×

الزلزال حدث طبيعي سيتكرّر حصوله دون معرفة الوقت

التصنيف: صور جوية

2014-07-16  10:44 ص  1483

 

بقلم ثريا حسن زعيتر

مرّة جديدة عاش المواطنون حالة من الرعب أثر الهزّة التي ضربت مدينة صيدا والجوار، خشية من هزّات تكون مدمّرة، خاصة بالنسبة للأبنية الآيلة للسقوط في مدينة صيدا القديمة...
يقع لبنان في منطقة معرّضة للزلازل والهزّات الأرضية، وقد حصلت في السابق زلازل عنيفة مدمّرة كالزلزال الذي دمّر مدينة بيروت في منتصف القرن السادس الميلادي، وبعضها حديث، ولا يزال الأحياء يتذكّرونه، كالذي حصل في العام 1956 بقوّة 6 درجات، والذي حصل على فالق روم المتفرّع من فالق اليمونة وأحدث أضراراً كبيرة ومنها في مدينة صيدا، وفي العام 1997 أيضاً ضربت هزّة أرضية بقوة 5.8 لبنان، وقد اقتصرت أضرارها على الماديات... وقد أعلن «المركز الوطني للجيوفيزياء» التابع لـ «المركز الوطني للبحوث العلمية» أنّ هناك ما بين 45 و60 هزّة شهرياً قوّة 99% منها أقل من 3 درجات ولا يشعر بها الإنسان، وتردّد أنها أقل من 2 هرتز، وهذه التردّدات يسمعها بعض الحيوانات، وهذا ما يتردّد شعبياً بأن الحيوانات تشعر بالهزّات قبل الإنسان...
كما أعلن «المركز الوطني للجيوفيزياء» أنّه في تمام الساعة 12:41 فجر الأحد 6 تموز 2014، سُجِّلت هزّة أرضية قوّتها 4 درجات على مقياس ريختر ومركزها منطقة شمال - شرق مدينة صيدا، فيما أعلن «المركز الوطني للبحوث العلمية» عن زيادة عدد مراكز رصد الزلزال منذ العام 2000 من مركز وحيد في بحنس إلى 21 مركزاً أوتوماتيكياً في مختلف المناطق...
وبات من المؤكد أنّنا لا نعرف حتى الآن طريقة علمية تُمكّننا من توقّع حصول الزلزال، وكل ما يُمكن قوله في هذا المجال إنّ حدثاً طبيعياً من هذا النوع سيتكرّر حصوله في المستقبل...
للوقوف على كيفية حدوث الزلازل والهزات الأرضية وسبل الوقاية للحدث من أضرار الإنهيارات وتجنّب سقوط ضحايا، ووسائل التوعية، كان لـ «لـواء صيدا والجنوب»، لقاء مع الخبير الأثري المهندس المعماري فهد ميري...
أشار المهندس إلى أنه «لا يستطيع الإنسان التحكّم بقوة الطبيعة وقضاء الله وقدره، لكن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان عقلاً يمكّنه من حمايه نفسه، والتقليل من نسبة خطر الهزّات الأرضية، وهنا لا بدّ من التهيؤ من خلال:
- تنظيم ومتانة الأبنية.
- وجوب تشريع قوانين ملائمة.
- التوعية والتوجيه».
قال الله تعالى في كتابه المُبين: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا(2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)} [سورة الزلزلة].
الزلزال هو اضطراب طبقات الأرض السطحية، وبخاصة الطبقتين الأولى والثانية، وتنتج هذه الاضطرابات عن تيارات الحمل الحرارية العالمية، وعن الطبيعة اللزجة لطبقات الأرض الثانية التي تلي القشرة الأرضية، وبسبب الضغوط الهائلة الموجودة في هذه الطبيعة، وكذلك التشوّهات والحركة المستمرة لهذه الطبقات واصطدامها بعضها ببعض.
تصنيف الزلازل والهزات
وأوضح أنه «أمام قدرة الخالق على التكوين فقد تمكّن العلماء من تصنيف الزلزال والهزّات الأرضية إلى:
- زلزال يقع داخل الصفائح التكوينية.
- زلزال يقع خارج الصفائح التكوينية وغير موجود في منطقتنا.
- زلازل تكوينية تحدث نتيجة الصفائح الأرضية.
- زلازل بركانية.
- زلازل انهدامية (انهيارات وانزلاقات ضخمة).
- زلازل بفعل البشر (تفجيرات نووية وانهيار سدود وضخ النفط من مكانه)».
ولفت إلى انه «صدر المرسوم رقم 11266 تاريخ 11/11/1997، الذي يتضمّن الشروط والأصول الواجب تطبيقها في تصميم وبناء المنشآت ضد الزلازل».
وقال: وهنا لا بدّ من الإشارة إلى العوائق التي تقف أمام تطبيق هذه النصوص التطبيقية وعدم وجود المراجع المخوّلة دراسة رخص البناء ومراقبتها عبر أجهزة فنية متخصّصة، حيث تبيّن أنّ الأسباب الرئيسية التي تجعل لبنان وأبنيته عرضة لمخاطر الهزّات الأرضية:
- قلّة أو غياب استعمال جدران الخرسانة المسلحة.
- استعمال أعمدة نحيفة.
- تفريغ الطابق الأرضي.
- عدم انتظام شكل المبنى أفقياً وعامودياً.
- تلاصق المباني وقربها.
- احتمالات سيلان التربة وانعكاساتها  السلبية.
- غياب المراقبة.
وعرض وسائل والخطط للحد من الخطر الزلزالي وإدارات الكوارث، عبر:
- التقليل من الخسائر البشرية والمادية من خلال الشروط الفنية وتقوية المنشآت وزيادة الوعي.
- تحديد المناطق الأكثر عرضة للزلزال، وبالتالي تحديد المسافة عن مصدر الزلازل والتوزيع الجغرافي للأبنية والكثافة وقدرة الأبنية على المقاومة ونوعية التربة وصلاحية شبكة المواصلات.
- وضع خطة شاملة وواضحة لتعزيز الجهوزية وإدارة الكوارث عبر توفير الموارد المادية والمساحات المفتوحة وجهوزية الموارد البشرية وتدريبها وتوافر خطة وتنظيم العمل وتوزيعه على المناطق الأكثر عرضة للكارثة.
المعايير والأسس
وعن المعايير والأسس الواجب اتباعها والمبادئ الأساسية للتصميم الزلزالي للمباني قال المهندس ميري:
- مشاركة المهندس المعماري والإنشائي منذ البداية.
- العمل على نهج تطبيق النهج الحديثة ولا زيادة باهظة في التكاليف.
- تجنّب الطوابق الأرضية الرخوة.
- تجنّب الطوابق الرخوة في الطوابق العلوية.
- تجنّب التكثيف اللامتناظر.
- تجنّب حيَدَان التكثيف.
- الانقطاع في الجساءة (استمرارية الأعمال) والمقاومة يجلب المشاكل.
- جداران إنشائيان ممشوقان من الخرسانة المسلّحة في كل اتجاه رئيسي.
- تحاشي الأنظمة المختلطة في الأعمدة والجدران الإنشائية البنائية.
- تجنّب تكثيف الهياكل الإنشائية بملء بيني بنائي.
- تكثيف المباني المشيّدة من الجدران الإنشائية البنائية بجدران إنشائية من الخرسانة المسلحة.
- تسليح الجدران البنائية لمقاومة الأفعال الأفقية.
- التوفيق بين العناصر الإنشائية وغير الإنشائية بالفواصل.
- تجنّب الأعمدة القصيرة.
- تجنّب الهياكل الإنشائية ذات الجدران المائلة جزئياً.
- التصميم بعناية التكثيف القطري الفولاذي.
- تصميم المنشآت الفولاذية لتكون مطواعة.
- عزل الأبنية المتماسّة عن بعضها باستخدام الفواصل.
- تمييز المسطح ذي التشكيلة المدمجة عن غيره.
- استمرار البلاطات لربط العناصر وتوزيع القوى.
- منشآت مطاوعة من خلال التصميم للقدرة.
- استخدام فولاذ تسليح مطيل (زيادة في الطول).
- استخدام في الجدران والأعمدة الإنشائية تسليح عرضي.
- عدم وجود فتحات أو فجوات في المناطق اللدنة.
- توثيق أحكام الوصلات في المباني الجاهزة.
- حماية الأساس من خلال التنظيم للقدرة.
- إنشاء طبق الاستجابة الخاص بالموقع.
- تقييم احتمال حدوث تمييع في التربة.
- ربما يكون التوهين أكثر نجاعة من التقوية.
- تثبيت عناصر الكسوة للواجهات ضد القوى الأفقية.
- تثبيت التصاوين والجدران الحرة.
- تثبيت السقوف المعلقة وتركيبات الانارة.
- تثبيت وثاق التجهيزات والمعدات.
توعية المواطنين
وعن توعية المواطنين لتخفيف مخاطر الزلزال قال المهندس ميري:
 في البيت:
أ - التوجّه إلى المكان الأكثر أماناً، الابتعاد عن الزجاج، الاختباء تحت طاولة أو مكتب أو الانبطاح وتغطية الرأس بوسادة، وفي الطوابق العلوية الإسراع في الخروج والابتعاد عن طريق المباني، هذا لا ينطبق مع الطوابق.
ب - إطفاء النيران، لأنّ أسوأ شيء يمكن حدوثه هو اندلاع النار، لذا يجب قطع التيار الكهربائي وإقفال قارورة الغاز.
ج - عدم الاندفاع إلى خارج الغرفة بانفعال بحيث تتعرّض لخطر سقوط مواد البناء.
د - ترك الأبواب داخل المنزل مفتوحة للتمكّن من المغادرة بسرعة.
 في الشارع: وضع شيء يحمي الرأس والانحناء عن طريق الأجسام الخطرة الساقطة.
 في المخازن والصالات والمسارح: التقيّد بتعليمات الموظّفين، حيث يجب أنْ يوجد شخص مسؤول عن التوعية أثناء الكارثة وحالات الطوارئ، مع التأكيد على عدم الاندفاع بشكل طائش إلى المخارج، والتأكد من سلامة مصابيح الطوارئ في حال انقطاع التيار الكهربائي.
 في المكاتب ومكان العمل: يجب الاختباء تحت الطاولة لتكون بأمان.
 في المصاعد: التأكد من أنّ المصعد آمن، ويجب المغادرة من أقرب مخرج إذا كنت في داخله، ويُنصح بعدم استعمال المصاعد أثناء الهزّات.
 وسائل النقل العامة: الاحتراس وعدم الذعر والتمسّك بشيء يمكّنك من عدم السقوط، والتقيّد بالتعليمات الواردة عبر مكبّرات الصوت.
 في السيارة الخاصة: التحرّك بالسيارة إلى اليمين، والتوقّف والتصرّف وفق التعليمات الواردة عبر جهاز الراديو، مع إطفاء المحرك وترك المفتاح في مكانه، بعدها يجب الذهاب مع المواطنين وترك الأبواب غير مغلقة.
 أثناء التنزّه: يجب مراقبة الانهيارات الأرضية أو تدحرجها في الجبال، ومراقبة موجات المد والجذر البحري في البحار والابتعاد عن الانهيارات والانزلاقات وموجات المداورة، وعن الأشجار والجدران وخطوط الكهرباء.
 في الملجأ: من الخطأ الظن بأنّ الملجأ ضروري عند وقوع الزلزال، ودائماً يجب أخذ أقل قدر من المستلزمات الضرورية.
 في المدرسة: يجب الاحتماء تحت الطاولة والابتعاد عن النوافذ.
تخفيف المخاطر
ورأى المهندس ميري «أن تخفيف المخاطر الزلزالية هو من مسؤولية كل مواطن ومسؤول، لذا فإنّ الاستعداد للهزّة الأرضية المقبلة والتدرّب على التعليمات هما أفضل طريقة لحماية أنفسنا، وذلك باتباع الارشادات التالية:
 أولاً: يجب الاختبار بشكل منظّم لجاهزية الأمان في بيوتكم:
1- التحقق من مقاومة البناء للأحمال الزلزالية.
2- تثبيت الأثاث المنزلي والأماكن الملائمة لوضع الأشياء، والتأكد من وجود فراغات آمنة في البيت.
3- التأكد من وجود الأجهزة الكهربائية والغازية والمواد الملتهبة في مكان آمن.
 ثانياً: تأمين مواد وتجهيزات الطوارئ:
1- ماء الشرب: كمية تكفي لثلاثة أيام.
2- الطعام: كمية تكفي لثلاثة أيام.
3- أدوية ومواد إسعاف أولية.
4- تجهيزات تخفيف أثر الكارثة (راديو - مصباح - إطفائية – حبل...).
5- ألبسة ومناشف ومحارم.
 ثالثاً: تنشيط عمل لجان البناء لتخفيف أثار الكارثة:
1- توزيع الأدوار وطريقة التواصل في ما بينهم.
2- تنظيم ومراقبة أماكن الملاجئ وطرق إخلاء البناء.
3- دورات عن كيفية العلاج الطبي السريع في الحالات الطارئة.
4- رابط بين أفراد العائلة وتأمين الاتصال في ما بينهم وقت الكارثة.
 رابعاً: إقامة نظام للتعاون:
1- بين الجيران للتعاون المشترك أثناء الكارثة.
2- القيام بدورات والتدرّب على التعليمات ودورات إطفاء الحريق»

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا