×

لقاء وعرض فيلم عن المفتي الراحل جلال الدين في صيدا

التصنيف: تقارير

2011-05-13  02:23 م  1067

 

 

لمناسبة مرور أربع سنوات على رحيله ، نظمت جامعة الجنان بالتعاون مع مركز المفتي جلال الدين الثقافي في صيدا لقاء حواريا حول سيرة حياة المفتي الراحل الشيخ محمد سليم جلال الدين ( المفتي السابق لصيدا والجنوب  ) تحدث فيه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان تحت عنوان " المفتي جلال الدين كما عرفته " ، وذلك بحضور ممثل النائب بهية الحريري نزار الرواس وأمين سر افتاء صيدا الشيخ الدكتور حسين الملاح ورئيس الرابطة الاسلامية السنية الشيخ أحمد نصار ورئيس جامعة الجنان الدكتور أحمد اشراقية ولفيف من العلماء والشخصيات ومن اساتذة وطلاب الجامعة .
بداية كانت كلمة ترحيبية من قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد أبو زيد الذي أدار اللقاء ، فقال: ان المفتي الراحل جلال الدين رجل عرفناه أباً وراعيا وموجها ، ترك بصماته الواضحة على القضاء الشرعي في لبنان ، وعلى الافتاء في هذه المدينة بل في هذا الوطن بأسره . ترك في نفوس الكثيرين الكثيرين اثراً لا ينسى ، هو المفتي الراحل سماحة الشيخ محمد سليم جلال الدين رحمه الله الذي توفاه الله في السابع والعشرين من شهر نيسان من العام 2007 . ومع حلول ذكرى وفاته أحبت جامعة الجنان بالتعاون مع مركز المفتي جلال الدين الثقافي أن نستذكر هذا الرجل ليكون لنا من سيرته العطرة ومن مواقفه الفذة نبراسا ومشكاةً نستضيء بها لغد مشرق . ولأن الكبار لا يحسن ان يتكلم عنهم الا الكبار ، فاخترنا ان يكون الحديث عن مفتينا الراحل لمفتينا سماحة الشيخ سليم سوسان .
 
 
المفتي سوسان
وبعد عرض مرئي يحكي سيرة المفتي الراحل وهو اختصار لفيلم وثائقي من انتاج مركز المفتي جلال الدين الثقافي . تحدث المفتي الشيخ سليم سوسان فاستعرض محطات مفصلية بارزة في حياة المفتي الراحل بدءا من نشاته الأولى ودراسته وتنقله في مواقع خدمة الدعوة الاسلامية والقضاء والافتاء ،ووصولا الى السنوات التي امضاها مفتيا لصيدا والجنوب ، ولا سيما ابان فترة الاحتلال الاسرائيلي فقال: ابان فترة الاحتلال الاسرائيلي للمدينة رفض المفتي جلال الدين رحمه الله ان يخرج من صيدا ورفض أن يخرج من بيته وبقي في صيدا صامدا صابرا محتسبا لله . موضوع القدس ، موضوع فلسطين وموضوع الخطر الاسرائيلي كان شأنا يقلق باله وراحته كثيرا . عانى من الوجود الاسرائيلي والاحتلال الاسرائيلي في صيدا ، ورفض ان يستقبل ايا من الاسرائيليين رغم محاولات كثيرة من اليهود لأن يزوروه ويعتذروا منه .. كان يرفض حتى ان يتكلم معهم. وكانت له عدة مواقف في هذا السياق . قد يستغرب الواحد منكم أنه في هذا السن وفي هذا العمر طلب أن يتدرب على السلاح .. نعم لقد تدرب على السلاح في بيته ، وطلب مني ان اشتري له مسدساً، وفعلا اشترينا له مسدسا ، وصودر منه عندما اقتحم الاسرائيليون بيته .. رغم انه كان يكره السلاح .. وابان فترة الاحتلال أيضا، فكر كيف يوصل بعض المساعدات لزوجات واطفال المعتقلين في انصار ، كانت زوجة كل معتقل تستيقظ صباحا تجد تحت الباب ظرفا يساعدها في حياتها .
 
 
وأضاف: كان وفيا مخلصا صادقا مع اهله ومع زوجته ...حرص حرصا شديدا على العيش المشترك . فآل جلال الدين هم الذين قدموا أرضا للمسيحيين لينشئوا عليها كنيسة في مدينة صيدا القديمة .. وفي الحرب العبثية التي قامت في لبنان ، كان الذي يذهب الى الكنيسة يرتكب جرما كبيرا ، لكن سماحة المفتي حرص على العلاقة والوفاق وعلى التكوين والتعددية والتنوع اللبناني وعلى العيش المشترك . وفي يوم من الأيام جرت العادة ان يأتي المطارنة ويعايدوه في عيد الأضحى وعيد الفطر وكان يرد لهم الزيارة في رأس السنة الميلادية واعياد الفصح .. وفي احد الأيام كان الطقس حارا ، وبعمره وبثوبه الثقيل خرجت معه فأصر أن يذهب الى الكنيسة ماشياً ، قلت له فلنذهب بالسيارة.. لكنه قال لي : اريد ان يراني اهل صيدا وانا ذاهب الى الكنيسة حتى نؤكد معنى العيش المشترك بين المسلمين وبين المسيحيين .. دافع عن الكنيسة دفاعا شديدا وبالذات كنيسة الموارنة في البوابة الفوقا عندما تعرضت لبعض الاعتداء وبعض الايذاء ووقف سدا منيعا في وجه من يعتدي عليها .
وقال سوسان: في الموضوع الفلسطيني رعى الشعب الفلسطيني ودافع عنه ووقف معه في كل محطات نضاله وكان يدعوهم دائما الى وحدة الصف والى القرار الوطني المستقل ، لم يفرق سماحته رحمه الله بين تنظيم وتنظيم ، بين مجموعة ومجموعة ، بل كان الجميع هم ابناء له في مسيرته الوطنية . كان يعتبر أن العلماء والمشايخ كل واحد منهم كرامتهم من كرامته.. تحققت في عهده اشياء كثيرة .. عندما هاجر كثير من البيروتيين الى صيدا أنشأ هيئة الاغاثة ، وعندما شعر أن هناك فقراً في المدينة انشأ صندوق الزكاة . وعندما شعر أن هناك جهلاً في بعض الأمور وكثر السؤال أنشأ هيئة الدعوة التي أنتجت كثيرا من الكتب ..
وخلص سوسان للقول: سماحة المفتي رحمه الله كان يملك جرأة في الفهم الشرعي ، استوعب كثيرا من مقاصد الشريعة ومحاسن ومقاصد الدين . ووقف سماحته معي ومع كثير من اخواني في ايصالي الى أمور كثيرة .عندما فقدناه فقدنا علما من أعلام القضاء والفتوى والجهاد والتقوى ، كان عالما وكان والداً .. نقول له رحمك الله يا أبا ساطع. وسيظل ذكرك الطيب في مدينتنا ساطع ونسأل الله أن يكون أجرك ونورك يوم القيامة ساطع.
ثم جرت مداخلات وطرحت اسئلة من بعض الحاضرين تناولت جوانب من سيرة وشخصية المفتي الراحل جلال الدين .
وعرضت على هامش اللقاء كتب ومؤلفات للمفتي الراحل جلال الدين في ميادين الفقه والدين والمعاملات والأحوال الشخصية .
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا