×

الهيئة النسائية الشعبية أقامت ندوة بعنوان: التحولات السياسية في المنطقة العربية

التصنيف: أمن

2011-06-04  12:52 م  1065

 

 

بدعوة من الهيئة النسائية الشعبية، أقيم في مركز معروف سعد الثقافي ندوة سياسية بعنوان " التحولات السياسية في المنطقة العربية" – (قراءة وتحليل)، تحدث فيها الأستاذ رفيق نصرالله، بحضور رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، ورئيسة الهيئة النسائية الشعبية السيدة إيمان سعد، وممثلون الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية والجمعيات الأهلية، ورجال الدين، وعضوات الهيئة النسائية الشعبية، إضافةً إلى حشد من المواطنات والمواطنين المهتمين.
استهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، وكلمة باسم الهيئة النسائية الشعبية ألقتها حكمت سعد، ومن أبرز ما جاء فيها:
رياح الثورة والتغيير تهب على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. الجماهير العربية انتفضت ضد أنظمة التبعية والاستبداد والفساد والظلم الاجتماعي، وهي تناضل من أجل استعادة الكرامة الوطنية وتعزيز الاستقلال الوطني، كما تناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
الثورة في تونس نجحت في إسقاط حكم الطاغية زين العابدين بن علي وأعوانه، وتمكنت من تحقيق عدد من الإنجازات، وهي تواصل الكفاح من أجل تحقيق المزيد. وكذلك فعلت الثورة الشعبية في مصر التي أسقطت حكم الفساد والاستبداد البائد. وهي مستمرة في النضال من أجل بناء حكم وطني ديمقراطي جديد.
أما في ليبيا فإن التدخل العسكري الغربي بات يلقي بظلاله القاتمة على انتفاضة الثوار الليبيين الذين انتفضوا ضد السلطة المستبدة للقذافي وعائلته. والثورة اليمنية تكاد تغرق في مستنقع الصراع القبلي والحرب الأهلية. أما انتفاضة البحرين فقد تعرضت للقمع الدموي الوحشي من قبل النظام السعودي وحلفائه وسط صمت إعلامي مشبوه، وتواطؤ عالمي واضح.
وفي الوقت ذاته تسعى الولايات المتحدة والدول الاستعمارية الأخرى ، إضافة إلى الرجعية العربية، إلى تخريب مسيرة الإصلاح في سوريا بواسطة عمليات الضغط الخارجي والتخريب الداخلي.
طريق الثورة والتغيير في الوطن العربي ليست إذاً معبدة بالورود والرياحين والياسمين، بل هي مليئة بالعقبات والمخاطر واحتمالات الانزلاق.  
ثم تحدث الأستاذ رفيق نصرالله، عن الوضع الراهن في البلاد العربية والتحولات الحاصلة، وقال:" إن تاريخنا العربي مليء بالبطولات والاشراقات أمثال جمال عبد الناصر والشهداء الذين صمدوا وقاوموا من أجل الحرية والوحدة و مقاومة الاستعمار. ونحن الآن نعيش في زمن حسن نصرالله وزمن المقاومة التي قهرت الجيش الذي لا يقهر وحققت التوازن الاستراتيجي".
وطرح السيد نصرالله عدداً من الاشكاليات حول المشاريع التي تحضر للمنطقة العربية، وحول الجهات التي ترسم خرائطنا، وحول الامكانيات الموجودة لمواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد، وحول الأحداث التي تحصل في سوريا، والمستفيدين منها، وحول الثورات العربية التي وصفها بالفورات، وغيرها من الأسئلة .
في ما يتعلق بالمشاريع التي تحضر للمنطقة العربية، قال:" إن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وبعض الدول العربية تسعى إلى تقسيم المنطقة العربية وتحويلها إلى إثنيات. وهناك وثيقة ستكشف قريباً جداً تتضمن معلومات حول قيام ثلاث دول عربية بدفع 9,8 مليار دولار لإسرائيل ثمن حربها على لبنان عام 2006، مما يبين لنا حجم تورط بعض الحكام العرب بالمشروع الجهنمي لتفتيت المنطقة العربية".  
وحول الأوضاع في سوريا، قال:" هناك رهان على سقوط النظام في سوريا هدفه تثبيت الخريطة التي يعود تاريخها إلى الحروب الصليبية والتي تقضي بتحويل المنطقة العربية إلى إثنيات ، وبلاد بل سلطة، مع انهيار مفهوم المؤسسات. هذا المشروع كان مخططاً له لينفذ بعد مقتل رفيق الحريري، ولكن صمود المقاومة في لبنان، وصلابة الموقف السوري على الرغم من كل حملات التحريض، والتهديد بالمحكمة الدولية أفشل هذا المشروع".
وأضاف:" عندها ، دخلنا بمرحلة جديدة، وهي الطلب من وسائل الإعلام القيام بشن حملة كاملة من التشويه للسيد حسن نصرالله والمقاومة في لبنان. وبدأت فعلاً هذه الحملات، وبدأ الانقضاض على انتصار 2006. وما يحصل اليوم هو استكمال لمشروع 2005 الذي يقضي بتقسيم المنطقة، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. واستثمروا الحساسيات الطائفية والمذهبية، ووظفوا الغرف السوداء، ودفعوا أمير قطر للانخراط في هذه اللعبة عبر دفع قناة الجزيرة للعب دور إعلامي خبيث".
وحول الثورات العربية، وقال:" إن ما تشهده البلدان العربية من تحولات لا يعبر عن ثورات وتغيرات بل هي فورات ليست أكثر. ففي تونس وبعد سقوط زين العابدين بن علي لم يتغير شيء، لأن تونس الآن تحت قبضة الحركة السلفية، وخلال سنة ستتحول إلى مقر لهذه الحركة. وما تشهده ليبيا لا يمثل ثورة، والذين يقاتلون أشبة بحركة طالبان. أما في مصر، الإخوان المسلمين أسسوا لحزب جديد، وهم يسعون إلى الحكم الذاتي، والولايات المتحدة الأميركية تسعى لإيجاد حل مع فرع رئيسي من الإخوان المسلمين لهدف التطبيع معها والحفاظ على المصالح الأميركية الذي يقضي بإلقاء القبض على روح مصر المتمثلة بمنابع النيل حتى لا يخرج جمال عبد الناصر جديد. فكيف سأصدق أن هناك ثورة في مصر ولم يتقدم أحد للسفارة الإسرائيلية، وتناول اتفاقية كامب دايفيد. واليمن مقرر له ان يقسم. وقسموا السودان، ومن بعدها سيأتي دورالسعودية ولبنان وكل البلدان العربية".
وحول الوضع في لبنان، هناك مسعى لإثارة الفتنة التي ستكون عبر إصدار قرار ظني يتهم نصرالله والسوريين بقتل رفيق الحريري، وفي ظل غياب الحكومة سيتم التوجه إلى مجلس الأمن لإقرار التدخل العسكري في لبنان والتي ستقوم به إسرائيل تحت إسم الشرعية الدولية.
وما حصل مع ياسر عرفات وقتله يعطي دليلاً واضحاً على ما قد يقوم به العدو الصهيوني من أجل تثبيت يهودية الدولة الإسرائيلية.
وحول الواقع العربي الراهن، قال الأستاذ نصرالله:" إن أمننا الاستراتيجي العربي انهار. ولا وجود لواقع عربي. نحن أمام حالة من الانشطارات والانهيارات. لذلك علينا واجب العمل من أجل الحفاظ على هوية سوريا القومية والداعمة للمقاومة. هذه المواجهة قد تكون من أهم المعارك. هناك بعض القوى السياسية في لبنان منخرطة بما يحصل في سوريا. لذلك علينا كفريق مقاوم في لبنان حسم خياراتنا السياسية، وعدم استخدام سياسة فرك الأيدي والتساهل".
وفي ختام الندوة طرح العديد من الأسئلة على الأستاذ رفيق نصرالله، ومن بينها: ارتباط الشبكة التي تم اكتشافها مؤخراً بما يجري في سوريا،  وحول استهداف القوات الدولية ورسائل هذا الاستهداف، وحول دور الإعلام، ودور القوى الوطنية الحقيقية في ظل الأوضاع الراهنة.
أجاب نصرالله كالآتي: هناك علامات استفهام تدور حول الشبكة التي تم اكتشافها. وعلى المعنيين العمل من أجل معرفة من قام بسحب تسجيلات الكاميرات، ومعرفة من قام بتركيب هذه الشبكة. ومن المؤسف أننا تحت القبضة الإسرائيلية في مجال الاتصالات، وما تم فضحه سابقاً حول تورط مسؤولين بشركات الاتصالات يبين حقيقة جعلنا مكشوفين. وهنا سأل الأستاذ نصرالله حول حالة الاسترخاء المستشرية، وقال:" نحن شعب حرر أرضه، وقدم الشهداء في سبيل الحفاظ على عزة هذا البلد. لقد أخطأنا عندما لم نقم بإعدام الجواسيس على أبواب مناطقنا، ونرى اليوم أن البعض قد استسهل العمالة. نحن في مأزق بنيوي، ولا نظرة لدينا للداخل. وما نراه في سوريا هو مقدمة لما سنراه في لبنان. لذلك علينا عدم الاستسلام، نحن قادمون على مرحلة ستغير وجه المنطقة. سلاح المقاومة هو سلاح ضمن المعادلة الاقليمية. وإسرائيل تعلم أن الحرب التي خاضتها المقاومة هي حرب علمية قائمة على تكنولوجيا والأقمار الاصطناعية. نحن لدينا سلاح، ولدينا ثقافة، ولدينا رجال، وسنكون في مواجهة إسرائيليي الداخل".
وحول استهداف اليونيفيل، قال الأستاذ نصرالله:" هناك من يعتبر أن هذا الانفجار الذي استهدف قوات اليونيفيل رسالة لمراكز القرار الدولية، وهناك من يعتقد أنه محاولة لخلق فتنة، وهناك من يعتقد أن أحد الأجهزة الأمنية قامت به لإبعاد النظر عن فضيحة الاتصالات".
أما في ما يتعلق بدور الإعلام، أكد الأستاذ نصرالله أنه تم إنشاء محطات ناطقة بالعربية تعمل على تغيير القناعات والذاكرة العربية بهدف إبعادنا عن قوميتنا العربية . نحن خسرنا كل قضايانا عندما فقدنا البوصلة فلسطين. والحل الوحيد لخروجنا من طوائفنا ومذاهبنا هو العودة إلى طائفتنا الأساسية وهي فلسطين.
وحول دور القوى الوطنية، قال الأستاذ نصرالله:" نحن لدينا مأزق بنيوي. لقد أصبحنا بزمن الفضائيات. لذلك على قوانا السياسية والحزبية امتلاك وسائل إعلا لتكون جزء من التحولات. كما عليها واجب حسم خياراتها. وتشكيل إطار بنيوي جديد لديه القدرة على التغيير".
 
 
المكتب الإعلامي للهيئة النسائية الشعبية

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا