سـينتخب أحمد مصطفى الحريري خلال أشهر قليلة، أميناً عاماً لتيار المستقبل
التصنيف: سياسة
2009-10-30 05:32 ص 3577
في 12 تمّوز الفائت، بدأ تيار المستقبل ورشة تنظيمية. فالتيار الذي تضخّم فجأة إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري بات في حاجة إلى بعض المأسسة. وفيما يستعدّ سعد لشغل منصب رئيس الحكومة، ستُسلَّم الأمانة العامّة للتيّار إلى ابن عمّته أحمد الحريري
يقول أحد الخبثاء إن تلفزيون «المستقبل» أذاع خبراً قبل أسابيع، مفاده أن «الرئيس المكلّف تأليف الحكومة النائب سعد الحريري استقبل وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، بحضور مدير مكتبه نادر الحريري. وقد انضم إليهم لاحقاً منسّق قطاع الشباب والطلاب في تيار المستقبل أحمد الحريري». قد يكون هذا الخبر من نسج الخيال. إلا أنه يمكن أن يعدّ أصدق تعبير عن واقع تيار المستقبل الذي بدأ يوم 12 تموز الفائت إعادة تنظيم نفسه، من خلال لجنة عيّنها سعد الحريري وأورثها صلاحيات المنسّق العام للتيار النائب السابق سليم دياب، وأعطاها مهلة 8 أشهر لإعادة هيكلة التيار. تضمّ هذه اللجنة كلاً من النائب السابق مصطفى علوش ونقيب المهندسين السابق سمير ضومط ومساعد المنسّق العام صالح فروخ والمهندس فايز مكوك ومنسّق قطاع الشباب في التيار أحمد الحريري. وعند الاسم الأخير مربط الفرس. في جلستها الأولى، انتخبته اللجنة مقرراً لها. وتبدو الطريق معبّدة أمامه ليصبح الأمين العام لتيار المستقبل.
واليوم، تريد اللجنة وضع مخطط عام لحالة تنظيمية هي أقرب إلى الهيكلية الحزبية. لكنّ التيار لن يتحول إلى حزب، يقول مسؤول رفيع فيه. فالتيار لا يملك عقيدة، بل هو خليط من جمهور، بينهم المتديّن والعلماني والملحد واليميني واليساري. وهؤلاء، لا يمكن جمعهم في بوتقة عقائدية واحدة. فما الذي سيجمعهم إذاً؟ يجيب أحد المقرّبين من سعد الحريري قائلاً إن ما سيجمعهم هو «مشروع الدولة». إضافة إلى ذلك، فإن البلاد قادمة على فترة من المتوقع أن تكون هادئة، في ظل وجود سعد الحريري في السرايا. والتيار سيواكب شعبياً رئيس الحكومة المقبل الذي سيكون مشغولاً عن إدارة شؤون التيار.
حتى اليوم، أتمّت اللجنة لقاءاتها مع معظم الهيئات المناطقية والقطاعية في التيار، ووضعت مسوّدة أولى للورقة التي ستقدمها إلى رئيس التيار سعد الحريري لاعتمادها، بعد عرضها على الهيئات وإدخال تعديلات عليها. في هذه الورقة تأكيد لاعتماد الانتخابات الديموقراطية، من الهيئات في القرى والأحياء، وصولاً إلى الأمين العام والرئيس.
عضو اللجنة النائب السابق مصطفى علوش يؤكد أن الورشة الحالية ستحوّل تيار المستقبل الذي نعرفه اليوم إلى مؤسسات تكون قادرة على تفعيل العلاقة بين القيادة والجمهور. كذلك فإن المنطق الديموقراطي سيحكم العلاقات، وسيؤدي إلى تحسين الأداء في مختلف القطاعات والمناطق. فحتى اليوم، كان مسؤولو التيار يُعَيّنون بقرارات تصدر عن سعد الحريري. والعمل بالتعيين أدى إلى كثير من الإحباطات، سواء لناحية نتائج العمل، أو بسبب رغبة الكثيرين في المشاركة في اتخاذ القرارات.
ويؤكد أحد الناشطين البارزين في «المستقبل» أن الورشة التنظيمية الحالية ستؤدي إلى استبدال الحالة التنظيمية الرثة التي سادت سابقاً، بـ«تنظيم سياسي ليبرالي حديث». يصعب على سامع هذه العبارة عدم طرح السؤالين الآتيين: كيف ستستقيم الليبرالية والحداثة مع العائلية (الحريرية) التي لا تحتاج إلى أحد ليدلّك عليها؟ وهل يمكن إنكار أن المستقبل هو تيّار أهل السنّة في لبنان؟
يجيب علوش بالقول «إننا لا نسعى إلى أن نكون حزب السنّة في لبنان». لكنّ النائب السابق يعترف بوجود ضائقة لدى التيار، من ناحية الانفتاح على أبناء الطوائف «الأخرى»، وخاصة الطائفة الشيعية. وفي رأيه، فإن استمرار انقسام البلاد وفقاً للإقطاع الطائفي سيؤدي إلى انهيار البلد. «والواقع الشيعي يصعب خرقه اليوم، سواء من تيار المستقبل أو من أي طرف آخر. والشيعة متحصّنون خلف حزب الله تحصّناً شبه كامل، لأسباب عدة، أبرزها شعورهم بأن هناك مشروعاً يتمثّل بولاية الفقيه يسمح لهم بالشعور بهويتهم الجماعية». ويعود علوش إلى صيغة عام 1943 التي أغفلت وجود الطائفة الشيعية في السلطة والقرار، «ومن واجب تيار المستقبل أن يمكّن الشيعي من الشعور بالمواطنية والقدرة التي يتمتع بها أبناء باقي الطوائف». ويقول علوش إن التيار «سيسعى إلى كسر الاصطفافات الطائفية، وإن ببطء»، من خلال ما يسمّيه «التوجيه الديموقراطي الذي يشجّع على انتخاب أشخاص من طوائف متعددة». ويستدرك النائب السابق بالقول إن ذلك «سيبقى شكلياً إذا لم يقترن بأداء يمكّن أياً كان من أعضاء التيار من الوصول إلى أي مركز قيادي، بغض النظر عن انتمائه الطائفي. ونحن نعرف أن هذا الأمر قد يستفزّ من يرون تيار المستقبل ملكاً حصرياً للسنّة. وعلى هؤلاء إما أن يتكيّفوا مع الواقع، وإما أن يرحلوا».
أما العائلية، فيرى علوش أنّ من المبكر كسرها في تيار المستقبل، «إذ إن أفراداً من عائلة الحريري كانوا الناشطين البارزين في التيار خلال السنوات الماضية»! هو يقصد سعد ونادر وأحمد الحريري. الأول والثالث سينتخبان رئيساً للتيار وأميناً عاماً له. هذا الأمر صحيح، يقول علوش، «لكنه لا يزال افتراضياً. وبالتالي، فإن مناقشة أسباب وقوع الاختيار على أحمد الحريري سابقة لأوانها».
لكنّ أحد الناشطين البارزين في تيار المستقبل يتحدّث بصراحة أكبر. يقول إن الخيار كان بين أحمد الحريري أو لا أحد. وعلى هذه القاعدة وقع الاختيار على أحمد. يشرح الناشط المستقبلي رأيه بالقول إن التيار «المنتفخ شعبياً يعاني أزمة على صعيد النخب القيادية. مثلاً، من سيكون خلفاً لخالد شهاب في منسّقية بيروت؟ نريد شخصاً يتمتع بمعرفة سياسية وإدارية، وبحد أدنى من الكاريزما، وأن يكون شعبياً ومحصّناً ضد الفساد». هذه المواصفات، يتابع المصدر نفسه، قلّما تجدها مجتمعة في شخص واحد. إلّا أن ما يعوّض عند أحمد هو اسم عائلته: الحريري.
ينتقل الناشط المستقبلي إلى الحديث عن مواصفات أحمد: هو لا يملك خبرة سياسية كافية ليكون أميناً عاماً لأحد أكبر الأحزاب في
لبنان. وهو لا يطالع حتى الصحف اليومية. لكن فيه ما يبشّر بالخير. فهو سريع التعلّم، وشعبي إلى أقصى الحدود. فالشاب الذي تربّى في قصر، تمكّن من هزيمة أسامة سعد في معقله في صيدا، أي بين فقراء المدينة. كان يقال إن جمهور آل الحريري هو من أبناء الطبقة الوسطى وما فوقها. أسامة سعد كان موجوداً بين الناس، فيما كانت بهية الحريري في قصرها في مجدليون. لكنّ أحمد الحريري كسر هذه الصورة. وبعكس سائر أفراد عائلته، لا يهتم أحمد مثلاً بمظهره الخارجي. وقد احتفل بزفافه بداية الشهر الجاري ضمن الحفل الجماعي الذي أقيم في الملعب البلدي في صيدا، مع أزواج لبنانيين وفلسطينيين.
إضافة إلى ذلك، فإن الشاب قضى سنتين ونصف سنة منسّقاً لقطاع الشباب والطلاب في التيار، مع ما يعنيه ذلك من عشرات الإطلالات التلفزيونية، ونحو عشر زيارات لكل واحدة من المناطق اللبنانية. وهو يعرف التفاصيل الدقيقة لما يجري في التيار.
لكن ما ذكر ليس ما أهّل أحمد الحريري للوصول إلى ما وصل إليه. فالناشط المستقبلي يرى أن «العشائرية» لا تزال تتحكّم في المجتمع اللبناني. وعلى هذا الأساس، فإن من يريد لقاء سعد الحريري لحل مشكلة ما، سيكون بإمكانه أن يستعيض عنه بلقاء أحمد الحريري. أما وجود شخص آخر في الأمانة العامة، فلن يكفي الجمهور. اسم الحريري هو النقطة المفصلية. فلنأخذ النقيب السابق للمهندسين سمير ضومط مثلاً. الرجل يحظى باحترام كبير، لكنّه «مسيحي من جهة أولى». ومن جهة ثانية، فإن أيّ مسؤول يتمتع بعلاقات جيدة في قريطم سيتمكن من تخطّيه، وهو ما لن يحصل مع أحمد. نقطة إضافية يعوَّل عليها مع تسلّم أحمد للأمانة العامة، «فهو سيضع حداً للفساد المالي. ومعه، لن يكون بمقدور أحد أن يقول «إن أحمد الحريري يقبض المال على ظهرنا»». وفي الخلاصة، إن الديموقراطية في التيار ستكون محكومة بخطين، يقول المصدر ذاته. الأول هو أن المال هو مال آل الحريري، والثاني أن الشعبية هي شعبية آل الحريري.
أصغر أمين عام في لبنان
أخبار ذات صلة
بهية الحريري تنقل باسم الرئيس الحريري التهاني الى رئيس الجمهورية
2025-01-21 07:36 م 41
لم أعد أي جهة"... سلام: وزارة المال ليست حكراً لأحد
2025-01-21 07:34 م 43
أسامة سعد في الذكرى 40 لمحاولة اغتيال رمز المقاومة الوطنية المناضل الراحل مصطفى سعد:
2025-01-21 05:29 م 46
أكبر عملية ترحيل" بتاريخ أميركا.. ترامب ليس أول من ينفذها
2025-01-21 06:03 ص 58
الشرع: ترامب قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط
2025-01-21 06:01 ص 40
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة
2024-12-19 01:42 م
حبلي زار السعودي وتم التباحث في شؤون المدينة