×

نص الحوار في مقابلة مع «سي نيوز الحريري أرغب في لبنان مستقرّ لا ساحة دماء ولدينا دعم أميركي وأوروبي

التصنيف: مواضيع حارة

2017-11-28  11:05 ص  1255

 

أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أنه يريد البقاء في منصبه «اذا كان الحوار الذي نجريه مع رئيس الجمهورية مجدياً»، مشيراً الى أن «لبنان يحتاج إلى من يجمع صفوف مواطنيه، وخلال العام الذي شغلت فيه منصب رئيس الوزراء جمعت اللبنانيين». وأوضح أنه يرغب في «أن يكون لبنان مستقراً وألا يكون ساحة دماء وبالصورة التي يطمح إليها اللبنانيون»، معتبراً أن استقالته «كانت صدمة إيجابية لكي نظهر للأحزاب السياسية أن لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة، من دون أن ينظر حوله، فهو لديه حلفاء ودول عليه أن يحترمها».

وشدد على وجوب «أن نعرف أن المشكلة التي لدينا في لبنان هي أن هناك نقاشاً كبيراً في الدول العربية لأن لدينا حزباً سياسياً يسمى حزب الله وإيران أيضاً يتدخلان في شؤون الدول العربية جميعها. ونحن في لبنان لا يمكننا اعتماد سياسة تعرض هذه الدول للخطر»، لافتاً الى أن الحياد هو «ألا يقوم حزب سياسي في حكومتي بالتدخل في شؤون دول عربية ضد الدول العربية الأخرى. وأنا أنتظر من حزب الله الحياد الذي اتفقنا عليه في الحكومة وأن يطبق البيان الوزاري الذي أقريناه في البرلمان، حيث قلنا إننا نريد مصالح الدول العربية جميعها».

ورأى أن «لبنان لا يمكن أن يحل مسألة حزب الله، وهي مسألة إقليمية، لأن الحزب موجود في لبنان وسوريا والعراق وفي كل مكان وهذا بسبب إيران. إنه حل سياسي إقليمي عليه أن يحصل»، معرباً عن معارضته بالكامل لـ «ما يقوم به حزب الله سياسياً، لكن هناك مصالح اللبنانيين. وعليّ أن أعمل وأتفق مع الأحزاب السياسية جميعها لكي أضع لبنان على الطريق السليم وعندها سيضعف نفوذ الجميع، وأنا أيضاً سيضعف حزبي السياسي». ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنه «رجل إصلاح كبير جداً، ويعرف ما الذي يريده من بلاده، ويريد حقاً استقرار لبنان»، مؤكداً أن «لدينا دعم الأميركيين وأوروبا بأسرها، وألمانيا بطريقة كبيرة جداً وروسيا. الجميع يدعمنا ويريد الاستقرار لبلدنا، وكذلك المملكة العربية السعودية».

كلام الرئيس الحريري جاء في المقابلة التي أجراها أمس مع محطة «سي نيوز» الفرنسية، والآتي نصها:

] أشكرك على استضافتي في منزلك في بيروت، أرغب في القول بكل حرية هذه المرة؟

- أجل، دائماً.

] عاش اللبنانيون والعالم بأسره ثلاثة أسابيع من القلق مع غيابك الطويل ومع استقالتك المفاجئة والتي لا سابق لها أيضاً، بالنسبة إلى رئيس وزراء في الخارج. كما عشنا عودتك كمنتصر. هذا المساء ألا تزال رئيس وزراء لبنان؟

- نعم، لا أزال رئيس الوزراء الذي يمارس صلاحيته.

] أي لفترة محددة أم مع الرغبة في البقاء والاستمرار؟

- إن كان الحوار الذي نجريه مع رئيس الجمهورية مجدياً، فأجل، بالطبع.

] لدى عودتك إلى بيروت قلت إنك اقترحت على رئيس الجمهورية ميشال عون استقالتك فطلب أن تعلّقها. هل هذه طريقة لتأخيرها؟ أم أن سعد الحريري لن يستقيل؟

- أنا أودّ أن يكون استقرار لبنان هو الأولوية بالنسبة إلى الجميع. وبالنسبة إليّ، حين طلب مني رئيس الجمهورية أن أعلّق استقالتي أجبته بأنه يجب التوصل إلى حل بعض المشكلات، ونحن الآن نقيم حواراً، لكنني أريد البقاء.

] تريد البقاء في منصبك رئيس وزراء لبنان؟

ـ أجل.

] بعد كل ما عشته؟ لو سمحت لي أتملك في نفسك الطاقة وقوة الشخصية والعزم لكي تبقى رئيساً للوزراء هنا؟

- بالنسبة إلي نتائج المشاورات مهمة جداً في نظري. أريد أن يكون لبنان مستقراً وألا يكون ساحة دماء وأودّ حقاً أن يكون لبنان بالصورة التي يطمح إليها اللبنانيون.

] لكن هذه التجربة المؤلمة التي عشتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ألم تحبطك بالنسبة إلى شغل منصبك؟

- كلا، مطلقاً. يعرف الجميع في لبنان أنني متفائل دائماً. متفائل ضمن عائلتي وفي السياسة.

] لكن هل هذه رغبتك وطموحك؟ أم أنك تشعر أنه واجب بالنسبة إلى اللبنانيين اليوم إن كنت أنت تجسّد ما هو لبنان؟

- في نظري، أعتقد أن لبنان يحتاج إلى من يجمع صفوف مواطنيه. وخلال العام الذي شغلت فيه منصب رئيس الوزراء جمعت اللبنانيين. إن كل ما حصل والطريقة التي التف اللبنانيون فيها من حولي يظهر ربما أني رمز الاستقرار، وأعتقد أن واجبي أن أُحل ذلك الاستقرار في لبنان.

] هل تفاجأت من قلق ومن إحاطة اللبنانيين لك؟ لأنه يجب الاعتراف أنهم شعروا بالقلق في الأسابيع الثلاثة الماضية؟

- تأثرت بعاطفة الناس. لقد تأثرت حقاً وأعتقد أن واجبي يقضي بتحقيق ما يريده اللبنانيون.

] لكنهم شعروا بالإذلال حين لم تكن هنا، شعروا بالإذلال وبالغضب لأنهم خافوا أيضاً من اندلاع الحرب؟

- أجل، خافوا من الحرب لأنها كانت استقالة مدوية. ولكن بالطريقة التي أرى بها الأمور، كانت صدمة إيجابية لكي نظهر كذلك للأحزاب السياسية أن لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة، من دون أن ينظر حوله. فهو لديه حلفاء ودول عليه أن يحترمها.

] منذ عودتك إلى بيروت، أتى اللبنانيون ليعبّروا عن دعمهم لك بحشود غفيرة، فأنت تجسد في نظرهم مستقبل لبنان، لكن هل ستستطيع القيام بذلك؟

- أعتقد أننا كلبنانيين إذا عملنا جدياً وقمنا بما علينا القيام به من أجل البلد، فإننا سننجح. لدينا الكثير من الحلفاء والأصدقاء في العالم وأعتقد أنه يمكننا تحقيق الكثير.

] حين كنت غائباً في الرياض، هل كنت أنت من رغب في تقديم استقالتك؟

- أردت أن أحدث صدمة إيجابية. أردت أن أقوم بشيء من أجل البلد. نحن في فترة عصيبة جداً حيث كل المنطقة تحترق، وما أريده أنا هو العمل على إحلال الاستقرار في لبنان.

] ولكن هل أنت من اتخذ القرار أم أنه طلِب منك أن تستقيل؟

- تعلمون أن لدينا الكثير من المصالح مع العديد من الدول والمملكة العربية السعودية هي إحدى هذه الدول، وأنا أعتقد أن المشكلة التي لدينا مع دول الخليج هي مشكلة حقيقية بالفعل، وأرى أن هذه الصدمة الإيجابية التي أحدثتها يمكنها أن تحسن أداءنا مع حلفائنا.

] إذاً أنت تقول إنها كانت استقالة حقيقية ومزيفة في آن، للفت انتباه العالم إلى ما يحصل في المنطقة من مخاطر الحرب؟

- أعتقد أنها كانت طريقة للقول للناس في لبنان إن هناك مشكلة حقيقية وكبيرة لا أحد يعترف بها.

] إذاً طلبوا منك أن تستقيل؟

- تحدثنا كثيراً عن هذا لكنني لا أريد القول إنني أرغمت، كلا. أنا من استقلت.

] هل أنت من كتب خطاب الاستقالة؟

- نعم نعم. ولكن يجب أن نعرف أن المشكلة التي لدينا في لبنان هي أن هناك نقاشاً كبيراً فعلاً في الدول العربية لأن لدينا حزباً سياسياً يسمى «حزب الله» وإيران أيضاً يتدخلان في شؤون الدول العربية جميعها. ونحن في لبنان لا يمكننا اعتماد سياسة تعرض هذه الدول للخطر. لذا علينا أن نكون واضحين وإلا سنعرّض أنفسنا لقطيعة مع دول الخليج.

] ما الذي لاموك عليه هناك؟

- لم يلوموني علي شيء.

] ألم يقولوا إن لبنان ضعيف جداً تجاه «حزب الله» أو أمام إيران؟

- هذا أمر يقولونه كل يوم. فمنذ أسبوع أصدرت الجامعة العربية قراراً سيرفع إلى الأمم المتحدة مفاده أن «حزب الله» مسؤول عن الاعتداءات التي تحصل في العالم العربي.

] حين كنت هناك، هل تفاجأت بما حل بك؟ هل شعرت بالقلق لبعض الوقت؟

- كلا. أنا ذهبت إلى هناك لتحسين العلاقات. وحين رأيت أننا نواجه مشكلة كبيرة جداً مع الخليج، كان عليّ أن أحدث صدمة إيجابية. أما بشأن ما حصل هناك، فإن العديد من القصص خرجت في هذا الشأن، لكنني أحتفظ بذلك لنفسي.

] حين تقول أحتفظ به لنفسي، هل هذا يعني أن هناك معاناة شخصية؟

- لا أود الخوض في كل هذه التفاصيل، ما يهم هو استقرار لبنان وكيف أتوصل إلى ذلك الاستقرار.

] سنرى ما معنى استقرار لبنان، ولكن حين كنت في الخارج هل كنت على اطلاع على الدعم الذي تحصده في بلدك حول شخصك؟

- بالطبع، بالطبع، كنت أشاهد ذلك على التلفزيون، كانوا يتصلون بي وكنت أرى الناس.

] في فرنسا أولاً؟

- بالطبع.

] في لبنان وفي فرنسا؟

- نعم طبعاً.

] قبل مغادرتك الرياض، التقيت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هل تعتبره رجل إصلاح كبيراً في المستقبل بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية؟

- إنه رجل إصلاح كبير جداً، وشخص يعرف ما الذي يريده من بلاده، هو يريد أن يكون الشباب ممثلاً في كل أنحاء المملكة العربية السعودية، وهو يجعل الإسلام معتدلاً كما عرفناه في السابق، لأن الإسلام هو دين اعتدال وليس دين تطرّف.

] نعم ولكن يجب إظهار ذلك. الأمير محمد بن سلمان يريد إذاً إسلاماً معتدلاً وهو كرر ذلك، وبالأمس سمعته يقول مع عدد من الدول العربية إنه يجب القضاء على التهديد والتطرف الإرهابي. هل تصدق هذا الأمر شخصياً؟

- أجل، بالطبع، فحين ترى ما الذي يفعلونه في المملكة العربية السعودية ستفهم ذلك.

] لأنك رأيت ما الذي يفعلونه في المملكة العربية السعودية؟

- لوقت طويل قيل إن النساء لن يتمكنّ من قيادة السيارات في المملكة العربية السعودية، وحالياً واعتباراً من شهر حزيران سيتغير ذلك بالكامل. هو يقوم بما في وسعه لكي ينفتح البلد. لم يكن هناك سينما، وستكون هناك دور سينما.

] إذاً، هل تصدقه؟

- أجل، لأنني أرى ما الذي يفعله.

] هل قابلته مراراً أو لمرة واحدة قبل المغادرة؟

- لمرة واحدة.

] قبل المغادرة؟

- أجل، أجل. كان اجتماعاً جيداً جداً، فقد اتفقنا على عدد من الأمور المفيدة بالنسبة إلى البلد وأعتقد أنه يريد حقاً استقرار لبنان.

] يقال إن هناك أشخاصاً يحيطون به وهم يريدون الحرب. هل يريد هو الحرب؟

- لن أدخل في هذا النقاش. لكل منا مستشاروه وأنا لديّ مستشارون، وهناك المتشددون جداً بخصوص بعض السياسات.

] ولكنك تؤكد أن البعض من حوله قد يرغبون في الحرب؟

- لا أؤكد أي شيء.

] لكن هل يمكن للأمير محمد بن سلمان أن يتفق مع لبنان مستقر ومع رئيس وزراء يريد أن يكون حيادياً؟ هل بوسعه أن يقبل بـسعد الحريري حيادياً؟

- بالطبع. الأمر الوحيد الذي علينا معرفته هو أننا كلبنانيين نريد علاقات جيدة مع محيطنا.

] مع محيطكم بالكامل؟

- الدول العربية هي جزء من تلك الجامعة العربية، وبما أننا عضو في الجامعة العربية فإن علينا إقامة العلاقات الجيدة جداً مع الدول العربية.

] ولكن بدون الخضوع أمام مجمل الدول العربية ولا أمام هذا أو ذاك؟

- بالطبع. بالنسبة إلينا مصلحة لبنان هي الأهم ولاحقاً يأتي أي شيء آخر.

] هناك اليوم 300 ألف لبناني يعيشون في المملكة العربية السعودية ويحوّلون أموالهم إلى هنا؟

- هذا صحيح. ولدينا الكثير من الصادرات إلى المملكة العربية السعودية والكثير من العلاقات الاقتصادية معها.

] كنت تطالب ولا تزال بحوار بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة. حالياً يجري الرئيس عون الاستشارات وكذلك أنت، وقد استقبلت شخصياً الكثير من الأطراف، ماذا تنتظر أن يتم إبرام اتفاق معك أو أن يكون هناك إعلان مشترك بأن يدعم الجميع سعد الحريري؟

- كلا، لا يتعلق الأمر بـسعد الحريري. بالنسبة إليّ إنه حياد لبنان حيال الأزمات كلها التي تجري في المنطقة.

] ما هو الحياد في نظرك؟

- لا أريد أن يقوم حزب سياسي في حكومتي بالتدخل في شؤون دول عربية ضد الدول العربية الأخرى.

] أي أن «حزب الله» الموجود في حكومتك يدعم إيران ويتسبّب بالفوضى في دول أخرى بما فيها المملكة العربية السعودية؟

- أجل، إن أردنا الحياد ومصلحة لبنان. الأمر نفسه إن حصل ذلك في فرنسا أو في أي دولة أخرى.

] لكن «حزب الله» نافذ جداً في لبنان، فهل تطلب منه أن يخفف من طمعه من أجل مصلحة لبنان؟

- بالطبع.

] ماذا تطلب منه هذا المساء وما الذي تنتظره منه؟

- أنتظر منه الحياد الذي اتفقنا عليه في الحكومة وأن يطبق البيان الوزاري الذي أقريناه في البرلمان، حيث قلنا إننا نريد مصالح الدول العربية جميعها. لا يمكننا قول شيء وفعل عكسه.

] المعروف أن رئيس الجمهورية ميشال عون مقرّب من «حزب الله»، هل يمكنه أن يوافق على سياستك وأن يطلب إلى الحزب الهدوء؟

- رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان. لعل لديه علاقة مع «حزب الله» لكنه يريد مصلحة لبنان. لديه علاقات طيبة معي، ولكني إن قمت بأي أمر ليس في مصلحة لبنان فسوف يقول ذلك لي ببساطة. أنا واثق بأن رئيس الجمهورية سيحرص على مصلحة لبنان في هذه القضية.

] ميليشيا «حزب الله» المسلحة والموجهة من قبل إيران تعود حالياً من سوريا حيث حاربت، ويقال إنها قد تتواجد أو أنها موجودة في اليمن. إن كانت كذلك، هل تطلب منها الخروج؟

- بالطبع.

] الآن... كيف تقول هذا؟

- إن أردنا ممارسة سياسة الحياد لا يمكننا القبول بحزب سياسي يتدخل في اليمن ضد المملكة العربية السعودية.

] هذا يعني أنك تقول لهم إن كنتم هناك اخرجوا؟

- بالطبع.

] وإن كنتم لم تذهبوا إلى هناك بعد فلا تفعلوا؟

- لا يجب الذهاب إلى هناك، وقد صرح الأمين العام لـ «حزب الله» بأنه ليس لديه مقاتلون هناك.

] أتصدقه؟

- بالنسبة إلى مسألة المقاتلين، نعم أصدقه.

] هل «حزب الله» الذي تنظر إليه دول عديدة نظرة سيئة ومنها إسرائيل التي خافت منه دائماً وشنت حرباً ضده في العام 2006، هل هو قوي بما يكفي اليوم لشن حرب أو لمواجهة حرب ما؟

- الحروب لا تنجح في لبنان. في العام 2006 شنت إسرائيل حرباً دمرت البلاد وكلفتنا ما لا يقل عن 10 مليارات دولار والمملكة العربية السعودية ساعدت لبنان وأعادت إعمار جنوب لبنان. لقد شنت إسرائيل حربها في العام 2006 معتقدة أنها ستقضي على «حزب الله». بعد 11 عاماً بات «حزب الله» أقوى بعشرة أضعاف فهل تنجح الحروب؟ على الإسرائيليين أن يعرفوا ذلك.

] ولكن في الوقت نفسه هل يمكن القول لـ «حزب الله» أن يتوقف عن استفزاز إسرائيل؟

- أين يستفزها؟ أتعلم أن كل يوم هناك طائرات حربية إسرائيلية تنتهك الأجواء اللبنانية؟

] ولكن هناك قاعدة صواريخ لــ «حزب الله» ضد إسرائيل في بلدك؟

- أجل لكن لا يمكن لـلبنان أن يحل مسألة «حزب الله»، وهي مسألة إقليمية، لأن «حزب الله» موجود في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي كل مكان وهذا بسبب إيران. إنه حل سياسي إقليمي عليه أن يحصل.

] لكنه حل إقليمي بنتائج عالمية؟

- بالطبع.

] هل تقول هذا المساء احموا لبنان لأن هذا يعني ردع رغبة إيران في غزو المنطقة وربما إلى أبعد منها؟

- أجل، هذا قد يردع تدخل إيران في المنطقة بالطبع.

] أتقول إن هذا يعنينا جميعاً أم الأطراف الإقليمية؟

- كلا، هذا يعنينا جميعاً. إن أردنا ممارسة سياسة تفيد المنطقة فعلينا ممارسة سياسة لا تقوم على التدخل. انظر إلى عدد الحروب التي نشهدها في المنطقة، في سوريا، في العراق، في ليبيا، في اليمن.

] ولا تريد حرباً مماثلة هنا؟

- لا نريد أي حرب هنا. ولهذا السبب نسمّي هذا «الـنأي بالنفس».

] ألا تستغرب أن المملكة العربية السعودية تتفق بأفضل شكل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومع إسرائيل؟

- هناك الكثير من الشائعات في هذا الشأن وأنا لا أعرف شيئاً عن ذلك.

] في مجال الخصومة بين المملكة العربية السعودية وإيران لبنان يريد أن يحظى بالسلام وأن يكون في منأى عن ذلك؟

- يريد أن يكون في منأى عن ذلك كله.

]ما الذي يجري بينك وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ لماذا قرر التدخل بحزم وبنشاط لكي يخرجك من الموقف الذي كنت فيه؟

- أعتقد أن علاقة شخصية جيدة تربطني بالرئيس ماكرون نظراً الى العلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا، ولبنان هو دولة فرنكوفونية أيضاً. لذا يرغب الرئيس ماكرون في الاستقرار في لبنان ولا يريد الحرب ولا زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأعتقد أنه أمر في مصلحة لبنان والعالم بأسره، خصوصاً وأن لدينا 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان إضافة إلى 300 ألف فلسطيني، أتتصور ماذا قد يحدث لو حصل اضطراب كبير؟.

] ألا تريدون ترحيل السوريين إلى أوروبا أو إلى ديارهم حالياً؟

- لا نقول لأحد ألا يعود إلى بلده، بوسعهم العودة إن أرادوا ذلك، لكننا لن نطردهم أبداً. في الوقت نفسه إنهم هنا ونريد التوصل إلى حل لهم.

] هل كان من المهم أن يقوم إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا بدعوتك مع عائلتك إلى باريس حين كنت هناك؟

- سررت جداً برؤيته.

] أكثر من ذلك، هل كان ذلك مهماً؟

- أجل، كان ذلك مهماً جداً بالنسبة إلى لبنان كبلد، فالتاريخ بين لبنان وفرنسا تاريخ قديم جداً.

] أجل، لكن أبعد من هذا... هذا كلاسيكي وتقليدي؟ هل هناك بعد شخصي لعلاقتكما؟

- كلا، هذا سياسي أيضاً. فرنسا تعبّر عن أهمية مصالحها مع لبنان وتريد أن تكون تلك المصالح مستقرة، وهذه هي السياسة.

] لماذا تقول إن ما قام به مدهش؟ أو أنه كان مدهشاً؟

- لأنه عمل ليلاً نهاراً وحتى حين عدت إلى لبنان وحين كنت في باريس والقاهرة، كنا نقوم بالمتابعة دائماً للتوصل إلى استقرار لبنان.

] إذاً هو حمى لبنان. ولكن هل يمكن القول إنه أنقذك أيضاً؟

- كلا، لقد حمى لبنان.

] ولكنه أنقذك؟

- لقد حمى لبنان وحرص على دعمه بشكل متواصل. وهو يريد أن يكون لبنان مستقراً.

] هل تشعر بالحقد تجاه المملكة العربية السعودية؟

- لا، بالطبع كلا!.

] وهل يمكنك الذهاب إلى هناك في أحد الأيام، وقريباً؟

- بالطبع، عائلتي تعيش في المملكة. زوجتي في باريس اليوم ولكنها ستعود بعد أيام قليلة إلى السعودية.

] الرئيس ماكرون وعقيلته استضافا مؤخراً زوجتك وابنيك الآتين من السعودية وهم سيعودون إليها. هل تتصلان ببعضكما البعض كثيراً؟ هل تخبران بعضكما ما تقومان به؟ أهي أحاديث حول الشؤون اللبنانية الداخلية والعالمية؟

- هذا سر من أسرار الدولة.

] هل أخبرك مثلاً ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ هل لديك دعم دونالد ترامب؟

- أجل، لدينا دعم دونالد ترامب. لدينا دعم الأميركيين وأوروبا بأسرها، وألمانيا بطريقة كبيرة جداً وروسيا. الجميع يدعمنا ويريد الاستقرار لبلدنا. والمملكة العربية السعودية تريد استقرار لبنان.

] وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي استقبلك بحرارة. ما الذي يقولونه لك؟ ابقَ أم ارحل؟

- كلا، كلا، ابقَ. لماذا قد يقولون لي أن أرحل؟ هم يريدون أن ينعم لبنان بالاستقرار. أنا أنتهج سياسة لجمع اللبنانيين وهذا ما يهم في لبنان. لبنان هو بلد تناقضات في المجال السياسي، ونحن نحتاج إلى شخص كالرئيس ميشال عون الذي يجمع الجميع ورئيس وزراء يتفق دائماً مع رئيس الجمهورية ويكون جامعاً أيضاً. لهذا السبب علاقتنا ناجحة.

] إذا وافقت إيران و«حزب الله» على التوازن السياسي الجديد الذي تقترحه، فهل ستبقى؟

- أجل، بالطبع.

] لكن إن رفضتا، هل سترحل؟

- أجل. لا أريد الرحيل، لكن أظن أنه سيكون من أجل مصلحة لبنان. أعتقد أن «حزب الله» يجري حواراً إيجابياً جداً. لا أريد التطرق إلى الأمور السلبية وإلى ما سأفعله.

] هل تعتقد أن إيران و«حزب الله» قد فهما؟

- كلا، هذا ليس ما في الأمر. إنهما يعلمان أنها ليست رسالة من الخليج، إنها مصلحة لبنان الحقيقية. علينا أن نبقى على حيادنا في المنطقة.

] وإن بقيت هل ستواصل كما في السابق مع الحكومة نفسها ومع الأشخاص أنفسهم أم أنك ستقوم بتغييرات وبتعديلات؟

- لعلنا سنجري تعديلات، سأقرر ذلك مع الرئيس عون.

] في الأيام المقبلة؟

- في الأيام المقبلة.

] وهل ترغب في التعديل؟

- ربما.

] وإعادة التوازن؟

- أجل، أجل.

] ولكن ما هي إعادة التوازن الحكومي مع الضغط من الجميع؟

- لن أتطرق إلى ذلك ولكن هذا لمصلحة إنجاز الأعمال بسرعة أكبر.

] يقال إن هناك الانتخابات في أيار 2018، هل يمكن أن تقرر إجراءها قبل ذلك الموعد؟

- أجل لمَ لا؟ ولكن علينا الحصول على موافقة الأحزاب جميعها. لا مشكلة لديّ إن جرت الانتخابات قبل موعدها.

] إيمانويل ماكرون يواصل دعمه لك، هل تؤكد أن هناك مجموعة دولية من المستثمرين ستتولى الجانب المالي، وأن مؤتمر باريس 4 سيعقد لجمع الأفراد والأطراف والدول المستعدة لمنح المال للبنان؟

- سنجري اجتماعاً اقتصادياً في باريس من أجل لبنان وسنجري اجتماعاً في روما لمساعدة جيشنا اللبناني وكل أجهزة الأمن. ونعتقد أن تعزيز قدرة المؤسسات سيضعف الأحزاب السياسية كلها، وستوفر التنمية الاقتصادية المزيد من الوظائف.

] هل هذه طريقة بالنسبة إليك لكي تخفف من نفوذ «حزب الله»؟

- أريد أن يؤيد الناس الحكومة، حكومة لبنان المركزية. المشكلة في الماضي كانت ضعف المؤسسات كلها، ونحن اليوم نعزز هذه المؤسسات.

] هل عززت رحلتك إلى الرياض والبقاء هناك لـثلاثة أسابيع قدراتك؟

- أعطاني ذلك الكثير من الوقت لكي أفكر. في جميع الأحوال أقول إن هناك روما 2 وباريس ومجموعة الدعم الدولية لـلبنان. هناك أيضاً مؤتمر سيعقد بدعم من فرنسا في بروكسل من أجل اللاجئين.

] لكن سعد الحريري، بصفته رئيس الوزراء، هو من سيهتم بذلك دائماً؟

- بالطبع.

] هناك مشكلة دقيقة يجب حلّها في فرنسا وهي أن هناك 240 موظفاً فرنسياً في «سعودي أوجيه» يطالبون برواتبهم، وهم لم يتقاضوها منذ عامين على الأقل. هل سيتقاضون رواتبهم؟

- سيتقاضون رواتبهم حين يدفعوا لنا مستحقاتنا. لدينا الكثير من الديون وأنا واثق أننا سندفع المال للجميع ما إن نقبض المال.

] لكن من الذي سيدفع لهم؟

- الحكومة إضافة إلى أطراف أخرى.

] هل ستتدخل لكي يتقاضوا المال؟

- بالطبع، بالطبع. من مصلحتنا أن ندفع للموظفين جميعهم.

] هل سيكون هناك حل مناسب وعادل لجميع الأجراء الفرنسيين؟

- نعم ولكل الأجراء.

] ألا تزال تشعر بالتهديد؟ مؤامرة قد تطال حياتك كما صرحت؟

- هذا وارد دائماً. في أجهزة الأمن هناك تهديد دائم. كانت سياستي متشددة جداً في وجه المتطرفين، كما أن موقفي متشدد جداً ضد النظام في سوريا. لا يحبني أولئك الأشخاص، لذا التهديد موجود.

] لأنك لا تزال تريد معرفة الحقيقة حول اغتيال والدك رفيق الحريري؟

- بالطبع وهو لا يزال قدوة هنا.

] لا تزال تشعر بالتهديد اليوم أكثر مما مضى؟

- لا أفكر في التهديد.

] لكنه موجود؟

- لم أعتقد أبداً أن أمراً ما سيحصل إن خرجت، لكن التهديد موجود ولديّ جهاز أمني جيد وهو يقوم بعمله. أنا لا أستسلم أبداً، أفعل ما أريده، وجهازي الأمني يقوم بعمله.

] لكن لماذا لا تعكس صورة صلبة؟

- إن أردت جمع الناس حولك عليك تقبّل آراء الآخرين جميعهم وعلينا المساومة لمصلحة البلاد. مواقفي بخصوص «حزب الله» وإيران واضحة جداً، لكن حين أقرر أنني أريد أن أخدم مصلحة لبنان وأن أضع هذا جانباً وأنا أحرص على مصلحة لبنان في الوقت نفسه. أنا و«حزب الله» نعلم أنهم، لا هم يوافقون على سياستي الإقليمية ولا أنا أوافق على سياستهم الإقليمية.

] لكنك لن تشن الحرب على إيران؟

- كلا. بالنسبة إليّ، كلا.

] لكن على إيران أن تفهم؟

- أجل، أجل بالطبع.

] أليس صعباً أو حتى خطيراً أن تجسّد لبنان بهذه الصورة وأن تمثل دولة مماثلة؟

- هذا ضروري إن أردنا الخروج من هذه الأزمة كلها.

] لبنان هو دولة صغيرة جداً هل بوسعه أن يلعب دور المواجهة الإقليمية؟

- جوابي هو النفي. أنا أعارض بالكامل ما يقوم به «حزب الله» سياسياً، لكن هناك مصالح اللبنانيين. ليس لدينا كهرباء وكل ما شابه... عليّ أن أعمل وعليّ أن أتفق مع الأحزاب السياسية جميعها لكي أضع لبنان على الطريق السليم وعندها سيضعف نفوذ الجميع، وأنا أيضاً سيضعف حزبي السياسي.

] سيضعف الأعداء جميعهم؟

- أجل. في لبنان حين تكون الحكومة المركزية قوية كل الأحزاب السياسية التي تملك الأسلحة حتى تلك التي تنتهج سياسة عنصرية ربما ستضعف لأن مصلحة الجميع هي في هذه الحكومة المركزية القوية.

] ماذا تقول لفرنسا اليوم؟ أتطلب منها أن تواصل دعمها لك؟ ماذا تطلب منها؟

- أشكر فرنسا أولاً، لأنها تريد الحفاظ دائماً على استقرار لبنان وعلى مساعدتها له بشتى السبل السياسية، الاقتصادية والأمنية.

] وهل ستواصل مقابلة الرئيس الفرنسي والاتصال به؟

- أجل، ونحن نتحدث معاً دائماً ونتناقش كيف يمكننا أن نحمي المنطقة وليس لبنان فحسب.

] هل تدعوه لكي يأتي إلى لبنان؟

- أجل، آمل أن يأتي إلى لبنان. أعتقد أنه سيود الحضور في آذار ولبنان سيرحب به.

] هل سيستقبله سعد الحريري كرئيس للحكومة؟

- آمل ذلك. لكن في العادة رئيس الجمهورية يفعل ذلك.

] هل غيرتك الأسابيع الثلاثة المؤلمة التي عشتها مؤخراً؟

- كررت مراراً أنها مؤلمة، لكنها كانت ثلاثة أسابيع لصدمة إيجابية، للقول للعالم إن هناك مشكلة.

] أنت متفائل وتقول إنها صدمة إيجابية، لكننا لا ننسى الصدمة؟

- أجل، الصدمة. أقول إن هناك صدمة وكانت صدمة إيجابية بالنسبة إليّ. في هذه الأسابيع الثلاثة فكرت كثيراً في ما سأفعله لاحقاً، وأعتقد أننا في وضع حيث يريد الجميع استقرار لبنان في العالم بأسره. ولديك الأدلة على ذلك ورأيت كم من الدول طالبت باستقرار لبنان. لذا بالنسبة إليّ ما يهم هي النتائج ولن أناقش الأسابيع الثلاثة.

] لكن هل طبعتك هذه الفترة وجعلتك أكثر قساوة؟

- بعد اغتيال والدي... هذا ما جعلني قاسياً. أن أخسر رجلاً مثل رفيق الحريري، هذا ما جعلني قاسياً، وأعتقد أن هذا ما يرشدني لأنه كان بالنسبة إليّ جبلاً، كان الصخرة وهو المثال في نظري.

] يعيش لبنان والمنطقة حالياً ساعات حاسمة هل أنت موافق، ما بين الحرب والسلام؟

- بالطبع، والعالم أيضاً، نحن والأوروبيون والفرنسيون أيضاً. نحن أقرب إلى الحرب ونحن أقرب إلى السلام، ويجب توخي الحذر. أجل، يجب توخي الحذر الفائق وأيضاً يجب التحلي بالحزم في المواقف وقول الأمور كما هي، وهذا ما فعلته وهذا ما سأفعله من أجل لبنان.

] شكراً على استضافتك لي في بيروت في هذه المقابلة مع «سي نيوز»، في دارتك التي لا تشبه المكان المحصن مطلقاً لأنني سمعت أنه كذلك، لكن كلا. أنت تعيش هنا، هل مارست الرياضة هذا الصباح؟

- أجل، لقد فعلت وأمارس الرياضة كل يوم.

] وحتى في الرياض؟

- حتى في الرياض، في كل مكان.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا