تفقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال محمد جواد خليفة باسم رئيس الجمهورية، جرحى الكتيبة الايطالية الذين اصيبوا في الاعتداء الذي استهدف آليتهم على طريق الرميلة، ونقل إليهم استنكار لبنان بأجمعه هذا الاعتداء على اليونيفيل بشكل عام وعلى الكتيبة الايطالية بشكل خاص، مؤكدا تضامن اللبنانيين مع ايطاليا ومع عائلات الجنود وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.
وكان خليفة وصل الى مستشفى حمود الجامعي في صيدا حيث كان في استقباله السفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو وقائد الوحدة الايطالية وعدد من كبار الضباط الدوليين وضباط الجيش اللبناني.
وبعد أن عاد خليفة الجنود الجرحى، التقى السفير الايطالي والضباط الدوليين واللبنانيين، ثم تحدث الى الصحافيين وقال: نزور اليوم جرحى الاعتداء الذي وقع في الرميلة ونتفقدهم باسم رئيس الجمهورية للاطلاع على وضعهم الصحي، متمنين لهم الشفاء العاجل، كما اجرينا محادثات مع السفير الايطالي.
أضاف: اننا نعتبر ما حصل من استهداف لليونيفيل بمثابة عمل اجرامي بربري يستهدف لبنان دولة وشعبا وحكومة بالدرجة الاولى لان القوة الدولية في الجنوب تعمل في هذا البلد بموافقة الحكومة اللبنانية وهي تساعد المواطنين وتنسق مع الجيش اللبناني، ونحن في أحوج الظروف لوجود هذه القوة في الجنوب وثباتها نظرا الى العدائية التي تكنها اسرائيل للبنان وخصوصا في ظل هذه الاوضاع المضطربة، والحاجة الملحة لأعلى درجات الاستقرار والاستتباب الامني.
وتابع: ان هذا الاعتداء يستهدف ايضا الجنوب والجنوبيين نتيجة حسن العلاقة التي تربطهم باليونيفيل، فضلا عن المعزة الخاصة التي تكتسبها ايطاليا في لبنان والجنوب نظرا الى الدور الذي تقوم به ان من خلال مشاركتها في عداد اليونيفيل او وقوفها بجانب لبنان في المحافل الدولية او من خلال النشاطات الانسانية والاجتماعية التي تقوم بها في مختلف المناطق.
سئل: هل توصلت التحقيقات الى شيء ما؟
أجاب: هذا أمر مهني يتولاه الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية واليونيفيل والوحدة الايطالية، ونتمنى ان يتم التوصل الى نتيجة لكوننا سنكون اكثر المستفيدين لاننا الخاسر الوحيد من هذه الاحداث التي تجري على الارض اللبنانية، ومن نفذ هذا الاعتداء يصنف في خانة أعداء لبنان.
سئل: هل دخل لبنان مرحلة جديدة وخصوصا في ظل الفراغ الحكومي؟
أجاب: لا يمكن ان نقول ذلك، لان أحداثا مماثلة وقعت في ظل وجود حكومة، ولا يمكن وضع عمل بهذا الحجم في خانة الضغط الداخلي، ولو اننا لا نخفي ان الامن في أي بلد في العالم وليس فقط في لبنان يحصل نتيجة الاستقرار السياسي، اذ ليس من الطبيعي غياب حكومة في ظل ظرف استثنائي كالذي تمر به المنطقة نتيجة الاوضاع الداخلية والتقلبات السريعة وما يحكى عن مشاريع سلام وعن دول ترفض هذا السلام وترفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وغير ذلك من المواضيع.
سئل: انها المرة الثانية التي يحصل فيها اعتداء على طريق صيدا، فما هو تعليقكم؟
أجاب: نتمنى ان يساعد هذا الامر الاختصاصيين الامنيين في التوصل الى نتيجة. انما لبنان يستنكر الاعتداء وهذا ما نقلناه الى السفير الايطالي والمعنيين، واللبنانيون يشعرون بالمرارة والالم لما حصل ويصلون لهؤلاء الجنود الذين تحتضنهم عائلاتهم حاليا، وهم الذين ينفذون مضمون قرار دولي يحمي لبنان من الاعتداءات.
وختم خليفة: نحن نأسف أن تقوم ايطاليا، وتحت ضغط هذا الاعتداء، بتخفيف عديد قواتها وخصوصا أن رمزية وجود دول معينة وأوروبية على وجه التحديد ضمن القوة الدولية في الجنوب، يعطي هذه القوة قيمة إضافية، لان الدول المعنية فاعلة في المجتمع الدولي وهي تشهد على أي اعتداءات محتملة على لبنان.