×

ولد في عيد القديسين... ومات شهيداً

التصنيف: سياسة

2009-11-01  05:33 م  1942

 

 

الأب... الاخ... المناضل... المقاوم... الثري... الفقير... المزارع... التاجر... المستثمر... الرفيق إنه رفيق بهاء الدين الحريري (1 تشرين الثاني 1944 - 14 شباط 2005)، زعيم لبناني ورئيس وزراء لبنان الأسبق ورجل أعمال.

لعب دوراً مهماً في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإعمار لبنان بعدها فاستحق أن يوصف برجل السلم. وقام بالعديد من الأعمال الخيرية، أشهرها تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية على مدى 20 عاما، إضافة إلى تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.

عرف بعصاميته فهو لم يرث المال و لا السلطة كما معظم سياسيي لبنان، وأصبح أحد أغنياء العالم نتيجة جهده الشخصي، ووصف أيضاً بـ"أبي الفقير".

اغتيل في 14 شباط 2005 بمتفجرة تزن أكثر من 1800 كلغ من "تي أن تي" في منطقة عين المريسة على مقربة من وسط بيروت الذي أحبه واعاد إعماره، وسبب اغتياله قيام ثورة الأرز التي أخرجت الجيش السوري من لبنان وأدت إلى قيام محكمة دولية من أجل الكشف عن القتلة ومحاكمتهم.

نبذة عن إبن صيدا

ولد رفيق بهاء الحريري في صيدا في الاول من تشرين الثاني( يوم عيد جميع القديسين) من العام 1944 وهو أبن لمزارع .

وعقب اتمامه تعليمه الثانوي عام 1964 التحق الحريري بالجامعة العربية في بيروت حيث درس المحاسبة خلال تلك الفترة.

كان عضوا نشطا في حركة القوميين العرب التي كانت في صدارتها آنذاك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

في العام 1965 قطع الحريري دراسته بسبب أعبائها المالية وهاجر إلى السعودية حيث عمل كمدرس للرياضيات في جدة، ثم كمحاسب في شركة هندسية، ثم انشأ شركته الخاصة للمقاولات عام 1969.

وبرز دور الشركة كمشارك رئيسي في عمليات الاعمار المتسارعة التي كانت المملكة تشهدها في تلك الفترة. ونمت شركته بسرعة خلال السبعينيات ونفذت عدداً من التعاقدات الحكومية لبناء المكاتب والمستشفيات و الفنادق والقصور الملكية.

وفي أواخر السبعينيات إشترى الحريري شركة الإنشاءات الفرنسية الضخمة "اوجيه" وأصبح وشركته على قمة إمبراطورية المقاولات في العالم العربي.

السمعة الطيبة

نتيجة لنشاطاته وسمعته الطيبة كلف الحريري ببناء فندق مسرة في الطائف في غضون ستة أشهر لاستضافة القمة الإسلامية.

وحظي الحريري بإحترام وثقة الأسرة الحاكمة السعودية ومنح الجنسية السعودية في العام 1978.

وبحلول مطلع الثمانينيات أصبح الحريري واحدا من 100 أغنى رجل في العالم واتسع نطاق إمبراطوريته ليتضمن شبكة من البنوك والشركات في لبنان والسعودية، إضافة إلى شركات للتأمين والنشر ، و الصناعات الخفيفة، وغيرها.

وفي العام 1979 أسس المعهد الإسلامي للدراسات العليا في مسقط رأسه في مدينة صيدا، وفي العام نفسه أنشأ مؤسسة الحريري للثقافة والتعليم العالي التي وفرت تكاليف ونفقات التعليم والدراسة لآلاف الطلاب اللبنانيين في الجامعات في لبنان، وأوروبا والولايات المتحدة. وفي العام 1983 أنشأ في مدينة كفرفالوس مدينة جامعية تضم مستشفى ومدرسة ثانوية وجامعة ومركزاً رياضياً كبيراً.

وعمل الحريري خلال الثمانينيات كمبعوث شخصي للعاهل السعودي الملك فهد في لبنان وكان على رأس جهود الوساطة السعودية.

ومن أهم ما قام به المساهمة في تحقيق مشاركة كل الأطراف المتنازعة في مؤتمر الحوار الوطني في جنيف من العام 1983، وكذلك المؤتمر الثاني الذي انعقد في لوزان بسويسرا في العام نفسه.

وساطة

وقام الحريري كثيرا بجهود للوساطة بين دمشق والكثير من الشخصيات السياسية اللبنانية خلال العقد الأخير من الحرب الأهلية اللبنانية.

ولعب الحريري أيضا دورا بارزا في التوسط بين الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل والسوريين، الذين كانوا يقضون بانتظام على كل مبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية في لبنان لا تمنح سوريا وجودا أساسيا كاسحا هناك.

وفي خريف سنة 1987 نشبت أزمة سياسية في البلاد حينما رفضت الميليشيات اللبنانية بدعم سوري السماح لبرلمانيين بالاجتماع لانتخاب رئيس جديد.

وقبل انتهاء فترته الرئاسية بخمسة عشر دقيقة، عين الجميل قائد الجيش العماد ميشال عون مشرفا عسكريا ليتولى مهام الرئاسة لحين انتخاب رئيس

وفي تلك الأثناء، حاول عون رئيس الوزراء المؤقت، إخراج القوات السورية من لبنان، بفتح جبهة حرب معها لكن باءت محاولته بالفشل مما زاد الموقف تعقيدا.

الطائف

وساهم الحريري في إنجاح المساعي لعقد مؤتمر مصالحة وطنية بين البرلمانيين اللبنانيين في الطائف في السعودية.

وبحلول عام 1992 صار اسم رفيق الحريري يقترن بـ"منقذ لبنان".

وأدى انهيار الاقتصاد اللبناني السريع إلى مشاكل اجتماعية وتظاهرات بسبب البطالة ما أدى إلى شلل مظاهر الحياة في لبنان. وأعقب ذلك إنتخابات نيابية كلف الحريري على أثرها بتشكيل الحكومة.

حكومات الحريري 1992-1998

قوبل إنتخاب الحريري رئيسا للوزراء في تشرين الأول من العام 1992 بحماسة كبيرة من غالبية اللبنانيين، وخلال أيام ارتفعت قيمة العملة اللبنانية بنسبة 15% .

وأولاه الزعماء والقادة اللبنانيون ثقتهم وكلفه رئيس الجمهورية الراحل الرئيس الياس الهراوي بتشكيل أول حكومة يترأسها وكانت عملياً أول حكومة "وفاقية" في لبنان ما بعد الطائف.

وفي العام نفسه انتخب نائباً في البرلمان عن بيروت واحتفظ بمقعده حتى إغتياله، وألف الحريري حكومته الثانية في (أيار) 1995. ثم بعد انتخابات (ايلول) 1996 التي فاز بها على رأس قائمته التي ضمت 13 مرشحاً في بيروت، ألف حكومته الثالثة في تشرين الأول من العام نفسه. وفي عهد هذه الحكومة أجريت في لبنان أول انتخابات بلدية منذ عام 1963، كما أعيد افتتاح مطار بيروت الدولي الموسع الجديد عام 1998.

وأطلق الحريري خلال مشاركته غير المنقطعة في الحكم على امتداد 6 سنوات (بين 1992 و1998) أضخم عملية إعمار وبناء في تاريخ البلاد، من علاماتها البارزة إعادة إعمار وتأهيل وسط بيروت التجاري ومرافقها الحيوية عبر شركة «سوليدير».

كما أنشأ في العام 1993 وزارة للمهجرين نشطت في تأمين عودة عشرات الآلاف من مهجري الحرب ومشرديه الى مدنهم وقراهم.

تولي لحود الرئاسة

في تشرين الثاني 1998، وسط تنافر واضح بين الحريري ورئيس الجمهورية الجديد اميل لحود بشأن صلاحيات الرئيسين، ومن منهما الرأس الفعلي للسلطة التنفيذية، أحجم الحريري عن ترؤس الحكومة، فكلف لحود بتشكيلها رئيس الوزراء السابق سليم الحص المعروف بأنه من منتقدي الحريري وخصومه السياسيين.

أشرفت حكومة الحص على الانتخابات النيابية للعام 2000 في ظل حملات اعلامية حكومية منظمة ضد الحريري عبر عدد من السياسيين وأجهزة الاعلام الرسمية. الا أن هذا العداء من قبل الرئيس لحود والاستهداف المباشر للحريري كان نتيجته في (أيلول) 2000 اكتساح قوائم الحريري الثلاث العاصمة مجدداً حاصدا المقاعد الـ18 المخصصة للمدينة، وسقوط الرئيس الحص نفسه في هذه الانتخابات. وكانت تلك أول حالة سقوط لرئيس وزراء في السلطة في انتخابات نيابية..

وعلى الأثر، ونتيجة المشاورات النيابية اضطر الرئيس لحود، في تشرين الاول لتكليف الحريري مجدداً بتشكيل حكومته الرابعة بعد ما سماه لرئاستها 103 نواب من أصل مجموع نواب البرلمان الـ128. ثم عاد الحريري فشكل حكومته الخامسة في (نيسان) 2003 بعدما رشحه للمنصب 93 نائباً (من الـ128)، الا ان علاقاته برئيس الجمهورية ظلت على حالها من السلبية.

..ونهاية الطريق مع لحود

وفي صيف العام 2004 اشتد التجاذب في الساحة السياسية، وازدادت الضغوط السورية لتعديل الدستور لكي يتسنى تمديد فترة حكم لحود. وفي نهاية المطاف، وتحت الضغوط السورية وافقت حكومة الحريري على التمديد. وفيما امتنع معظم اعضاء كتلته عن تأييد القرار لدى احالته على مجلس النواب، وصوتت كتلة الزعيم وليد جنبلاط علناً ضد التمديد.

وبعدها شعر الحريري أنه لم يعد قادرا على البقاء في الحكم في وجه تأييد دمشق الواضح للرئيس لحود فاستقال. وقاطع نواب كتلته ونواب حليفه جنبلاط الحكومة البديلة التي كلف لحود بتشكيلها رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي. وجاء تشكيل الحكومة بمثابة اعلان حرب على حلف الحريري ـ جنبلاط، اذ ضمت عدداً من ألد خصومهما السياسيين إلى جانب حلفاء للحود وممثلين عن الأحزاب المؤيدة أو التابعة لدمشق.

14 شباط 2005... الزلزال

عند الثانية عشرة وخمس وخمسين دقيقة قرر الإرهابيون ضرب مسيرة الرئيس رفيق الحريري وتياره عبر إستهدافه بمتفجرة متطورة أرادت إغتيال شعب وأمة وأجيال لبنانية وعربية، إلا أن الفاعلين لم يدركوا أن كل شخص من جمهور رفيق الحريري هو رفيق الحريري بشعلة نجله سعد.

عامر شيباني

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا