستعمرات الاسرائيلية.

وأكدت مصادر امنية انه تم تفكيك الصواعق والبطاريات الموصولة بها، اذ كانت ثلاثة صواريخ معدة للاطلاق عبر لوحات خشبية وموضوعة في حديقة منزل حجازي الى جانب كاميرا "فيديو" والصاروخ الرابع كان موضوعا على شرفة المنزل، وان الصاروخ الذي أطلق كان مصدره حديقة منزل حجازي بعدما عثر على المنصة الخشبية الخاصة به، والمنزل قريب من وادي الحجل بين ميس الجبل وحولا.

وفيما تفقد قائد "اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو مكان العثور على صواريخ الكاتيوشا التي فككها الجيش اللبناني واليونيفيل" يرافقه ضباط من الجانبين، سيرت قوات "اليونيفيل" دوريات وسط تدابير امنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني، في وقت حلق فيه الطريان الحربي الاسرائيلي فوق معظم مناطق الجنوب وصولا الى صيدا على علو متوسط.

تدابير اسرائيلية

وأفاد مواطنون من ابناء القرى الملاالحدودية انهم لاحظوا سلسلة اجراءات ميدانية قامت بها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مستعمرات المنارة ومسكافعام والمطلة وكفرجلعاد، فيما عقدت قيادة المنطقة الشمالية في فلسطين المحتلة اجتماعا لدرس كيفية الرد، وقد حمل الجيش الاسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية اطلاق الصاروخ وذلك على وقع اقدام الجيش الاسرائيلي على تمشيط منطقة تلة العباد بإطلاق نار كثيف وقصف كسارة وادي السلوقي.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد واصلت بناء التحصينات في محيط مواقعها العسكرية القريبة من الحدود ورفعت سواترا إسمنتية لتحصين موقعها المشرف على عبارة كفركلا،

تمارين برمائية

وكان الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة الموقتة "اليونيفيل" قد نفذت منذ ثلاثة ايام مناورة برمائية عند مرفأ الناقورة شاركت فيها وحدات من القوات البحرية وفوج مغاوير البحر ولواء المشاة السادس، ووحدة من القوة الضاربة التابعة للقوات الدولية وتتضمنت عمليات إنزال وإبرار وأعمال نقل لوجستي، اضافة الى التأكد من سلامة الشاطئ وتفتيش السفن المشبوهة، واستخدام قطع بحرية وآليات برمائية وطوافات عسكرية.