×

عن خوف النساء

التصنيف: أمن

2010-02-27  09:20 ص  1210

 

 

ربما قليل من اللمسات يكفي لتخدير وجع امرأة، وأحاول أن أكون طبيباً لأرواحك المعذبة في روح واحدة. كأنك امرأة بحر، تصب فيها كل آلام النساء فتفيضين بالدمع. وأراك تتلاطمين بأمواجك من الألم بين الصالون والمطبخ، بين الممشى وغرفة النوم.
عيناك تصرخان: «ضمّني ضمّة»... افتش عن ذراعي لا أجدهما، لم تعد لي أجنحة. أحاول الطيران بك إلى أرض من أعشاب مهدئة.. لتنامي.
ماذا أفعل كرجل عاجز أمام الألم النسائي، الألم اليومي، والشهري، والسنوي، والدهري والأبدي؟
ماذا يفعل رجل حنون مثلي، وعاطفي، حين يراكِ تتوترين، كأنك كهرباء على قدمين؟
لسانك يرتجف، يرتج البيت من حولي.
لا ماء في يدي لأطفئ هذا الحريق، الذي يشب في خصور النساء، يتمايلن مرتجفات، موجوعات على مدار الساعة البيولوجية.
المرأة تولد خائفة، وأنا أخاف من خوف امرأة، كأن لا عدو لها سوى الظلام، وما العتمة سوانا.
هل نحن الرجال أشباح النساء، النائمات على قلق من ورقة طلاق، النائمات بعيون مفتوحة خوفاً من سكين رجل غامض؟
النساء يلدن خائفات أطفالاً مرعوبين، وأنا واحد منهم. أنا المولود من رحم مذعور، ورضعت من ثدي مرعوب، وسأموت على حداء أم خائفة. أنا كلي ارتجاف.. أهتز مثلك يا خائفة. نحن اثنان مرعوبان يتطلعان إلى بعضهما بعضاً في غرفة يسكنها الذعر، في بناية تتمايل من القشعريرة، في وطن من أمة لا تعرف سوى الرعب حياة لنساء ورجال وأولاد.
نحن، رجال هذا العالم الناطق باللغة العربية، نعالج الخوف بالخوف، ولا نعرف أن المرأة تحتاجنا كشط أمان، تحتاجنا سريراً لترتاح من كوابيسها. تحتاجنا النساء كملجأ، كشجرة تظللهن. تحتاجنا النساء كأنهار لسمكاتها تحتاجنا كبيت للطمأنينة.
خذي يا امرأتي، يديّ منشفة باردة، لتجفف حرارة جبينك، منشفة لتغسل شعرك من مطر الخوف، من ماء الرعب، منشفة لتمسح الدمع السري.
خذيني منشفة، وجففيني أنا أيضاً... كلّي بكاء مالح

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا