×

أصبح من أكثر البرامج انتشاراً في العالم.. الـواتس آب يغزو حياة الناس

التصنيف: تكنولوجيا

2015-02-11  08:19 ص  1115

 

 

بقلم ثريا حسن زعيتر

خرق الـ «واتس آب» خصوصية المواطنين في لبنان كما في مختلف دول العالم... وهو من أكثر البرامج انتشاراً في العالم، إذ يقدّم خدمات بسهولة فائقة في التواصل، ويؤمّن إجراء محادثة مباشرة مع جهات الاتصال بشكل دائم، لكنه تحوّل إلى سلاح ذي حدّين مع انتشار كثرة المجموعات الإخبارية، فباتت له جوانب إيجابية وأخرى سلبية، رغم تزايد عدد مستخدميه من جميع الفئات والأعمار، حتى وصل إلى الآباء والأمهات كما كبار السن...
وقد أتاح الـ «واتس آب» التشارك بالمعلومات والتفاعل وصناعة الأفلام الخاصة أو البرامج الفنية لإبراز مفهوم جديد يُعرَف بـ «المواطن الصحفي» أو «الإعلام البديل»، وصولاً إلى الحوار التفاعلي الذي يُبنى على جدار الشاشات التي تسمح بتبادل المحتوى.. كما تحوّلت مجموعات الـ «واتس آب» من وسيلة للتواصل الاجتماعي إلى ما يشبه «الوكالة الإعلامية»، والمجموعات العائلية، حيث بات الكثير من المواطنين يعتمدون عليها في تلقّي الأخبار، بل ينتظرون رنّة الهاتف لمعرفة الأخبار الجديدة والعاجلة... حتى إنّها باتت تنقل الأخبار لحظة حدوثها.. لكنها في بعض الأحيان بدأت تنحرف عن أهدافها عبر تركيب صور «فوتوشوب» لبعض الأحداث، وتسبّب إزعاجاً من كثرة «الدردشات» أو المساهمة بتوتير الأجواء عبر نشر الشائعات غير المسؤولة، أو تظهير الاختلاف السياسي لتُطيح بمبدأ عدم تقبّل الآخر في ظل غياب أي رقابة أو مسؤولية في عمليات النشر...
وقد تفشّت ظاهرة «المجموعات الإخبارية» بين جيل الشباب خصوصاً، وبين المتابعين السياسيين والناشطين الإعلاميين في صيدا والجنوب نتيجة الأوضاع السياسية المتوتّرة والأحداث الأمنية بهدف معرفة كل جديد وطارىء، يعزّزها حرص بعض المحطّات الفضائية والمحلية على بث الأخبار العاجلة عبر «الهواتف»...
«لـواء صيدا والجنوب» يسلّط الضوء على مجموعات الـ «واتس آب» بشقّيها السلبي والإيجابي، وتأثيرها على حياة أبناء صيدا والجنوب...

تنظيم... وشائعات
في إطار تنظيم عمل «النت» بشكل عام... في السابق اتّخذ «مجلس الأمن الفرعي» في الجنوب قراراً من أجل قوننة وضعية المحلات التي تقدّم خدمة الإنترنت بهدف مراقبتها ومعرفة مرتاديها تحسّباً لأي حوادث أمنية، أما اليوم فإنّ المطلوب سواء من الأجهزة الأمنية والرسمية أو النقابات الإعلامية القيام بخطوات تنظِّم عمل النت والمجموعات إذا أمكن، كي لا تكون سبباً إضافياً في توتير الأجواء ونقل الشائعات والأخبار غير الصحيحة، والتي تؤدي إلى مشاكل وفِتَن كثيرة.
{ ولا يُخفي أحد المشرفين على مجموعة إخبارية حصول إزعاج وبث شائعات، لكن سرعان ما تعود وتتوضّح، غير أنّ فائدتها أكثر من ضررها، لأنّها تُبقي المرء على تواصل مع الأحداث والتطوّرات في بلد مثل لبنان، كل ساعة، بل كل دقيقة فيه حدث خطير قد ينعكس على حياتنا اليومية، كذلك تكمن المشكلة في توزيع الأخبار دون التأكد من دقّتها من مجموعة إلى أخرى، وكأنّنا نريد أنْ نسجّل سبقاً صحفياً، ما يسبّب الإرباك والفوضى، فيما تقع صدقيّة الأخبار على عاتق المشرف، وفي إدارتها وتنظيمها، لأنّها في بعض الأحيان تضمُّ أشخاصاً من اتجاهات سياسية مختلفة، كل واحد يحاول أنْ يضخ الخبر الذي يريد من وجهة نظره، وأحياناً نقع في مغالطات، وأحياناً أخرى نكشف حقيقة الأخبار، وحيناً ثالثاً نصحّح الشائعات، وفق الحدث وأهميته ومدى ارتباطه بالمواطنين أنفسهم.
{ بينما يؤكد علي وهبي أنّه «مع ظهور المجموعات أخذت الشائعات بالسيطرة على المشهد اليومي، فبات المزاح فيها نوعاً من ثقافة المرح، فهذا يرسل أنّ فلاناً مات بحادث ويصوّر جثّته، وآخر يؤكد حصول انفجار أو تفجير، وثالث يمرّر أخباراً يؤكدها وينسبها لإحدى الصحف وهي كاذبة، وبالإضافة للإشاعات المغرضة الخطرة والشحن المذهبي والتحريض وسواها، فباتت غير محبّبة كثيراً خلافاً لما كانت عليه في السابق».
مشاكل وخلافات
وكثيراً ما سبّب الـ «واتس آب» ومتابعة «المجموعات الاخبارية» مشاكل عائلية، حيث أثّر سلباً على العلاقات الاجتماعية، فاستخدامه لفترات طويلة يقلّص من الأوقات التي يقضيها مع أسرته، ويترتّب على ذلك إهماله للواجبات الأسرية، وإهماله لزوجته أو إهمال المرأة لبيتها وزوجها وأولادها، إلى جانب مشاكل حركة المرور، حيث يقود الإنسان سيارته وهو مشغول في الدردشات، وينسى نفسه ويعرّض نفسه والآخرين للخطر، وهناك مشاكل دراسية، واجتماعية لا حصر لها.
{ ويشدد محمد حجازي على «أنّ استخدام هذه البرامج يجب أنْ يكون مفيداً، بعيداً عن المحظورات كالصور الإباحية، والمواقع المشبوهة، والنكت المخلّة بالأدب لأنّه يفقد الوجه الإيجابي فيه، ويتحوّل إلى خطر اجتماعي».
تشغيل دائم
{ ويُعيد الناشط الجنوبي محمد الحسيني الإقبال على استخدام الـ «واتس آب» إلى «كونه برنامجا خاصا للتواصل الفوري، وقد حلَّ محل الرسائل النصية القصيرة، وسبب شهرته هو أنّه يستطيع الربط بين جميع المواطنين بمجرّد حفظ أرقامهم، ولأنّه يعمل على الكثير من الهواتف مختلفة الأنظمة، وما يميّزه هو أنّ تكلفة المراسلات النصية فيه منخفضة جداً وتكاد لا تُذكر، مقارنةً مع تكلفة الرسائل النصية التقليدية، إضافةً إلى إرسال الملفات والوجوه التعبيرية، ناهيك عن كونه يمكِّن المواطن من الدردشة النصية مع الناس الذين يعرفهم جيداً، وهنا تكمن المشكلة بطريقة «التشغيل الدائم» ما يُفقِده الخصوصية».
ويضيف حسين كحيل بأنّ «المجموعات من أعظم الحالات، تبدو في ظاهرها جيدة، وأنّها أداة للتواصل الاجتماعي ومعرفة الأخبار وخاصة العاجلة منها، لكن الحقيقة غير ذلك، حيث يُضاف الشخص في كثير من الأحيان دون سابق إنذار إلى مجموعة، فيخجل من أنْ ينسحب منها لوجود رابطة قرابة أو صداقة قوية تجمعه بأعضائها، ما يوقعه في حرج كبير، ولكثرة المجموعات والدردشات التي تُجرى داخلها، ناهيك عن الأخبار، يصبح جهازه «صافرة إنذار» لا تتوقّف عن الانطلاق، ما يضطره إلى وضع جهازه في حالة «صامت» دائماً، حتى لا يتسبّب في الإزعاج... فانسحبتُ من معظمها معتذرا

اللواء

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا