×

مراكز التجميل ظاهرة تنتقل من نساء لبنان الى فتياته الصغيرات

التصنيف: أمن

2009-10-12  08:33 م  7065

 

لم تتجاوز اللبنانية ميا السابعة من عمرها، الا انها تعرف تماما ماذا تريد: تقليم اظافر اليدين والقدمين باللون البنفسجي، ثم قناع من الشوكولا للوجه الصغير، "لكي يعطيني ملمسا ناعما"، على حد قولها.

وتقول ميا بينما تعمل اختصاصية في التجميل على مد الشوكولا على وجهها في مركز تجميل خاص بالاطفال في بيروت، انها تريد ايضا ان تسرح شعرها وتزينه بنجمة ذهبية.
والمركز هو احد اربعة مراكز افتتحت اخيرا في لبنان للعناية بالاطفال فقط ويقع في الاشرفية في شرق بيروت. وكما كل شيء في لبنان لا سيما في مجال التجميل والموضة، تنتشر الظاهرة سريعا.

ويكلف قناع الشوكولا الذي يوضع لميا 15 دولارا. حولها تقوم صديقاتها اللواتي انتهين للتو من تسريح شعورهن، بغمس اصابعهن في المزيج الشهي ثم يتذوقنه.

وقد ارتدت الفتيات اللواتي تراوح اعمارهن بين خمسة اعوام وأحد عشر عاما، فساتين زهرية اللون، واخترن الوان الزهري والبنفسجي والازرق لطلاء اظافرهن، وجلسن في مقاعد ملونة لماعة ينتظرن دورهن.

وتقول مايا هلال (34 عاما)، صاحبة مركز التجميل "ليس في الامر مبالغة في الدلال او افساد للفتيات. انها مسألة الاهتمام بنظافتهن والشعور بالثقة".

ومايا هلال متخصصة في تصميم الاعلانات، وقد انشأت صالون التجميل بالتعاون مع شقيقتها عندما لاحظت ان ابنتها التي تبلغ السابعة بدأت تهتم بمظهرها الخارجي.

وتوضح "بدأت اشعر بأن دور التجميل الخاصة بالبالغين ليست مناسبة للاطفال ولا سيما البنات، لا على صعيد الالوان ولا العناية. فخطرت لي الفكرة، لم لا ابحث لهن عن مكان جميل ملون مناسب لأعمارهن يشعرهن بالسعادة ويريحهن؟".

في مركز آخر في المدينة، أنهت هنا (6 اعوام) تسريح شعرها والتبرج وتلوين اظافرها. وتقول وهي تتأمل نفسها في المرآة انها المرة الاولى التي تأتي الى مثل هذا المركز. وتضيف: "اردت ان اكون جميلة اليوم. رأيت الاعلان عن المكان في مجلة وطلبت من والدتي اصطحابي الى هنا".

وتقول اختصاصية التجميل راغدة شومان (19 عاما) ان اعمار البنات اللواتي يأتين إليها لهذا الغرض تراوح بين الرابعة والسبعة عشر، والقاسم المشترك بينهن انهن يردن الظهور بمظهر "الاميرات".

وتضيف: "يعشقن تدليك القدمين وتقليم الاظافر، وتعجبهن فكرة ارتداء الفساتين الزهرية اللون خلال العناية بهن. يشعرن بأنهن مميزات وبالغات".

ولا توجد احصاءات رسمية عن رقم الاعمال الذي تحققه صناعة التجميل في لبنان، الا ان ازدهار هذا القطاع على نطاق واسع يؤشر الى انها مربحة جداً.

في صيف 2009، ساهمت وزارة السياحة في الترويج للجراحة التجميلية في لبنان التي باتت تستقطب اشخاصاً من دول عدة يسعون الى الحصول على عمليات ناجحة وبكلفة مقبولة نسبياً.

وتجمع التحليلات الاقتصادية على ان لبنان لم يتأثر فعلاً بالازمة الاقتصادية العالمية.

واللبنانيات في اي حال لم يقلصن مصاريفهن في مجال التجميل والعناية ببشرتهن، ويتزايد عدد اللبنانيين الذين يحذون حذوهن.

ولعل اكثر صورة معبرة عن المرأة اللبنانية هي تلك التي التقطها المصور الاميركي سبنسر بلات لامرأة بكامل اناقتها وجمالها تقود سيارة فخمة وسط الركام في ضاحية بيروت الجنوبية التي دمرتها الغارات الاسرائيلية في صيف 2006. وفازت الصورة بجائزة عالمية في تلك السنة لكونها نجحت في التقاط "التناقضات في الحياة الواقعية وتعقيدها" في لبنان.

وفي بلد تتلاحق فيه الأزمات السياسية وغالباً الأمنية، بات الانفاق على مسائل التجميل والعناية بالبشرة والاظافر والجسد جزءاً من الحياة اليومية للبنانيات، لا يتأثر بأيّ ازمة ولا بأيّ ظرف عام.

وتؤكد هلال وشومان ان تلقين الاطفال القواعد الاساسية في الامور الجمالية في سن مبكر، امر جيد. وتوضح هلال "أتلقى الكثير من ردات الفعل الايجابية بسبب نظرة المجتمع الى هذا الموضوع. الجميع يريدون ان يظهروا بمظهر حسن وأن يهتموا بأنفسهم".

وتضيف: "الفتيات بشكل خاص يردن الظهور بمظهر جميل"، غير ان البعض يخشى تأثير ذلك سلباً على الاطفال.

وتقول الاختصاصية في علم الاحياء في جامعة بريتيش كولومبيا في الولايات المتحدة هبا مرقس "أعتقد ان هذا يجذر الفكرة لدى الفتيات اللواتي يلجأن الى هذه العناية بأنها حاجة ماسة، ومن دونها يفقدن الثقة بأنفسهن".

وتضيف: "قد يكون الهدف من ذلك محاولة التمثل بطبقة اجتماعية اعلى او تحضير الفتيات ليكن عروسات مستقبليات".

وتعتبر أن "على الفتاة في هذه الحالة ان تعتمد المعايير السائدة: تسريح الشعر، تقليم الاظافر.. التحول الى فتاة نموذجية للزواج. وتعمل الامهات على تحضير بناتهن في هذا السباق لنيل اعجاب الرجل والفوز به كزوج".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا