جمال الغربي - البناء:
للمرة الثانية، وعلى بعد أمتار من مسرح عملية التفجير الأولى التي استهدفت إحدى السيارات التابعة لقوات «اليونيفل» عام 2008، وتحديداً القوة الإيرلندية في منطقة الرميلة - شمال صيدا، ولا سيما بعد تعزيز «اليونيفل» حضورها في الجنوب اللبناني عقب صدور القرار الدولي 1701، كانت هذه القوات في مرمى الإستهداف.
فقد انفجرت عبوة ناسفة أثناء عبور موكب عسكري من الكتيبة الإيطالية في المكان المذكور، ما ادى الى سقوط ستة جرحى عسكريين اضافة الى جريحين مدنيين. علماً أن المنطقة نفسها كانت قد شهدت منذ سنوات قليلة وفي نقطة قريبة من مكان الانفجار الحالي عملاً أمنياً مماثلاً، عندما انفجرت عبوة على بعد 250 متراً تقريباً (على الطريق القديم) مستهدفة موكب نائب رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم سمير شحادة، حيث قتل أربعة عناصر من المواكبة.
وفي تفاصيل الاعتداء على «اليونيفل»، أنه وقبيل الخامسة من عصر أمس، دوى انفجار ترددت أصداؤه في أنحاء مختلفة من مدينة صيدا ومنطقتها، إضافة إلى بعض قرى إقليم الخروب، وتبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت لحظة مرور موكب عسكري تابع للكتيبة الإيطالية على الطريق الساحلي السريع بين بيروت وصيدا في محلة الرميلة، وتبين أن العبوة وُضعت إلى يسار مرور السيارة باتجاه السائق عند القواطع الإسمنتية بمحاذاة الطريق، ما ادى الى تضررها بشكل كامل. وأدى انفجار العبوة التي قدرت زنتها بنحو 10 كليوغرامات من المواد شديدة الانفجار، إلى سقوط ستة جرحى من عناصر القوة الإيطالية إصابة أحدهم خطرة، إضافة إلى مدنيين اثنين كانا في المكان نفسه، وقد نقلوا إلى مستشفى حمود في صيدا للمعالجة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكما في المرة السابقة استفاد المنفذون من الأعشاب الموجودة في أرض بور تفصل المسلك الآخر للطريق الساحلية لوضع عبوتهم التي ذكرت بعض المراجع الأمنية أن تفجيرها تم سلكياً كون معظم المواكب التابعة لليونيفل أمنية أو عسكرية وحتى مدنية، تحتوي أجهزة تشويش على الأجهزة اللاسلكية في دائرة قطرها يتراوح بين 2 و6 كلم.
وحضرت إلى المكان مجموعات من ضباط الجيش اللبناني وعناصر من قوى الأمن الداخلي، بعضهم بالزي العسكري، والبعض الآخر كان مدنياً. وضُرب طوقٌ أمني حول المكان لعزله، قبل أن تحضر عناصر أمنية من السفارة الإيطالية لتفقد ومعاينة، المكان إضافة إلى عدد كبير من ضباط اليونيفل .
وشهدت الطريق الساحلية بعد الانفجار زحمة سير خانقة، بعدما عمدت القوى الأمنية الى قطعها وتحويل السير إلى طريق فرعي.
وفيما أعلن المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» اندريا تننتي عن تعرض إحدى الآليات التابعة لليونيفيل الى انفجار عبوة ناسفة لدى مرورها في منطقة صيدا -نهر الاولي ما ادى الى وقوع 4 جرحى من عناصر الدورية، قال نائب الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ الذي تفقد مكان الانفجار، ان الاعتداء استهدف قافلة لوجستية تابعة لليونيفيل عند اوتوستراد صيدا، واشار الى وقوع 6 اصابات في صفوف القوة الإيطالية اصابة احدهم حرجة، بالإضافة الى إصابة مدنيين اثنين وان فرق التحقيق التابعة لليونيفيل باشرت تحقيقاتها، لافتا الى وجود تعاون مع الجيش اللبناني.
وادان سينغ الاعتداء معتبراً انه «يستهدف بشكل واضح إضعاف القرار 1701 والاستقرار في الجنوب».
وقال: «في ضوء هذا الاعتداء فإن تصميم اليونيفيل والتزامها بمهمتها هو أقوى من قبل، وستستمر في القيام بعملياتها في الجنوب مع القوات المسلحة اللبنانية من أجل تحقيق مهامها وفقاً للقرار 1701.
ورداً على سؤال أشار سينغ إلى أن أمن عناصر اليونيفيل هو ذو أهمية قصوى، وقد اتخذت إجراءاتها الأمنية بضرورة أن تكشف هوية مرتكبي هذا الاعتداء وسوقهم إلى العدالة، لافتاً إلى أن الفرق الجنائية الدولية موجودة الآن في الموقع وتعمل بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني لكشف الوقائع والظروف المحيطة.
سليمان
وأثار الاعتداء ردود فعل مستنكرة التعرض لليونيفل، واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «أن هذا العمل الإجرامي يصب في إطار زعزعة الامن والاستقرار في البلاد».
واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل ما حصل، وطلب الى الاجهزة المعنية إجراء التحقيقات لكشف الفاعلين والمتورطين وإحالتهم على القضاء المختص.
بري
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري: «مرة جديدة تلجأ أيادي الإرهاب والتخريب الى استهداف قوات اليونيفيل من خلال تفجير غادر لإحدى وحداتها».
وإذ أدان الرئيس نبيه بري هذه الجريمة الارهابية، وعزى قيادة اليونيفيل خصوصا الوحدة الايطالية، ومتمنياً للجرحى الشفاء العاجل، دعا إلى أعلى درجات اليقظة من أجل كشف المجرمين وايقاع اقصى العقوبات بحقهم.
كما دعا بري، للمناسبة، «إلى استعادة عناصر المسؤولية الوطنية وإعادة بناء الثقة والوحدة لأن لبنان في واقع الفراغ السياسي الراهن يتيح الفرصة للمجرمين للاصطياد في المياه العكرة واستهداف النظام الأمني في لبنان بهدف تعميم الفوضى».
الحريري
وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ما وصفه بـ«حادث الاعتداء الإرهابي»
وقال: إنني أدين باسم الحكومة اللبنانية بأشد عبارات الإدانة هذا العمل الإرهابي الذي لا يستهدف دور الأصدقاء في العالم في حماية السيادة اللبنانية وتوفير مقومات الاستقرار لبلدنا، إنما هو يستهدف سلامة لبنان وشعبه، لا سيما سلامة المواطنين في الجنوب الذين عانوا طويلا من مخلفات الاعتداءات المتواصلة على أرضهم وأمنهم.
وتوجه الحريري «بأحر مشاعر التعاطف من الحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي بجرحى أفراد الوحدة الإيطالية الذين اصيبوا في الاعتداء الارهابي»، مؤكداً «أن لبنان سيبقى وفياً لأصدقائه ولا سيما لإيطاليا وشعبها الذي لم يتأخر يوما عن الوقوف إلى جانب لبنان في أصعب الظروف».
وقال: «إننا نتطلع إلى أن تواصل قوات الطوارئ الدولية عملها وفقا للقرار 1701 الذي تعتبره الحكومة اللبنانية قاعدة أساسية في المحافظة على استقرار لبنان وتجنيب المنطقة أي حلقات جديدة من العنف».
وختم الحريري: ان لبنان يلتزم التزاما تاما بكل مقتضيات هذا القرار وهو يعتبر الاعتداء الذي تعرضت له الوحدة الإيطالية اعتداء على سيادة لبنان وينبه من أي محاولات لاستخدام لبنان ساحة جديدة لتوجيه الرسائل ضد المجتمع الدولي وقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان تحديدا.
ميقاتي
وأجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا بالممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز شجب خلاله الانفجار الذي استهدف دورية اليونيفل.
وأكد ميقاتي خلال الاتصال ان هذا العمل مدان، منوها بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان.
مورابيتو
كما أدان السفير الإيطالي جيوسيبي مورابيتو الاعتداء وقال: «هذا الهجوم الإرهابي الجبان يستدعي إدانة شاملة وقوية من قبل مختلف القوى السياسية اللبنانية التي تؤمن بالسلام والاستقرار والديمقراطية وترفض اللجوء إلى العنف كوسيلة للصراع السياسي. وأنتهز هذه المناسبة لتأكيد التزام إيطاليا السلام والاستقرار في جنوب لبنان».
حزب الله
كذلك، أدان حزب الله الاعتداء واعتبره عملاً إجرامياً، ودعا الأجهزة اللبنانية المختصة الى التحقيق وكشف الفاعلين ومعاقبتهم.