×

الشيخ حمود كنا في غنى عن معركة البلدية في صيدا

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-21  01:34 م  1652

 

 

كنا في غنى عن معركة البلدية في صيدا ، ولقد كان يمكن إنجاح مساعي الوفاق التي كانت تهدف إلى تشكيل لائحة واحدة وفاقية تنجح بالتزكية ، وإذ نحمل بشكل واضح مسؤولية إفشال هذه المساعي بشكل رئيسي وبحدود سبعين أو ثمانين في المئة لفريق تيار المستقبل وآل الحريري ، وذلك من خلال رفعهم لشعار لا نريد حزبيين في اللائحة ووقع الفيتو على شخص واحد في نهاية الأمر .. وكان يمكن تجاوز هذا الأمر باعتبار أن "الحزبي" حسب التسمية هو واحد فقط ولن يغير من واقع البلدية شيئا ، وما كان يجوز أن يكون الذريعة لإنهاء مشروع اللائحة الوفاقية اسم واحد . ولكن المؤسف والذي يجعلنا نحمل الفريق المذكور مسؤولية الثمانين في المئة حسب متابعتنا الدقيقة والتفصيلية ، ذلك الشعار الذي لم يكن متناسبا مع ارض الواقع فيتم رفض تسمية حزبي من التنظيم الشعبي ويتم قبول حزبيين من تيار المستقبل ومن الجماعة الإسلامية .. هذا التناقض الذي يجدد فكرة المكياليْن والميزانييْن التي نعاني منها من المجتمع الدولي تجاه المقاومة، فيتم استعماله في معاركنا الداخلية الصغيرة : نرضى بحزبيين من جهة ونرفض آخرين من جهة أخرى ، بل أصبحنا نتجه إلى القناعة بأن طرح التوافق لم يكن إلا مناورة وتكتيكا ولم يكن طرحا صادقا وستكشف الأيام ذلك أو تنفيه .. هذا مع العلم إننا كنا نتمنى أن يتجاوب الدكتور أسامة مع هذا الطلب وألا يعتبره مساً بالكرامة وان يقدم المصلحة العامة على المشاعر الخاصة أو الحزبية ، هذا مع تقديرنا الكامل لموقفه الذي يلخص بالقول المشهور (أحرجوه فأخرجوه) .. وكنا نفضل الرد على ازدواجية المعايير والتنصل عن الاتفاقات والمناورات التي سبقت فشل مشروع التوافق ، كنا نفضل المقاطعة أو تسجيل الموقف وألا نجرّ المدينة إلى انتخابات بلدية محسومة النتائج بشكل واضح ، فينتقل التوتر إلى الشوارع والبيوت والمقاهي والمنتديات .. ولكن طالما اتخذ هذا القرار فنحن من دون شك ندعم الموقف الوطني ومعياره الرئيسي دعم المقاومة ورفض الفتن المذهبية المصطنعة أو الناتجة عن أخطاء سواء بسواء ... مع تأكيدنا انه سواء استطاعت الجهات الوطنية التي تحمل هم الوطن والمواطن وتدعم المواطن وتحاول إطفاء الفتن وتقدم الأهم على المهم سواء استطاعت تحقيق انتصار في بلدية هنا أو بلدية هنالك أو موقع هنا أو موقع هنالك... فان المقاومة بخير تكتسب كل يوم أصدقاء جدد وتنجح كل يوم هنا وهنالك بل هي تغير وجه الأمة خطوة بخطوة ومرحلة اثر مرحلة ، ولقد ذهب الزمن الذي حوصرت به المقاومة بالمؤامرات المذهبية والأوهام والتلفيقات والاتهامات الموهومة ، لقد أصبح كل ذلك خلف ظهورنا ونحن نرى اليوم وبكل ثقة واعتزاز أن العدو يحسب ألف حساب للمقاومة وحلفائها وامتداداتها بحيث أصبحنا نشعر لأول مرة بتوازن الرعب بيننا وبين العدو .. من وصلت به المقاومة إلى هذه المستويات فلن يضره مقعد زيادة أو آخر بالنقصان . كما أن الذين قدموا أنفسهم كخصوم للمقاومة وللموقف الوطني يتراجعون بشكل واضح ويصححون مواقفهم وتصاريحهم فلا ضرورة للحدة في المواقف والمعارك الانتخابية .
ومن هنا كنا ولا نزال نرى أننا بغنى عن هذه الانتخابات ، ولكن لا بأس ، ستمر إن شاء الله على خير كائنا ما كانت النتائج .
ولا بد آن نهنئ العدد الغفير من أهلنا المواطنين الذين سيحظون لرؤية أهاليهم ولو لأيام قليلة، إذ يتم استقدامهم من كل حدب وصوب للإدلاء بأصواتهم .. ومهما يكن من أمر فالرابح هو الأهالي الذين سعدوا بلقاء أبنائهم وأقاربهم .. فطوبى للسياسة وللانتخابات إن كانت سبب لسعادة الأهل والأبناء . وعليهم أن يتقدموا بالشكر للدكتور أسامة سعد الذي أصر على المعركة فهو من تسبب بمجيئهم .
 
ولكن النصيحة التي نوجهها للجميع ، إياكم والكبرياء ، لا يتكبرن أحدكم بكثرة أتباعه ولا بكثرة أمواله ولا بأنه على الحق وغيره على الباطل .. عاقبة الكبرياء وخيمة ، ويكفي قوله تعالى في الحديث القدسي : "الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني فيهما قصمته ولا ابالي" .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا