×

البروفسور معاذ الملاّح: ينظرون إلى الكفاءة ويهتمون بالبحوث وتشجيع الإبداع

التصنيف: Old Archive

2009-11-11  01:56 م  1500

 

 

 

سامر زعيتر SZ@janobiyat.com

 

إن أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإن أردت الأخرة فعليك بالعلم>، من هذه المقولة انطلق الشاب الصيداوي معاذ الملاّح، نجل أمين سر <دار الفتوى> في صيدا الشيخ حسين الملاح، الى التخصص الطبي المميز، ليكون واحداً من أصحاب الكفاءات في الولايات المتحدة الأميركية··

 

لقد تأثر البروفسور الملاّح بالإعجاز العلمي في القرآن، ليختار الطب تخصصاً له بعدما كان متفوقاً في دراسته المدرسية والجامعية، ويصبح من ضمن النخبة الذين يشار إليهم في التفوق وحسن الخلق، فمن السلوك الديني المميز والنشاط المعهود عنه داخل <مسجد الزعتري> في صيدا، وتلك الإبتسامة التي ما زالت ترتسم على شفاهه منذ عرفناه في الصغر، انطلق الى التميز في اختصاص تصوير القلب، ليكون هذا الشاب علماً من الأعلام اللبنانية والعربية في الطب··

والبروفسور الملاّح يشغل منصب رئيس قسم تصوير القلب الحديث في <مستشفى هنري فورد> في مدينة ديترويت في ولاية ميتشغن، وهو أستاذ مشارك في كلية الطب ? جامعة ولاية وين (أكبر كلية طب في الولايات المتحدة الأميركية)، وهو زميل <جمعية أطباء القلب الأميركية>، وقد ألقى ما يزيد على 50 محاضرة في مؤتمرات عالمية، إضافة إلى أكثر من 30 بحثاً منشوراً، وهو خريج <الجامعة الأميركية> في بيروت و<جامعة هارفارد> في ولاية ماساتشوستس و<جامعة ميتشغن>··

<لــــواء صيدا والجنوب> إلتقى البروفسور الملاح ودار معه هذا الحوار حول البحوث التي يجريها وواقع الجالية العربية والإسلامية في أميركا مقارنة بالمستوى العلمي في بلادنا··

{ كيف كانت البداية الدراسية، ولماذا اخترت اختصاص الطب؟ - لقد تخرّجت من <ثانوية المقاصد> في صيدا، والوالد ترك لكل واحد منا حرية الإختيار، ولكن بتوجيه منه تأثرت بموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والحمدلله يسّر الله لنا ودرست الطب في <الجامعة الأميركية> في بيروت، ثم سافرت الى الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة التخصص والتحصيل العلمي منذ 10 سنوات·

الإهتمام بالإبداع { هل واجهتكم مشاكل معينة وخصوصاً أن السفر كان قريباً من فترة احداث 11 أيلول؟ - الجالية المسلمة في أميركا تمر بمراحل صعود وهبوط، ولكن الشعب الأميركي بالإجمال شعب مسالم يحب الأجانب وليس لديه عنصرية تجاه العرب أو المسلمين، وطبعاً العنصرية موجودة في كل مكان، لكن لم تواجهني أي حالة رفض من قبل أي جهة تقدمت إليها أو أي مريض لأنني عربي، بل هم ينظرون الى الكفاءة ونتبارى مع أبناء البلد بشكل طبيعي، فهم يهتمون بالإبداع·

وأنا تخصصت في أمراض القلب لمدة 6 سنوات في <جامعة وال ستريت>، ثم انتقلت الى <جامعة هارفارد> ضمن اختصاص تصوير القلب، وكنت من الدفعة الأولى التي تتخصص في هذا المجال الجديد وذلك لمدة عام، ومنذ العام 2007 وأنا بروفسور مشارك ورئيس قسم تصوير القلب في <مستشفى هنري فورد>، ورئيس الأطباء المتدربين واستاذ مشارك في الجامعة ولي ما يفوق عن 20 بحثاً منشوراً في المجلات العلمية اضافة الى المحاضرات والمقابلات والإستشارات العلمية، ورئيس قسم البحث العلمي في الجامعة الذي تقدر ميزانيته بنحو 750 ألف دولار وكلها تقدمة من هيئات وجمعيات أميركية·

{ بالحديث عن الإنفاق عن البحث العلمي والتطوير، كيف ترى هذا الواقع في أميركا والى من تقدم؟ - هناك الكثير من الأموال التي ترصد للبحث العلمي في الولايات المتحدة الأميركية وتعطى لكل إنسان حسب كفاءته ومستوى البحث الذي يقوم به، وجمعيات القلب الأميركية تصرف ملايين الدولارات على البحوث، وقد قدمت بحثاً اليها وقبل بميزانية 320 ألف دولار· وهناك جمعية أخرى قدمت لها بحث بقيمة 150 ألف دولار عن تصوير القلب الطبقي المحوري، وهناك الكثير من الأبحاث التي تدعم، والرئيس باراك أوباما خصص ميزانية 10 مليارات دولار للبحث العلمي، لأن هناك اهتماماً بالباحثين وكفاءاتهم وتطوير مهاراتهم، وقد قمت بإعداد ماجستير في أصول البحث العلمي والطبي وهو غير متوفر إلا في أميركا بدعم من الحكومة·

البحوث العلمية { على ماذا يتم التركيز في بحوثكَ العلمية؟ - بحوثي تتمركز حول تصوير القلب الطبقي المحوري أو الرنين بواسطة المغناطيسي، وهذه الأجهزة موجودة في لبنان، ولكننا في لبنان من باب المستهلكين لها وليس المطورين، ولكن نأمل بتطوير مهارات الباحثين لدينا ومنها ترشيد وسائل استخدام هذه المعدات·

وهناك نوعان من البحوث التي تتم حول تطوير الأجهزة نفسها وهي تختص بالمهندسين والشركات، ولكن هناك نوع آخر من البحوث نقوم به كأطباء لمعرفة هل يتم استخدامه على جميع المرضى أو نوعية معينة، لترشيد المعالجة للمريض، وهل يغني استخدام الجهاز عن فحوصات أخرى، ومن هذه البحوث وجدنا أن 80% من مرضى القلب يغني التصوير الطبقي عن عملية القصورة إن تم تحضيرهم بالشكل الجيد والمتابعة العلمية الصحيحة - أي أنه يجب أن لا تتجاوز عمليات التمييل نسبة الـ 20%·

{ هل يعني ذلك أن الإسراع في عملية التمييل التي نشهدها كثيراً في لبنان أمر خاطىء؟ - لا نقول أن السرعة في اجراء التمييل أمر خاطىء، ولكن غالبية المرضى يكتفون بالتصوير دون القصورة، لمن عمرهم غير كبير ولا يعانون من أمراض كالضغط وغيرها، وهناك التصوير النووي الذي يغني أيضاً عن القصورة، وهنا يأتي دور الطبيب لتقرير ماهية الأدوات المستخدمة، وأنا بحكم عملي لدي عيادة وأتابع العديد من الحالات الطبية بشكل دائم·

تطور الطب { ما هو المستوى الذي وصلت إليه الممارسة الطبية في لبنان مقارنة بالولايات المتحدة الأميركية؟ - الممارسة الطبية تختلف من مكان لأخر، حسب مدى تطور المستشفى سواءً أكان جامعي أو في ضاحية ضمن المدينة، وربما بعض المستشفيات في لبنان لديها تطور أكثر من بعض المستشفيات الصغيرة في أميركا، ولكن نأمل أن يتطور المستوى الطبي في لبنان والعالم العربي الى مستوى أعلى، والأهم من ذلك رفع مستوى الوقاية الطبية، وخصوصاً أننا نرى نسبة ارتفاع في عدد المدخنين في لبنان، ومن الأبحات التي تم نشرها ضرورة منع التدخين في الأماكن العامة والمقفلة، مما يقلل حالات الإصابة بمرض القلب، وذهبنا الى مجلس النواب في ولاية ميتشغن واعطيناهم هذا البحث لضرورة منع التدخين في الولاية، لأنه لو تم منع التدخين في كافة أنحاء أميركا لكان هناك تقليل لعدد حالات الإصابة بذبحة صدرية بشكل ملحوظ·

وهناك زيارات أقوم بها الى مختلف الدول ومنها العربية للمشاركة في المؤتمرات العالمية، واعطاء دورات ومحاضرات في جامعات الشرق الأوسط وتدريب الأطباء على عمليات تصوير القلب، لأن هذا الإختصاص هو حديث بدأ منذ 5 سنوات فقط، وهناك الكثير من الإحتياجات لهذا الأمر في كل أنحاء الوطن العربي، حتى يتمكن الإنسان من الإفادة بعلمه ونقله للجميع·

{ بالحديث عن البحوث التي تقومون بها، هل خصصت جزءاً منها للبحث في الإعجاز العلمي في القرآن، وماذا عن الدور الدعوي للطبيب المسلم في أميركا؟ - الأبحاث التي نقوم بها لم تكن خالصة للإعجاز العلمي، لكن نسأل الله عز وجل أن نقوم بذلك في المستقبل، ونحن نقوم بعملنا ومتابعته، وليس هناك من داعي لأن تقول أنك مسلم أو عربي لأن الأسم والهوية يكشفان عن ذلك، وحين يجدون في الإنسان التفاني والإخلاص والعمل بضمير مهني، يكون عامل لنشر الدعوة في هذا المجال، وفي أميركا هناك فصل بين العمل الدعوي والطبي، ولكن نسأل الله أن يكون لنا ذلك ضمن الجالية العربية·

الجالية العربية والإسلامية { كيف ترى واقع الجالية العربية والإسلامية في أميركا؟ - الجالية العربية والإسلامية هي انعكاس لحالة الأمة في العالم، لكن الكثير منها من القيادات في العالم، وهم من خيرة شباب الأمة الذين تخصصوا وأبدعوا، والجالية هناك بخير، ونرى نسبة التحصيل العلمي لدى الجالية العربية والإسلامية أعلى من نسبة التحصيل لدى الأميركيين، وذلك وفق احصاءات علمية من قبل مؤسسات أميركية قامت بذلك، لكن طموحنا أن يكون هناك تكافل وتوحد أكبر داخل الجالية··

{ ما هو الطموح المستقبلي الذي تسعى إليه، وماذا عن العودة إلى الوطن بدلاً من الإغتراب؟ - أكبر طموح للإنسان أن يرضي الله عز وجل والوالدين، ولكن نأمل أن ننقل جزءاً من هذه المهارات والكفاءات الى أهلنا واخواننا في عالمنا العربي والإسلامي كي يغيّر حال هذه الأمة، ونأمل إذا اتيحت الفرصة أن نعود الى لبنان·

والفضل لله عز وجل ودعاء الوالدين والتوجيه المستمر والإهتمام الذي أولياني إياه، والى رفيقة الدرب التي تحضّر ماجستير في الإدارة التربوية في الولايات المتحدة وولدي أسماء ومريم، فهم لهم دور كبير في حياتي، وطبعاً الشعور بالغربة أمر طبيعي، ولكن المجتمع المسلم هو الإمتداد الطبيعي للإنسان في بلاده ومع وجود الزوجة والأولاد يعوّض قليلاً عن غياب الأهل··

سامر زعيتر SZ@janobiyat.com
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا